أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سيبان حسين ابراهيم - البرامكة















المزيد.....


البرامكة


سيبان حسين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 11 - 12:48
المحور: القضية الكردية
    


البرامكة
الخلافة العباسية :
كان حكم الأمويين قائما على الجبروت و القوة و اعتمادهم بشكل كبير على العنصر العربي في خلافتهم وظلمهم لغيرهم من القوميات ، فقد ورد في كتاب البداية والنهاية لابن الاكثير عن ثورة الخوارج بشمال إفريقيا سنة 122هجرية أنه في زمن الخليفة الاموي السادس هشام بن عبد الملك أن أهل العراق تولوا قيادة و إمارة بلاد المغرب وفسدوا في الأرض وكانوا يأخذون من أهل المغرب المال والاغنام ويتزوجون بناتهم دون رضاهم بحجة أنهم رجال الخليفة ومن الزعماء العرب ، ويتقاسمون غنائم الحرب ، فحصة الأسد تكون للجنود العرب دون غيرهم ، الى أن خرج زعيم الخوارج بمنطقة طنجة مع بضعة وعشرين رجلا فأتوا دمشق لمقابلة الخليفة فلم يأذن لهم ، و انتظروا بدمشق ولم يسمح لهم بالدخول ، فعادوا للمغرب وقتلوا عامل الخليفة الأموي هناك وثاروا على الخلافة الأموية ، كما أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان من صك الدينار العربي بدل العملة الرومانية ، و أمر واليه بالعراق الحجاج بن يوسف الثقفي بتعريب دواوين العراق كلها ، فقد كان العراق قسمين ،عراق العرب وعراق العجم ،و كانت دواوين الدولة في زمن عبد الملك بن مروان تكتب باللغة البهلوية و هي لغة الحكم في الإمبراطورية الساسانية ، فألغوا اللغة البهلواية ومنعوها واحرقوا أغلب كتبها .
كل هذا الظلم و الجور في أنحاء الخلافة الأموية جعل الشعب يتململ من خلافتهم التي أصبحت مريضة في آخر عمرها وعبئا على الناس ، فكاتب الناس أبى هشام عبد الله بن محمد بن الحنفية بن على بن أبى طالب وهو من أهل البيت و أحد كبار العلماء ليتولى الخلافة بدل الأمويين ، وكان يسكن بلاد الشام وكان هذا في عهد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ، فعلم الخليفة الأموي بالأمر ولكنه لم يكن ليعتقل عالما مثل ابى هشام بهذه السهولة ، فخاف ابو هشام وهرب الى الاردن لقرية الحميمة حيث يسكن عمه عليّ السَّجَّاد بن عبد الله بن عباس ، وكان ابو هشام يحتضر فأمر عمه بتولي المسؤولية من بعده وتوفي هناك سنة 99هـ/ 718م.
وبداية الخلافة العباسية كانت سنة 132هـ بعد قضائهم على الأمويين و انتهت بسقوط بغداد عام 656ه/1258م
