أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - أنا فهمت الآن سر ولغز الحياة .















المزيد.....

أنا فهمت الآن سر ولغز الحياة .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 19:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- نحو فهم الحياة والوجود والإنسان (91) .

- أنا عاشق للتأمل فى جمال وأسرار وألغاز وغموض الطبيعة وإذا كنت أحمل إعجابا للأستاذ مروان سعيد كونه مهتم بكل ملامح الغموض فى الحياة , فأنا أفوقه عشرات المرات فى إعجابى بمشاهد الغموض بالطبيعة لأجمع فى مكتبتى الفيديوية مئات الأفلام الوثائقية التى تتحدث عن طبيعة الكائنات الحية وتنوعها وطبيعتها وحيلها فى التغذية والإفتراس والتخفى والتأقلم والتكيف والتكاثر والبقاء , لتزداد حيرتى وليكون الفارق بينى وبين الأستاذ مروان أنه يعزى كل الغموض والألغاز والحيرة لإله صنع هذا ليريح تلافيف دماغه وحتى لا يقدم تفسير علمى عن كيفية وآلية حدوث ذلك , ليكون موقفى فكرى فلسفى فليس معنى أننا عاجزين وجهلة فلنا أن نزعم ونقدم ونصدر أى إجابة بدون دليل , أضف لذلك أهمية إثبات أن هذا السَبب جاء من ذاك المُسبب , كما أن الطبيعة مادية أى أن الإجابة فى محتواها المادى بدون إضافات أشياء ليست منها , وهذا ما أثبته تاريخ العلم وإنجازاته عندما قدم تفسير مادى للأشياء وظواهر كنا ننسبها لآلهة .

- نظرية التطور لتشارلز داروين قدمت لنا تفسير لتنوع الكائنات الحية وأصلها المشترك لأرى أن داروين قدم لنا فكرة عامة وخطوط عريضة ليؤصلها مئات العلماء بعد ذلك بإكتشافتهم العظيمة للحفريات والمستحدثات , ثم يأتى علماء بإكتشاف سر الحياة المتمثل فى الجينات ليصير التطور حقيقة واقعة مفهومة وليس مجرد رؤية .

- بالرغم من شيوع نظرية التطور وإعتمادها من كافة المؤسسات والأكاديميات العلمية , وبالرغم من ثبوت حقيقتها ووجود آلاف الشواهد على صحتها إلا أننى كنت متحفظ على بعض الكلمات الشائعة كالإنتخاب الطبيعى والتكيف والتأقلم .!
الإنتخاب الطبيعى يُعتبر حجر الزاوية فى نظرية التطور لداروين ولكن هذه الجملة تعنى أن الطبيعة تختار وتنتخب الأصلح للبقاء وهذا يعنى أننا أمام وعيّ وغاية للطبيعة تختار وتنتخب على أساسه .. كذلك مقولة تكيف وتأقلم الكائنات مع الطبيعة فهذا يعنى وعي الكائنات الحية بالمستجدات وإمتلاكها الإرادة والقوة على تغيير ذاتها وهذا يستحيل أن يحدث كون الطبيعة والكائنات الحية ليست عاقلة وليست صاحبة فكر وإرادة وغاية وخطة , لأعتبر تلك المقولات خاطئة ولكن يشفع لها أن هذه هى اللغة و ليسقط الإنسان ذاتيته على الأشياء أو قل هى طريقة تعبيرنا لفهم الأشياء وتبسيطها لنلجأ إلى إستخدام معانى وفكر إنسانى كقولنا عن وظيفة الأشياء مثلاً فلا يوجد فى الواقع العلمي شئ إسمه الوظيفة .

- فهمت الإنتخاب الطبيعى كوجود كائنات ذات مواصفات وخصائص محددة إنسجمت مع الطبيعة المحيطة لذا أمكن لها البقاء كذا وجود كائنات لم تستطع العيش بخصائصها ومواصفاتها مع البيئة المحيطة فماتت وإندثرت وهذا هو المقصود بالإنتخاب الطبيعى فمن يتوافق مع ظروف الطبيعة سيعيش ويتغذى ويتكاثر , فالطبيعة هنا لا تختار ولا تنتخب وليست منحازه لأحد ولا رافضة لأحد كونها غير عاقلة ولاصاحبة وعى وغاية وخطة , لتتولد فى داخلى مشكلة تبحث عن حل لم يقدمه داروين عن ما الذى دفع الكائنات الحية للتغيير والتطور ؟!

