أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد حداد - هل من سر وراء















المزيد.....

هل من سر وراء


فريد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1529 - 2006 / 4 / 23 - 12:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


هل من سر وراء حرصهم المزعوم على بقاء الأخوان في صفوف المعارضة
تعيش المعارضة السورية اليوم , اجواء من الأخذ والرد , حول ضرورة اتخاذ موقف من الأخوان المسلمين , على أثر اعلانهم ميلاد جبهة الخلاص الوطني , بالتحالف مع السيد عبد الحليم خدام .
وفي ظل هذه الأجواء , لابد للراصد ان يلحظ مجموعة من اللقاءات , والبيانات , والتصريحات , والسفرات المتميزة والتي لا يجوز العبور فوقها دون تمحيصها وفهم المراد منها .
لقد كان للتجمع الوطني الديمقراطي , موقف واضح من العنف الذي ساد في سورية أواخر سبيعنيات واوائل ثمانينات القرن الماضي , والذي كان يتلخص في ادانة هذا العنف مهما كان مصدره , وتحميل السلطة مسئوليته بالدرجة الأولى , لكونها سلطة مسئولة عن سلامة المجتمع وأمنه , أو من حيث انها كانت الطرف المبادر والبادئ في استخدام العنف ضد المجتمع , من اعتقالات وقتل تحت التعذيب واقتحام احياء واستفزاز للمواطنين وغيره وغيره .
وغدا من الطبيعي بعد ان لفظ الأخوان المسلمون , أهل العنف من صفوفهم , وتبنوا الخيار الديمقراطي في العمل السياسي , سواءً كان هذا الخيار السلمي هو عودة الى الجذور أم ناجم عن تطور في الوعي السياسي , ان تقصر المسافة بينهم , وبين المعارضة العلمانية , على طريق النضال الوطني من اجل انهاء الأستبداد وبناء النظام الوطني الديمقراطي .
لقد اتخذ حزب العمال الشيوعي في حينه موقفاً مختلفاً مما كان يجري في البلاد . فلقد وجد فيها عنف تمارسه قوى رجعية ظلامية متمثلة بالأخوان المسلمين , ومدعومة من الرجعية العربية , وتحديداً السعودية , وهدفها اعادة عقارب الزمن الى الوراء , والعودة بالأقطاع والبورجوازية الى سدة الحكم والخ الخ . وعليه فلقد كان كوادرهم ( رفاق الزنازين وقتها ) يؤكدون تفضيلهم لأستمرار النظام , بدلاً من مجيء الأخوان الى السلطة .
وتمر سنوات السجن الطويلة , ويخرج السجناء الى النور , ويعلن كلٍ من الأخوان المسلمون , وحزب العمل الشيوعي تأييدهم لأعلان دمشق للتغيير الديمقراطي , اي انهم يصبحون في موقع نضالي واحد لتحقيق اهداف مشتركة , منها اسقاط نظام الأستبداد وبناء نظام وطني ديمقراطي . اي ان رؤية هؤلاء الفصيلين قد توحدت حول طبيعة النظام المراد بناؤه و على الرغم من هذه الوحدة في الرؤية للمستقبل , لم نسمع ان حزب العمال قد اعاد النظر في سياساته ورؤيته السابقة لما كان يجري . وعلاوة على ذلك فان امينه العام قبل الأعتقال السيد فاتح جاموس , يتحمل مشاق السفرمن دمشق الى لندن ويعّرض نفسه "لمخاطر المسائلة" لحضور اجتماع مع الأخوان المسلمين يتضح فيما بعد ان هدفه كان أقناع الأخوان المسلمين بالتخلي عن تحالفهم مع خدام من باب " الحرص الوطني " على بقاء الأخوان المسلمين داخل صفوف المعارضة الديمقراطية المتمثلة باطراف اعلان دمشق . ( سبحان من يغير ولا يتغير )