كان قيام الخلافة العباسية يعتمد و يستند على العجم اكثر من العرب ، عكس الامويين وهذا ما ساعدهم في تقوية دعوتهم ، حيث انطلقوا من مبدأ ان العجم دخلوا الإسلام و اعتنقوه ، وليس عندهم تعصب قبلي مثل القبائل العربية، فالأسباب التي ذكرت في السطور الاولى من التعصب القبلي للأمويين جعل الكورد يميلون للعباسيين اكثر ، واكثر شخصيتين كورديتين لعبت دورا بارزا في إنشاء الخلافة العباسية كان قائد وكبير دعاتهم ابو مسلم خرساني وعائلة البرامكة .
البرامكة
كلمة برامكة أتت من برمك وهي كلمة كوردية وتتألف من شقين هما بر وتعني الحارس وماك وهو البيت المقدس ، واشتهرت هذه الاسرة الكوردية منذ القدم بإدارة المعبد الزردشتي نوبهار في سندان بأفغانستان وكان معبدا للإله ميثرا ، و بعدها اصبح معبدا للديانة الزردشتية وقد اكد القاضي والمؤرخ الشهير الكوردي ابن خَلِّكان في كتابه ( وَفَيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ) انه يعود بأصله الى البرامكة وانهم من قبيلة الزر زارية الكوردية .
ومن اهم الشخصيات التي اشتهرت من عائلة البرامكة :
خالد بن برمك
ولد خالد عام 90 هـ وتوفي 163 هـ أو سنة 165 هـ وكان كورديا زردشتين وهو أول من اعتنق الإسلام من البرامكة ، وكان من اهم الدعاة للخلافة العباسية واصبح وزيرا للخليفة العباسي الاول أبو العباس السفّاح ثم خليفة لسلفه أبو جعفر المنصور وبقي في منصبه سنة وبعض السنة.
اشتهر خالد بذكائه وحكمته وشجاعته وهيبته وكرمه ويقول فيه أحمد بن سوار الموصلي: ( ما هبنا قط أميراً هيبتَنا خالدَ بن برمك، من غير أن تشتد عقوبته، ولا نرى منه جبروته، ولكن هيبة كانت له في صدورنا )
أما يحيى ابن خالد فقد اصبح وزير المهدي الذي افضى إليه تربية هارون الرشيد ، وقد رضع هارون والفضل بن يحيى بن خالد البرمكي معا ، وهذا ما جعل هارون الرشيد يسلم شؤون الخلافة ليحيى البرمكي ويناديه بأبي .
اما البزوغ الحقيقي لقوة البرامكة وعلو شأنهم بدأ سنة 170ه ، حين اراد الخليفة موسى الهادي خلع اخيه ولي العهد هارون الرشيد وتولية ابنه جعفر ووافق ذلك أغلب الامراء والقادة الا الخيزران والدة الهادي وهارون ، ورفض يحيى بن خالد البرمكي خلع هارون فقدم إلى الخليفة الهادي وقال له :
(إني أخشى أن تهون الأيمان على الناس ولكن المصلحة تقتضي أن تجعل جعفرا ولي العهد من بعد هارون وأيضا فأني أخشى أن لا يجيب أكثر الناس إلى البيعة لجعفر لأنه دون البلوغ، فيتفاقم الأمر ويختلف الناس.)
وهنا تظهر حنكة يحيى وذكائه لمنع وقوع خلاف بين الأخوة وتشتت الامة الإسلامية ، فأوجد الحل لذلك بتعين جعفر ولي العهد بعد هارون .
لم يرق الوضع لموسى الهادي وسافر حينها للموصل ، و أثناء عودته توفي في بعيساباذ ليلة الجمعة للنصف من ربيع الأول سنة 170ه وهو اليوم الذي كان سيعدم فيه اخاه هارون ويحيى البرمكي لوقوفه مع هارون لولاية العهد ، وفي ليلة موت الهادي قيل يوم مات الخليفة (الهادي) وعين الخليفة (هارون رشيد) ولد الخليفة (المأمون)

