أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - التوسع الرأسمالي ومهام اليسار الاشتراكي















المزيد.....

التوسع الرأسمالي ومهام اليسار الاشتراكي


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6167 - 2019 / 3 / 8 - 16:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




ـ افضى انهيار خيار التطور الاشتراكي وسيادة وحدانية التطور الرأسمالي الى حزمة من التبدلات والتغيرات في برامج قوى اليسار الاشتراكي والقوى الديمقراطية الساعية الى بناء عام جديد تسوده الديمقراطية السياسية والعدالة الاجتماعية .
استنادا الى تلك المهام يحاصر الباحثون والكتاب كثرة من الاسئلة منها هل باستطاعة اليسار الاشتراكي والقوى الديمقراطية بناء عالم جديد خال من التبعية والتهميش الاجتماعي ؟ وهل باستطاعة قوى اليسار الاشتراكي والديمقراطية في عالم تسوده المنافسة الرأسمالية اقامة انظمة العدالة الاجتماعية ؟ وان كان ذلك ممكنا ما هي وسائل وآليات الوصول الى سلطة الدولة السياسية ؟ وهل يتم ذلك عبر الشرعية الديمقراطية والتحالفات الوطنية ؟ ام من خلال الانتفاضات الشعبية والانقلابات العسكرية . وقبل هذا وذاك هل يصمد بناء الاشتراكية في بلد واحد ام ان بنائها يشترطا انتصارها في عدة بلدان ؟ .
الاجابة على تلك التساؤلات الكاوية تضع الباحثين والكتاب امام اشكالات فكرية ـ سياسية بعد ان تخطىت العولمة الرأسمالية الكثير من الرؤى النضالية والأساليب الكفاحية المعتمدة في حقبة المعسكرين .
ازاء تلك الإشكالات الفكرية ـ السياسية المثيرة للسجال الفكري أحاول الخوض في عناوين رئيسية استنادا الى واقع العلاقات الرأسمالية الدولية محاولاً التقرب من مضامينها عبر برمجتها في ثلاث عناوين أساسية يمكن تحديدها بــ :
أولا ـ انهيار المنظومة الاشتراكية ومهام قوى اليسار الاشتراكي والديمقراطية .
ثانيا ــ إعادة بناء الدولة الوطنية وصيانتها من التبعية والتخريب .
ثالثا ــ الشرعية الديمقراطية بديلا عن الروح الانقلابية .
أولا ـ انهيار التجربة الاشتراكية ومهام قوى اليسار الاشتراكي والديمقراطية .
ـ أدى انهيار الدول الاشتراكية وحواملها الفكرية المتمثلة بنظام العدالة الاجتماعية ، ديكتاتورية الطبقة العاملة ، الملكية العامة لوسائل الانتاج باعتبار تلك الحوامل مرحلة ضرورية للقضاء على الاستغلال وإزالة التفاوت الطبقي.
ــ ادى تحول الدول الاشتراكية الى اسلوب الانتاج الرأسمالي وما نتج عنه من سيادة علاقات الانتاج الرأسمالية العالمية أفضى الى حرمان حركة التحرر الوطني من حلفائها الدوليين .
ــ فك التلاحم بين حركة لتحرر الوطنية والدول الاشتراكية السابقة افضى الى تبعية الكثير منها الى حركة لتوسع الرأسمالي فضلا عن ترسيخ النظم الديكتاتورية في تشكيلاتها السياسية .

