أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - مع تفاقم أزمة النظام لم يبق غير الرحيل















المزيد.....

مع تفاقم أزمة النظام لم يبق غير الرحيل


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6167 - 2019 / 3 / 8 - 19:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مع تفاقم أزمة النظام لم يبق غير الرحيل
بقلم : تاج السر عثمان
يستمر تصاعد المقاومة الجماهيرية ضد النظام المتسلط الفاسد الدموى بمختلف الأشكال ، وفشلت كل محاولاته من قمع وحشي بالهراوات والغاز المسيل للدموع والاعتقالات والمحاكمات، والدهس ب "التاتشرات" واطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين السلميين مما أدي لاستشهاد أكثر من 55 مواطن ، وجرح المئات واعتقال أكثر من 2000 .
وجاء إعلان حالة الطوارئ حلقة جديدة في أزمة النظام العميقة التي وجدت استنكارا واسعا داخليا وخارجيا باعتبارها خرق للدستور الذي حدد إعلان حالة الطوارئ في حالة الحرب أو أوبئة أو خطر يهدد اقتصاد البلاد ..الخ ، ولم يكن هناك مبررا لها .
أدي الاستنكار الواسع للطوارئ إلي ارتباك خطاب النظام ، وها هو وزير العدل محمد سالم بعد ايداعه لقانون الطوارئ أمام المجلس الوطني يقول: أن قانون الطوارئ يهدف لحماية البنية الاقتصادية من الانهيار ، ومحاربة الفساد ، وأنه ليس سيفا مسلطا علي الشعب"!!!. ينما الواقع غير ذلك فالاحكام الفورية للطوارئ حتى الآن اقتصرت علي المتظاهرين السلميين الذين بلغ عددهم أكثر من 870 متظاهرا ، تمت محاكمتهم بالسجن والغرامة ، وبذل تحالف المحامين الديمقراطي جهدا كبيرا في تبرئة الكثير منهم رغم خرق القانون بعسف الأمن وقضاة الطوارئ في معاملتهم. وبدأت حالة الطوارئ بالهجوم علي ميز الأطباء ، ومداهمة البيوت لاعتقال قادة الأحزاب والمعارضين وتفتيشها ، ومحاصرة دور الأحزاب ومداهمتها ، ومنع المؤتمرات الصحفية كما حدث في منع المؤتمر الصحفي بدار حزب الأمة ، والمؤتمر الصحفي الذي دعا له عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر الوطني في دار الحزب بعد الافراج عنه.
لم نسمع حتى الأن بمحاكمة فاسدين أو حجز ممتلكاتهم ، بلي أنهم الفاسدون الذين تصدرون سدة الحكم، إضافة للقمع الوحشي للمتظاهرين السلميين كما حدث في جامعة مامون حميدة ، والجامعة الوطنية، مما أدي لجرح وضرب الكثيرين والتحرش بالطالبات، داخل حرم الجامعتين.
الهدف من الطوارئ كما أشرنا سابقا ، قمع ووقف المظاهرات والاضرابات والوقفات الاحتجاجية التي عمت القرى والحضر ومجالات العمل والدراسة ، وفرض المزيد من الزيادات علي أسعار السلع الضرورية والخدمات ، والمزيد من نهب ثروات البلاد وتصديرها للخارج ، والمثال علي ذلك المنشور الذي صدر من المالية بالزام المزارعين في الجزير والمناقل تسليم حصادهم من محصول القمح عبر البنك الزراعي بواقع 1850 جنية للجوال في وقت بلغ فيه سعر الجوال 2500 جنية ، الأمر الذي رفضه تحالف مزارعي وأبناء الجزيرة ، أي نهب 650 جنية في كل جوال !!.
هذا فضلا عن أن هذا النظام منذ انقلابه في 30 يونيو 1989 ، مارس كل أشكال القمع من تشريد واعتقال وتعذيب الالاف حتى الموت في بيوت الأشباح ، واطلاق النار علي المظاهرات السلمية مما أدي لاستشهاد المئات ومصادرة الحريات والفساد ونهب ثروات البلاد وتصديرها للخارج كما في عائدات النفط والذهب التي تجاوزت 140 مليار دولار، ونهب أصول البلاد كما حدث في الخصخصة ، وأراضي البلاد او تأجيرها لمدة تصل إلي 99 عاما ، والتفريط في موانئ وأراضي البلاد " حلايب ، شلاتين ، الفشقة ..الخ " ، واغراق البلاد في ديون خارجية بلغت 54 مليار دولار تم نهبها أو ذهبت لمشاريع فاسدة .
كما اشعل نيران الحرب والابادة في جنوب السودان وجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور مما أدي لاستشهاد الالاف ونزوح الملايين ، وفصل الجنوب ، واصبح رموز النظام مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، وغير ذلك من التاريخ الدموي والمظلم لهذا النظام.