وقد اورد ابن الكثير في الجزء العاشر من كتابه البداية والنهاية
( إنه لما مات الهادي في الليل جاء يحيى بن خالد بن برمك إلى الرشيد فوجده نائما فقال: قم يا أمير المؤمنين.
فقال له الرشيد: كم تروعني، لو سمعك هذا الرجل لكان ذلك أكبر ذنوبي عنده؟
فقال: قد مات الرجل.
فجلس هارون فقال: أشر عليّ في الولايات، فجعل يذكر ولايات الأقاليم لرجال يسميهم فيوليهم الرشيد، فبينما هما كذلك إذ جاء آخر فقال: أبشر يا أمير المؤمنين فقد ولد لك الساعة غلام.
فقال: هو عبد الله وهو المأمون.)
وهنا تظهر مكانة يحيى البرمكي فهو من عين الولاة واشار بهم على هارون الرشيد ، كما ان اول عمل قام به الخليفة هارون الرشيد هو تعيين يحيى البرمكي في الوزارة وقال له : (قد فوضت إليك أمر الرعية وخلعت ذلك من عنقي وجعلته في عنقك، فول من رأيت واعزل من رأيت.) فاصبح يحيى البرمكي هو المسؤول والآمر في الخلافة مع هارون الرشيد خاصة عام 171 ه حيث سلم هارون الرشيد خاتم الخلافة له ، و إن كان عصر هارون الرشيد هو العصر الذهبي في الخلافة فان الفضل يعود إلى يحيى البرمكي و ولديه جعفر و الفضل ، فقد تطورت على يدهم مدينة بغداد وازدانت بقصور البرامكة ، فقصر جعفر ابن يحيى البرمكي كلف بنائه 20مليون درهم ليكون درة القصور التي تزين بغداد، ونشط العلم واصبحت بغداد مقصد العلماء والشعراء و ازدهرت التجارة ، وبدأت اولى الترجمات العربية للكتب العلمية و اخترعت الساعة المائية وفتحت اول صيدلية .
كما فتح اول مصنع للورق ببغداد سنة 795 م
واستعملت القناديل لأول مرة في إضاءة الطرقات والمساجد وبنيت الجسور والقناطر الكبيرة وحفرت الترع ، و وصلت مالية خراج الدولة الى حد لم تصل اليه في عهد أي خليفة قبله قط ، فقدرت حينها ب 400 مليون درهم . ويمكننا هنا ان نلاحظ التقدم و الازدهار الذي حققه البرامكة للخلافة العباسية، وكيف ان كفاءتهم لم تقتصر على المجال المالي فقط ، بل برز دورهم بالمجال السياسي أيضا ، حيث كان للبرامكة فضل كبير و دور بارز في بقاء الخلافة متماسكة .
ففي عام 176 ه خرج بلاد ديلم يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب يطالب بحق اجداده فسار معه اناس كثر وعلا نجمه ، فلم يجد هارون الرشيد افضل من الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك ليرسله لبلاد ديلم مع جيش قوامه خمسين ألفا وولاه على كور الجبل والري وجرجان وطبرستان وقومس وفي عام 177 اضاف لها خراسان فوصل الفضل إلى يحيى بن عبد لله وتقرب منه وحل الخلاف وانهى الشرخ الذي كاد ان يكبر ويعيد المسلمين لمعارك مثل موقعة الجمل المشؤومة، وطلب يحيى ان يكتب له هارون الرشيد كتاب أمان بيده ففرح هارون بهذا الحل وكتب الأمان ليحيى واشهد كبار القوم وقضاتهم ومشيخة بني هاشم ، وبهذا كان للفضل بن يحيى بن خالد البرمكي فضل الكبير في إنهاء الفتنة بين الهاشميين واقتتالهم على الخلافة .
وفي نفس العام 176ه رجعت الخلافات لتظهر في الشام بين القيسيين واليمانيين واقتتلوا فيما بينهم ، فسار اليهم موسى بن يحيى بن خالد البرمكي وحل النزاع بينهم وانهى المشكلة ، وقاد كبار القيسيين واليمانيين لبغداد لينظر في امرهم هارون الرشيد فأوكل امر حكمهم ليحيى بن خالد البرمكي الذي عفا عنهم .
ولكن ما لبثت المشاكل لتظهر في الشام عام 180ه بين النزارية واليمنية ، فخرج اليهم جعفر بن خالد البرمكي فدخلها مع قادته فاستمع الناس له وحل خلافهم واخذ كل فرس وسيف ورمح وجده ، فلم يترك بالشام سلاحا الا بيد جيش الخلافة ، فاستطاع بذكائه أن ينهي خلاف واقتتال العشائر في الشام .
انجازات البرامكة باختصار:
1- تقدم الأدب والشعر والترجمة في زمنهم وبدعمهم المادي.
2- ازدهر العمران ببناء الجوامع والقصور والمرافق الخدمية مثل الحمامات وإنارة الطرقات .
3- حل الخلاف الكبير بين الطالبيين والعباسيين ، الذي نشأ منذ بداية الخلافة العباسية .
4-انهاء الفتن في الشام .
5- جعل خزانة بيت مال المسلمين تفيض بالمال بفضل تنشيطهم للتجارة و مشاريعهم في إنشاء الترع وايصال المياه للأراضي الزراعية.
6- حمل البرامكة اعباء الخلافة كلها على ظهرهم ، فجعفر البرمكي كان وصيا على المأمون ابن هارون الرشيد وبيده مصر .
بينما شرق الخلافة كان بيد فضل بن يحيى البرمكي من خراسان وكور الجبل والري وجرجان وطبرستان وقومس.
7- فتح البرامكة بلادا كثيرة، مثل كابل وما وراء النهر وهزم ملك الترك واجبره على دفع الجزية للخلافة .
8- بنى البرامكة قوة عسكرية من خمسمائة ألف مقاتل في خراسان وارسل عشرين ألفا إلى بغداد لحمايتها عرفوا باسم الكرمي نية.
9- عام 178 فوض الرشيد أمور الخلافة كلها إلى يحيى بن خالد بن برمك

