أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نشات نصر سلامه - التدين الشديد والوسواس القهرى














المزيد.....

التدين الشديد والوسواس القهرى


نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى

(Nashat Nasr Salama)


الحوار المتمدن-العدد: 6164 - 2019 / 3 / 5 - 02:51
المحور: المجتمع المدني
    


من احد النظريات الهامة في علم النفس نظرية تقول ان شدة التدين نتيجة الإصابة بمرض نفسى يسمى الوسواس القهرى , فنجد أصحاب هذا المرض النفسى حريصون على طقوس التنظيف ومخاوف التلوث وطقوس التدقيق والمخاوف على السلامة مع طقوس التكرار وتصرفات التعداد القهرية .
ويرى بعض علماء النفس ان الانا العليا في الأشخاص الأكثر تدينا مرتفعة جدا وان هؤلاء الأشخاص غالبا ما يكونون قد ارتكبوا بعض التصرفات والافعال التي يعتبرها المجتمع أو الدين أفعال سيئة فيشعرون بالذنب ويطاردهم هذا الإحساس ويضغط عليهم نفسيا ,وللخروج من هذا الضغط النفسى يأخذون اتجاه دينى اكثر من الافراد العاديين ويغالون في الطقوس الدينية كتعويض عن الشعور بالذنب ويكون احساسهم عالى كثيرا عن غيرهم بان الذات الإلهية تراقب افعالهم بل وافكارهم بصفة دائمة ويشعرون دائما بالذنب خوفا من اتيانهم شيء يغضب السماء ويعتبرون اى مرض او مصيبة يقعون فيها او يقع فيها من يعرفونهم هو عقاب من الله نظرا لاتيان فعل اغضب الله بل ويعتبرون الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والاعصار هي غضب من الله على هؤلاء القوم .. وان من يعيش في صحة ورفاهية هي نعمة من الله ورضا منه على هؤلاء البشر.
هؤلاء الافراد والمجتمعات شديدة التدين تكون ليست على استعداد لتقبل الرأي الاخر عن مفاهيمها وقناعتها حيث يتميز تفكيرها بالجمود والحرص الشديد على الموروثات وأى رأى يخالف قناعتهم يكونون شرسين في الهجوم عليه .كما يفسر علماء النفس بان الطقوس التكرارية للصلاة اليومية تتماشى مع السلوك التكرارى لمرضى الوسواس القهرى .
أما الانسان المتدين العادى وكدلك الغير متدين فتجده معتدل في ممارسه طقوسه الدينية اذا كان متدين ويقبل الرأي والرأى الاخر ويتعامل مع معظم من حوله بود وإيجابية ,في حين ان المتشدد دينيا يصنف الناس حوله الى نوعين , نوع مشترك معه في العقيدة ويعتبره مثل اخاه وكل من يكون على غير عقيدته يكون بالنسبة له غير مرغوب بالتعامل معه .بل وعدوه.
ان معظم مجتمعات الشرق الأوسط وخلال عشرات السنوات الماضية قد أصابها مرض الوسواس القهرى , واصبح شدة التدين وخاصة التدين الظاهرى والذى اصبح من ابرز السمات والظواهر الاجتماعية التي تسود مجتمعات الشرق الأوسط خلال الحقبة الزمنية الأخيرة .
ومرضى الوسواس القهرى مؤمنون بنظرية المؤامرة وان جيرانهم واقاربهم وزملاءهم في العمل وحتى دول الجوار والدول العظمى كلها تتامر عليهم , وهذا الشعور النفسى الخاطئ يعطيهم الحجة الكافية لتبرير عدم تقدمهم وتخلفهم وسوء ادارتهم .
والمبالغة في الوصف من سمات مرضى الوسواس القهرى فمثلا اذا ارتدت امراة ملابس غير متحفظة توصف بالعارية او السافرة واذا تحدثت امراة مع رجل فلابد ان هناك علاقة جنسية بينهم واذا نجح رجل اعمال فلابد انه مرتشى وحرامى ..وان جميع من يشغل المناصب العليا في الدولة هم فاسدين ومرتشين ويحققون مصالحهم الشخصية , واذا ثبتت تهمة الفساد على احد رجال الدولة يقومون بتعميم شبهة الفساد على الكل .ومن صفات هؤلاء المرضى أيضا انعدام الثقة في انفسهم او فيمن حولهم ويعتبرون الدنيا مكان عذاب والراحة ستكون بعد الموت.



#نشات_نصر_سلامه (هاشتاغ)       Nashat_Nasr_Salama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاهد على العصر : الوضع الاقتصادى بمصر بين 2110 و 2112
- الاعلام المصرى و .. الحقيقة المطلقة
- ميزانية الازهر
- هل تحتاج مصر لبناء اكبر مسجد واكبر كنيسة فى الوقت الحاضر؟
- الارهاب الدينى ... والزومبى
- شيخ الازهر.. وبابا الاسكندرية
- انقذوا المصريون من .. غياب القانون
- العودة من النمسا الى مصر ... برا
- ذكريات قديمة عن قبرص واليونان
- ذكريات قديمة عن النمسا والسويد
- انطباعاتى عن موسكو
- الدخل الشهرى المصرى
- هل يقرأ الله .... الفيس بوك ؟
- الحكومة لا تركب التاكسى
- اشكالية تذكرة المترو
- الاستعراض الدينى المصرى
- ذكرياتى مع رؤساء الجمهورية
- المجتمع المصرى العشوائى
- الاستبداد المصرى
- المثالية الصارمة القاتلة


المزيد.....




- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نشات نصر سلامه - التدين الشديد والوسواس القهرى