- رؤيتى وفهمى هذا جاء متوافقاً مع العقل والمنطق والعلم مؤكداً لنظرتى وفلسفتى بأن المعنى والغاية هى مفاهيم إنسانية حصرية ولا وجود لخطط وترتيبات ونظام خارج الإنسان بل الإنسان ذاته خاضع لحتمية الطبيعة , لتبقى مقولة التكيف والتأقلم معضلة فى ذهنى , فهل الكائنات توقفت أمام مشكلة تواجهها لتقرر من أن تغير من ذاتها وتتكيف وتعقد العزم على التغيير ؟! فهنا نحن أمام إشكالية القدرة والغاية والخطة والترتيب بينما الكائنات الحية تفتقد لهذا .. فعلى سبيل المثال حياة الفئران فى البرارى والصحارى , فالفأر الأبيض الذى يعيش على تربة غامقة سيكون فريسة سهلة للنسور والجوارح كذلك الفأر ذو الجلد الداكن الذى يعيش فى الصحارى سيكون فريسة سهلة للجوارح بحكم تميز لونه وسهولة إكتشافه , فهل قرر الفأر أن ينجب فئران غامقة اللون لتعيش فى البيئة الغامقة فيصعب إكتشافها , كذا قرر فأر آخر إنجاب فئران بيضاء لتعيش فى الصحارى ؟! .

- فى الحقيقة أن داروين قدم لنا أفكار عريضة عن التطور ولكنه عجز عن تفسير آلية وميكانيزم التطور والتغير وذلك لضآلة الإكتشافات العلمية البيولوجية حينها , ليأتى علم الجينوم الحديث ليفسر لنا الأمور بجلاء لتزول حيرتنا عن التطور ولتبدد كل المفاهيم المثالية المغلوطة عن تكيف الكائنات الحية كفعل إرادى غائى لتفسر كل الأمور بالجينات كفعل طبيعى غير منظم ولا واعى ولا مريد .
علم الجينات يفسر لنا لماذا هناك فأر أبيض وآخر غامق , فعند التناسل لا تكون النتائج متطابقة من الأبوين ليحدث إختلاف فى نسخ الجينات ليعطى لنا إختلافات , فنحصل على فئران متباينة مابين الأبيض والألوان الداكنة وهذا الأمر يتم عبر أجيال عديدة لتبدأ مهمة الإنتخاب الطبيعى , فالفئران ذات الجلد الفاتح فى البيئة الصحراوية ستنجو من الإفتراس مما يوفر لها فرص البقاء والتغذية والتكاثر , بينما الفئران الغامقة اللون ستكون فريسة سهلة للجوارح فى البيئة الصحراوية مما يعنى أن فرص نجاتها قليلة ومصيرها للإندثار والإنقراض .

- كذا مشهد رقبة الزرافة الطويلة ليهيأ لنا أن الزرافة فى سعيها للحصول على أوراق الشجر مدت رقبتها حتى إستطالت مع محاولاتها العديدة وهذه رؤية لامارك بينما الحقيقة أن أسلاف الزرافة أنتجت زراف ذو رقبة أطول بفعل طفرة جينية ليمارس الإنتخاب الطبيعى دوره لتبقى الزرافات ذات الرقبة الطويلة عن الزرافات الأخرى لتستمر وتتكاثر مصدرة جيناتها .
من هذان المثالان نفهم آلية التطور والإنتخاب الطبيعى التى لم يفسرها داروين , كذا نفهم معنى التكيف والتأقلم فليس هناك غاية ولا إرادة ولاخطة ولا ترتيب بل سلوك طبيعى عشوائى خضع لصرامة وقسوة الطبيعة فى النهاية .

الفن والجمال والجينات .
- أتذكر فى طفولتى المبكرة أننى آمنت بوجود إله ليس من منطلق أنه خلقنى كما يرددون وليس كونه يرزق أبى رزق معيشتنا , بل كون هذا الآله فنان قدير مُبدع فبحكم عشقى للجمال والألوان وجدت هذا متحققاً بروعة فى الطبيعة وفى أجنحة الفراشات وعلى ظهور أسماك البحر الأحمر وفى الطيور لأعتبر هذا قمة الجمال والروعة من إله فنان قدير .
لقد فهمت لاحقاً أن الجينات والكروموسات هى المسئولة عن تشكيل أجنحة الفراشات وظهور الأسماك وأن تلك اللوحات الرائعة من الألوان تتم بعشوائية أى بدون قصد وترتيب من الجينات لتنتهى قصة الإله الفنان , فالعمل والنسخ العشوائى فى الجينات هى التى ترسم الملامح والألوان والخطوط لتخلق فيما بعد مفاهيمنا وأذواقنا الجمالية , فالطبيعة هى المعلم الوحيد والمتفرد الذى يعلمنا الجمال لنتوهم مفاهيم مغلوطة بأن هناك وجود للجمال مستقل عن وعينا .