*النكبة عام 187 ه:
قيل إن الملك عقيم وكما قال يحيى بن خالد ( لا أرحام بين الملوك وبين أحد ) وهذا بالفعل ما اثبتته التجارب والوقائع ، فلنكبة البرامكة على يد هارون الرشيد اسباب كثيرة :
1- وصول هارون الرشيد للخلافة عن طريق دعم خالد البرمكي له جعله يخاف منهم ومن سطوتهم .
2- تحول البرامكة من وزراء وقادة الى خلفاء حقيقيين ، وتحول الرشيد لخليفة بالاسم فقط ، فالبرامكة هم الذين يديرون شؤون الخلافة ويسيرونها ويولون الولاة كما ذكرنا سابقا، وكل ذلك بأمر من هارون الرشيد نفسه .
3- ثروات البرامكة و غناهم ، حيث كانت قصورهم في الرصافة وبغداد اجمل من اكبر قصور هارون الرشيد نفسه ، وكانت أعداد قراهم وممتلكاتهم تقارب املاك هارون الرشيد.
4- المكافأة والاعطيات التي كان يقدمها البرامكة للأدباء و الشعراء ولعامة الشعب كانت تساوي اعطيات الخليفة نفسه ، فكثيرا ما كان البرامكة يقدمون مليون درهم هبة ويوزعونها على الناس .
5- اغلب الشعراء الذين كانوا يمدحون الخليفة هارون الرشيد كانوا يذكرون البرامكة في القصيدة نفسها ، وهذا يدل على مكانتهم واسمهم مهم مثلهم مثل الخليفة .
6- ان هارون رشيد زوج اخته التي يحبها جدا العباسة من جعفر البرمكي ، ليحل لهما النظر لبعضهما في مجلسه ، و اشترط الا يقتربا من بعض كالأزواج، إلا أن العباسة عرضت نفسها على جعفر فرفض ذلك ، فاحتالت عليه عباسة وطلبت من والدة جعفر ان تدخلها ليلا على جعفر على انها إحدى وصيفاتها ، وبالفعل ادخلتها ام جعفر، و ضاجعها جعفر تلك الليلة قبل أن يدرك أنها العباسة، وحبلت منه بولد وعندما وضعت طفلها بعثت به مع بعض الخدم ومرضعة الى مكة ، ولكن زبيدة زوجة هارون الرشيد اعلمت هارون الرشيد بذلك ، فجن جنونه وتوعد بالتنكيل بالبرامكة ، وقد اورد ذلك كل من ابن جرير وابن خلكان والحافظ الذهبي ، إلا ان هذه الرواية مشكوك بأمرها ، و حتى ولو كانت حقيقية فمادام قد زوجهما بشرع الله فلا يمكنه ان يمنع جماعهم ويحرم ما احله الله بين زوجين .
كل هذه الأسباب كانت تحرك المغرضين والفساد و الواشين بهم لدى هارون الرشيد وخاصة زبيدة زوجة هارون الرشيد ام الامين والفضل ابن الربيع الفارسي و المنافس الاول للبرامكة لأخذ مكانتهم وحظوتهم لدى هارون الرشيد.
اما شرارة النكبة كما قالها أبو محمد اليزيدي ونقلها عنه الطبري فكانت بقصة يحيى بن عبد الله الطالبي الذي ذكرناه وكيف خرج عن الخلافة في بلاد ديلم و صراع العباسيين والطالبيين على السلطة، فكما ذكرنا في بداية حديثنا عن البرامكة كيف كان ابي هاشم الطالبي اول من بدء بالدعوة لإنهاء خلافة الامويين ونقلها لعمه علي السجاد العباسي ، و الذي استمر اولاده بالدعوة للخلافة واستطاعوا أخذها ، فشعر الطالبيين بالظلم لاستئثار العباسيين بالخلافة من دونهم، فكانت القلاقل تحدث دوما بين العباسيين وطالبين وحين خرج يحيى الطالبي في بلاد ديلم وتم حل الخلاف على يد الفضل بن يحيى البرمكي واخذ الامان له بكتاب من خط يد هارون الرشيد واتى الفضل بيحيى الى بغداد وعاش بها ، إلا ان هارون الرشيد وبسبب الفتن التي كانت تحبك و تحاك من حوله ضد يحيى الطالبي، امر هارون الرشيد بسجن يحيى الطالبي ونقض عهده معه واودعه السجن لدى جعفر البرمكي، ولكن جعفر البرمكي اطلق سراح يحيى الطالبي ، ففسد عليه الفضل بن الربيع لدى هارون الرشيد و أخبره ان البرامكة اطلقوا سراح يحيى الطالبي ويدعمونه لأخذ الخلافة من العباسيين ، و كان كل هذا محض افتراء و لتشويه سمعة البرامكة و جلب نقمة هارون عليهم وبالفعل كانت هذه القصة هي شرارة النكبة ، حيث اعتقل كل شخص من البرامكة مثل يحيى بن خالد البرمكي الذي مات في سجنه بالرقة سنة 190سنة حيث بلغ من العمر 37 سنة، وابنه القائد الفضل بن يحيى البرمكي اخو هارون بالرضاعة فقد مات بسجنه عام 192ه ، اما جعفر اقرب الناس لهارون الرشيد وكريم زمانه واكثرهم بلاغة وذكاء و الذي كان قد تتلمذ على يدي القاضي الشهير ابو يوسف صاحب ابي حنيفة النعمان ، وقيل انه ذات يوم كان عند هارون الرشيد فختم ووقع اكثر من الف ورقة وامر ، فراجعها هارون الرشيد ليجد ان كل ما وقع وامر به جعفر كان عن موجب الفقه ، وقد قال ثمامة بن أشرس) ما رأيت أبلغ من جعفر البرمكي والمأمون ).
اما ما يخص مقتله فقد نكل به هارون رشيد عام 187ه وقطع رأسه ورفع على جسر الاوسط ببغداد ،و قسم جسمه لنصفين وعلق كل قسم على جسر من جسور بغداد .
وقد وذكر ابن الجوزي أن الرشيد سئل عن سبب قتله البرامكة فقال: لو أعلم أن قميصي يعلم ذلك لأحرقته وهذا ان بدا فلندمه على ذلك .
نهاية وحشية ودموية قام بها هارون الرشيد بحق اقرب الناس منه والذين حموا حياته ورفعوه للخلافة وعملوا 17سنة في تطوير خلافته وازدهارها.

