أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!















المزيد.....

اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 22:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قبل ايام قلال، وعبر قنوات التواصل الاجتماعي، نشرت صور لنساء واطفال في احدى قاعات "القضاء الاعلى" في العراق، وقد صدر قراراً باعدام 40 امراة من "داعش"، وفي الحقيقة لزوجات رجال من داعش. قاعة مكتضة بشابات كثر في مقتبل العمر مع اطفال، تتراوح اعمارهم مابين عام واربعة اعوام، اطفال ابرياء يبتسمون للكاميرا لايفقهون شيء مما حولهم. صدر الحكم بحقهن، رغم التماسهن مراراً وتكراراً بان لايد لهم في كل هذه الوضعية، وانهن "مجبرات على ان يكونوا مع ازواجهن ويتبعوا ازواجهن ويطيعوهم"!، ولكن...!
بدءاً، الاعدام ليست بـ"عقوبة"، الاعدام هي جريمة. احد ما "يقتل" والحكومة والدولة "تعدم"! كلاهما قتل. احدهما غير قانوني وغير رسمي والاخر قانوني ورسمي. القتل قتل ليس فيه رسمي او غير رسمي، ليس فيه قانوني او غير قانوني. انه علامة وبقايا عصر التوحش والبربرية. انه جريمة عن قصد وعمد وبوعي وبمراسيم و....
ليس في الحديث عن داعش وجرائم داعش وسجلها الدموي اي جديد. فداعش عبرت كل اسوار التشدد، وتربعت على عرش اكثر التيارات الارهابية فاشية في عالمنا المعاصر، قد لايمكن مقارنتها بجماعة ارهابية اخرى ظهرت على امتداد التاريخ.
ولكن ان تعدم 40 امراة بهذه الطريقة، فهي جريمة اخرى لاتقل بشاعة عن جرائم داعش. جز احدهم الرقاب عبر سيف داعش الاسلامي (وفي حالتنا هذه ليس واضحا ان احد ما قد قام بالجرم)، واخر عبر سيف القانون في بلد لاربط له بقانون ولا احترام له لاي قانون. والقاضي قبل غيره يعرف ذلك. اذ لو كان من المقرر ان يعاقب الناس على افعالهم، لطال رجالات الدولة والحكام في العراق قبل غيرهم، والمالكي وجريمة سبايكر نقطة في بحر الجرائم التي ارتكبت.
قد يقول احد ما انهن شاركن في المجازر واعمال القتل، ربما! لايعرف احد، وان اثبت هذا وبدلائل ملموسة وقاطعة، يجب محاكمته (لا ان يعدم، ولا ان يسجن بشكل مؤبد، لان المؤبد يسلب من الانسان فرصة اخرى ليراجع نفسه ويقومها وينخرط في المجتمع مرة اخرى). الرجال التحقوا بداعش عن وعي وادراك، وهذا يكفي لادانتهم! بيد ان النساء امر اعقد من ذلك بكثير.
تصوروا اي امراة، ومن صور قاعة المحكمة، هي في العشرين الان، اي في 16 او 17 او... حين تزوجت، ومن المؤكد انها من بيئة اسلامية متشددة ومتطرفة ولا تستطيع ان تتخذ قرارها دون قرار وضغوطات و.. اهلها؟! في مجتمع يغط بالفوضى السياسية والبلبلة الفكرية والاجتماعية والجهل والتخلف والعشائرية والطائفية و"منطق القطيع"، هل تستطيع ان يكون لها خيار حر وواعي؟! وهل بوسع النساء مخالفة رغبة ازواجهن هكذا بسهولة دون توبيخ وتعنيف وضرب و...؟! وان نفس دين داعش والاسلام من يقرع بطبل "ان من رفضت زوجها في الفراش، سيلعنهها الله الى يوم الدين ومأواها جهنم"!! النساء، نساء ازواج من امثال داعش وغير داعش، امام وضعية هم اقل الناس لهم يد فيها. هن ضحايا القيم والاخلاقيات والافكار والعقائد الاسلامية والعشائرية والطائفية و"منطق القطيع".
