أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد العوض - لا للفتنة العمياء نعم للحوار الوطني المسئول















المزيد.....

لا للفتنة العمياء نعم للحوار الوطني المسئول


وليد العوض

الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 04:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


في سابقة هي الأولى من نوعها استغل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مناسبة إقامة مهرجان مركزي في مخيم اليرموك أحياء لذكرى استشهاد الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي لإطلاق خطاب خرج عن المألوف بما تضمنه من توصيفات وعبارات وإطلاق اتهامات اقل ما يمكن أن يقال عنها إنها تحريضية وتصب الماء في طاحونة توتير الأجواء الداخلية وتعكير صفو العلاقات التي يجب أن يسعى كل ذي مسؤولية للحفاظ عليها وتنقيتها من أي شائبة تقود لا قدر الله إلى إشعال نار الفتنة الداخلية التي طالما خطط لها أعداء شعبنا وعلى صخرة وحدته تحطمت .
والمتبع لتلك التصريحات يجد أنها انطلقت بصورة انفعالية دون مراعاة تعقيدات الوضع الداخلي الفلسطيني التي يتوجب على كل من يعتلي منصة الخطابة خاصة تلك المخصصة لرثاء الشهداء التحلي بها ، لا أن يستغلها لإطلاق عبارات غريبة عن عادات شعبنا وتقاليده بل وتسهم كما قلت في زيادة أجواء الاحتقان وتعزز من احتمالات انفجار الوضع الداخلي بما يؤدي إلى حرب أهلية لا تحمد عقباها .
ويجدر القول أن ما كاله السيد مشعل من اتهامات أمر يجانبه الصواب في الكثير من المجالات ، وما ادعاه عن سحب للصلاحيات وتنازع عليها أمر كان قد أثاره السيد رئيس الوزراء في لقاءه مع الفصائل وأشار إلى أن هناك لجنة تبحث عن أفضل السبل لتجاوز ذلك حسب القانون ، واعتقد أن هذا الأمر بالإمكان إيجاد الحلول المناسبة له بالاستناد للنظام الأساسي الذي أجريت على أساسه الانتخابات وشكلت بموجبه الحكومة اللهم إلا إذا كانت حماس ما زالت عند رفضها لهذا القانون ، والأغرب من ذلك أن السيد مشعل قد ذهب بعيداً في اتهاماته لجهات فلسطينية لم يسميها بالاسم وأكد وجود معلومات لديه تؤكد على ضلوعها في مؤامرة الحصار التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني وأكثر من ذلك فقد أسهب مشعل في افتراءاته متهماً وزراء الحكومة السابقة بسرقة كل شيء من وزاراتهم بما فيها تلك الكراسي والأوراق وحتى الشاي ، وفي هذا افتراء تدحضه الوقائع التي تبثها شاشات التلفاز لصور الوزراء وهم يتسابقون على شاشات الفضائيات من كراسيهم ومكاتبهم الفارهة
أقول ذلك وبكل تأكيد فأنني لا أوافق على ما أطلقه السيد الرئيس من وصف لعملية تل أبيب الأخيرة وكذلك على سحب أي صلاحية يمنحها القانون الأساسي للحكومة وأجدد انه كان على السيد خالد مشعل أن يترك أمر الحكومة وصلاحياتها للحكومة ذاتها ولرئيسها التي تميزت مواقفهم ودعواتهم في الحكمة وطول النفس والسعي لحل الخلافات عبر الحوارات الأخوية وقد ظهر جلياً موقف الامتعاض الذي لاحظته على وجه الدكتور الزهار وزير خارجية فلسطين وهو يستمع لخطاب السيد مشعل واعتقد انه مبعث ذلك هو معرفة د. الزهار الدقيقة لطبيعة الأوضاع والتعقيدات على أرض الواقع وكذلك الموقف المسئول الذي أبداه السيد ناصر الشاعر نائب رئيس الوزراء بهذا الصدد، مرة أخرى أقول أن خطاب السيد مشعل لم يكن موفقا في خطابه وكان من حق الحكومة حكومة الشعب الفلسطيني وليس حكومة حماس أن تمارس كل صلاحياتها وترفض بالوسائل الديمقراطية دفاعاً عن ذلك بالاستناد للقانون الأساسي .
وعلى ذلك أقول أن الخطاب أعلاه وما تضمنه من عبارات مرفوضة حمل في طياته بذور الفتنة الأمر الذي يتوجب رفضه من كل القوى والفصائل الوطنية وجماهير شعبنا ، والطلب في الوقت فسه من السيد مشعل توخي الدقة والتحلي بالمسؤولية العالية حين يتناول الوضع الفلسطيني بتعقيداته .
