أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - أيها العراقيين مولودكم ذئب ملثم














المزيد.....

أيها العراقيين مولودكم ذئب ملثم


ماجد فيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد انتظار طويل تمخض الفيل العراقي ذئبا ملثم, وأعطوه اسما فضفاض هو الوحدة الوطنية, لا يستند هذا المولود على الطائفية كما يدعون, لكنه يمتلك رأس شيعيا وذراعيين سنيتين وساقين كرديتين, المولود ذكر لان العراقيين الجدد يعتبرون المرأة عار أو من الصف الثاني, أما العلمانية فهي الجنين الذي حلل المسلمون إجهاضه, استنادا الى الشريعة المحمدية, وكل من ينادي بحق هذا الجنين في الحياة تحل عليه أللعنة.
بعد أربعة اشهر وانتظار تخلله العديد من الضحايا, موتا , معوقين , بطالة , مرضى أو مهاجرين, لم يتنحى الجعفري عن منصبه الذي اختاره الله له, بل أعاد الترشيح الى قائمة الائتلاف العراقي(( الموحد)) كي يتم ((انتخاب)) المالكي رئيسا للوزراء, وهو الذي سماه رئيس الجمهورية بـ ( الاسم النضالي), كيف جرت الصفقة حول المناصب الرئاسية الثلاث.
بعد أن كان الاتفاق بين القوائم الثلاث ( الكردستانية والتوافق والعراقية) على العمل سوية في تحرير منصب رئيس الوزراء من قبضة السيد الجعفري, استغلت قائمة الائتلاف العراقي الموحد, عدم مصداقية قائمة التوافق العراقي وامتدادها الديني الطائفي كي تخرج القائمة العراقية من أي دور في الحكومة القادمة, وبما أن القائمة الكردستانية لا تستطيع تغير الواقع داخل البرلمان, ولأنها تبحث عن مخرج سريع فقد ضاع صوتها هنا, لتبقى القائمة العراقية وحيدة في الساحة وغير قادرة على تحقيق شيء, جرت الصفقة بطريقة دراماتيكية, فقد تصاعدت شدة الحدث, وعرضت الصفقة كما يلي
بعد اقتناع السيد الجعفري بأن لاحظ له في رئاسة الوزراء, ولكي يوافق الائتلاف على هذا التنازل, بعد كل ما أشيعة من أن تنحي الجعفري يعني نهاية الائتلاف, صار الثمن إقصاء القائمة العراقية, الخطر الأكبر على الفكر الديني الطائفي, فوجدت قائمة التوافق العراقية, أن الفرصة مواتية لها في الحصول على منصب إضافي يجعلها ندا لقائمة الائتلاف العراقي, فهي تحصل الآن على مناصب تساوي مناصب الائتلاف في مقاعد الرئاسة الثلاث ونوابها, أما اتفاقاتها مع القائمة العراقية فيمكن الترحم عليها غير نادمين, كيف لا يكون هذا من قائمة متحدثها الرسمي ظافر العاني, الذي كان ليوم قريب بوق النظام البائد لقائده الضرورة صدام حسين, وإلا بماذا نفسر مسرحية الاعتراض من قائمة الائتلاف العراقي الموحد على طارق الهاشمي مرشحا لمنصب رئيس مجلس النواب, وقبولها ترشيحه نائبا لرئيس الجمهورية.
إن القائمتين ( الائتلاف العراقي الموحد وقائمة التوافق العراقية) تقتاتان على المد الطائفي الذي اخترعاه وغذياه كي يصلان الى مجلس النواب, أما الأساليب اللاشرعية التي استخدمتها القائمتين في الانتخابات الأخيرة, فهي دليل على النهج اللاديمقراطي لديهما, فالقتل وحرق المقرات والتهديد والإجبار واستغلال دور العبادة, تجعلنا لا نستغرب من أي فعل تقوم به هاتين القائمتين. الكل يعلم أن الأربعة سنوات لم يتبقى منها غير ثلاثة سنوات ونصف, هذا إذا تمكن السيد المالكي من تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن, والتحديات كبيرة, من إرهاب الى سوء خدمات الى فساد إداري وكره جماهيري بين الطائفتين الشيعية والسنية ( هذا حصاد زرع الاحزاب السياسية الطائفية) الى مراكز قوى داخل كل وزارة ودائرة حكومية, قوات الاحتلال ومطامعهم, والعديد من المشاكل التي لا