أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق ناجح - يوسفً السباعي .. الفيلسوف الذي أصبح فارس الرومانسية














المزيد.....

يوسفً السباعي .. الفيلسوف الذي أصبح فارس الرومانسية


طارق ناجح
(Tarek Nageh)


الحوار المتمدن-العدد: 6168 - 2019 / 3 / 9 - 13:35
المحور: الادب والفن
    


لم يكن يعلم محمد السباعي الذي كان مُتعمِقا في الآداب العربية شِعُرُها و نثرها و المترجم لها أيضاً من اللغة الإنجليزية  و أشهرها "رباعيات الخيام "  .. عندما بدأ روايته "الفيلسوف" أنه لن يُكملها ، و أن إبنهُ سيُكمِلُها كتابةً و فعلاً ..   
و لأن الشئ بالشئ يذكر .. لذا إذا ذكرنا الرومانسية فلابد أن نذكر فارِسُهَا ..  لابد أن نذكر "إنِّي راحلة" ، "نحن لا نزرع الشوك" ، "ناديه"، "بين الأطلال" .. و إذا ذكرنا الوطنية فلابد أن نذكر "رد قلبي" و "العمرلحظة" و إذا ذكرنا السخرية فلابد أن نذكر "أرض النفاق" .. و إذا ذكرنا الأدب و الثقافة فلابد أن نذكر وزيرها و راعيها  الذي كانت له اليد الطولى في إنشاء " المجلس الأعلى لرعاية الفنون و الآداب و العلوم الإجتماعية" ، " نادي القصة" ، و "جمعية الأدباء"  بسبب علاقته الوطيدة بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر ..الذي كان السباعي الوحيد الذي يستطيع أن يقابله في أي مكان و زمان دون تحفظات أو مواعيد مُسبقة . 
أعزائي القراء .. إننا نتحدث عن أديب مصر و شهيدُها يوسف السباعي الذي أبخسه النقاد قدره بأن صنَّفوه على أنه كاتب قصص و روايات رومانسية فقط ..  تخاطب شريحة معينة من الشباب في زمن معين  قد مضى وولّٓى ، و أصبحت لا تتماشى ولا تتناسب مع عصر الإنفتاح و ما بعده .. وقد عبّٓر هو بنفسه عن هذا الرأي في مجموعته القصصية " ليلة خمر" ، التي كتبها قبل ثورة يوليو 1952 و نشرت عام 1953 ،وفي القصة القصيرة التي تحمل عنوان " وطن يحتضر " عندما قال له صاحبه " أراك مُغرِقاً في أوهامك  المعسوله .. ممعناً في الكتابة  عن الهوى و العُشَّاق" فكان ردَّهُ " أن كلمات النصح لن تغير ما بقومي ، بل ستُزيد النوَّاح نائِحاً ، و الباكيِن باكياً !! و لخير لقومي من نَوُح باكِ .. ترِنُّم شادِ " 
ورغم ذلك لم يمنعه هذا الرأي من التعبير عن فلسفته ورأيه في الحياة و الحُبِّ و الغوص في أعماق النفس البشرية ليكشف عوراتها و نقائصها  .. 
ففلسفته في الحُبِّ واضِحَةٌ جَلِيَّه عبَّر عنها في مجموعته القصصية " من العالم المجهول " و في قصة " شبح في فراش " حيث قال " خيرٌ للإنسان أن يُحِبْ يوماً و يموت بعده ، مِنْ أن يعيش دَهراً دون أن يطرِق الحُبٌّ قَلْبِه " . أما عن فلسفته في البشر و " خبايا الصدور " عبّر عنها في مجموعته القصصية التي تحمل نفس الإسم " آه من هؤلاء البشر .. و آه مت خبايا صدورهم .. لو إستطعنا أن نخترق حجبها .. لولينا منهم فراراً .. و لملئنا منهم رُعباً ".
