أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حمادي الناموس - (الحفر في عتبة مجموعة الشاعرزهير البدري)















المزيد.....

(الحفر في عتبة مجموعة الشاعرزهير البدري)


علي حمادي الناموس

الحوار المتمدن-العدد: 6165 - 2019 / 3 / 6 - 23:51
المحور: الادب والفن
    


(أرهاصات المتلقي وعتبة المجموعة الشعرية(سأموت واقفاً)
من اولويات الناص وخاصة في النصوص النثرية أن يجهد نفسه بما أوتيَّ من براعة لغوية وعمق الرؤيا .لجذب المتلقي بإستخدام العتبات المستفزة لهُ وحبذا لو تماهت مع موروث ادبي محايث لعتبات نصوصه او عتبة المجموعة الشعرية وجعلها تناص يخدم النص وليس تلاص معيب للمجموعة مما حدى بي أن أكتب هذه المقدمة لقراءة عتبة المجموعة الشعرية للاستاذ (زهير البدري...أبو سامر العراقي) لما سمعته من بعض المهتمين بشؤن الادب وللاسف الذين لا يميزون بين التناص والتلاص. التناص من بعض انواعه هو الأتيان بجملة بين مقوسين تتماهى مع صورة ادبية او قصة مشهورة خادمة للموضوع أو كلمة واحده اشتهرت في مجالات الادب او الموروث ك(عرقوب) اسم يحمل دالة تراثية تشير الى عدم الوفاء بالعهد والخلاف فيه ولا يحتاج الناص لشرحها وايضاحها على متن النص كونها معروفة عرفاً ومن منا لم يمر على هذا البيت من الشعر القديم(كانَتْ مَواعيدُ عُرْقـوبٍ لَهـا مَثَـلا ... ومـا مَواعِيـدُهـاإلاَّ الأباطـيــــــلُ ) والعذر لمن لم يتابع الادب او يشتغل فيه ،ولو قلت صديقكَ عرقوب سيضحك المتلقي .هل تريد أن تقول(صديقي عديم الوفاء بوعوده) وهناك الكثيرمنه لاعلى الحصر بل للتذكير قال الفرزدق:( نَدِمْتُ نَدَامَةَ (الكُسَعِيّ )لَمّا... غَدَتْ مِنّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ ) وصلة الحديث لتحديد العتبة والبحث عن أولياتها:جاء التشبيه المختلف دلاليا بمعناه وتشكيله لغويا عن عنوان رواية الكاتب البرازيلي(اليخاندرو كاسونا)(الاشجار تموت واقفة).وتم اخراج مسرحية مقتبسة من الرواية حملة نفس العنوان من سيناريو وحوار.(نادر خليفة)وفي وقتها صدرت مجموعة شعرية للشاعر المصري (معين بسيسو)تحمل نفس الاسم بدون اي تلاعب او تغيير هنا نستطيع ان نقول إن الاعمال كانت عناوينها وفق مفهوم مصطلح(التلاص) وليس التناص .
إذن وجب علينا درء الشبهة عن عتبة المجموعة وفق سياق الصياغة معنى ومبنى.
1ــ (الاشجار تموت واقفة ):جملة أسمية لا غرابة فيها وبدهية معروفة.إن لم تعمل بها الفأس وتقطعها ستموت واقفة ...ما الغريب في الامر؟؟؟
2 ــ (سأموتُ واقفاً): جملة فعلية سبقها (س) الاستقبال للفعل (أموتُ) أنا.واقفاً حال..وهنا بيت القصيد والغرابة كيف يكون الموت وقوفا ؟..هذا خروج عن المعتاد وفق الدلالة والمنطوق. لنأتي مثلا بجملة يتعارض بها الدال والمنطوق ((غرد البعير على الشجرة) : - خطأ: بذريعة الوضع اللغوي الاجتماعي السائد بين الناس، من أن البعير لا يغرّد، وإنما البلبل هو من يغرّد.
- وصحيح: بذريعة الوضع اللغوي الرمزي مؤجّل المعنى بواقع السياق ( تهكّم)، حين يرمز البعير لمناوئ سياسي يغرد أي يسبّ ويشتم خصمه السياسي، من فوق الشجرة التي ترمز لمكان ما - د. عبير خالد يحى )) ‏
.عندها يصح تأويل عتبة المجموعة الشعرية كونها عتبة بلاغية مضغوطة تفيد التحدي والاصرار وعند فك الرمز تصبح الصياغة التأويلية(سأموتُ ونهجي يتحداكم - لا يموت) كون الوقوف مختص بحياة الكائن وكل كائن يموت فاختص الوقوف بالكائن البشري الحي وليس الميت.هنا بؤرة الاستفزاز وإثارة التساؤل .كيف تموت واقفاً؟؟ ولكن النهج والمواقف لا تموت .الآن اتفق المدلول والمنطوق في العتبة(سأموت واقفاً)
