أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم مطر - الحداثيون و(عصاب العنصرية الذاتية) ضد تاريخنا العربي الاسلامي:(عبد الاله الصائغ) نموذجا!














المزيد.....

الحداثيون و(عصاب العنصرية الذاتية) ضد تاريخنا العربي الاسلامي:(عبد الاله الصائغ) نموذجا!


سليم مطر

الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 10 - 17:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قبل ايام نشر صديقنا المثقف المخضرم، مقالة في (صحيفة المثقف ـ رابط المقال في النهاية). بعد مقدمته البروتوكولية عن مشروع المعهد الثقافي العراقي في السويد، يسجّل لنا محاضرته ورؤيته "الفذّة"! للتاريخ، التي تتحدد بقسمين:

ـ اولا، إدانة التاريخ العربي الاسلامي والدعوة للتخلص منه. وهذه بعض عباراته:
((ان نظرة راكزة لتاريخنا قمينة بأن تجعلنا ندرك أن ملايين المسلمين قتلوا بسيوف المسلمين .....فأي حاجة لنا بتاريخ دموي قتل أجدادنا وآباءنا ويقتلنا وأولادنا وسيقتل احفادنا وأولادهم ؟ فلنتخلص منه قبل ان يتخلص منا ..... يجب ان نوضح للناس المذابح المليونية التي جرها التاريخ العربسلامي على الناس....منذ القرون الطوال كان المؤرخ المغاير معرضاً للتصفية الجسدية وقد ذهبت قوافل المنصفين الى الأقبية المظلمة.. الخ .. الخ..))..
أي بأختصار شديد، ان حوالي عشرة قرون من التاريخ العربي الاسلامي في دمشق وبغداد والقاهرة والاندلس، بالاضافة الى مراكز ايران وتركستان والهند، لا يختلف ابدا عن تاريخ النازية الهتلرية!!!

ـ ثانيا، طرحه لمقترحه المذهل، بتبني ما سماه بـ(التاريخ المغاير)، وقد اختصره بالعبارات التالية:
(( ان القراءة المغايرة على يقين من ان الفنون الجميلة خير من يفصح عن التاريخ بالطرق المتاحة كالمسرح والغناء والموسيقى والرسم والنحت فضلا عن النصب والتماثيل والمسلات والزقورات والقباب والاقواس والمنمنمات ... يهتم التاريخ المغاير بالمعلومات المهربة فبعض المؤرخين يهرب معلومات محظورة عن قصد او عن غفلة ومهمة المؤرخ المغاير اقتناص هذه المعلومات ...))..
لاحظوا انه تجنب عن قصد كلمة(حضارة!!؟؟) فالعرب والمسلمون(القتلة الوحوش النازيين) كيف يمكنهم أن ينجزوا اية حضارة؟ بل فقط فقط (فنون جميلة)!! ولم يشرح لنا ماذا يقصد بها؟! ولا نفهم لماذا وضع (النصب والتماثيل والمسلات والزقورات)، وهي نتاج سابق للاسلام؟! يعني المهم، ان تراث المسلمين لا يتجاوز بعض الابداعات الشعبية الموجود لدى القبائل البدوية والمتوحشة.. ليس أكثر؟!!
والاتعس من هذا، انه حتى هذه ((الشوية المسكينة)) من الفنون الجميلة، لم يذكرها لنا التاريخ، بل عرفنا بها صدفة من ((المعلومات المهربة من بعض المؤرخين))!!؟؟ سبحان الله، يا له من حقد وعماء مع سبق الاصرار؟؟!!