حصر لها, ضيق الوقت وكثر المشاكل يعني للقائمتين أن احتمال تحسن الأوضاع غير وارد لما تبقى من عمر الحكومة القادمة, مما يعني لهما أن الحل هو الإبقاء على التنازع الطائفي كوسيلة يمكنهم في البقاء بالسلطة خلال الانتخابات القادمة, وهذا يعني أنهما ستعملان على إثارة المشاكل في أماكن تواجد الطرف الآخر قدر ما تستطيعان لإبقاء الطائفية شاخصة في أذهان الجماهير, وسوف يدعمان أية فرصة لتركيز وتقوية مراكز القوى إن كانت عبر المليشيات أو في دوائر الدولة, وسوف لن يسمحان الى أية فكر علماني بالظهور أو العمل مهما كانت النتائج وأين كانت الوسيلة, والبادرة كانت في إبعاد القائمة العراقية من المناصب الرئاسية الثلاث ونوابها.
على الجماهير العلمانية أن تعي جيدا أن فسحة الأمل تضيق, وإمكانية الحصول على فرص يقدمون أنفسهم من خلالها الى الجماهير صارت أقل, والمتربصين بالعلمانيين صاروا أقوى, ولا يمكن لأحد أن يتوقع ما شكل الاتفاقات التي ستجري بين الطائفيين ضد العلمانيين, هنا اذكر بحديث السيد علي الدباغ في أكثر من لقاء تلفزيوني حيث قال, أن الشيعة والسنة تجمعهم أشياء أكثر مما تجمعهم بالقوائم الأخرى, التجارب كلها تشير الى ضرورة تجاوز الخلافات بين العلمانيين من اجل خلق تيار قوي يؤمن بالتعددية واحترام حقوق الإنسان وتبادل السلطة سلميا واحترام الدستور على انه الحكم الفصل بين بنات وأبناء الشعب العراقي, وان تعمل القوى العلمانية على امتلاك فضائية تبث من خلالها الأفكار التقدمية أسوة بالدول المتقدمة, وإن التعددية في الاتجاهات والانتماءات الأيدلوجية فيه فائدة أكبر من مضاره, والابتعاد عن الاتهامات أو البحث عن حجج في الماضي يوفر فرصة للتضامن والوقوف بوجه الطائفية البغيضة, وأن يعمل النواب العلمانيين كمخبرين ينقلون كل شيء الى الجماهير العراقية, وان لا يترددوا في استغلال الكاميرة في جلسات مجلس النواب لفضح كل مسؤول مقصر أو مخالف للقانون, وإقامة لقاءات عامة يجري حمايتها بالمجهود الذاتي, والاستفادة من تواجد الوزراء أو وكلائهم من القائمة الكردستانية لكشف الخروقات القانونية في الوزارات, تكثيف التعاون مع الفضائيات العربية لتوصيل وجهات النظر وفضح المقصرين مهما كانت مناصبهم. باختصار يجب العمل بمجهود مضاعف من اجل إخراج العراق من التقاسمات الطائفية.
الطائفية هذا الذئب الملثم, يخفي أنيابه بواسطة العبارات المنمقة, لكنه يحتاج دائما الى ضحايا كي يستمر في العيش, واليوم وجبته المفضلة والملحة هم العلمانيين



#ماجد_فيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الإنقاذ الوطني ,, مكاسب وإنذار بخسائر
- اللطم علاج سحري ,,, يعرفه العراقيون
- الكل يتحمل المسؤولية
- آل مهدي نموذج سيء للمسلم
- الإمام الهادي (رض) ضمن دائرة الطائفية
- أطول مسرحية يقدمها إسلامويون
- الأستاذ جاسم المطير ...الأمنيات وحدها لا تكفي
- للبيت رب يحميه
- هذه أخلاق الشيوعيين ... فهل من منازل
- الديمقراطية .. آلياتها .. والإسلام السياسي
- إجابات بشواهد على انضمام الشيوعيين الى القائمة العراقية الوط ...
- من يقتل الشيوعيين
- المواطن العراقي ... ليس رقما في المعتقلات
- صدق وزير الداخلية جبر صولاغ عندما قال
- التصويت على الدستور ,,, كان درساً للجميع
- لاتصنعوا من علاوي دكتاتور جديد
- إلى متى يستنجد السيد عبد العزيز
- هل تفاجئنا الاحزاب الشيعية
- سياسة الاحزاب الشيعية القادمة
- موسم الهجرة مازال طويلا


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد فيادي - أيها العراقيين مولودكم ذئب ملثم