أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فؤاد عيد - كتائب الظل وما بقي من جيش السودان الوطني














المزيد.....

كتائب الظل وما بقي من جيش السودان الوطني


فؤاد عيد

الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 11 - 14:52
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كتائب الظل وما بقي من جيش السودان الوطني
فؤاد عيد
لقد تم اختطاف جيش السودان الوطني منذ انقلاب الإنقاذ المشؤم في العام "89" وتم استبداله بكيانات "مرتزقة" تتاجر في الدين والارتزاق وتزاحم ما بقي من الجيش في أعماله ومهامه الوظيفية وأحيانا تقوم بها بلا خجل أو استحياء. تعود حكاية خطف الجيش إلى أوائل عهد الإنقاذ وذلك عندما سلكت طرقا ووسائل مخجلة لإحالة الضباط الأكفاء للمعاش وتعقبهم عن طريق مجموعة من أفراد جهاز الأمن مختصة بتتبع من تمت إحالتهم للمعاش ومحاولة ارجاعهم للخدمة ولكن لخدمة الحركة الإسلامية بدلا عن خدمة السودان. وأغلبهم كان يخضع لعملية الابتزاز هذه من أجل "لقمة العيش" ومن يرفض عليه أن يختار إما الهجرة لخدمة "دويلات الخليج" أو يتسول في شوارع الخرطوم.
بالفعل عملت هذه المجموعات المبتزة على تدريب مليشيات وكتائب الإنقاذ التي حلت مكان الجيش لذلك ليس غريبا أن نرى مجموعات أخرى موازية للجيش بل تتفوق عليه في التسليح والامتيازات مثل قوات "الدفاع الشعبي" و "استخبارات حرس الحدود" و"كتائب ظل على عثمان" وقوات "الدعم السريع".
كتائب ظل على عثمان
الحقيقة بدأ تكوين هذه الكتائب قبل وصول الإنقاذ لحكم السودان وكان الهدف الأساسي من تكوينها هو التفرغ التام لحماية الحركة الإسلامية، وفي الواقع أن تكوين مثل هذه المليشيات ليس من قبيل الفتوحات والفيوضات الربانية التي ألهمها الله لعراب الإنقاذ "حسن الترابي" وانما للحكاية أصل وجذر تاريخي تلتقي عنده كل الأنظمة والحركات الشمولية، فلقد أنشأت ألمانيا النازية قوات " فالكلاري" لتعمل في الظل لحماية زعيم النازية "أدولف هتلر".
بالفعل قد تم تدريب هذه الكتائب في ايران تحت اشراف "لاحس الكوع" نافع وأخيه في الوضاعة "قطبي المهدي". وقد شاركت هذه القوات في انقلاب الإنقاذ في الرصد وجمع المعلومات والاعتقالات وحماية مراكز الاتصالات "عشية الانقلاب"، كما كان لها دورا بارزا في اعداد قوائم المفصولين والتصفيات والاغتيالات الجسدية مثلما تفعل الآن في حق الثوار السلميين.
بل هذه الكتائب لها وجود مقدر في مجالات الخدمة المدنية خاصة في مجال الشركات الأمنية مثل "شركة الهدف"، وفي مجال الكهرباء والاتصالات وقطاع البنوك وديوان الزكاة وهيئة الحج والعمرة، والصندوق القومي للتأمين الاجتماعي والمعاشات وغيرها من مؤسسات الدولة.
