أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الواحد محمد - موقفان متباينان( نظرية سلوك الجموع مثلا )















المزيد.....

موقفان متباينان( نظرية سلوك الجموع مثلا )


علي عبد الواحد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6164 - 2019 / 3 / 5 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كنت قد كتبت عن الموضوع ، ولكن بصيغة أخرى بصفحتي على الفيسبوك ، وطلب مني عدد من الأصدقاء أن أتناول الموضوع، على صفحات المواقع الألكترونية الغراء لسببين اولهما سعة إنتشار هذه المواقع ،وكثرة متابعيها ،وثانيها اهمية الموضوع لكونه من الدراسات الحديثة .أقول كثيرمايردد الناس،حين يبرزالتباين بين الآراء، مصطلح " الرأي والرأي الآخر" وكل واحد منهما يحتمل الصواب اولا يحتمله. ونحن ندرك ان الحياة منحتنا إمكانيات لاحصر لها ، لإستخدام ما جادت به علينا من منجزات البحث والعمل والعلم ، وفي الغالب يكون هذا الإستخدام وفق رؤى، وغايات متعاكسة ، فكثيرة هي المعطيات والظواهر، التي استخدمت فيها الظاهرة الواحدة في الواقع العملي،لهدفين متعاكسين ، لكل احد منهما غايته التي يتوخاها، وقديما قال ابو الطيب المتنبي في قصيدته الرائعة " صحب الناس قبلنا ذا الزمان " بيتا رائعا هو الآخر يوضح لنا الرؤى المختلفة لإستعمال الشئ الواحد الذي جادت به الطبيعة، حيث قال: كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا. فالقناة وهي القصبة يمكن أن تبنى منها البيوت أو يصنع منها الأثاث ، ويمكن ان تحول لسلاح الرمح ، إذغ ما ركب لها النصل ( السنان )، والسنان هو رأس الرمح.
فالحياة بكل تلوناتها، وكل ما قدمته العلوم ، والفلسفة، ومن خلال التجربة الحية للإنسانية جمعاء تؤكد، بما لايقبل الجدل ،على نسبية الحقيقة، وإن المعارف الإنسانية، ينظر اليها، في ملموسيتها في اللحظة المعينة، وفي الغاية من تطبيقها ، فليس كل ما أستعمل بشكل سئ ،هو سئ دائما ، والعكس صحيح ، فالعالم ملئ بالإستعمالات والفعاليات التي أنشأت للعمل على اساس النشاط الفعال من أجل القضايا الإنسانية الهادفة ، ولنا في موضوعة الجموع،أمثلة حية ملموسة عن تباين اهداف نشاطهم،ولا يخفى على أحد إن النشاط الإنساني، ومنذ أن ظهر الأنسان على وجه البسيطة، كان نشاطه يمثل نشاط الجموع، إذ كانت ضرورات الحياة، وحاجة البشر للعيش تستدعي ذلك النشاط الجمعي . وعند ظهور المجتمعات الطبقية ، وبرزت بشكل واضح مسألة إستغلال الإنسان للإنسان ، استخدمت نشاطات الجموع ،لصالح المستغلين ( بكسر الغين). وحينما دارت رحى الحروب بين الأقوام كانت جموع المحاربين ، أداة أوارها وسعارها، وبنفس الوقت وقودها وقسم من ضحاياها. والكل يعرف كيف لجأت الأحزاب والحركات الفاشية، الى توظيف الجموع، والتأثير عليها، ووتنويمها مغناطيسيا ،للإستفادة القصوى من طاقاتها المتعاظمة اثناء استمرار عمل هذه الجموع. فما هو السر الكامن بفعالية الجموع وقدرتهم على ذلك ؟
لذلك دأب علماء النفس، وما زالواعلى دراسة، السلوك النفسي للجماعات، واوجدوا لذلك علما يدعى علم النفس الإجتماعي، الذي يحرص على بحث ودراسة الأفعال النفسية وردودها ، في داخل الجموع البشرية، التي تواجه حدثا مشتركا، وبالتالي صياغة الإستجابات النفسية المتشابهه والمشتركة بين ،أفراد هذه العينة. فمثلا مشاهدة ردود أفعال ركاب حافلة تتعرض لحادث في سيرها ، او غيرها. لم يكتف علماء النفس الإجتماعي، بدراسة الحوادث المزعجة وردود الأفعال الناتجة عنها إجتماعيا ، وإنما قاموا بدراسة سلوك مشجعي فريق نادي معين لكرة القدم مثلا ، أو لكرة السلة، سواء كان هذا الفريق فائزا او خاسرا ، ودراسة الفروقات بين السلوكين.
وانطلقوا في دراساتهم، الى ما يطلق عليها الجموع المتراصة، وهي الجموع التي لايكون للصدفة في تكوينها دور اساسي، بل تلعب الرغبة والحاجة في تكوينها هذا الدور الساسي ، فمثلا تكوين فصيل من الكشافةأو ما يطلق عليها أيضا عندنا في العراق الجوالة. او تكوين الجند او الشرطة. هنا الجموع تكتسب صفات خاصة ، وتخضع للوائح وقوانين خاصة، وغالبا ما يكون لها زيها الخاص الدال عليها.
وكان عالم الإجتماع والفيلسوف الفرنسي فيليب غوستاف لوبون ( 7آيار 1841م-13 كانون اول ديسمبر1931) اول من قام بالدراسة المنهجية في هذا المجال،من خلال كتابه سيكلوجية الجماهير، والذي أوضح فيه،إنه عندما يتجمع الأفراد، المختلفين في نمط الحياة أو المتشابهيين والمختلفين أو المتشابهين في النوعية، عندما يتجمعون كجمهور، فإن هذا التحول يزودهم بنوع من الروح الجماعية ،تجعلهم يحسون ويتحركون بطريقة تختلف تماما عن الطريقة التي كان يحس بها ويفكر ويتحرك كل فرد منهم لو كان منعزلا. وقد أثبتت التجارب ذلك.
