أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي طه النوباني - الألغاز في قصص البنزين والكاز














المزيد.....

الألغاز في قصص البنزين والكاز


علي طه النوباني

الحوار المتمدن-العدد: 6158 - 2019 / 2 / 27 - 14:59
المحور: كتابات ساخرة
    


بقلم: علي طه النوباني
يوما ما كان الكاز أو المازوت أرخص أنواع المحروقات لدينا في الأردن، وكان من الممكن للفقراء أن يقوموا بتدفئة أكثر من غرفة في المنزل، فهنالك على الأقل حاجة ماسة لتدفئة غرفة المعيشة حيث تجلس العائلة، وغرفة أخرى للطلاب الذين يفترض أنهم يذهبون يوميا إلى المدرسة أو الجامعة.
ويوما ما ادَّعت الحكومة أنَّ أصحاب محطات المحروقات يخلطون الديزل بالكاز لكي يحصلوا على أرباح إضافية لأن الكاز أرخص من الديزل، وبناء عليه قامت الحكومة برفع سعر الكاز ليتساوى مع الديزل ولا يعود هنالك جدوى من خلطهما معاً.
والسؤال الذي يخطر في بالي منذ أن هجم علينا هذا الشتاء البارد: ماذا يحصل لو قام أحد أصحاب محطات المحروقات بإضافة بنزين 90 إلى بنزين 95 أو 98، هل سترقص السيارة وتصرخ معلنة أن هذا البنزين مغشوش، ستردُّ الحكومة أن هذا غير ممكن لأنَّ محطات المحروقات أصبحت شركات كبيرة ولديها معايير محترمة، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تبقى قصة الخوف من خلط الكاز بالديزل؟! وخاصة أن سعر الكاز الحالي يعتبر سعراً خياليا فلو اعتبرنا أن برميل النفط الواحد يحتوي على كاز فقط فإن سعره الحالي يعادل 127 دولار أي ضعف سعر برميل نفط برنت بكل ما فيه من مشتقات غالية ورخيصة!
لقد دفعنا ثمنا باهظا لهذه الكذبة المشينة عبر سنوات طويلة، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
انتشرت مدافئ الحطب بشكل جنوني، وقام عدد كبير من الناس باحتراف تقطيع أشجار الغابات بكل أنواعها، لكن السنديان الرائع الذي يزين جبالنا كان الضحية الأولى بدليل أن سعره مرتفع جداً مما يغري تجار الحطب بالاعتداء على الغابات التي لا يمكن حراستها بشكل فعال.
وانحشرت العائلات من الطبقة الدنيا ودنيا المتوسطة، وهي واسعة جداً في غرفة واحدة لعدم قدرتهم على توفير التدفئة في أكثر من غرفة؛ مما انعكس على تحصيل الطلاب في مدارسهم.
أما أصحاب المنشآت الصغيرة، فقد تعطلوا عن أعمالهم تقريبا طوال أيام الشتاء؛ لأن ميزانية التدفئة ارتفعت بشكل جنوني لا تحتمله جيوبهم. وأبعد من ذلك فقد لجأ البعض إلى إشعال مواد مضرة بالبيئة في مدافئ الحطب مثل الأحذية القديمة والكاوتشوك والبلاستيك وغير ذلك؛ لعدم قدرتهم على دفع أسعار الكاز المرتفعة.
روى لي أحد الذين يسكنون بلدة جبلية شديدة البرودة في الشتاء أن معظم أهل البلدة يكتفون بأن يتلفعوا ببطانية لعدم قدرتهم على شراء الحطب أو المحروقات، وهي بلدة يزيد سكانها على عشرين ألف نسمة، ويضاف إلى ذلك ما يتعرض له الأطفال من مخاطر صحية جمة بسبب البرد القارس.
إنَّ الإصرار على رفع سعر الكاز ليتساوى مع الديزل بحجة الغش هو فكرة غرائبية ومشينة، لأن هذه الطريقة في الغش تنطبق على ألف شيء آخر، فالكحول والسبيرتو يمكن أن يضاف إليهما ماء، والبنزي95 يمكن أن يضاف إليه البنزين 90، والماء الصالح للشرب يمكن أن يضاف إليه ماء غير صالح للشرب، والحليب يمكن أن يضاف إليه ماء، والزعتر يمكن أن يضاف إليه أية أعشاب مجففة، والحل في كل الحالات ليس رفع سعر الماء ليتساوى مع سعر الحليب، بل رفع الجودة والرقابة والمحافظة على الحد الأدنى من الإنسانية في التعامل مع شعب شبع جوعا وبردا وقهراً.



#علي_طه_النوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجب مواقع الانترنت وأخبار الراقصة لهلوبة
- إنتاج المعاقين في الدول المعاقة
- الدراما العربية من القاهرة إلى نيودلهي
- قهر العباد في فن الفساد
- كثرة الشعراء، وقلة العلماء
- الحرية بين الكبت (والانجلاق)
- حرَّم الخمر...، واختار النساء
- تحقيق الصفو العام في بلاد الخوف العام
- بنما دولة بعيدة... ومُشوِّقة جدا
- الأزمة الاقتصادية، ومصالح الطبقات
- معادلة أحادية المقاربة بين التسليم والعقم الحضاري
- الفصل من جروب الفيسبوك، عقوبة ثقافية جديدة
- اليسار التقدمي يُغير الشعب
- وسِّع الميدان ... نزلت الفرسان


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي طه النوباني - الألغاز في قصص البنزين والكاز