أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رضا محافظي - مصداقية المؤرخ و مهنية الصحفي















المزيد.....

مصداقية المؤرخ و مهنية الصحفي


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 04:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


محمد حربي مؤرخ معروف له العديد من الكتابات و البحوث حول تاريخ الجزائر و تاريخ ثورتها ضد الوجود الفرنسي . و كثيرا ما أثارت كتاباته و آراؤه جدلا و اخذا و ردا من طرف المتابعين و المختصين لما جاءت به من أحكام جديدة و من توجهات غير متوفرة في غيرها من الكتابات و الأبحاث . في محاضرة له بالمركز الوطني في الانثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية بمدينة وهران الجزائرية بداية شهر فيفري 2006 م ، ذكر الأستاذ حربي ( حسب ما نقلته جريدة الخبر اليومية بالجزائر في عددا الصادر بتاريخ 06 فيفري 2006 م ) أن كتابة تاريخ الجزائر ليس أمرا سهلا لأن الأحداث التاريخية بها مليئة بالعديد من الفاعلين و لأن كل طرف فاعل يريد أن يقدم نظرته الخاصة للأحداث . كما ذكر السيد حربـي – حسب نفس المصدر - أن الكثيـر من الشخصيــــات و القوى الفاعلة في تلك الاحداث تجعل نفسها في موقع المقدم للدروس عن التاريخ حفاظا على شرعيتها و أنها خلطت بين كتابة التاريخ من أجل البلاد و بين كتابة التاريخ من أجل نفسها .

عادت الى ذاكرتي هذه الكلمات و أنا أطالع في العدد الأول و الثاني من صحيفة " المحقق " الجزائرية الصادرين خلال شهر مارس 2006 م أشياء جديدة تتعلق بماضي الرئيس الجزائري الأسبق السيد الشاذلي بن جديد الذي حكم البلاد من سنة 1979 م الى سنة 1991 م . في العدد الأول من الصحيفة صرح الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد أنه لم يكن أبدا ضابطا في الجيش الفرنسي و أن والده (الهادي) لم يكن " قايد " ، أي موظفا مدنيا ساميا وسيطا بين الادارة المستعمرة و الأهالي كما كانوا يسمون آنذاك . و قد ذكر في سياق الدفاع عن تاريخه و تاريخ أسرته أن محمد حربي ذاته ، الذي كان من الذين روجوا لتلك المعلومة في كتاباتهم ، يعرف الحقيقة على اعتبار أنه كان متربصا في نفس المصنع الذي عين فيه الشاذلي بن جديد مراقبا . في موقف كهذا ، من الطبيعي جدا و من المتوقع أن يخرج السيد حربي و أمثاله من المؤرخين الذين ضمنوا كتاباتهم نفس الشيء حول تاريح الشاذلي بن جديد و تاريخ عائلته ، لينبروا بالدفاع عن آرائهم و يقدموا ما لديهم من حجج و دلائل مادية ان كانوا متأكدين مما كتبوا و نشروا . لكن على العكس منذ لك تفاجأنا بأن نطالع في العدد الثاني من نفس الصحيفة أن السيد محمد حربي يعترف أنه نقل المعلومة عن المؤرخ الفرنسي جلبير مونيي و أنه سمعها من الرئيس الأسبق للجزائر السيد أحمد بن بلة . هذا كل ما في الأمر . ليس هناك شيء آخر للاضافة من طرف السيد حربي . لو تعلق الامر بحادثة تخص الرئيس الشادلي كان الرئيس بن بلة - أو غيره - شاهدا عليها لجاز بطبيعة الحال اخذ شهادته بعين الاعتبار بتحفظ و في حدود معايير معروفة . لكن أن يتعلق الأمر بشيء يمكن – و يجب – اثباته بوثائق مكتوبة متاكد من صحتها مثلما هو في قضية الحال فان الأمر يختلف و تصبح له انعكاسات سلبية أكيدة على كل من روج له و على مصداقية الكتابة حول تاريخ الجزائر .