ومن ابرزهذه التجارب ما سميت بوقتها(( تجربة سجن ستانفورد))، وهي تجربة اوقفت قبل ان تكمل دورها ، لبعدها عن المعايير الإنسانية!،سميت التجربة ستانفورد نسبة الى جامعة ستانفورد التي اجريت فيها هذه التجربة. وكان على رأس القائمين بها العالم السايكلوجي البرفسور زيمباردو( تولد آذار مارس 1933م.)
التجربة أقيمت بطلب من البحرية الأمريكية لغرض تطوير نظام السجون عندها ، خلاصتها، تم أختيار بالقرعة الصرفة عددا من طلاب الجامعة ليعلبوا دور السجانين ، وعددا من الطلاب ليلعبوا دور السجناء،(كان إختيار نوع المهمة، سجين او سجان يتم حسب رغبة الطالب ) ، وكان قسم من السجانين غطوا وجوههم باقنعة تشبه أقنعة ( الكوكس كوكلان) المشهورين، والقسم الآخر منهم غير متنكرين ، المهم مع إستمرار التجربة لاحظ المشرفون عليها الإندماج التام بالأدوار، بحيث تعرض الذين ادوا ادوار المسجونين لشتى انواع القمع والتعذيب النفسي من قبل الذين ادوا أدوار السجانين.
على ضوء تجربة سجن ستانفورد، اقترح العالم زيمباردو، جملة من العوامل التي تساعد في الدخول الى حالة الإندماج في الجمهور ( ووردت تسمية "القطيع" من العالم نفسه بدلا من الجمهور التي ذهب اليها لوبون ) ويعود الفضل لوضع نظرية سلوك القطيع الى عالم الأحياء الأمريكي هاملتون سميث
والعوامل التي صاغها زيمباردو هي :
*: إخفاء الهوية ، حيث لوحظ في التجربة إن الذين لعبوا دور السجانين من الطلاب، والذين كانوا مخفين وجوههم، ظهروا أشد قسوة على زملائهم من الذين كانوا كاشفين وجوههم. وفي الحياة توجد الكثير من التجارب المشابهة لذلك.
*: إنعدام المسؤلية ، تبرير كل أفعال الجموع الحادة ، بانها مسؤولية الجمع وليست مسؤولية الأفراد، يمكن ملاحظة ذلك في حالات القسوة والإبادة في الحروب، وليس بعيدا علينا ما قامت به وتقوم به داعش من وحشية وآخرها ذبح الأزيديات الخمسين دون رفة جفن.
*: الإثارة الحسية اثناء الفعل ، كالتكبير في حالة داعش ، والأغاني الحماسية والخطب المحرضة.....الخ.
*:التجمعات الكبرى فيها يتم بسهولة التأثر وتقليد اآخرين
*: الحسية المفرطة يكون التأثير كبيرا إذا كانت إحدى الحواس مفرطة الحساسية، وخاصة عند التفسير المبالغ لحركات الغريم وردود أفعاله
*: الوعي المتغير: الذي يؤدي الى التقلب السريع للمزاج والسلوك .
وكانت تلك النظرة العدمية لتطبيقات نظرية الجموع، وإقتصارها على الجانب العدواني،في السلوك.او في تكوين المافيات ، والعصابات ذات الصبغة الفاشية، بينما أفرزت لنا الحياة إستعمالات شيقة لها ، فقد رأينا في ألأفلام السينمائية، ذات الطابع الملحمي، والتاريخي، وأفلام الحربين العالميتين الأولى والثانية ، كيف استطاع المخرجون من تحريك الكتل البشرية الهائلة التعداد، بتناغم وانسياب، وكذلك من شاهد وقائع إفتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في الصين في 2008م،وقف مندهشا للقدرة الهائلة، للإستعراض البشري الذي قدمته الكتل البشرية وكأنها فرد واحد يستعرض. بالتأكيد إن هذا الإستعراض جاء نتيجةالإستخدام العلمي الواعي لأداء الجموع الكبيرة،و لعل من شاهد ، فلم الحرب والسلام،لمخرجه سيرغي بندارشوك.انبهر في تداخل حركات الجموع الممثلة للجيش الفرنسي في الفلم ، مع الجموع الممثلة للجيش الروسي فيه.
الحياة بكل تلوناتها، وكل ما قدمته العلوم ، والفلسفة، ومن خلال التجربة الحية للإنسانية جمعاء تؤكد، بما لايقبل الجدل ،على نسبية الحقيقة، وإن المعارف الإنسانية، ينظر اليها، في ملموسيتها في اللحظة المعينة، وفي الغاية من تطبيقها ، فليس كل ما أستعمل بشكل سئ ،هو سئ دائما ، والعكس صحيح ، فالعالم ملئ بالمنظمات والفعاليات التي أنشأت للعمل على اساس نشاط الجموع الفعال من أجل القضايا الإنسانية الهادفة ، وبنفس الوقت لا تذيب فردية المرء في خضم فعاليات الجموع ، وهي تعمل وفق قاعدة " الواحد للكل والكل للواحد ".وبذل علم النفس الإجتماعي الحديث، الجهود الحثيثة لتجاوز، التأثير السابق على نشاط منظمات المجتمع المدني وخاصة ، المنظمات العاملة في مجالات الإغاثة ومكافحة الكوارث ، والأمراض.وفي مجال إعانة الشعوب وجمع التبرعات لضحايا هذه الكوارث .



