أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - العراق الى اين ؟















المزيد.....

العراق الى اين ؟


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 11 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تعهد رئيس وزراء العراق السيد عادل عبد المهدي ان يقدم اختبارا ودليلا على جدية ونشاط حكومته خلال المائة يوم الأولى من توليه رئاسة الحكومة .
وها ان اكثر من مائة يوم مضت، ولم يرَ العراقيون اي جدية ولا اي نشاط يدل على انفراج الأزمات المزمنة التي تقطّع أوصال المجتمع العراقي، مع ارتفاع وتفشي الفساد بأنواعه في صفوف الوزارات والدوائر الحكومية من اعلى قمة الهرم فيها والى اصغر موظف في دوائرها .
لقد أثبت رئيس وزراء العراق عبد المهدي فشله وعجزه عن تشكيل حكومة مكتملة الوزراء، فهو خاضع لقوى الاحزاب والكتل السياسية التي لديها سلطان أقوى من سلطة الدولة، لا يستطيع اختيار الوزراء الأكفاء النزيهين الا بموافقة الأحزاب السياسية الأسلامية التي كان هو احد اعضائها . فقد شكل وزارة عرجاء بالاقساط المريحة على دفعات، وبعد انقضاء ستة اشهر على تولي عبد المهدي وزارته العتيدة، لا زال الصراع قائما على اختيار وزير الدفاع ووزير الداخلية الشاعرتين بلا وزير. صراعا عنيدا بين الأحزاب الشيعية الشيعة المتصارعة مع بعضها البعض حول شخصية وزير الداخلية، وفارسها الهمام بلا منازع فالح الفياض، وبين الاحزاب السنية السنية داخل الكتلتين الأكبر والكتل الأصغر حول شخصية وزير الدفاع فيصل الجربا ، ويبدو ان العراق قد خلا من رجال أكفاء لقيادة هذه الوزارات ذات النفوذ و البقرات الحلوب لكي تستفيد من خيراتها الأحزاب المرشحة للوزير ، ولم يخلق الله سوى فالح الفياض او فيصل الجربة .
لا يبدو اي حل قريب في الافق رغم كثرة التصريحات التي تصدر من هنا وهناك ان الازمة الوزارية ستفرج قريبا .
اما الوزراء الذين تم اختيارهم واستيزارهم من قبل عبد المهدي. فبعضهم يمتلك ملفات فساد سابقة، أحكام قضائية باتة بالادانة بالفساد، ومع هذا تم استيزارهم وقبولهم من قبل البرلمان العراقي و رئيس وزراء العراق ترضية لاحزابهم المهيمنة. وهذا يدل على ان العراق يفضل دائما ان يعطي (البزون شحمة) لكي لا يجوع هو اواحزابه التي رشحته .
اما انتشار السلاح بيد الاحزاب الاسلامية والميليشيات تحت مسمى (الحشد الشعبي) ، فلازالت المعضلة الكبرى التي لا حل لها بعد ان سيطرت إيران بقيادة عملائها والخاضعين لأوامر ولاية الفقيه عليه كرديف مماثل للحرس الثوري الإيراني ، واستطاعت إصدار قانون لبقاء الحشد الشعبي، و الخدعة الكبرى انه تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة الذي لا يستطيع ان يسحب بندقية واحدة من أصغر فرد بالحشد الشعبي . ولا يتمكن ان يحرك بأوامره اي لواء من الويته، بل كل الأوامر تصدر من قيادته المتمثلة بفالح الفياض وابو مهدي المهندس والجنرال الأيراني قاسم سليماني واصحاب العمائم الاخرين، مثل مقتدى الصدر وقيس الخزعلي واكرم الكعبي وغيرهم من ذوي الولاء الأيراني .
نجحت خطة ايران وتركيا والاردن في جعل تجارة العراق معتمدة على الاستيرادات من دول الجوار الإقليمي عن طريق قتل الزراعة والصناعة العراقية في مهدها ، و قراءة الفاتحة على روحها بعد دفنها وإصدار شهادة وفاتها، لكي تعتمد في كل شئ على الاستيرادات من دول الجوار، فقد وصل ميزان التجارة مع ايران من المستوردات العراقية الى 12 مليار دولار سنويا و يخطط الان لزيادتها الى عشرين مليار، اي تعمل الحكومة العراقية على معالجة العجز المالي في ميزانية إيران بعد انهيار عملتها و تأثير الحصار الاقتصادي والمالي الأمريكي والدولي عليها . وكذلك الحال مع تركيا و بقية دول الجوار التي تعمل جاهدة ضد النمو الزراعي والصناعي، وكي يستفيد التجار والفاسدون من ماسكي قرون الوزارات من حلب وزارات الدولة لصالح زيادة أرباحهم بالاستيرادات من دول الجوار كل ما يحتاجه البلد حتى الخيار والطماطم والدجاج الفاسد .
كان العراق يعتمد على انتاج الطاقة من انتاجه المحلي من وقود و كهرباء، والان العراق يستورد البنزين والغاز والكهرباء من إيران !! ولازالت الزيارات مستمرة للمسؤولين الإيرانيين لتوقيع المزيد من الاتفاقيات التجارية مع العراق لاستنزاف موارده وامواله ، ولا يسمح للوزراء بتطوير وسائل انتاج الطاقة الا ببطء شديد ليبقى العجز مستمرا والحاجة للاستيرادات متواصل من دول الجوار الإقليمي لأهدار ثروة العراق .
