أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - معارض الكتب وأزمة القراءة















المزيد.....

معارض الكتب وأزمة القراءة


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 6157 - 2019 / 2 / 26 - 11:19
المحور: الادب والفن
    


تنشط معارض الكتب سنويا في أغلب العواصم العربية، أو المدن الكبرى على امتداد الوطن العربي. هذه المعارض السنوية تعكس النشاط الثقافي العربي، وتتم فيها إضافة إلى عروض المكتبات ودور النشر وآخر الاصدارات، ندوات ومحاضرات وحفلات توقيع الاصدار والتعرف بين المؤلفين أنفسهم والقراء والزوار والمتابعين للكتب والكتاب. وباتت تقليدا مرغوبا وموعدا منتظرا لحضور ثقافي ولقاءات ثقافية واتفاقيات تعاقدية بين دور النشر والمؤلفين والمشرفين أو القائمين عليها، رسميا أو اهليا. (رغم تحول بعضها إلى صفقات تجارية أو متاجرة بالكتاب على حساب الكاتب، واحيانا يستثمر الموضوع بين الطرفين، ويقوم الكاتب، بقلب الصورة، بتحميل نفسه تكاليف الدعوات والولائم و”الحفلات”!) ويتحول بعضها إلى مهرجانات ثقافية عامة، يتذكرها روادها وزائروها باهتمام واعتزاز. ومع كل هذا تثار أسئلة كثيرة حول المعارض نفسها، زمانها ومكانها، وطبيعة الصفقات التجارية واصحابها وحول تأثير الاوضاع الاقتصادية والثقافية والسياسية على صناعة النشر وتداول الكتاب وما يتعلق بالنشر الالكتروني والتغيرات التي تجري في اتجاهات القراء وميولهم ومراحل اعمارهم. هذا فضلا عن العلاقات التجارية والاقتصادية والناشرين والدعم الحكومي وتقلب اسعار الورق والطباعة وغيرها من الأمور المتداخلة في كل ما له علاقة بالكتاب والكاتب والنشر والعرض.
لاشك أن عوامل كثيرة تلعب أدوارا مختلفة في إقامة المعارض والترويج لها وادارتها والإعلام والإعلان والتسويق والتسهيلات اللوجستية وغيرها مما تترك أثرها في كل معرض، ومكانه وزمانه.. وقد تؤثر تقلبات الأسعار والأزمات الاقتصادية على إنجاز وانجاح المعرض والدور المشتركة والمساهمة فيه، كما أن اتجاهات القراء من جهة والاتجاهات الغالبة أو المنتشرة من جهة أخرى تساهم في تحريك أو تقديم المعرض وانجاحه، هنا أو هناك، بتكامل العوامل أو توفر الظروف الملائمة والمشجعة. وتكاد معارض العواصم العربية المعروفة باهتماماتها الثقافية الفكرية أو صناعة الكتاب والإعلان عنها، أبرز المعارض التي تسجل لها أرصدة على مستويات متعددة، منها الاستشهاد بها في الحديث عنها، كمعرض بيروت أو القاهرة أو الجزائر أو الشارقة أو الرياض أو الدار البيضاء. ولا تعدم المعارض الباقية من الأثر الثقافي ولكنها تتموج عاما عن عام، أو ليس كما حصل لما ذكر سابقاً. ومع ذلك فإن المعارض الثقافية عموما تبقى مؤشرا واضحا عن المشاركات والتحضير والاستعداد والانتشار والمشاركة والانتساب والكثير من الأمور الأخرى، التي من أبرزها أهمية الكتاب ودوره في التربية والتعليم والتوعية والتنوير. ورغم أن أحوال بعض المعارض قد تراجع او انقطع في سنوات معينة لأسباب معلومة أو ضعف الاهتمام به. إلا أنه ظل محتفظا بدوره وسمعته بتغير الظروف والعوامل التي أدت إلى ذلك. كما حصل مع معرض دمشق وطرابلس وصنعاء مثلاً، أو حتى بغداد لسنوات عديدة، بعد سنوات الحصار والعدوان والغزو والاحتلال. ولكن رغم ذلك فإن اسواق الكتب والعروض غير المنتظمة للكتب لم تنقطع في أي من هذه البلدان، رغم كل شيء أو رغم انعدام ظروفه. وأحيانا تتنافس هذه الفعاليات الثقافية بحجمها واعدادها مع المعارض السنوية ومكانتها الإعلامية.