والغريب في الأمر أن زوابع السيد مشعل هبت في غير الاتجاه الذي تمليه تفرضه مصلحة شعبنا حيث جاءت في وقت تبذل فيه الجهود المخلصة لبدء جولة جديدة من الحوار الوطني كانت قد دعت لضرورتها كافة الفصائل الوطنية والإسلامية وفي هذا السياق قدم حزب الشعب الفلسطيني مبادرة سياسية بعنوان من اجل حماية المستقبل الفلسطيني ومواجهة المخاطر الإستراتيجية التي تواجه شعبنا الفلسطيني وحدد تلك المخاطر المتمثلة في خطر فرض الحل الإسرائيلي أحادي الجانب المدعوم أمريكيا والذي يجري العمل به في ظل عزلة سياسية مفروضة على شعبنا بدعم أمريكي ومشاركة أوروبية وصمت عربي، والخطر الأخر يتمثل في خطر انهيار النظام السياسي الفلسطيني برمته خاصة في ظل تنامي تنازع الصلاحيات بين مؤسستي الرئاسة والحكومة وحتى داخل الوزارات نفسها أما الخطر الثالث فيتمثل بمخاطر الانهيار الاقتصادي الشامل، ومجمل هذه المخاطر تؤدي بدون شك إلى خسارة المشروع الوطني الفلسطيني الأمر الذي يتطلب وفق المبادرة المباشرة في حوار جاد ومسئول يهدف إلى إنقاذ المشروع الوطني والخروج من حالة العزلة المفروضة وقد حدد الحزب عدة مداخل ومرتكزات للحوار في سبيل التوصل لذلك .
وعبر عن الحاجة لها السيد إسماعيل هنية في لقائه مع لجة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية الأسبوع الماضي ، الأمر الذي دعى له المجلس التشريعي الفلسطيني بالإجماع وسارع بتوجيه رسالة للسيد الرئيس أبو مازن مطالباً إياه بالدعوة للحوار ورعايته وبهذه الروح الإيجابية تبنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير هذه الدعوات المخلصة مما أشاع بشائر الخير في نفوس أبناء شعبنا على أمل أن يؤدي الحوار المنشود إلى الاتفاق على برامج سياسي مشترك تتمكن من خلاله ألوان الطيف السياسي من المشاركة في حكومة ائتلاف الوطني كتتويج للعرس الديمقراطي الفلسطيني الذي تمثل في إجراء الانتخابات يوم 25/1/2006 بنزاهة وشفافية وهدوء شهد على ضوئها العالم لشعبنا ببراعته وكفائتة وحسن تصرفه ، ولأن رياح الديمقراطية الفلسطينية لم تأتي وفق مشيئة أمريكا وإسرائيل ومن يقف معها ، فقد اشتدت الحصار التجويعي على شعبنا وتزاحمت الدول لتأخذ مكانها في طابور المتهافتين على معاقبة الشعب على خياره .
وفي نفس السياق صعدت إسرائيل من عدوانها الهمجي على شعبنا وانهمرت آلاف القذائف تصب حممها على قطاع غزة تحصد أرواح الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال ، وقد اخذ العدوان مناح تصعيديه متعددة في مدن الضفة الغربية وقراها ومخيماتها .
باختصار أقول فانه خلال الفترة التي أعقبت الانتخابات اشتدت العدوان وزادت وتيرته وأحكم الحصار وبات الشعب الفلسطيني وحكومته في عزلة على الصعيد الدولي تتزايد حلقاتها الواحدة بعد الأخرى ، وأما هذه الأجواء فإن كل ما كان ينتظره شعبنا هو إطلاق جولة الحوار الوطني وليس ما ورد على لسان السيد مشعل وبدون شك أقول أن ما أثاره الخطاب من ردود فعل وتصريحات مضادة ومظاهرات عارمة، كان له أثر سلبي على نفوس أبناء شعبنا الفلسطيني ومعنوياته وأعاد أجواء القلق والحذر والخشية من اندلاع فتنة طالما نجحنا في منع وقوعها الأمر الذي يتطلب مسارعة كل الحريصين بالتحرك لمحاصرة الآثار السلبية لهذا الخطاب والعودة مجدداً لإطلاق جولة الحوار الوطني الفلسطيني الشامل بما يضمن التوصل لوحدة وطنية صلبة عليها تتحطم مراهنات العداء .



#وليد_العوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا التخلي عن قرارات الشرعية الدوليةوالقرار 194
- لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي خطوة للوراء
- سليمان النجاب باق في قلوبنا في الذكرى الرابعة لرحيله
- ملاحظات حول مشروع إنشاء هياكل مدينة للاجئين الفلسطينيين في ا ...
- سبعة وخمسين عاما على النكبة
- النكبة 57
- يوم الاسير الفلسطيني
- يوم الارض
- اعلان القاهرة
- على طريق المؤتمر الرابع للحزب


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد العوض - لا للفتنة العمياء نعم للحوار الوطني المسئول