#علي_عبد_الواحد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوازن...... أنواعه وتأثيراته
- المشكلة والحل
- الحركة والمادة المتحركة
- من رأى الموت أرتضى بالحمى
- البطل كما يفهمه المواطن العراقي وكما تراه نظريات علماء الإجت ...
- بعض المفاهيم عن الدولة والدولة المدنية في العراق
- الدولة المدنية الديمقراطية وقضية العدالة الإجتماعية
- معلومات اولية عن المنطق الرياضي 1 & 2
- تسالي من الرياضيات
- معلومات اولية عن المنطق الرياضي الجزء الثاني
- معلومات اولية عن المنطق الرياضي الجزء الأول
- من لبنات البشرية الأولى
- إشكاليات عمل الأحزاب والقوى السياسية في المنظمات غير الحكومي ...
- معطيات التقنية الرقمية، وأهميتها لتنمية بلادنا
- ما يواجه الطبقة العاملة في البلدان الرأسمالية من تغيرات في ب ...
- خبرة الجماهير
- العراق والتنمية الزراعية الريفية المستدامة
- ثورة الرابع عشر من تموز 1958 واليوم
- البيئة العراقية المشاكل والحلول
- دراسة اولية لفكر الحزب الشيوعي العراقي الآن


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الواحد محمد - موقفان متباينان( نظرية سلوك الجموع مثلا )