أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد حسن دايش - طائفة الانانيين














المزيد.....

طائفة الانانيين


اياد حسن دايش

الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 21:40
المحور: الادب والفن
    


طائفة الانانيين
الانانية( كلمة فلسفية) يدعي انانيا كل شخص يعتقد انه يوجد لوحدة في هذا العالم، بينما بقية العالم ليست سوى مجرد اطياف واوهام .هكذا بدأت قصة البحث عن طائفة ظهرت في باريس تحمل نزعة العبث والخبث يحمل مؤسسها أسم (غاسبار لانغونهيرت).. ذو اصول هولندية ، جذاب، ذو هيئة شديدة الجمال، السبب الذي جعل جميع نساء باريس تتعلق به . الذي كان يتنقل بين صالونات الادبية في باريس مبشرا بفلسفة الجديدة التي تناقض كل الفلسفات المنتشرة آنذاك، هي فلسفة الانانية التي كان يدعوا لها في كل لقاء يذهب اليه، مدعيا انه الرجل الوحيد العارف في هذا العالم .ظل متعطشا لكل نقاش حول أفكاره، رغم حالة السخرية والاستهزاء التي كان يتعرض لها دوما. ليقرر في ما بعد ان يقوم بأنشاء صالون ادبي اطلق علية (المدرسة الانانية) واضعا الفلسفة التي تبنتها هذه المدرسة (انه الموجود وحده وما العالم والموجودات الاخرى سوى اشياء خلقها الانسان بخياله) يكون اللقاء يوم واحد في الاسبوع ، لتستقبل هذه المدرسة العديد من الراغبين بالانضمام اليها .اذا تم اختبارهم وانتقاء عشرين شخص منهم ليكونوا اول طلاب في هذه المدرسة . تركزت اولى محاضراتها على دعوى البحث عن الحقيقة ،وان العالم مختصر في ذات كل واحد من رواد هذه المدرسة .الا ان الغريب في الامر ان اول محاضرة شهدت مشاجرة بين المريدين بسبب اختلافهم ايهم الافضل العامل ام الخباز ام الارستقراطي مما جعل اجواء الدرس تتحول الى حلبة صراع فيما بينهم بسبب نظرة كل شخص للأخر بدونية وانانية. مع استمرار اجواء التشاحن والتباغض ادى ذلك الى تناقص عدد المريدين مع عدم ايمان الباقين بالسيد لانغونهيرت حتى وصل الامر بعدم حضور للقاء مما اجبره على ترك فكرة انشاء مدرسة تعنى بالأنانيين واعتزاله الحياة في احدى ضواحي المدنية حيث لم يعد يسمع عنه احد اي شيء .للروائي ايريك ايمانويل شميث رواية تحت اسم (طائفة الانانيين ) تتحدث عن شخص مغمور اراد ان يقدم الأنانية على شكل مدرسة فلسفية خاصة للبحث عن اسباب الانانية جذورها ،واهم دوافعها .لم تكن الانانية الفايروس المتفشي في مجتمعاتنا المرض الوحيد لكنه المرض الاكثر انتشارا في اوساطنا الاجتماعية ، حيث تستطيع بسهولة ان تحدد نماذج تحمل صفات الانانية بصورة واضحة وفي مقدمتها. نظرة الاستعلاء على الاخر والتمسك بالرأي بصورة متطرفة جدا، كذلك الغرور الاعمى الذي يمتلكه الاناني جاعلا من ذاته محور الكون .في مقدمة أهدافه تحقيق اكبر قدر من المنفعة الشخصية على حساب الجميع، فاقدا اي نبل انساني كتقديم تضحية او اي خدمة للأخرين، لأنه لا يفكر الا بذاته ومصالحه .من صفاته ايضا شح النفس، حيث انه لا يبخل بالمال فقط بل بخيل حتى بالمشاعر والاحاسيس، تجده يتبكى ليل نهار، متشائم غير ايجابي. عدم احترامه اراء الاخرين وافكارهم وتسفيهها، عدم اعترافه بالخطأ معتبرا نفسة دوما على صواب . افة الكذب وفقدان المصداقية في التعاملات التي يقوم بها . يمتلك الاناني الحساسية المفرطة حيث يكون سريع الغضب مع عدم تقبله لأي نقاش او نقد له ، وعدم انفتاحه على الاخرين وتعاطيه معهم .الاناني انسان موجود في كل مكان، قد يكون موظف يتعامل بمنتهى الانانية مع المراجعين، او معلم يقسو على طلبته بدافع الانانية، او طبيب يبتز مرضى بشكل بشع واناني ، احيانا يكون اب دكتاتور يتحكم بأطفاله وأسرته بشكل سيء جدا ، والأسوء حين يكون الاناني مسؤول عن حياة الناس ومصائرهم ليمنيهم بالخير ولا يرون منه سوى الخراب والدمار . ان شعوبنا ومجتمعاتنا يحكمها الانانيون الذي يمنعون عن الناس ابسط حقوقهم، بالحياة الحرة الكريمة معتقدين بانهم يقدمون افضل ما لديهم بسبب نرجسيتهم وانانيتهم ولا يرون الا ذواتهم المتضخمة .الانانيون طائفة منتشرة ستجدها اينما تذهب في كل مفاصل الدولة وتفاصيل حياتنا ، اينما حل الخراب ستجد اثر لهذه الطائفة .بين صفة الايثار والانانية تجد مجتمع حي متسامح ومجتمع ميت عدواني .


ومضة:
الانانية .. ليست أن يعيش الانسان كما يهوى ، و لكن أن يطالب الآخرين أن يعيشوا كما يريد هو ان يعيش.
أوسكار وايلد

اياد حسن دايش



#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقرأ أم أكتب
- حيونة الانسان
- في انتظار غودو عراقي
- نقد الفكر السائد
- عاشق طواحين الهواء
- المثقف بعيون مصريه
- المستبد العادل
- رمزية رجل الدين
- كيف اصبحت غبيا
- خصائص العبيد
- الخلاص الفكري
- تفاهة الشهرة
- دولة الاستبداد العبودي
- الاستحمار الالكتروني
- ما التنوير
- طغاة ستانفورد
- خلف الفقيه أم مع المفكر
- التبول الاحتجاجي
- الملحدون بناة الحضارة
- المثقف والمتعلم


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد حسن دايش - طائفة الانانيين