اما صادرات ايران للعراق الرئيسة فهي المخدرات بكافة انواعها لتدمير حياة وصحة الشباب العراقي، و جعل العراق ممرا دوليا لتمرير المخدرات لدول الجوار الأخرى عبر الاراضي العراقية . وتشكل المنافذ الحدودية في البصرة وميسان وواسط واقليم كردستان الطرق الرئيسية الكبرى لتهريب المخدرات الايرانية للعراق ، دون ان يعدل قانون تجارة المخدرات الذي كان سابقا يحكم بإعدام تجار المخدرات ، وقد خفف هذا الحكم بعد سقوط حكم صدام حسين .
أما حيتان الفساد و السرقات الهائلة لأموال الدولة، فهذه قصة لا تنتهي، والحكومة المهدية تشكل اللجان والمجالس العليا لمكافحة الفساد، وتعقد الاجتماعات الصورية دون جدوى فاعلة، للتغطية عن عجزها لمكافحة الفساد وإظهار ذاتها إنها تكافح الفساد، لكننا لم نشهد احالة اي فاسد كبير الى القضاء، ولا تجرأ الحكومة وكل أجهزتها الرسمية إعلان اسم واحد من حيتان الفساد وشبكاته على العلن .
الجامعات العراقية تخرّج الاف الشباب وتحولهم الى شباب عاطل عن العمل، لعدم توفر الوظائف الشاغرة لامتصاص هؤلاء الشباب المتطلعين لمستقبل زاهر يرعاهم ويرعى عوائلهم ويضمن المستقبل لهم، لأن القطاع الخاص الصناعي والزراعي قد تحول الى جثث متعفنة بعد موتها سريريا، ولا يوجد من يستوعب تلك الطاقات الشابة بعد الترهل الكبير في وظائف الدولة الرسمية. فنرى الشباب يملأ المقاهي و الشوارع ويقضي أوقاته بتدخين الاركيلات والمخدرات، او تشكيل ذوي النفوس المريضة منهم عصابات للسرقة والخطف والابتزاز .
آلاف المصانع أغلقت أبوابها لعدم وجود أسواق لمنتجاتها بعد المنافسة الكبيرة من السلع المستوردة . وكذلك المزارع جفت بعد شحة المياه او شحة البذور وانعدام الدعم الوطني للمزارعين، وعدم امكانية منافسة المستورد من المنتجات الزراعية القادمة من ايران والأردن وتركيا . اما مزارع النخيل فقد اكلتها حشرات الدوباس القاتلة، وسببت انقراض النخلة العراقية بعد ان كانت مدينة البصرة لوحدها تضم في بساتينها العامرة 30 مليون نخلة تنتج اجود انواع التمور.
البصرة لوحدها تعاني من مئات الازمات، فالبطالة تنهش في شبابها، وملوحة مياه الشرب تقذف بأهلها الى المستشفيات من غير علاج ناجع . والأمراض السرطانية تقتل شعبها صغارا وكبارا بسبب التلوث الإشعاعي لمخلفات الحروب، ودخان الآبار النفطية والغبار الصحراوي الذي ينتشر في اجوائها لمعظم ايام السنة .
اما طفح مجاري المياه الثقيلة بين البيوت وفي الأحياء القديمة، و تراكم الأزبال في الشوارع والأزقة فهي قصة اصبحت قديمة وبلا علاج .
المدن التي تعرضت للتخريب والدمار من جراء القصف والحرب على عصابات داعش ، لا توجد خطط لإعمارها ولا أموال كافية مخصصة لبنائها، وما توفر من اموال من ميزانية الدولة او الدعم الدولي للاعمار، فهذا يذهب الى جيوب السراق المنتفعين من محافظين واعضاء مجالس المحافظات واقربائهم الذين يتعاقدون من الباطن كشركاء غير ظاهرين مع المقاولين لتنفيذ المشاريع ويسرقون من تلك الأموال بلا إنتاج واضح .
من ينقذك يا شعب العراق من حيتان الفساد وسراق المال العام من الذين باعوا ضمائرهم وشرفهم بحفنة دولارات ؟
لك رب يحميك يا شعب العراق، ولننتظر مستقبل الأيام .
هل ستصبح ايامك القادمة أكثر سوادا، ام ستفرج عن مستقبل مشرق بزوال الفاسدين و فاقدي الشرف والوطنية ؟



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورة التوبة - آية 29
- سيرة نبي وكتاب
- الفيزيائي ستيفن هوكينج وافكاره حول وجود الكون
- طلعت خيري و ردوده عن الروح
- من هو الروح في القرآن ؟
- برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء بمذكراته ج 11
- تسائلات حول الاسلام
- تناقضات وأخطاء علمية من القرآن
- قصة الملك سليمان في التوراة والقرآن
- أسباب القتل والإبادة في التوراة
- برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء بمذكراته ج 10
- الهوية السريانية للقرآن
- برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء بمذكراته ج 9
- من كتاب حطام البوابة الشرقية
- برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء بمذكراته ج 8
- النفاق الإسلامي عند الشيوخ
- برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء في مذكراته ج 7
- برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء في مذكراته ج 6
- برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء في مذكراته ج 5
- برزان التكريتي ينشر فضائح الاخوة الاعداء في مذكراته ج 4


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح ابراهيم - العراق الى اين ؟