ــ انهيار النظم الاشتراكية ادى الى فراغات فكرية ــ سياسية في برامج حركة اليسار الاشتراكي بدأ من توصيف المرحلة الجديدة من التوسع الرأسمالي وانتهاءً بطبيعة المهام الاقتصادية والسياسية التي يعتمدها اليسار الاشتراكي في كفاحه الديمقراطي وتحالفاته الوطنية ــ الدولية .
ـ انهيار الاشتراكية الفعلية ونظمها السياسية أفضى الى تخلخل البنى النظرية ـ الفكرية والسياسية للأحزاب الاشتراكية والديمقراطية ، وما نتج عن ذلك من ضرورة اعادة بناء برامجها السياسية وأساليبها الكفاحية النضالية .
ــ بناء رؤية اليسار الاشتراكي والقوى الديمقراطية يشترط التجاوب مع الطور الجديد من التوسع الرأسمالي وما يعنيه ذلك من تجاوز المراحل الانتقالية والإستراتيجية في مرحلة المعسكرين.
ثانيا ــ بناء الدولة الديمقراطية وصيانتها من التبعية والتخريب .
ــ انهيار الاشتراكية الفعلية الى أدى الى انفراد الرأسمالية العالمية بتقرير مصائر الكثير من الدول الوطنية وبهذا المسار بات على القوى الديمقراطية العمل على رفض التبعية والتهميش .
ــ أعادة بناء الدولة الوطنية وفك الارتباط من الرأسمالية المعولمة يمر عبر بناء الدولة الديمقراطية التي تشكل الاطار القانوني ـ السياسي الحاضن للنزاعات الاجتماعية الهادفة الى بناء التشكيلة الاجتماعية الوطنية القادرة على مناهضة التبعية والتهميش .
ــ بناء الدولة الوطنية الديمقراطية يتطلب انجاز كثرة من المهام الأساسية منها ـ
ــ بناء الحكم الوطني على أسس الديمقراطية السياسية المتضمنة التداول السلمي للسلطة السياسية .
ــ اطلاق حرية العمل السياسي عبر تشكل الاحزاب السياسية الديمقراطية واعتمادها في بناء الشرعية الوطنية للحكم .
ـ سيادة الشرعية الديمقراطية في الانتخابات الدورية واعتماد البرامج السياسية الوطنية ركائز اساسية في المنافسة السياسية السلمية .
ـ تحجيم ميول الطبقات الاجتماعية الثانوية ـ الكمبورادورية وبعض الشرائح المالية ـ الموالية للتحالف مع الرأسمال الدولي وفتح البلاد امام العولمة الرأسمالية المتسمة بالتبعية والتهميش .
ــ مناهضة الايديولوجيات الفرعية العاملة على تقسيم ولاءات المواطن الى ولاءات طائفية وقومية .
ــ مكافحة العولمة الرأسمالية وميولها الهادفة الى تجريد الدولة الوطنية من حصانتها الشرعية وتحويلها الى دولة ثانوية راعية للمصالح الدولية .
ــ مكافحة ميول التبعية والتهميش المرتبطة بالتوسع الرأسمالي وحركته الدولية والهادفة الى تفتيت التشكيلات الاجتماعية وتحويل الولاءات السياسية الى ولاءات طائفية ـ عشائرية .
ــ تحصين التشكيلات الاجتماعية الوطنية من التبعية والتهميش تشترط بناء جبهات وطنية ـ ديمقراطية بهدف مواجهة الطبقات الثانوية وحلفائها الدوليين .
ـ تسعى الجبهات الوطنية المناهضة لميول الرأسمالية الى كبح تفتيت التشكيلات الاجتماعية وتحويل طبقاتها الفاعلة الى كتل سكانية منعزلة تنخرها عوامل الولاءات القومية والطائفية ـ العشائرية .
ــ المخاطر التي يفرضها الطور المعولم من التوسع الرأسمالي على الدول الوطنية يهدف الى بناء العالم الرأسمالي بطوابقه ألثلاث ـ الرأسمالية المعولمة ـ الدول الرأسمالية المتطورة ، الدول الوطنية على قواعد التبعية والاستغلال .
ان صيانة الدولة الوطنية من التبعية والتهميش تستند الى إجراءات وطنية اخرى تتعلق بطبيعة نظام الحكم ومدى تجاوبه مع كفاح القوى الوطنية ـ الديمقراطية المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية
ثالثاًـ الشرعية الديمقراطية بديلا عن النظم الاستبدادية .
لازالت الدول الوطنية تعج بالكثير من السمات الكابحة لتطورها الاجتماعي ـ الاقتصادي وما يشترطه ذلك من تفعيل الكفاح الوطني ـ الديمقراطي المناهض للتبعية وآثارها المدمرة وبهذا الاطار نستطيع تسمية السمات الفعلية التي تسعى حركة الرأسمالية المعولمة تكريسها في بناء الدول الوطنية والتي يمكن ايرادها بالمحددات التالية ــ
ــ تحاول الرأسمالية المعولمة بناء دول وطنية ضعيفة خدمة لمصالحها الدولية وما ينتج عن ذلك
من ظهور دول فقيرة تتحول تشكيلاتها الاجتماعية الهشة الى تجمعات صغيرة غير فاعلة في النظام الدولي الجديد .
ــ تسعى الدول الرأسمالية المعولمة الى بناء علاقات دولية تستند على القوة الاقتصادية والعسكرية هادفة بذلك الى ادخال الدول الوطنية في اطار استراتيجيتها الدولية .
ــ نظام التبعية والتهميش التي تعتمده الدول الكبرى يقود الى تفتيت التشكيلات الوطنية وتحويل الدول الوطنية الى حارس لمصالحها الدولية .
ــ بهدف اضعاف الدول الوطنية وتشكيلاتها الاجتماعية تسعى الدول الكبرى الى مباركة الانظمة الديكتاتورية وممارسة القمع السلطوي ضد تطلعاتها الوطنية .
ــ تسعى الدول الكبرى الى التدخلات العسكرية في الدول الوطنية لغرض مساندة القوى اليمنية وحمايتها من التغيرات الاجتماعية وتعزيز سيادة الطبقات الفرعية في قيادة الدولة الوطنية .
ان الاخطار المشار اليها يمكن تحجيمها عبر اعتماد اجراءات سياسية ـ اقتصادية أحاول التقرب من ركائزها المتمثلة بــ
1 ــ أقامة انظمة حكم برلمانية تعتمد الشرعية الديمقراطية اسلوبا لتوجهاتها السياسية ــ الاقتصادية .
2 ـ انشاء تحالفات برنامجية بين القوى الوطنية المتضررة من العولمة الرأسمالية وتعزيز التداول السلمي للسلطة السياسية ارتكازاً على الشرعية الديمقراطية .
3 ــ اعتماد الشرعية الديمقراطية اساساً لموازنة المصالح الاجتماعية ــ السياسية بين الاحزاب والكتل الوطنية المتنافسة .
4 ـ بناء تنمية اقتصادية وطنية تستند على تأمين المصالح الطبقية لمكونات التشكيلة الاجتماعية الوطنية .
5 ـ محاصرة الطبقات الاجتماعية الطفيلية وتحديد نشاطها السياسي المتسم بالتبعية للخارج الدولي .
6 ـ تنسيق المواقف مع الدول الوطنية العاملة على صيانة سيادتها الوطنية بهدف تطوير التضامن الأممي,
ان الركائز الفكرية ـ الاقتصادية الواردة من شأنها تطوير روح المجابهة مع ميول الرأسمالية المعولمة الهادفة الى تخريب الدول الوطنية وإعاقة بناء وحدتها الوطنية .