* بعض اشعار التي قيلت في البرامكة
يقول بعض الشعراء:
قد هاجت الشام هيجا * يشيب رأس وليده
فصب موسى عليها * بخيله وجنوده
فدانت الشام لما * أتى بسنح وحيده
هذا الجواد الذي بـ * ـذِ كل جود بجوده
أعده جود أبيه * يحيى وجود جدوده
فجاد موسى بن يحيى * بطارف وتليده
ونال موسى ذرى المجـ * ـد وهو حشو مهوده
خصصته بمديحي * منثوره وقصيده
من البرامك عودا * له فأكرم بعوده

......
مروان بن أبي حفصة:
ما الفضل إلا شهاب لا أفول له * عند الحروب إذا ما تأفل الشهب
حام على ملك قوم غرٌّ سهمهم * من الوراثة في أيديهم سبب
أمست يد لبني ساق الحجيج بها * كتائب ما لها في غيرهم أرب
كتائب لبني العباس قد عرفت * ما ألّف الفضل منها العجم والعرب
أثبت خمس مئين في عدادهم * من الألوف التي أحصت لها الكتب
يقارعون عن القوم الذين هم * أولى بأحمد في الفرقان إن نسبوا
إن الجواد بن يحيى الفضل لا ورق * يبقى على جود كفيه ولا ذهب