انعقد الأجتماع المذكور بدعوة من اللجنة السورية للتنسيق الوطني في اوروبا , و بحضور كلٍ من السيد فاتح جاموس ومحي الدين اللاذقاني , الأمين العام للتيار الديمقراطي السوري , وأنس العبدة , الناطق الرسمي باسم حركة العدالة والبناء بالأضافة الى ممثل للأخوان المسلمين , عبيدة النحاس مدير معهد الشرق في لندن , يوم 15 نيسان 2006 دون سواهم , مع وجود امكانية لحضور اطراف أخرى عديدة من أطراف اعلان دمشق .
اتضح فيما بعد , وبما حصلنا عليه من نتائج الأجتماع , من تصريحات السيد اللاذقاني , وكلمة السيد عبيدة النحاس داخل الأجتماع , ورفض السيد البيانوني لحضوره . ان الأجتماع كان محدد المهام , باقناع الأخوان المسلمين التخلي عن تحالفهم مع خدام , مستخدمين التهديد بالفصل من اعلان دمشق , ومغلف بالحرص على بقاء الأخوان ضمن صفوف هذا الأعلان . ومن هنا اصبح مفهوماً سبب حضور هذه الأطراف الثلاثة دون غيرها , فمن ليس مقتنعاً باهداف الأجتماع , لن توجه له الدعوة , ولن يكلف بتنفيذ مهمة ليس مقتنعاً بها , لا بل يُستغل اسمه في الأجتماع للتهديد به .
ما يلفت الأنتباه بتصريحات السيد اللاذقاني التي تعبر عن موقف ثلاثة اطراف في الأجتماع , هو اختلاط ( حابل ) المفاهيم مع ( نابل ) الوقائع والحوادث . ولاعادة الأمور الى نصابها لابد من تثبيت بعض الحقائق .
1
– اعلان دمشق ليس برنامج تحالف جبهوي , على الرغم من وجود امكانية تشكيل جبهة معارضة مستقبلا , تستند الى مبادئه, و لم ينبثق عنه حتى الآن اي واقع تنظيمي على الأرض . عندما اعلنت الثورة الفرنسية مبادئها في الحرية والعدل والمساواة , كانت تقول للشعب , من يؤمن بهذه المبادئ فلينزل الى الشارع لأسقاط الطغيان . واعلان دمشق حدد المبادئ التي ستُبنى عليها الدولة السورية بعد التغيير من وجهة نظر واضعيه . وبالتالي فهذا الأعلان يقول للشعب السوري , من آمن بشكل الدولة هذا وبطريقة الحياة تلك , فلينتظم وينتخب ممثليه اعتباراً من أصغر وحدة اجتماعية في بلادنا , لنصل الى مندوبين منتخبين من قِبل الشعب الى المؤتمر الوطني العام الذي سيضع اسس عملية لبناء دولتنا . فضمن هذا المنظور وهذا الفهم لأعلان دمشق , كيف يمكن لأحد أن يفصل أو يقبل عضوية كائن من كان . كما نستغرب سبب ظهور اللبس في اجتماع لندن ( بحسب تصريح اللاذقاني ) بان يكون الأخوان مع اعلان دمشق وداخل تحالف مع خدام او غيره . فهذا اللبس برأيي , لا داعي له , الا اذا كان المجتمعين يملكون ارادة الوقوع فيه ( لغاية في نفس يعقوب )
2 – لم يسفر اعلان دمشق حتى هذه اللحظة عن ظهور هيكل تنظيمي جبهوي يضم احزاب الأعلان , الا اللجنة المؤقتة التي مازالت مؤقتة وليس لها اية صلاحيات تعلو صلاحيات الهيئات التنظيمية في الأحزاب , وبالتالي لايوجد اي نظام داخلي يحدد ويضبط أمور الخارجين من الأعلان والداخلين اليه . فمن اين اتى السيد اللاذقاني وعلى لسان السيد حسن عبد العظيم , بتحريم ان يكون اي حزب في اعلان دمشق , وضمن تحالف آخر ؟ . وهذا ما نفاه عبد العظيم لاحقاً . ثم , من اين اتى السيد اللاذقاني بصفة المتحدث باسم اعلان دمشق للسيد عبد العظيم , بالوقت التي تؤكد اللجنة المؤقتة عدم وجود اي متحدث باسمها ؟ كذلك , كيف يسمح السيد اللاذقاني لنفسه بادعاء كلام على لسان عبد العظيم , مفاده ان اطراف الأعلان قد ارسلت للأخوان رسالة تخيرية بين ان يبقوا في الأعلان ام في جبهة الخلاص ؟ . كما يحذر السيد اللاذقاني الأخوان من المماطلة , وعدم الرد , لأن هذا يضر بالمعارضة ويفيد امثال خدام . وليعطي لنفسه صدقية , يغلف كلامه بان هذا موقف حضاري من المعارضة , بعدم فصلهم ( اي الأخوان ) او طردهم , او اتهامهم بارتكاب عمل متهور بتحالفهم مع خدام , بل في التخيير في ان يبقوا في صفوف الأعلان ام في جبهة الخلاص . علماً ان هذا لم يحصل . ثم الم يبقى عند المعارضة من عمل تعمله بحسب السيد اللاذقاني قبل الرد المزعوم من جانب الأخوان , حتى يؤثر التأخير على عملها ؟
3- من كلف هؤلاء الثلاثة بالتحدث في اجتماع لندن الى الأخوان المسلمين بصفتهم ممثلين لأطراف اعلان دمشق ؟ , والأخوان خارج هذا الأعلان ؟ كما يُفهم من رد السيد اللاذقاني على سؤال صحفي حيث قال : ( ورداً علي سؤال حول التناحر الذي بدا واضحاً في لقاء لندن أمس الاول بين أطراف إعلان دمشق وجبهة الخلاص، أجاب اللاذقاني أن الإنقسام كان جلياً منذ الاجتماع الأول بين خدام والبيانوني في بروكسل في السابع من شباط (فبراير) الماضي لأن المشكلة كانت في النائب السابق للرئيس السوري وليس في الأخوان ولا مشكلة لدينا مع الأخوان طالما أنهم قُبلوا في إعلان دمشق وداخل الطيف الوطني السوري ) بالتأكيد , ان من يدعي تمثيل اطراف اعلان دمشق وهو غير مفوض . ويدعي كلام ووقائع ليست صحيحة انكرها اصحابها المنسوبة اليهم . ويستبعد اطراف من قوى اعلان دمشق لم تدعى الى اجتماع لندن . كما اظهار حرص على الأخوان المسلمين وبقائهم في الصف الوطني المعارض بدون اعادة النظر في السياسات والمواقف التي كانت متبعة سابقاً . لايمكن الوثوق في نواياهم , لا اتجاه اعلان دمشق ولا اتجاه اطرافه .