بعد هذا ياتي قاض ضيق الافق وعديم الفهم والانسانية والموقف ويقرر على اعدامهن؟! الا يفكر باطفالهن؟ اين يمضي اطفال ابرياء لاذنب لهم ولايد لهم في كل ما جرى، وكيف يعيشون، وماهو مستقبلهم و... العديد من الاسئلة تطرح هنا! تحيلهم الى "مؤسسات الدولة"؟! دولة لم تستطيع ان تبني شارع مثل "الاوادم"، تفكر بمصير وحياة ومستقبل طفل لاب "داعشي"؟! ان هذا تطلع اكثر من اللازم من السلطة في العراق.
الحلول البرجوازية دوماً هي حلول لا ربط لها بعلاج قضية، حلول سطحية وساذجة ال ابعد الحدود، ليست بحلول من الاساس. انه اختزال ظاهرة كبيرة مثل داعش، داعش التي لاتتعدى حلقة من الاسلام السياسي الوهابي او السني او..، فقط حلقة. ان الرد على هذه الظاهرة التي افرزت طالبان يوما ما، والقاعدة يوماً اخر، وجند الله، وجند الاسلام وجيش محمد وتفريخ عشرات المنظمات الارهابية يومياً، واخرها وليس اخيرها، داعش هو "اعدام 40 امراة" بسبب "تبعتهم لسيدهم، لزوجهم"؟!
ان تحدثنا عن من يجب محاكمتهم في كل موضوعة داعش، فالقائمة طويلة جدا. لايمكن انهاء داعش وامثال داعش دون قطع دابر امريكا والغرب الذين لهم مصلحة في خلق هذه الظاهرة وديمومتها ومصالحهم الاقتصادية والسياسية والاقليمية، تركيا التي دعمتهم لوجستيا من حيث المعسكرات والطبابة والتنقل والخ، دون محاكمة قطر المتعطشة لازاحة الاسد تعقباً لمد الانبوب الغاز القطري عبر سوريا للعالم ومحاصرة الغاز الروسي. كل هؤلاء الذين يتصارعون ضد خصومهم العالميين والاقليميين (من امثال روسيا والصين وايران) من اجل مصالحهم الاقليمية في اعادة تقسيم السلطة والثروة في العالم.
لايمكن ان تنهي داعش من الوجود دون هجمة على كل الافكار والقيم والعقائد الاسلامية بخطيها "المتشدد" و"المعتدل" حتى، (فالاخير هو منبع الاول واساسه)، دون تقوية قيم وقوى العلمانية والمدنية، اشاعة قيم وافكار الحريات والمساواة، دون اغلاق المنابر التي تضج من الصباح للمساء بالدعوة للدين ومحاربة غير الدينين وقيم "الملحدين"، "الكفار"، "النصارى" واليهود" والتفاخر بالمذابح والمجازر الاسلامية والتاريخ الاسلامي الذي يتلذذ بقتل "70" الف من المشركيين في يوم واحد وغيرها.
لايمكن ان تنهي وجود امثال داعش والبشرية تغط في فقر مدقع قل نظيره، دون تامين ضمان بطالة كاف ومناسب، فعماد جيوش المليشيات الطائفية كلها هو الفئات الهامشية والمفقرة والمعوزة والذليلة في المجتمع. اذ ان معظم مليشيات السياسي تزدهر في اجواء الفقر المدقع والعوز والاستلاب وانعدام الارادة والاحباط والياس.
لايمكن ان تتطلع الى دور اكبر من المراة وكل قيمك التي تقصف بها المجتمع تتجسد باخضاع المراة، "عورة"، "ناقصة عقل"، بحاجة الى "محرم"، دونيتها، "حرث للرجل" و... و..الخ. كائن عديم الاستقلالية والاستقلالية الاقتصادية على وجه الخصوص، معيشتها مرهونة بالرجل و"طاعة الرجل" و"رضا الرجل"، مهمتها "المقدسة" تربية الاطفال وارضاء "رب العائلة" والسهر على راحته وراحة اطفاله، وحتى اطفاله ينسبون له وليس لها، وهو صاحب الكلمة العليا عليها وعليهم بوصفها "املاك" عديمة الارادة والحول والقوة له!
