أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - حقوق الإلهام وبيجاميلون -سعادة أبو عراق














المزيد.....

حقوق الإلهام وبيجاميلون -سعادة أبو عراق


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


حقوق الإلهام وبيجاميلون
"سعادة أبو عراق"
عندما تنسجم الألفاظ وشكل وطريقة التقديم مع الفكرة، بالتأكيد فإن هذا يشكل حالة ابداعية، ودائما العالم الأبيض الوردي يأخذنا إلى (العالم المفقود) إلى نريده من الحياة، تكمن أهمية "حقوق الإلهام" في أنها تقدمنا من حالة التأمل/الفرح/الفكرة التي فقدنها في آتون الصراع الذي نخوضه يوميا، ويضاف إلى المضنون الجمالي اللغة البيضاء، اللغة الوردية التي استخدمها القاص، والتي نهيم معها وبها كما هام الفنان في جمال المرأة، فالمتعة والفرح والفكرة والإنسانية كلها تجتمع في هذه القصة.
"بيجاميلون" نجدها حاضرة، نجدها بمضمونها للجمال، وجمالها الإنسانية، فالإنسان هو مصدر الجمال، وهو الباعث والموجد له: "تغريها الجلسة المفعمة بالتأمل ، والإنصات الحالم إلى الذات ، واكتشاف الطاقات ، انه ليس ابتذالا للجسد ، بل تحفيزا لروح هذا الفنان ، وإشعالا لملكات الإبداع عنده" من هنا تكمن أهمية القصة، اللغة البياض، والفكرة الإنسانية، فكرة الجمال وعلاقه بالجسد (المجرد) وليس بالجسد الشهواني.
القاص لا يكتفي بهذه الفاتحة الوردية، بل نجده يقدمنا منها أكثر، حتى يشعرنا بأنه هو الفنان/الرسام وليس بطل القصة: "منذ ساعة وهي تسترخي في جلسة تبدو للآخرين مُجهِدة، تسبل شعرها المرسل ستارة شفافة على عنقها النضير ، شامخة كأنها تأخذ شهيقا طويلا ، ترخي يدها اليسرى ، فتبدو الكتف اليمنى مشرئبة ، والأخرى دانية ، تلقي ساعدا على ساعد كأنها تضفرهما ، تريحهما على ساقين متراكبتين ، ويبدو الصدر المنتصب معادلا لإنهاك الظهر المتعب قليلا" يدخلنا الشاعر إلى حالتين من الجمال، جمال رسم اللوحة، وجمال المرأة، فنكون أمام جمال ثنائي الأبعاد، وهذه الثنائية هي التي جعلت الألفاظ المستخدمة تأتي بهذا البياض الناصع، بحيث لا نجد إي خط أسود يشوه هذه النصاعة، فقد توحد القاص والفنان معا، لهذا نجد هذه الدقة في رسم الصورة الأدبية، وهذا الحرص على اللغة النقية والصافة والخالية من أية غباش، فحرص الفنان على رسم لوحته يتماثل مع حرص القاص على قصته.
يدخلنا القاص إلى العلاقة بين المرأة وللوحة: "تنظر إلى الصورة ، ولا تصيبها الغيرة ، يعجبها أن ترى نفسها بعيني فنان" تكمن أهمية هذه الإنسانية أنها تتحدث عن علاقة الفن بالإنسان، باعث الجمال ومُوجده، "المرأة/الموديل" كالأب/كالأم لا يغار من الابن، حتى لو تفوق عليهما، فهما يعدناه مكملا لهم. وهنا يتألق القاص في تقديم فكرة العلاقة بين الفن/الأبداع وبين الإنسان.
يدخلنا القاص إلى علاقة الجسد بالجمال، فمن خلال أحداث القصة يطرح سؤال: هل يمكن أن يطغى الجمال على الجسد/الشهوة؟: "شخص ما ، يقتحم المرسم فجأة ... وهتف إعجابا:
-اللـ ـ ـ ـ ـ ـه .. الله ، الله ..." اجابة وافية وشافية على ان الجمال يمكن أن يتفوق على الشهوة، على الجسد، فالفن وما يبعثه من جمال في الإنسان قادر على التفوق على الغريزة، وهنا تكمن اهمية الفكرة التي تطرحها القصة، الفن/الابداع يتقدم ويتغلب على الغريزة، فأثر الجمال لم يقتصر على القاص/الفنان، بل نجده أثر على هذا الرجل المجهول، بحيث تجاهل المرأة وشكلها المغري وأسرته اللوحة بجمالها.
يعيدنا القاص إلى المرأة/الموديل، وأثر هذا التصرف عليها، فهي امرأة، تحب أن يشعر الآخرين بوجودها وحضورها، وهنا يدخلنا إلى مرحلة جديدة في القصة، حالة الصراع بين المرأة وهذا (الدخيل) الذي كانت تعتبره شهواني: "تكتم غيظا بدا يساورها ، فما هذا التجاهل الوقح لوجودها..؟ أليس لهذا المهووس إحساس بالأنثى ، يحدس بها دون أن يراها ..؟ أمن اللائق أن تعلن عن وجودها بطريقة ما ..؟ ها هي تغير من جلستها ، تعيد توضيع شعرها على انحدار عاتقها ، يتنبه الرجل ، ينظر إليها كإحدى الموجودات ، وسرعان ما يعيد التركيز على الصورة ، ويقول كأنه يسبّح :
-وهل هناك جمال فوق هذا الجمال ..؟" اللوحة تأسر الرجل أكثر مما تأسره صاحبتها، فقد أصبح "المولود/اللوحة" أهم وأجمل من الأم/المرأة، وهنا يكمن أهمية الفكرة التي يطرحها "سعادة أبو عراق" ففي البادية عندما وجدت المرأة أن اللوحة تتفوق عليها جماليا، لم تغار أو تبدي أي امتعاض، بل على العكس، وجدت فيها تكملة لجمالها، لكنها عندما وجدت هذا (التجاهل) لوجودها ولجمالها من الرجل أخذت تفكر كمرأة، وتصرفت كمرأة: "مسح الرسام فرشاته ، ونظر نحو مكانها ، رآها تغادر الباب بلا تردد،" فالمرأة تبقى امرأة رغم كل شيء، لكن الرجل يمكن أن يتغير: "فتابعها الرجل بنظراته ، فلعله نادم على تجاهلها ، ربما لانشغاله بالعمل الإبداعي أكثر من مصدر الإبداع" الرجل استمر محافظا على الأثر الذي تركته في اللوحة، وما سلوكه تجاه المرأة ألا سلوك إنساني، نابع من كونه أخطأ بحقها إنسانيا، لهذا نجده نادم على هذا الخطأ غير المقصود:
"فتمتم كأنه يعاتب نفسه أو يأسف:
- من ينصف المُلهِمين ..؟"
فالفن أفقد الرجل شهوته، ونما فيه أخلاقة الإنسانية، بهذه الخاتمة ينهي القاص " حقوق الإلهام " فقد جمع يبن فكرة الفن والجمال، وبين الفرق بين الشهوة/الجسد وبين الجمال والأثر الذي يتركه الفن/الجمال على الأفراد، ، وقدم المرأة على حقيقتها، كل هذا جاء بلغة أدبية ناعمة وسلسة.
القصة منشورة على صفحة القاص على الفيس