- علم الجينات يفسر لنا التغير والتنوع فى الكائنات الحية , فالطبيعة لا تنتج كائنات متطابقة فشكل العين والأذن والأنف والفم والنمش والغمازات ولون البشرة وطبيعة الشعر وألوان الفراشات والأسماك والعصافير هى من فعل الجينات , كذا مواصفات الكائن الحى من القوة والسرعة والضخامة هى جينات , كذا وسائل التخفى والخداع والمهارات هى جينات , ومن هنا نفهم سر ولغز الحياة فليس هناك شئ متحكم فى الطبيعة يحمل إرادة وغاية إلا فعل الجينات الذى يأتى عشوائياً , وعندما أقول عشوائى فهذا يعنى إنعدام الغاية والتخطيط والإرادة والترتيب والقصد , لأرى أن حشر فرضية فكرة إله ليس لها معنى وليست بذات جدوى بل على العكس تضللنا عن فهم الحياة والطبيعة .

- هذا المقال بمثابة خط عريض لفكرة جوهرية تحتاج للمزيد من التأصيل والتأكيد ستجد إعتناء فى مقالات لاحقة فى سلسلة "أنا فهمت الآن - نحو فهم الحياة والوجود والإنسان" راجيا من حضراتكم مزيد من النقد والإضافة والدعم الفكرى والعلمى حتى نصل لفهم حقيقى للحياة والطبيعة بعيدا عن أوهام وفرضيات لا تقدم شيئا .
مازال هناك أشياء كثيرة تحيرنى فى الحياة ومازلت أبحث عن فهم علمى لها , ولعل هذه هى متعة الحياة أن يعترينا الدهشة والغموض , وكلما بددنا دهشة ظهرت دهشة أخرى , فبئس الحياة إذا كانت بلا دهشة وبلا فهم حقيقى لها .. بئس الحياة إذا كانت مقولبة فى مفاهيم بلا وعى ولا بحث .

- هذا الفيديو جدير بالإهتمام فهو من ألهمنى فكرة هذا المقال
ما لم يعرفه داروين .
https://www.youtube.com/watch?v=vYIzkgbrKvU

دمتم بخير.
- أجمل ما فى الإنسان هى قدرته على مشاكسة الحياة فهو لم يرتقى ويتطور إلا من قدرته على المشاكسة ومعاندة كل المسلمات والقوالب والنماذج , وأروع ما فيه هو قدرته على السخرية من أفكاره فهذا يعنى أنه لم يخضع لصنمية الأفكار فكل الأمور قابلة للنقد والتطور .. عندما نفقد القدرة على المشاكسة سنفقد الحياة .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع.



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظومة فكرية وسلوكية فاسدة وضارة
- الوثنية هى الأصل
- الحالة الإيمانية ضارة ومنتهكة لإنسانيتنا وتطورنا
- قضية للنقاش-هل القومية العربية وهم أم حقيقة
- ثقافة تجميل القبح وتقبيح الجمال !
- إشكاليات فى فكرة الإله-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- آمال وأمنيات فى العالم الجديد
- أنا فهمت الآن-نحو فهم الحياة والوجود والإنسان
- فكر فى هذه المعادلات والأسئلة
- تأملات فى ماهية الإعتقاد والإيمان–لماذا يؤمنون
- ثقافة الكراهية وإجترار التاريخ وإسقاطه على واقع مغاير
- أسماء الله الحسنى وصفاته المنسية
- ماهية العشوائية والصدفة فى إنعدام الغائية والترتيب والخطة
- الإرهاب فكر فإذا عجزتم عن مواجهته فلتواجهوا مروجى الفكر
- فوقوا بقى– مناظرة فى:هل القرآن بشرى الفكر أم إلهى
- تأملات وثورة فى المسألة الأخلاقية
- الإله الوهم والوجود والأزلية
- مجلتى - العدد الثالث
- فوقوا بقى(1)-الأديان بشرية الفكر والهوى(108)
- تأملات فى الإنسان والحياة والوجود


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - أنا فهمت الآن سر ولغز الحياة .