في كل الأحوال تلعب معارض الكتب السنوية أدوارا في المشهد الثقافي في كل بلد خصوصا، وفي المشهد الثقافي العربي عموما. وتعطي انطباعات مهمة على ما يجري داخل الحياة الثقافية العربية. كما يجري الجدل حول تطورات تقنية الكتاب وتأثير النشر الإلكتروني على الكتاب المطبوع، حيث زادت معدلات النشر في الدول الغربية بنسب تتراوح بين 10 و12 في المائة، الا أن ما يقال عن النشر يعتمد على المضمون والمؤلف وليس الوسائط فقط، فمنذ النشر على ألواح الطين وأوراق البردي، وصولا للنشر الإلكتروني، ومرورا بالطباعة والميكروفيلم واقراص السي دي والفلاش يو اس بي وغيرها تنوعت وسائط النشر وتعددت وظل الكتاب الورقي المطبوع صامدا رغم كل تلك التطورات. أو مازال مطلوبا ومرغوبا، كما أكد مختصون بهذه الشؤون.من جهة أخرى، رغم كثرة المعارض والتطورات التقنية في صناعة الكتاب والعرض والإعلان، فإن ثمة تراجعا ملحوظا في النشر في الوطن العربي عموماً، وهذا ما صرح به مسؤول اعلامي عن المعارض، من مصر: “هناك مشاكل في صناعة النشر في مصر، والعالم العربي لن تحل إلا بتدخل الحكومات ودعمها، أهم تلك العوامل هي نسبة الأمية، وعزوف المتعلمين عن القراءة، والاعتداء على الملكية الفكرية، كذلك هناك انكماش في أسواق كبيرة للكتاب في المنطقة نتيجة الأوضاع السياسية، مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا، فضلا بالطبع عن ارتفاع تكاليف الورق والطباعة والتي تترك أثرها على الاسعار”. وأضاف : “العالم العربي ينتج من 35 إلى 40 ألف كتاب في العام، وهذه النسبة تبدو متواضعة في كل الدول العربية، فإسبانيا وحدها تنتج حوالي 45 ألف كتاب سنويا، ونسبة مصر من إجمالي ما ينتج من كتب في المنطقة العربية من 25 إلى 30 في المائة فقط، ولكن لو حذفنا الكتب الحكومية والإصدارات الحكومية، ستتراجع النسبة بشكل ملحوظ”.بالمقارنة مع ما يحصل في أوطان أخرى، مجاورة أو بعيدة، واهتماماتها الثقافية والتقنية يتطلب الأمر العودة إلى ما يسمح به القانون الأساسي والإرادات الوطنية الثقافية، فتكاد مثلا كل الدساتير في البلدان العربية تضمن حرية الكلمة والتعبير والنشر والتوزيع والطباعة وما يتعلق بها، كما يؤمن دعمها ومتابعة تطوراتها. وهذا يعني أن مسؤولية كبيرة تقع على الكتاب والناشرين والموزعين والمهتمين بالشؤون الثقافية، وتكشف المعارض وجوها من هذه المهمات والمسؤولية المشتركة، وأي إخلال فيها ينعكس عليها ويتطلب مراجعتها وعدم التوقف عندها. وينبغي التعامل معها بجدية وحرص على مواكبة التطورات والمستجدات والتقدم الى الأمام دائما.
تكون المعارض واجهة أو صورة للمشهد الثقافي، وبضوء ذلك يحكم على دورها في دعم القراءة أو توفير ظروفها وامكانياتها على الصعد المختلفة، بما فيها الأسعار والتجهيز والخدمات وغيرها مما يصنع حالة صحية واجواءا ملائمة للثقافة والاهتمام بها. ويضع الأزمة العامة في هذه المجالات في حدود يمكن التغلب عليها، أو تجاوزها وبناء مشاريع تنموية قادرة على الربط والتنسيق بين كل الاطراف، الكتاب والقراء والناشرين والإداريين ومن يهمهم الأمر إلى ما يحقق الأهداف منها.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المثقفين المزيفين وتصنيع الإعلام لهم (2-2)
- عن المثقفين المزيفين وتصنيع الإعلام لهم (2-1 )
- مشاكل الواتس آب
- جولة مقصودة وتحد صارخ
- ترامب يتسلل الى العراق
- اليمن وكارثة إنسانية كبرى
- دم في الشوارع العربية
- ما بعد انتصار العراق على -داعش-!
- الشيخ الخالصي والزعيم لينين
- العراق: حكومة محاصصة وتوافق خارجي
- وداعاً أم سعد
- في وداع سلامة كيله
- الخرف الالكتروني
- تغريبة الفلسطيني الجديدة
- إن تزور بيروت هذه الأيام...(3)
- إن تزور بيروت هذه الأيام (2)
- في الذكرى الستين للثورة... الحركة العمالية عشية ثورة 14 تموز ...
- صفعة مسيرات العودة لصفقة القرن
- كلمات من دفتر الاحوال... (17)
- عن الحركات الاحتجاجية الشعبية في الممالك العربية


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم الموسوي - معارض الكتب وأزمة القراءة