لكن الوجود الحقيقي والفعلي لهذه الكتائب المجرمة قد بدأ في العام 1990 عندما شرعت الإنقاذ في استبدال الضباط العسكريين المحترفين ذوي الخبرة المعارضين للجبهة الإسلامية القومية بعناصر موالية لها. وقد اقترنت تلك التطهيرات الواسعة للقوات المسلحة النظامية بإعادة التجنيد القسري للضباط العسكريين ضمن قوات الدفاع الشعبي لإعادة تثقيفهم اسلاميا. وبحلول شهر أكتوبر/تشرين الأول من سنة 1993 طرد مجلس قيادة الانقلاب 1500 ضابط – أي أقل من ثلث بقليل من فيلق ضباط كامل - و500 ضابط صف و11 ألفاً من عامة الجنود. كما تم استبعاد 227 ضابطاً آخر في مستهل سنة 1995، منهم 57 عميداً وجنرالاً. وتقاعد كثيرون آخرون بهدوء وقد وعدوا بقروض من النظام المصرفي الإسلامي. وحل محل الراحلين خريجون شباب من الكلية الحربية مناصرون للجبهة الإسلامية القومية. وحدث في الوقت ذاته توسع هائل في التجنيد لقوات الدفاع الشعبي والتدريب من أجل تجهيزها للتعويض عن الجيش النظامي في ساحة المعركة. واحتفظ بهذا المستوى من التعبئة لقوات الدفاع الشعبي من سنة 1992 حتى سنة 1997 تقريباً. وكان يزاد على هذا التجنيد المتواصل في معسكرات التدريب والكتائب المركزية لقوات الدفاع الشعبي، حملات دورية لتجنيد مقاتلين يعلن عنها أبان الحملات العسكرية الكبيرة وهي أقسام يمكن حصرها في الآتي:
1- قسم نخبوي من الوحدات شبيهة بحراس الثورة الإيرانية "الباسدران"، وتتلقى بعض من هذه الوحدات، مثلما يشاع، تدريبات في حقل الدبابات والمدفعية.
2- طلاب ومدنيون أجبروا على التدريب في معسكرات مغلقة.
3- ضباط عسكريون وموظفون مدنيون أجبروا على القيام بتدريب في معسكرات قوات الدفاع الشعبي بغرض إعادة تثقيفهم وإرشادهم عقائدياً.
4- ميليشيات رعوية محلية الطابع تُمدها مكاتب قوات الدفاع الشعبي ولجانها الإقليمية بالمساعدة
5- شبكة متفرقة من المخبرين.
كتائب الظل الآن كيف نعرفها؟
هنالك نوعان من كتائب الظل أحدهما مدنيا يتدثر "بزي الشرطة" وينتعل "باتا أو سفنجة" ويركب سيارة بلا لوحات ويحمل سلاحا، وأما الثاني فهو ذلك الشخص الوضيع الذي يتلثم ويندس وسط الثوار ولا يرتدي زي الشرطة وعند كشفه يترك حتى "ملابسه الداخلية" لينجو بنفسه لأنه أجبن من أن يدافع حتى عن نفسه.
لكن هذه المليشيات ليست بالكفاءة المطلوبة حتى تحمي نظاما آيلا للسقوط من تلقاء نفسه وإن سماها الرئيس تجملا "كتائب اسناد" رغم كثرتها وتنوعها وانتشارها، فهم يطلقون النار بغباء شديد وعشوائية لا مثيل لها بدون تنظيم أو اكتراث فهم يقتلون فقط رغم سلمية الثورة. ويقومون أيضا بأعمال النهب والسرقة والتخريب وصناعة الفوضى وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة.
لكن في تقديري إن أسوأ الأعمال التي تقوم بها هذه الكتائب هي "أعمال التزوير" فهي بارعة في تزوير الانتخابات والدين والأخلاق والحقائق والأماني والأحلام والرغبات والموارد وميزانية الدولة وإدارة المؤسسات من الباطن بشكل سري غير متوقع. فهم خفافيش الظلام والظل الذين يديرون شؤون السودان بالهمس والغمز والطلس.

[email protected]



#فؤاد_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يتبق للإنقاذ إلا الوقت
- رباطة الانقاذ ودرك الجندرمة
- مؤيد دهسته الانقاذ


المزيد.....




- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فؤاد عيد - كتائب الظل وما بقي من جيش السودان الوطني