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البياض عند محمد علوش وإياد شماسنة
- الطرح الطبقي والهم الوطني في مجموعة -الخبز المر- ماجد أبو شر ...
- الرواية والقصيدة -الدليل- إبراهيم نصر الله
- قصة عشق كنعانية- صبحي فحماوي
- مناقشة مختارات شعرية لشوقي بزيع
- كن لها سليمان دغش
- نمر مرقس -أقوى من النسيان- الذاكرة الفلسطينية
- التماثل اللغة والمضمون في قصة -توغّل ، فذاك حُلُمي- علي السب ...
- لوحات شعرية من التراث النابلسي وليد محمد الكيلاني
- محمد داود -مخيم اليرموك أيام الحصار-
- محمد داود في -يا أمنيات-
- عبود الجابري ومضات شعرية
- -حيفا برقة- المكان والإنسان سميح مسعود
- مناقشة رواية -الست زبيدة- للكاتبة نوال حلاوة
- المرأة واداة التغير في رواية -طيور الرغبة- محمد الحجيري
- المضمون وطريقة التقديم قصيدة -في غفلة منك- سليمان أحمد العوج ...
- التناسق عند نزيه حسون -في صومعتي-
- رواية أورفوار عكا علاء حليحل
- سعيد العفاسي وتناوله للشاعر إبراهيم مالك
- مناقشة ديوان شغف الأيائل لعفاف خلف


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - حقوق الإلهام وبيجاميلون -سعادة أبو عراق