نفس الشيء حدث مع المؤرخ الفرنسي بن يامين سطورا المعروف الذي بمجرد نشر الحوار الصحفي مع الرئيس الشادلي بن جديد سارع الى الاعتذار – حسب ما أورده العدد الثاني من صحيفة المحقق دائما –متعهدا أنه لن يذكر مستقبلا في مؤلفاته و أبحاثه التاريخية أن بن جديد كان ضابط صف في الجيش الفرنسي . و قد تبع السيدين حربي و ستورا في هذا البعض ممن يعمل في الصحافة ممن نقلوا نفس المعلومة في كتاباتهم المختلفة منذ زمن ، فقدموا الاعتأذارات و لاموا غيرهم لكونهم نقلوا عنهم نفس المعلومة الخاطئة . و لو رحنا نسأل الكتاب الذين كتبوا حول هذا الأمر واحدا واحدا لوجدنا أنفسنا أمام قافلة من الكتاب الذين يلقي كل واحد فيهم اللائمة على غيره و يقول انه استقى المعلومة من عنده ، في محاولة لتبرئة نفسه و تبييض خطئه المفضوح . و نفس الشيء بالنسبة للصحفيين و الاعلاميين الذين يهرولون وراء كل قيل و قال جريا وراء السبق الصحفي دون تحر للحقيقة من منابعها الصافية و دون تدقيق للمعلومة قبل نشرها .

ليس هذا المقال دفاعا عن الرئيس الشاذلي بن جديد و عن تاريخه و تاريخ عائلته ، فلذلك منابر أخرى ، أفضلها مخابر البحث التاريخي العلمية ، و لذلك أيضا رجال هم أهل اختصاص و خبرة . لكنني أريد هنا أن أركز على العبث الذي يعامل به تاريخ هذه الأمة و تاريخ رجالاتها و الطريقة الممقوتة في تحليل الاحداث و الحكم على الناس . اذا كان تعامل محمد حربي و بن يامين سطورا مع تاريخ الرئيس الشاذلي بن جديد بتلك البساطة الغريبة التي تتنافى مع أبسط قواعد البحث العلمي الجامعي ناهيك عن البحث التاريخي المتخصص ، و اذا كان تراجعهم عما كتباه و قالاه بتلك البساطة مباشرة بعد نشر الحوار الصحفي مع السيد الرئيس ، فأي قيمة علمية تبقى لأبحاثهما حول هذا الأمر بالذات و حول غيره من الامور . لا بد و أن ظلال الشك ستلقى على جوانب كل ما نشر للرجلين و لأمثالهما . والقضية هنا لا تتعلق بهما كشخصين بطبيعة الحال و انما كمثالين ساقهما القدر وسط الأحداث فقط و نفس الشيء يطبق على غيرهما من المؤرخين و الصحفيين و الباحثين و الاعلاميين .

يأتي الحديث عن تاريخ الرئيس الجزائري و عن تاريخ عائلته و علاقة ذلك مع فرنسا الاستعمارية في سياق أحداث كثيرة و تصريحات عديدة لمسؤولين فرنسيين على أعلى المستويات يمجدون فيها جرائمهم في الجزائر و في غير الجزائر و يضمنون ذلك في قانون حدث حوله جدل كبير و لا يزال مدعاة احتجاجات رسمية و غير رسمية لدى الكثير من الأقطار التي عانت ويلات الاستعمار الفرنسي . مجهودات كثيرة تبذل في فرنسا من اجل دخول التاريخ الانساني من بابه الطاهر ملبسة جلاديها البسة بيضاء تخفي اجسادا لا يزال التاريخ الصحيح يحفظ لها همجيتها . ما من شك أنه ينبغي لهذه الأمة – ان كانت صادقة مع نفسها و وفية لارثها - أن تعيد النظر في كتابة تاريخها (بحثا علميا و اعلاما يوما) و أن تسند ذلك لرجال و نساء أكفاء متقدي العقول طهر النفوس ، همهم ذكر الحقيقة صافية و بسط تاريخ الأمة لأبناء الأمة بتفاصيله الدقيقة المتيقن من صحتها حتى تتمكن الاستفادة منها و الاستعانة بها على استيعاب الدروس الحضارية و النهوض من كبوة طال أمدها .



#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لافريقيا ؟
- الجزائر تعانق فلسطين
- هوان على هوان
- قوقل يقود حرب الخصوصية…فهل يربحها ؟؟؟
- تجار الموت
- تجار الموت
- التغيير من الخارج
- عندما يرعبنا … طير
- الوتر الثامن
- لا بدّ من رضاهم
- الديمقراطية الملكية
- تاريخنا يغور في الأرض عبر القبور
- أمة مسلوبة الارادة
- بأي ذنب …. أولبرايت ؟
- رسالة العقاد و رسالتهم
- لا تزال النفس العربية رخيصة
- لويزات ايغيل أحريز و شرف الجزائريات
- اعتراف فرنسا بالذنب ؟؟؟
- اعتراف فرنسا بالذنب ؟
- الرقابة على الكتاب ، هل هي الحل ؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رضا محافظي - مصداقية المؤرخ و مهنية الصحفي