وقال ايضا يقول مروان بن أبي حفصة

ظفرت فلا شلت يد برمكية * رتقت بها الفتق الذي بين هاشم
على حين أعيا الراتقين التئامه * فكفوا وقالوا ليس بالمتلائم
فأصبحت قد فازت يداك بخطة * من المجد باق ذكرها في المواسم
وما زال قدح الملك يخرج فائزا * لكم كلما ضمت قداح المساهم
.....
وقيل فيهم ايضا
إذا أم طفل راعها جوع طفلها * دعته باسم الفضل فاعتصم الطفل
ليحيى بك الإسلام إنك عزه * وإنك من قوم صغيرهم كهل
.....
قال سلم الخاسر :
وكيف تخاف من بؤس بدار * يجاورها البرامكة البحور
وقوم منهم الفضل بن يحيى * نفير ما يوازنه نفير
له يومان يوم ندى وبأس * كأن الدهر بينهما أسير
إذا ما البرمكي غدا ابن عشر * فهمته أمير أو وزير
.......
وقيل فيهم ايضا
لقد أوقدت بالشام نيران فتنة * فهذا أوان الشام تخمد نارها
إذا جاش موج البحر من آل برمك * عليها خبت شهبانها وشرارها
رماها أمير المؤمنين بجعفر * وفيه تلافى صدعها وانكسارها
رماها بميمون النقيبة ماجد * تراضى به قحطانها ونزارها
....
وقيل فيهم ايضا
وأصفر من ضرب دار الملوك * يلوح على وجهه جعفر
يزيد على مئة واحدا * متى يعطه معسر يوسر
.......
وقيل فيهم ايضا
قل لأمين الله في أرضه * ومن إليه الحل والعقد
هذا ابن يحيى قد غدا مالكا * مثلك ما بينكما حد
أمرك مردود إلى أمره * وأمره ما إن له رد
وقد بنى الدار التي ما بنى ال * فرس لها مثلا ولا الهند
الدر والياقوت حصباؤها * وتربها العنبر والند
ونحن نخشى أنه وارث * ملكك إن غيبك اللحد
.......
أبو العتاهية
قولا لمن يرتجي الحياة أما * في جعفر عبرة ويحياه
كانا وزيري خليفة الله ها * رون هما ما هما وزيراه
فذالكم جعفر برمته * في حالق رأسه ونصفاه
والشيخ يحيى الوزير أصبح قد * نحاه عن نفسه وأقصاه
شتت بعد الجميع شملهم * فأصبحوا في البلاد قد تاهوا

*************
المصادر
1- العصر العباسي الأول / عبد المنعم ماجد
2- الخليفة هارون الرشيد / فاروق عمر
3- طبيعة الدعوة العباسية / فاروق عمر فوزي
4- هارون الرشيد والعصر الذهبي للدولة العباسية / أحمد تمام
5- سير أعلام النبلاء /الحافظ الذهبي
6- البداية والنهاية /ابن كثير
7- وفيات الاعيان /ابن خلكان



#سيبان_حسين_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بذرة الحضارة ازهرت في كوردستان
- في كوردستان ولدت الحضارة


المزيد.....




- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...
- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين
- بعد إدانتهم بـ-جرائم إرهابية-.. إعدام 11 شخصا في العراق
- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سيبان حسين ابراهيم - البرامكة