3 ــ كم هي جميلة العتابات والنصوص والمجاميع في كتابة النص النثري الذي تكلم عنه رائده(اودنيس-كتاب زمن الشعر المعاصر) في صوفية الفن الفقرة تاسعاً, (إنها معادية لكل نظام مغلق , فلسفيا كان أم دينيا أم أخلاقيا أم سياسيا ., إنها " انفتاح وحركة " )ووفق هذه الرؤى صاغ الناص عتبته صياغة جديدة متحركة تتماهى في فضاء واسع ،نص مفتوح منح الحياة لعنوان تقريري راكد وغير متفاعل لاجديد فيه(الاشجار تموت واقفة)نقول هناك تماثل بين
زهيرالبدري واليخاندرو كاسونا كتماثل
سَلم الخاسر وبشاربن برد.عندها تكون العتبة من ابداع الناص (زهير البدري) قياسا بما حدث بين الخاسر وبشار.
قال بشاربن برد: من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيبات الفاتك اللهجُ
وقال سلم الخاسر: من راقب الناس مات هما ... وفاز باللذة الجسور
هل هذا تلاص ام تجويد وابداع فنسب البيت لمن صاغه صياغة بليغة وهذا هو حكم علماء السلف الادبي
خلاصة القول:لا تربط العتبتان اي علاقة سوى تشابه (تموت) ،(وقوف) والمفردات مباحة .لم تكن في يوم ما حصرا على قائلها،لتوقفَ كل نتاج نصي .وكذلك المفردتان ،سأموت غير تموت.واقفة غير وقوفاً من الناحية الاعرابية ومدلولات اللغة .وعتبة البدري (جملة مفتوحة) قابلة للتأويل أما عتبة الرواية والمسرحية ومجموعة الشاعر نعيم بسيسو(جملة تقريرية) لاغرابة فيها ولاأكثر.....
ابحار مجزوء في نصوص المجموعة:ــ
ماذا تعني هذه العتبة للشاعر (زهير البدري) ؟...عند التوغل في مجموعة النصوص التي احتوت عليها المجموعة يتضح للمتلقي الحاذق صرخة قوية رافضه لما يعاني منه المجموع من اهمال في اساسيات البناء الانساني وأولوياته ،حرية الفكروالرأي،تقبل الرأي الآخر،الحياة الكريمة، توفير رغيف الخبز، التطلع الى مستقبل زاهر يعم الشعب والبلاد.الحفاظ على وحدة الشعب. كل هذه الاساسيات التي كان يحلم بها المواطن اصيب بغيابها بإحباط مما جعله يعيش السوداوية واليأس والحزن المعجون بساعات أيامه التي تمر زارعة الحسرة والحيف لما مضى وما سيأتي به المجهول من مستقبل غير مضمون. عندها تحولت هذه الحرقة القاتلة في جوفه الى صرخة مدوية متحدية معلنه ما تريده للانسان من تحقيق انسانيته (سأموت واقفاً متحديا مطالباً بحقوقي)..تتماها نصوص المجموعة بين الذاتية والهم الجمعي فغلب الجمع على الذات وتحولت الانا الى نحن،كلما احلم به نحلم كلنا به
(غريب ٌ أطلبُ المأوى
وكل الارض تنفيني)
(فلا تموزي تموزا
ولا تشرين تشريني)
معانات الغربة في الوطن وهو بين الاهل والصحب.صرَّحَ نيابة عن المجموع
(فكانَ جوابي ياكلي
هو زادي..
هو شربي .هو نفسي.
دمٌ يحي شرايني)
من هذا ال(هو)؟ .الوطن المكنى بالحبيبة عودة لبداية النص }خذي مني(حروفي)(روحي)..... { من هذه التي تأخذ هي ارض الوطن التي يصرح بها البيت التالي(غريب اطلب المأوى- وكل الارض تنفيني)
حاول الشاعر استخدام التموية والاشارة من بعيد لما يريد أن يصرح به رغم هذه الضبابية يتجلى بين الحين والحين سطر نثري اوشطر لبيت تفعيلة تفصح عن مكنونات الخطاب الموجه في المجموعة (نص.الوهم ص95:كلاهما- يتقاسمان الكذب-ويزعمان انهما-في جنة عدن-شرابها لذة-قطوفها دانية-يرسمان خطوط لا تلتقي-لا تشير الى مكان-ما عادت اللغة تنفع) كيف يكون وضوح التصريح .لا نحتاج الى(الحر تكفيه الاشارة)بل عصا البدري توخز جيدا لينتبه النائم ..لا أطيل عليكم الابحار في المجموعة يحتاج الى وقت وحفر في منجم النصوص اكثر مما نحن فيه ولنترك للمتلقي الحاذق الذي يبحث بما خلف ستائر الكلمات من مداليل وصور...



#علي_حمادي_الناموس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (عنعنة)
- (معاقرة حلم)
- ( البداية)
- (كلمة حرة)
- (بيت وجواب)
- مفارقة عراقية
- (فيض)
- (بلوى)
- (تَبِعات)
- (لنهر العشّار)*
- ( طيف )
- (بين قوسين)
- (تراني.؟ تَمهَّلْ)
- اضغاث
- (تطريز كلمة.نسيان)
- (تَبَّتْ يدُ الزمنْ)
- (قال لي جنوني)
- (رؤى بعد التصويت)
- ( رجيعُ الصدى)
- (سراب)


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي حمادي الناموس - (الحفر في عتبة مجموعة الشاعرزهير البدري)