لقد كان للسيد عبيدة النحاس موقف واضح في هذا الأجتماع , وعلى الرغم من بعض الملاحظات على ما ورد بكلمته , الا انه قال في النهاية المختصر المفيد وهو ( تعالوا نوحد جهودنا , فالعدو الحقيقي لشعبنا اليوم هو من يظلمه ويسرقه ويقتله .. وكلنا يعلم اين هو . )

فريد حداد
اوتاوا 19-4-2006



#فريد_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يغضب الزنادقة على اهانة المقدسات
- طريق التصالح مع الشعب
- من يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى ؟
- الفصول الأخيرة من عمر الطغيان
- أعلان دمشق .. خطوة بالأتجاه الصحيح
- من خلال مقابلته مع ( دير شبيغل ) الألمانية قراءة في فكر بشار ...
- مدينتي يبرود و - نِعم الحركة التصحيحية -
- حول عودة المنفيين الى ارض الوطن
- مورفين جديد يُحقن في الجسد السوري المنهك, بحقنة المؤتمر القط ...
- زمن الأستحقاقات
- زراعة الياسمين في سورية , مشمولة برعاية قانون الطوارئ
- هل سورية مستعدة للسلام مع اسرائيل ؟
- بناء نظام وطني ديمقراطي شرط لازم لانهاء التعذيب في السجون ال ...
- اينعت ثمار الأستبداد
- هل السياسة الخارجية السورية وطنية ؟وهل كانت تقدمية ؟
- لقاء وحوار مع المناضل رياض الترك في مونتريال - كندا
- ما بين اعادة الأراضي ...والأصلاح ! مسيرة أستبداد وضياع للأوط ...
- خياران للأنظمة العربية.. لا ثالث لهما
- فاقد الشيء ...يدّعيه
- حول مفهوم الديمقراطية والتغيير الوطني الديمقراطي


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد حداد - هل من سر وراء