أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - سوريا الفيدرالية أو براميل الموت- 1/2














المزيد.....

سوريا الفيدرالية أو براميل الموت- 1/2


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عفرين-شرق الفرات وإدلب، قطبي التناقض والتضارب سياسيا وعسكريا، وإيديولوجية، من حيث التقييمات الدولية، وليست التركية ولا حتى الكردية، المناطق الأكثر اختلافاً في إشكالياتها، وفي الاحتماليات المطروحة لمعالجة قضاياها، وبالبنية العقائدية للقوى المسيطرة عليها، ما بين الإرهابيين التكفيريين، والذين حاربوا الإرهاب، تحكمهم ثقافتين، دينية سلفية ترفض الأخر، ووطنية قومية تعمل على مشاركة كل مكونات الشعب السوري على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وقومياتهم، وعفرين تعاني من جدلية هذا التناقض. رغم الخلافات الكردية-الكردية على مسار شرق الفرات، كقوى كردية أو معروفة في العالم كقوة كردية، ومتهمة كردياً. في إدلب تطمح منظماتها المسلحة إلى إقامة دولة دينية، وفي شرق الفرات تحاور كل القوى المعنية بإمر سوريا لقبولها كمنطقة ذات صفة قومية أو وطنية ضمن دولة، أو لإقامة دولة علمانية وطنية. الأولى تعمل وتطمح للسيطرة على السلطة المركزية في سوريا، وتغيير النظام القائم إلى نظام الشريعة الإسلامية، سلفية راديكالية تحكمها منظمات إرهابية، حيث الفقه دستورها، والثانية تحاور لتكون لها كيان فيدرالي أو إدارة ذاتية تابعة لسلطة لا مركزية بدستور حضاري.
ورغم الاختلافات البينية، وقتالهم في الجبهات المتضاربة والمصنفة كقوى متعادية، ظلت مناطقهم خارج الهيمنة المركزية، شبه مستقلة، وكأنها دول ضمن دولة، وتأثيراتهم السياسية-العسكرية تمتد إلى خارج الجغرافية السورية، وتبعد الحلول لمشكلتها، وتقلق دول الجوار إن لم نقل بعض المحافل الدولية، وخاصة الدول الكبرى.
لا خلاف على أن إشكالية إدلب أخطر بكثير من شرق الفرات، فهي تقف على جمر من النار، حلها عسكري، رغم كل المحاولات التركية أن تدرجهما في خانة واحدة، وتفرزهما كمنطقتين تسيطران عليهما قوتين مختلفتين لكن إرهابيتين، إلا أن العالم وخاصة الدول الكبرى، روسيا وأمريكا، وعلى خلفية تعاملهم وتصريحاتهم، تدحض المواقف التركية السياسية هذه ودعايتها الإعلامية، وتتبين يوم بعد يوم أن تركيا تكاد تفشل ما كانت تطمح إليه. فالمنظمات التكفيرية المسيطرة على منطقة إدلب وحولها وعلى عفرين المستعمرة من قبل تركيا، مرفوضة وجودها وسيادتها من جميع القوى الإقليمية والعالمية، حتى الدول التي تقدم لها الدعم اللوجستي كقطر عن طريق تركيا لا تتجرأ بمعارضة الحل العسكري، وبالتالي فحل قضيتها تحمل قطبين متناقضين:
1- إما الكونفدرالية ولا نقول الفيدرالية، لأن القائمين عليها قوى تكفيرية إسلامية ترفض السلطة الحالية والوطنية المحتملة، وبالتالي تخطط لبناء كيان إسلامي سلفي مرفوض دوليا، وبالتالي كونفدراليتها ملغية ذاتيا وخارجيا، ولا يرون لها حلاً سوى بالقضاء عليها، والتخلص من الألاف من عناصرها، وهنا تكمن المعضلة الكبرى، كيف؟ هل ستكون بنفس طريقة التخلص من دولة الخلافة، وإذابة عناصرها بتناثرهم ضمن العراق وسوريا ودول الجوار، ونحن هنا نتذكر كيف أن تقديرات جميع المنظمات المختصة بالمنظمات الإرهابية كانت تقول إن عناصر داعش يبلغون ما بين 30 إلى 50 وأحيانا 60 ألفا، ومن غير المعقول أن يكون قد تم قتل كل هذا العدد، ولا حتى عشرة ألاف، فأين تبخرت كل هذه الأعداد. ويقال إن أعداداً بحجم داعش يجتمعون في منطقة إدلب والمحيطة بها وفي عفرين، ومعظمهم مطلوبين كإرهابيين، وبالتالي لا يعقل أن يتم قتل جميعاً، لذلك لا يستبعد أن تتم تطبيق المعادلة التي جرت مع داعش. وبالتالي سيبقى الخطر حاضرا في المنطقة والعالم ربما لسنوات قادمة.
