أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - اسمعوا من الملحدين ولا تسمعوا عنهم














المزيد.....

اسمعوا من الملحدين ولا تسمعوا عنهم


انور سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 6161 - 2019 / 3 / 2 - 01:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من ضمن سمات الوصاية أن المتدين يعطي نفسه حق الحديث عن الملحدين دون أن يعرف الالحاد ودون أن يعيش تجربته.

من أنواع الظلم الممارسة على الملحدين هو تشويه الملحد وتصويره بأنه انسان منزوع الانسانية بلا مبادئ ولا قيم. والحديث نيابة عنه وعدم السماح له بالحديث عن نفسه، وان تحدث كذبوه، واتهموه بأنه يبطن ما لا يظهر حتى لا ينقضوا تصورهم عنه، وهو تصور استمدوه من الدين.

 ‏‎‎‎هناك تزييف للوعي بخصوص الالحاد مارسه ويمارسه المتدينون،اسوأ من التزييف الذي مارسوه بخصوص الغرب. والسبب دفاعي بحت.

هذا ما فعله محمد مؤسس الاسلام مع مكذبيه، وليس مع الملحدين لأنه لم يكن هناك الحاد بالمعنى الحديث. وقد فعله مواساة لنفسه، وتشجيعا لها. وصرح بذلك في القران.  (قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون، فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون). الأنعام: ٣٣.

جردوا الملحدين من الانسانية والاخلاق.
جردوهم من التفكير السليم.
أنكروا أنهم فعلا لا يؤمنون بخالق، بل قالوا أنهم يؤمنون غصبا عنهم.

زعموا ان الحاد الملحدين بسبب عوامل نفسية قبيحة مثل التكبر على الحق (الايمان) وجحوده عن عمد لأغراض هابطة كالشهوة الجنسية (الجنس طبيعي وليس شيئا هابطا).

 ‏‎‎‎والمتدينون المعتدلون الذين يريدون تحسين صورة الاسلام يمارسون تزييفا بطريقة أخرى تتضمن تجميل الاسلام، ويرجعون سبب الالحاد الى عوامل نفسية وصدمات من التطبيق الخاطئ للدين. وهذا نوع دفاعي اخر يهرب من القول أن السبب عدم قناعة عقلية وأخلاقية بالاسلام.


 ‏‎‎‎ما يجمع المتدينين المتشددين والمعتدلين هو اعتبارهم الالحاد علة خسيسه تحتاج تفسير أو تشخيص وعلاج.


 ‏‎‎‎من يريد اصلاح دينه أو اعادة تصوره بما يتوافق مع القيم الانسانية (والموضوع السابق يصب في هذا الاتجاه) عليه أن لا يفعل ذلك على حساب سمعة انسان اخر. ويجعل انسانا اخر نموذجا ودليلا على سوء الفهم. ويضرب عصفورين بحجر.

من يريد اصلاح حقيقي لا تلفيق وتزيين كاذب عليه أن يدرس دينه فعلا دون خداع للنفس.


 ‏‎‎‎ومن أراد أن يستفيد من الملحدين عليه أن يقف على أسباب الحادهم المختلفة، سواء كانت فكرية أو نفسية، ويستفيد منها ولا يحط منها. حتى اذا كان سبب الالحاد صدمة نفسية فهي سبب محترم وقد تكون سببا حقيقيا،  لأن الملحد لم يخادع نفسه وربما قد عرف قبح الدين (وهو فعلا قد عرف قبحه). والصدمة النفسية ليست الا استجابة لحقيقة واقعية.

 ‏‎‎‎ومن أراد خداع نفسه، أو لا يشعر أنه يخادع نفسه، أو يريد أن يلصق القبح الذي راه الملحد بشئ اخر كالتطبيق أو سوء الفهم فهذه وجهة نظره هو، وهي على الأكثر وجهة نظر، ان لم تكن فعلا خداعا للنفس (وهي فعلا خداعا للنفس)، وعليه في المقابل أن يحترم وجهة نظر الملحد.


‏يمكن الحكم على الدين من وجهين، نظري وعملي.

والوجه العملي يتعلق بتعاليم الدين، فاذا كانت القيم والأحكام الدينية فاسدة (في ذاتها أو بحكم العصر أو كليهما معا) فالدين فاسد وغير صحيح. ولا يحتاج ذلك الى عبقرية لادراكه.

وانتشار الالحاد هو بسبب أن جيل اليوم عرف المبادئ الانسانية، ورأى نتائج تطبيقها، وعرف أن كرامته فوق كل اعتبار، وحقوقه كانسان هي معيار الحق. ولذلك سهل عليه أن يكتشف زيف الدين وقبح الدين وأنه من مخلفات الماضي الفاسدة التي لا تليق بانسان يشعر بكرامته ولا يخادع نفسه.

انتهى

سوف نتحدث عن السبب النظري للالحاد في موضوع قادم ان أمكن. 



#انور_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة في تطوير تصور جديد للاسلام
- الكويت: انتهاك حقوق الانسان بدعوى فوقية حقوق الالهة
- متى يكون الدين مشكلة تجب مواجهته
- ما يعنيه الاعلان العالمي لحقوق الانسان هو ان الانسان فوق الق ...
- تهافت القران في اثبات الوحدانية
- الارهاب لا دين له مغالطة اسلاموية
- ابراهيم والحج: دروس خرافية ضد القيم والأخلاق والضمير الانسان ...
- خطر الجاهلية الاسلامية
- العقيدة الاسلامية منبع الارهاب الاسلامي
- أسس العلمانية
- الدين وتفسير ظاهرة الحياة
- نقاش في الفيس بوك حول المصدر الرئيسي للشريعة الإسلامية
- ابن الراوندي وحجته في إنكار أن يكون القران معجزة إلهية
- الدعوة للعلمانية يجب أن تترافق مع الدعوة لفهم جديد للإسلام
- المسلمون اليوم أكثر أمه تمارس الكذب والخداع والتدليس
- جنون العظمة الجمعي
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والثوابت الفاسدة والتخلف العرب ...
- امتلاك الأنثى والنظرة المرضية للجنس
- الاستعباد المقنع للمرأة العربية
- آية القوامة وقضية المرأة


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - اسمعوا من الملحدين ولا تسمعوا عنهم