بعد هذا وذاك ياتي قاض وقانون تافة عديم الضمير والانسانية والعقل والحكمة ليحل المشكلة عبر جز رقاب داعشي اخر اسمه الدولة، دولة وحكومة مليشيات ليست باقل طائفية من داعش، باقل اجرام من داعش، باكثر انحطاط من داعش. ليس هذا غبن بحق السلطة القائمة في العراق، من المليشيات الى القرارات الداعشية الداعية الى تطبيق "القانون الجعفري"، قانون اغتصاب الاطفال، بيدوفيليا "مفاخذة الرضيع" و"جواز الزواج قبل التاسعة" حتى، ولكن على شرط "دون الايلاج"، بل يكتفى بالتقبيل والتلميس و"المفاخذة" و... ! السلطة تحارب داعش ولكنها تشيع قيم داعش، وينتظر احد ما ان تنهي داعش؟! اثمة من يصدق هذا؟! اثمة من يعقل هذا؟!
لايمكن ان تنهي داعش وانت خلقته، ومن وراك ايران، وانت والاحتلال ارسيت العراق على اسس طائفية-قومية عنصرية بغيضة وانت تعمق الشحن الطائفي المقابل، الشيعي، وان تسكب الزيت عليه بالاعلام، بالمنابر والمساجد والجوامع والفضائيات، بالسياسة، بالتهميش، بالسيطرة والهيمنة والتحكم، بالاهانة والتحقير والاذلال اليومي لسكان المناطق الغربية على اعلى المستويات الرسمية والحكومية.
لم يجف حبر "بيان النصر على داعش" بعد، حتى يتعالى الحديث مرة اخرى عن "عودة داعش" و"عمليات داعش" و.... هذه القوى جميعا بمليشياتها ومصالحها واهدافها وافكارها وقيمها وممارستها السياسية هي من تحيي الف داعش يومياً، وليس بقطع رقاب "40" امراة يمكن حل هذه القضية. لايمكن الرد على تطرف ووحشية داعش، بتطرف ووحشية مليشياتية طائفية حكومية. ان جبهة الحرية والمساواة في العراق والعالم هي وحدها ذات المصلحة الوحيدة في انهاء داعش، وهي الوحيدة القادرة على ذلك.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرر المراة قضية الطبقة العاملة!
- وانتصر 14 شباط، -عيد الحب-!
- كلمة حول الضجيج الاخير ب-اخراج المحتل-!
- فنزويلا امام مخاطر انفلات الفاشية وسيناريو مظلم
- انه انموذج شيوعية اجتماعية محبوبة!
- ذكرى -6 كانون الثاني- ودعوات -الخدمة الالزامية-!
- تغيير الافكار امر ممكن، ولكن لا يمكن تزييف التاريخ!!
- -25% من الحكومة-... مساواة المراة ام مطلب فئوي ضيق! (كلمة حو ...
- قيم مقلوبة ذات اهداف واضحة! (حول بعض ردود الافعال على حملة ا ...
- -اعتذار شجاع لمقاتل- ام لاسترداد ماء الوجه والبقاء!
- الانتخابات والعملية السياسية وموقف الحزب الشيوعي العمالي الع ...
- (كلمة حول مساعي الخزعلي لحث الناس على المشاركة في الانتخابات ...
- خطوتان للوراء ... فحسب!
- وقاحة يندى لها الجبين! (حول الانتخابات واعادة النازحين القسر ...
- خطوات فضحت اكاذيب قديمة! (وسمح للمراة في السعودية بدخول المل ...
- -لا للحرب!- ام -لا للحرب على كردستان-؟!
- الاستفتاء والاستقلال هما رد على قضية محددة! - رد على مقال رز ...
- كلمة حول اقحام موضوعة -اسرائيل- فيما يخص استفتاء كردستان!
- فضائحكم لاتسترها خرقة تبريراتكم البالية!
- قضايا بصدد حق جماهير كردستان بالاستفتاء والانفصال!


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس محمود - اعدام 40 امراة -داعشية-... -حل- سقيم!