و أما عن السرقة كان رأيه كما جاء في مجموعته القصصية " ليلة خمر" و قصة " من تحت لفوق " :  " و أما من حيث النوع فبعد أن كانت السرقة سرقة المحتاج ، فقد أضحت السرقة سرقة الطامع الجشع .. لقد أضحت هواية .. لقد كانت الحاجة إلى المسروق تكسر حدة الشر وتوجِد للسارق عُذراً .. أما الآن فقد أضحت السرقة .. سرقة صميمة و شراً مٌركزاً "  
و عن المال كانت له فلسفة خاصة رواها في قصة " أرواح هائمة " من مجموعته القصصية " من العالم المجهول " حيث قال على لسان أحد شخصياتها لأُخرى " تعالى معنا وألق به في اليَّم آو بعثِره على الرُبى .. إنك لن تستطيع أن تبتاع به شروق شمس أو حُبَّ قَلْب "  فالنقود عند يوسف السباعي مُجرَّد وسيلة و ليست غاية ، و هو ما عَبَّر عنه في مجموعته القصصية " الشيخ زُعرب " و في قصة " عبد رَبُّه الصُرماتي " حيث كٓتٓبَ قائلاً " يا عبد ربه يا صُرماتي .. يا من لم تُنجِب الحياة أغبى و لا أحمق مِنكْ .. يا من تغرق في شِبر ماء .. قاتلك الله من حُمار أَبلَه .. فيمَ كل هذا التفكير وهذا الحزن ؟ . إن النقود لا قيمة لها إلا إذا كانت وسيلة لجلب السعادة و طرد الشقاء .. أما إذا جلبت لنا الهم فلتذهب مع الشيطان !. " 
و كما قال شارل شابلن " صانع الضحِك الأعظم " دون أن ينبث  بكلمة واحدة ، فلم تكن السينما قد عرفت طريقها إلى الكلام ، " يوم بلا إبتسامة يوم ضائع من العُمر " . كذلك يوسف السباعي في مجموعته القصصية "ليلة خمر" و في قصة "قديمة" يقول على لسان الشخصية الإسطورية ( جحا ) " من يضئ البسمة البيضاء في سواد الأحزان و حالك الشجن ؟ من يريح النَفَس المبهور و الجسد المنهوك ؟ .. من يجفف الدمع و يحقن الدماء ؟ .. من يُجِبر الأوصال .. و يشفي الرؤوس ؟ . من أقدر على هذا سوى .. نكتة حلوة .. تنسينا الهموم .. و تُصَفِّي أكدار الحياة .. "  فإن " أبر الناس بالناس .. و أرحمهم للناس .. من إستطاع أن يمنحهم ضحكة " لذلك فقد حاول هو من خلال كل قصصه و رواياته و كتاباته أن يرسم إبتسامة على وجوه قُرائه ، و قد كانت سخريتة و حديثه الشيِّق المُبهِج   سراً عظيماً من أسرار جاذبية شخصيته " كاريزمته " .. 
و للحديث بَقِيَّه .. 



#طارق_ناجح (هاشتاغ)       Tarek_Nageh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حادث -موتو .. سهل-
- عاطف الطيب .. و الشرس .. و الجميل
- لَا أَسْتَطِيعُ العَيْشَ بِلَا نِسَاءٍ
- إبن الخال
- يوميات زوج مطحون
- حبك فاق الإحتمال
- في دراما رمضان : كثير من العنف .. قليل من الحب
- بروس لي .. الأسطورة و الحلم
- أبوكم السقا مات
- عمارة يعقوبيان
- الحلم مستمر
- سائق الميكروباص (1)
- على ضفاف نهر الحب (5) و الأخيرة
- جعلوني مجرماً … تشريد 53 أسرة وإهدار مايقارب 15 مليون جنيه
- جيت لي .. قلب مجهد و أسطورة لن تموت
- على ضفاف نهر الحب (4)
- على ضفاف نهر الحب (3)
- على ضفاف نهر الحب (2)
- على ضفاف نهر الحب (1)
- في مترو المرغني


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق ناجح - يوسفً السباعي .. الفيلسوف الذي أصبح فارس الرومانسية