انه العماء المعرفي والضميري!!
ان العقدة المشتركة بين هؤلاء الحداثيين، هو تقديسهم لـ ((التاريخ الحضاري العظيم لأوربا))!! وبطريقة سطحية وطفولية ورومانسية يستنكف منها اتعس العنصريين الاوربيين!
انهم يتجاهلون عن قصد هذه الحقيقة التي يدركها أي قاريء إبتدائي للتاريخ:
ان جميع شعوب الارض، وحتى القبائل والقرى والجزر النائية، تاريخها " ثنائي: سلبي إيجابي" فيه: السلام والحروب، الجمال والقبح، القسوة والرحمة، الابداع والوحشية.. الخ..
بل ان تاريخ اوربا، فيه من الحروب والقتل والقمع، ما يتجاوز بأضعاف الاضعاف تاريخ العرب والمسلمين. يكفي التذكير، بأن حروب(الثلاثين عام) بين البروتستان والكاثوليك، قد قضت على ثلث سكان اوربا الغربية! وان الحربين العالمتين قد قضت على حوالي 100 مليون اوربي بأيادي اوربية!! وان الحضارة الغربية الحديثة قد قامت على اساس الغزو والحروب الاستعمارية وإبادة عشرات الملايين من الهنود الحمر، واستعباد حوالي 100 مليون افريقي ورمي نصفهم في البحر لفقدانهم قيمتهم الشرائية؟! وحتى الآن الآن الآن، لم يكفوا عن غزوهم لبلداننا ومؤامراتهم وتدميرهم للطبيعة من اجل حفنة من الرأسماليين لا تتنجاوز 10% ! يكفينا ما حدث ويحدث في العراق وليبيا وسوريا واليمن.
ولكن مع هذا الاقرار بالجانب الوحشي من تاريخ اوربا، فأننا نمتلك ما يكفي من الضمير والعقل، كي نعترف بأنها ايضا ساهمت بدرجة كبيرة في الحضارة الانسانية، منذ فلسفة اليونان(هم شرقيون اكثر من اوربيين)، وعمارة وقوانين الرومان، حتى الانجازات الصناعية والفكرية والفنية العظيمة في العصر الحديث.
نفس هذه النظرة الثنائية(الايجابي ـ السلبي)، يمكننا تطبيقها على تواريخ جميع شعوب الارض، بما فيها شعوبنا العربية والمسلمة: نعم هنالك حروب وقمع، ولكن هنالك ايضا انجازات حضارية كبرى في الفكر والآداب والفنون والعلوم والترجمة والبناء وووو.. يكفينا جولة سريعة في الانترنت كي ندرك كثرتها وعظمتها!
فيا اخوتي الحداثيين، احتكموا الى ضميركم اولا ثم الى عقلكم، وعاملوا ببعض الرحمة شعوبنا المسكينة التي تعاني المذلة والفقر والتحطيم المنظم لثقتها بنفسها وبتاريخها. حتى الحيوانات بحاجة الى بعض الثقة وبعض الامجاد..
وكفى لهذا العصاب المازوشي والتلذذ المرضي بالعنصرية الذاتية!
ـــــــــــــ
لمطالعة مقالة صديقنا المثقف المخضرم في صحيفة المثقف: (معهد أولادي وقراءة مغايرة للتاريخ العربي الاسلامي):
http://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=935226&catid=323&Itemid=1234



#سليم_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميديون، وإكذوبة الحضارة الايرانية (الكردية؟!)!
- الحضارات المهيمنة، مقدّساتها ومدنّساتها المهيمنة!
- الحضارة الغربية، ملاك وشيطان: (عقدة تفوقهم) و(عقدة نقصنا)!
- ايها العراقيون خلاصكم الوحيد الوحيد الوحيد في: (إحياء الهوية ...
- س (مريم العذراء)! سيدة الامومة والخصوبة، وعلاقتها ب: (عشتار ...
- ما معني(الهوية).. وماهو سوء الفهم السائد حولها؟
- تخيلوا لو كان العالم بالمقلوب: الحضارة في العالم العربي، وال ...
- اخوتي مسيحيّ الشرق، اخاطبكم بكل محبة وحرص، ليس دفاعا عن الاس ...
- الله ، الدين، الشريعة، الحج، نبي، حواء، آدم، المسيح ،عيسى، م ...
- الجوائز الثقافية الخليجية السعودية والسيطرة على مثقفي العالم ...
- العراق.. الى المحتجين واصحاب الضمائر الباحثين عن حل: هذا اقت ...
- الاصول الدينية العراقية المصرية للأديان السماوية: اليهودية و ...
- الاصول الدينية العراقية المصرية للأديان السماوية: اليهودية و ...
- الاصول الدينية العراقية المصرية للأديان السماوية: اليهودية ...
- (نظام القرعة) هو البديل المستقبلي العالمي عن (نظام الانتخابا ...
- من اجل نظرة جديدة عن: (من هم العرب)؟!
- الى النخب الكردية العراقية، ها قد آن أوان خلاصكم من هذين الك ...
- ماذا تعني مجلة خاصة بالهوية الوطنية؟
- تيار الهوية الوطنية العراقية، هو المطلوب لتوحيد العراقيين!
- الى جميع اصحاب الضمائر من العرب والمسلمين: لنكافح من اجل اقر ...


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سليم مطر - الحداثيون و(عصاب العنصرية الذاتية) ضد تاريخنا العربي الاسلامي:(عبد الاله الصائغ) نموذجا!