تراكمت مقاومة شعب السودان لثلاثة عقود بمختلف الأشكال حتي انفجرت في الثورة الشاملة التي بدأت في 13 ديسمبر 2018 ، ومازالت مستمرة حتي الآن ، بعد أن نضجت كل الظروف الموضوعية والذاتية ، فاصبحت الحياة لا تطاق تحت ظل هذا النظام الذي فشل فشلا ذريعا في حل مشاكل البلاد الاقتصادية والسياسية والمالية، وأصبح عبارة عن شلة فاسدة لخصهم شعب السودان ب " الحرامية" ، كما جاء في المظاهرات " سلمية .. سلمية .. ضد الحرامية" .
كما تمزق النظام داخليا من تفاقم الصراعات داخله وانفض حلفاؤه عنه ، وسخرية الجماهير من تغيير اسم المؤتمر الوطني فلا فرق بين أحمد وحاج أحمد، ودعوة النظام للحوار في ظل حالة الطوارئ!!! ، وقمع الشباب الوحشي في الجامعات والأحياء والدعوة للحوار معه !!، واحتلال مليشيات النظام لميدان برى الدرايسة وكأنه انتصار!!! ، بينما الواقع هزيمة فاضحة له .
فشل القمع بما في ذلك حالة الطوارئ الأخيرة في وقف المقاومة والمظاهرات والاضرابات السلمية ، كما حدث في مواكب ومظاهرات المدن والأحياء والجامعات كما هو الحال في مواكب التحدي ، وموكب المراة في 7 مارس ن، ونجاح الإضراب العام في 5 مارس ، والصمود الأسطوري للمتظاهرين وتحالف المحامين الديمقراطيين أمام محاكم الطوارئ ، حتى تجاوزت الجماهير حالة الطوارئ.
إضافة لوحدة المعارضة ووجود القيادة الموحدة في تحالف قوى" الحرية والتغيير" التي حددت هدفها في اسقاط النظام وقيام البديل الديمقراطي ، والتفاف الجماهير حول القيادة. وبالتالي اكتملت كل شروط زوال النظام ، ويبقي شعب السودان شامخا ، شموخ جبال مرة والتاكا، فالسحاب أمره لزوال ، والشمس باقية ما بقيت الكواكب.
لقد وصلت الثورة لمرحلة متقدمة بصبر ونفس طويل ، وكسبت مدن وقرى وأحياء وفئات اجتماعية جديدة وتضامنا عالميا واسعا، ولا شك أنه بالمزيد من التنظيم ، سوف يصل شعب السودان إلي الانتفاضة الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط النظام وقيام البديل الديمقراطي الذي يحقق: -
وقف الحرب، و دولة المواطنة التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللغة أو العرق أو الثقافة أو الجنس ، والديمقراطية وإلغاء كل القوانين المقيدة للحريات والتمييز ضد المراة ، وحكم القانون واستقلال القضاء ،وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ، وتأهيل المشاريع الصناعية والزراعية والحيوانية والخدمية بما يضمن توفير العمل لالاف العاطلين ، وتقوية الصادر وموقف الجنية السوداني ، وتحسين علاقاتنا الخارجية علي أساس الاحترام والمنفعة المتبادلة وسيادة شعب السودان علي ثرواته وأراضيه ، ومجانية التعليم العام والعلاج ، وتصفية المليشيات وقومية الخدمة النظامية والمدنية ، وتسوية أوضاع المفصولين ، و المحاسبة واستعادة أصول وأموال الشعب المنهوبة ، وقيام المؤتمر الدستوري ، ودستور ديمقراطي يتوافق عليه أهل السودان، وقانون انتخابات ديمقراطي ، كل ذلك عبر فترة انتقالية لا تقل عن اربع سنوات تتم في نهايتها انتخابات حرة نزيهة.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المرأة السودانية في ثورة ديسمبر 2018
- من تجاوز الطوارئ إلي الانتصار
- تستمر الثورة رغم حالة الطواريء
- إعلان حالة الطواريء لا يحل الأزمة
- في ظل تفسخ النظام الثورة تدخل شهرها الثالث
- 21 فبراير معلم بارز في تطور الثورة
- شعب السودان هو الذي يقرر ختام المهزلة
- في ظل تفسخ وتحلل النظام الثورة تدخل شهرها الثالث
- الثورة السودانية تتقدم نحو الانتصار
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
- ما زال النظام مستمرا في جرائمه البشعة
- اليقظة ضد أكاذيب النظام
- فلنعزز الوحدة والتلاحم واليقظة حتي اسقاط النظام
- النظام يتهاوى أمام زحف الثوار
- كتاب الدولة السودانية : النشأة والخصائص
- نحو الإضراب السياسي العام والعصيان المدني
- كتاب الرأسمالية السودانية : النشأة والتطور والخصائص
- ثورة شعب السودان تدخل شهرها الثاني
- بعد ملحمة أم درمان النظام في طريقه للانهيار
- كتاب الإسلام السياسي وتجربته في السودان


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - تاج السر عثمان - مع تفاقم أزمة النظام لم يبق غير الرحيل