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمالية المعولمة وتناقضات بنيتها الدولية
- وحدانية التطور الرأسمالي والعلاقات الدولية
- العولمة الرأسمالية والطائفية السياسية
- الرأسمالية المعولمة ومناهضة التبعية والتهميش
- الرأسمالية المعولمة وبنيتها الايديولوجية
- الطائفية السياسية ومراحل بناء الدولة العراقية
- التحالفات الوطنية ووحدة اليسار الاشتراكي
- وحدة اليسار الاشتراكي وبناء الدولة الوطنية
- الرأسمالية المعولمة وانهيار التجربة الاشتراكية
- العولمة الرأسمالية والعلاقات الدولية
- الطائفية السياسية وانهيار تشكيلة العراق الوطنية
- وحدانية التطور الرأسمالي والسياسة الدولية
- العولمة الرأسمالية والدولة الوطنية
- الطائفية السياسية ودورها في تخريب الدولة العراقية
- العولمة الرأسمالية ومناهضة التبعية والتهميش
- العولمة الرأسمالية والتحالفات الوطنية
- الرأسمالية المعولمة وبرنامج الوطنية الديمقراطية
- الثقافة الوطنية ودورها في مناهضة العزلة والتطرف
- الفكر السياسي العلماني ومناهضة فكر الهوية الفرعية
- 14 تموز والتشكيلة الاجتماعية العراقية


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - التوسع الرأسمالي ومهام اليسار الاشتراكي