أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - هيكل السلطة الهرمي














المزيد.....

هيكل السلطة الهرمي


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 10 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التصور الشائع لدور الدولة، ومسؤوليتها عن تحقيق مصالح الشعب، يأتي وفق تصور علاقة هرمية، يوجه فيها رأس ‏الهرم الذي تحتله ما نسميه الدولة، كل ما تحته من مستويات وصولاً لقاعدة الهرم‎.‎‏ وبالتالي يكون الحاكم مسؤولاً مسؤولية ‏شاملة كاملة عما نرزح فيه من بؤس وتخلف.‏
يشوب هذا التصور مبدئياً بعض التشوهات. أولها تصور أن التأثير الفاعل هو دوماً من أعلى إلى أسفل، مع تجاهل أنه ‏في جميع الحالات، سواء كنا أمام حالة ديموقراطية أم شمولية، هناك أيضاً تأثير من أسفل إلى أعلى. ناهيك بالطبع عن ‏حقيقة أن مستوى القاعدة الشعبية، هو الحقل الذي ينتج سائر ما فوقه من مستويات. وبتعبير الماركسية "البنية التحتية ‏تحدد البنية الفوقية".‏
لكننا هنا سنذهب أبعد من ذلك، لنقارب تأثيرات أخرى لعوامل أخرى‎.‎
يؤدي التفاوت في حجم الهرم السلطوي المترتب على اتساع مساحة القاعدة، أي حجم الشعب، إلى بروز عوامل أخرى ‏مؤثرة، تشارك تأثير التوجيهات الرأسية من قمة الهرم باتجاه القاعدة‎.‎
فكلما ازداد اتساع القاعدة، ازداد ارتفاع الهرم، مع ازدياد عدد المستويات‎.‎‏ فعدد المستويات لهرم قرية على رأسها عمدة، ‏أقل من مستويات هرم مدينة. وهذه أقل من هرم محافظة. وعدد مستويات هرم الصين بملياراتها، أكبر كثيراً من تلك التي ‏لهرم لوكسمبورج وأيسلندا وقبرص‎.‎
كذلك تتعدد المستويات ويتعقد تركيبها بتقدم الحضارة وتعقد علاقاتها‎.‎
الحقيقة أن هرم السلطة ليس هرماً واحداً بسيطاً، يتحكم رأسه في كل ما تحته في سائر مجالات الحياة. فكما تتعدد ‏مستوياته أو "مصاطبه"، الذي يمثل كل مستوى فيه دائرة سيطرة على أفراد المستوى التالي له، فإن كل مستوى يحتوي ‏على عدد من الأهرامات النوعية الصغيرة المتجاورة. تتعدد بتعدد مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية وخلافه. وهي ‏أهرامات متجاورة قد تكون متداخلة مع بعضها، نتيجة للارتباط والتداخل بين مجالاتها. كالارتباط بين الصحة والتعليم ‏وغيرها. كذا تتعدى بعض الأهرامات مستواها إلى ما فوقها، لامتداد مسؤولياتها، عابرة لمستويات الهرم، كالشرطة الفيدرالية ‏في الولايات المتحدة، والعابرة لمستوى الولايات وشرطتها.‏
كما أن المستويات العرضية ليست دوماً تامة الانفصال، وإنما تتداخل مع ما فوقها وما تحتها‎.‎
تعدد مستويات الهرم بأهراماتها الصغرى وتداخلاتها، يعقد من انسيابية القرارات الفوقية داخل الهرم، كما يقلل من القيمة ‏النسبية لتأثيرات رأس الهرم الذي يحتله الملك ورئيس الوزراء ومجموعة نوابه مثلاً، مع تزايد تأثيرات المستويات المتكاثرة ‏للسلطة، نزولاً بتوجيهاتها إلى أسفل. إضافة لتأثيراتها الذاهبة إلى أعلى‎.‎‏ لتكون الصورة مخالفة لتصور أن ما يمليه رأس ‏الهرم ممثلاً في الملك أو رئيس الجمهورية، هو المتحكم الوحيد البسيط في كل ما يحدث في القاعدة، حتى في الدول ‏البوليسية الشمولية.‏
لكن أهم ما يشوه رؤية المركزين على مسؤولية دور الدولة المركزية، أي التأثيرات الرأسية من أعلى لأسفل، هو تجاهلهم ‏للعلاقات والتأثيرات العرضية بين أفراد سائر المستويات. تلك التأثيرات التي تتعاظم نسبياً مع كبر حجم القاعدة والهرم.‏
وتتعاظم نوعياً وبصورة مطلقة مع اندثار النظم الشمولية، وشيوع الحرية والديموقراطية. حيث تتعاظم مساحة فردانية ‏الفرد. وتتعاظم بالتالي التأثيرات العرضية في ذات المستوى. علاوة بالطبع على تعاظم التأثيرات المتجهة من أسفل إلى ‏أعلى‎.
تقدير مسؤولية رأس الهرم في عصرنا هذا، ينبغي أن يأخذ في اعتباره القدر العملي الممكن تحميله له. وإلا كنا نذهب ‏لتوهمات شمولية، منقطعة الصلة بمدى تعقد حضارتنا الراهنة، وبتضخم حجم الوحدات الهرمية، أي الشعوب وتنظيماتها ‏السياسية‎.‎



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دردشة سوداء
- إما أو
- ماذا لو
- الدائرة الجهنمية المغلقة
- سيولة الخير والشر
- كتب معجزات الأنبا كيرلس السادس
- الثورة والتغيير
- محمد بن سلمان
- هو صراع المتناقضات
- الأغنية المصرية وتحولات الواقع
- الطريق للمشترك الإنساني
- نظرة بانورامية لفلسطين السليبة
- التمرد والمغامرة
- عفواً أستاذنا سيد القمني
- الليبرالية بين لعبتي كرة القدم والحوكشة
- ديناميكا التطور
- الفرق بين الدين والتدين
- أيديولوجيا السقوط
- كارثة مقدسة
- سويعات مع ثقافة التخلف


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - هيكل السلطة الهرمي