2- أو بحل ذاتها طوعيا، ولربما التحول إلى كيان سياسي سري، أو على الأغلب إلى خلايا نائمة ضمن سوريا.
وشرق الفرات على النقيض منها، حلها سياسي، لكنها ستظل ناقصة بل بدون عفرين، فهما معاً يمثلان قضية أمة، مطالبها واحدة وواضحة، وقابلة للحوار، وتندرج ما بين الفيدرالية أو الإدارة الذاتية الموسعة مع سلطة لامركزية، كما وهي بعكس المجموعات المسيطرة على إدلب، حاربت، نيابة عن العالم، الإرهاب والمنظمات التكفيرية الأخطر في العالم وعلى رأسهم داعش، في الوقت الذي يتحكم في إدلب المنظمات الإرهابية الإسلامية المطلوبة دوليا.
وأقحمت تركيا وروسيا المنطقة الكردية الأخرى عفرين في مستنقع التكفيريين، ما بين السلام والحل العسكري، كصفقة مصالح بين الدول الإقليمية وفي مقدمتهم تركيا، وستعاني من عدمية الحلول، إلى أن يتم القضاء على المنظمات المهيمنة على منطقة إدلب، ويتم الضغط على تركيا للتخلي أو التخفيف عن مصالحها في سوريا، مع ذلك يبقى هذا الجزء المكمل لشرق الفرات، بين ناري الحلين، العسكري والسياسي، وبالتالي تحتضن كارثة.
شراء تركيا الوقت وعلى مدى السنتين الماضيتين للحفاظ على الهدوء النسبي في منطقة إدلب، تكاد تصل نهاياتها، وتتبين من خلال كل المعطيات المتراكمة، على أنه لا جغرافية في سوريا أو خارجها ستحتضن أو تحمي هذا الكم من التكفيريين الأكثر تطرفا بين فصائل المعارضة المسلحة، هيئة تحرير الشام والمتزايدة بسبب رفدها بعناصر داعش الهاربين، وفيلق الشام، والحزب الإسلامي التركستاني أو حراس الدين، أو حتى الذين أخفتهم تركيا تحت عباءة الجبهة الوطنية للتحرير، ونحن هنا لا نتحدث عن المرتزقة والفصائل الإجرامية في منطقة عفرين، وبينهم العديد من عناصر داعش، خاصة وأن الهيئة شكلت قبل سنة حكومة الإنقاذ، وبها رفضت أن تمثلها الإتلاف أو أية معارضة سياسية متواجدة في الخارج، وبالتالي أصبحت صاحبة قراراتها في الوقت الذي تسيطر فيها الأن على قرابة 80 بالمائة تقريبا من منطقة خفض التصعيد في إدلب.
ومن المرجح وعلى خلفية ما سرب إلى الإعلام سابقا، من اختراقات السلطة لمعظم المنظمات التكفيرية المسلحة، أن نظام بشار الأسد كان وراء خداع هيئة تحرير الشام، لتكون القوة الوحيدة المسيطرة على المنطقة، وهي منظمة مرفوضة من جميع القوى ...
يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
2/3/2019م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلاف الكردي المسيحي- الجزء الثاني
- الخلاف الكردي المسيحي- الجزء الأول
- جنوب غربي كردستان في الأروقة الخلفية
- الكرد والتحالف الدولي
- كلمة السيناتور جون كينللي كيندي وما قاله ترمب البارحة
- الكردي بين التدخل والجهالة- الجزء الأول
- كيف نمزق كردستان قبل ولادتها
- جدلية الروح والوطن كردياً
- ماذا يريد ترمب لجنوب غربي كردستان
- انعكاسات الانسحاب الأمريكي المفاجئ على روج آفا
- حول تصريح المجلس الوطني الكردي في سوريا
- هل ستنسحب أمريكا من المنطقة الكردية؟
- روج آفا في مكالمة ترمب-أردوغان
- الجدلية الخفية بين إدلب وشرقي الفرات
- بدايات الحوار الأمريكي الروسي في الشأن الكردي
- الدبلوماسية الكردية
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد و ...
- قذارة الحرب كردياً
- منزلة الشهيد والمفكر عن الكرد
- الكرد الشهيد والمبدع


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - سوريا الفيدرالية أو براميل الموت- 1/2