أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون














المزيد.....

لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1531 - 2006 / 4 / 25 - 11:28
المحور: كتابات ساخرة
    


أخيراً، تأكد لنا؛ أننا قوم كنا (وما زلنا..؟)، نخوض الحياة بلا بنى تحتية أو فوقية. نتوسد أرضاً بخيلة ونلتحف سماءً بعيدة. لا تحت غير طوائفنا وأقوامنا ولا فوق غير خالق كل منا يدعي وكالته. والعلاقة الحاصلة بين الـ(فوق) والـ(تحت)، ما زالت على حالها بمسار وحيد، هابط من فوق إلى تحت، لحمته وسداه الطاعة والإتباع. لا فرديات تعكس التنوع الطبيعي للبشر، لا آراء ولا مصالح، غير تلك التي ينطق بها وعنها إمراء، مرة يتلثمون بالدين وأخرى بالدنيا، في جدلية أين منها جدلية ماركس.
لطول انتظارنا صفقة الصفقات، التي تقاسم بها القوم الرئاسات الثلاثة، قد نسيناها وعدنا إلى ممارسة شؤوننا اليومية. وشؤوننا كانت شجوناً. كنا في كل يوم نطور ونشذب بوسائلنا لتحصيل تلك الشؤون، مرة وفق آخر ما وصلنا من تكنولوجيا الكفار ومرات وفق آخر ما وصلنا من صحاح القوم الأخيار. لقد طورنا تقنية الخطف مثلاً وحولناها من خطف بالمفرد إلى خطف بالجملة، وهذه لعمري تحسب لنا في تلك الجداول التي تعكف على إعدادها مؤسسات وهيئات معتبرة خارج حدودنا، كذلك طورنا تقنية قتل وتسليم الجثث، قديماً كانت الجثث تخفى أما تحت التراب أو في النهر، وهذه كانت تحسب علينا، لذلك تنادت الأقوام والطوائف المتناحرة على التناغم مع روح العصر وهو عصر الشفافية الفضائية كما تعلمون، لذلك صارت الجثث تظهر كل صباح في الشوارع أو في الساحات العامة أو في المبازل، وهناك هيئات ولجان استحدثت لعد وإحصاء ودفن الجثث. وهذه مساهمة باهرة في توفير فرص عمل جديدة. العمل كله يتم بشفافية وحضارية كاملة. أما من يقتل ويرمي هذه الجثث..؟ فكل المؤشرات المتوفرة تقول أن الجثث قتلت نفسها بنفسها بصاعق مجهول، لكن بإمكان الباحث الحريف أن يستدل على الفاعل من هوية الجثة. أما التفخيخ فقطعنا به أشواطاً بعيدة، لتوفير اليسر والسهولة وكما تعرفون أن ديننا هو دين اليسر وليس دين العسر، أننا تفوقنا في اليسر في هذا المجال الحيوي، حتى على شركة الوندووز التي تجهد نفسها أيما إجهاد فقط لجعل برامجها سهلة الاستخدام لأغشم المخلوقات، أننا أيها السادة حولنا التفخيخ من تفخيخ السيارات التي تقتل بشكل عشوائي وهي تقنية معقدة، إلى تقنية تفخيخ المبردات وهي تقنية سهلة وفي متناول أي كان، والقتل فيها يكون معلوماً بالاسم والرقم.. بل نحن في طريقنا لتفخيخ حتى الصوبات، ليستمر جهادنا في كل الفصول. نقوم بأعمالنا اليومية على أحسن ما يرام، تحت إمرة أمراء من أوزان مختلفة، كلهم يخافون الله ويدافعون عن أبناء دينهم ومذهبهم.
وفي ظل كل هذه التطورات والإنجازات المذهلة، ما زال ذلك العراقي الأعزل إلا من عراقيته، يسمع صباح مساء ذات الدعاء: لك الله أيها المسكين.. كان عليك أن تتأبط طائفتك أو قومك وتتلثم برقم يدخل في سجلات هذا الأمير أو ذاك.. ما لك ولهذه العراقية التي لا تسمن من جوع ولا تقي من برد ولا تحمي النفس التي حرم الله قتلها إلا على الهوية.. أنت حالم يا هذا.. لقد صدقت النبوءات الكاذبة، صدقت أن نفسك هي أشرف من الكعبة.. وصدقت أنك كائن مجنح قادر على الطيران بلا قومية أو دين أو مذهب.. وأغمضت عينيك لئلا ترى ذلك التصاعد المذهل لأرقام بورصات الطوائف والمذاهب وهي تصعد إلى عنان السماء، يتقدمها سهم الدين الذي بلغ أرقاماً فلكية وقيل في رواية أخرى أنها سماوية.. ألم تر كيف آزر ربك الطوائف المتصارعة بصفقة الصفقات.. ألم يجعلهم تحت قبة البرلمان يتقاسمون الرئاسات الثلاث على الهوية.. وأنت ما زلت تصرخ أنها والله لقسمة ضيزى.. ما هذه الضيزى التي لا أدري من أي نص مقدس خرجت بها علينا.. اتق الله في نفسك من التضييز يا هذا.. عد إلى طائفتك وقومك.. عد إلى رشدك ودعهم يتحاصصون..
24/04/2006



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات العالس والمعلوس ..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
- نسخ الله المتكاثرة..!!؟
- داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان
- تجحيش الديمقراطية
- قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
- في جدل الروائي المؤرخ
- صحيح العراقي
- بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟
- مرة أخرى عن الحصان والعربة..!!؟
- نحن والمشتبه بهم
- محنة قناة الشرقية مع المجهول..!!؟
- بين الجزيرتين..!!؟
- شبكة الإعلام العراقية ومحنة الهوية
- بين العراقيين العرب وعرب الطائفة المنصورة..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا..!!؟
- من أفشى السر..!!؟
- ليس عندنا فساد.. عندنا تمويل ذاتي
- أسلم.. تسلم أيها السيد (القمني)..!!؟
- للحلاق رب يحميه..!!؟


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - لا تزعجوهم.. أنهم يتحاصصون