أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى يوسف - كيف ندرأ خطر الإرهاب من جذروه ؟














المزيد.....

كيف ندرأ خطر الإرهاب من جذروه ؟


مجدى يوسف
(Magdi Youssef)


الحوار المتمدن-العدد: 6155 - 2019 / 2 / 24 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كنت فى مقتبل العمر محررا بصحيفة الجمهورية القاهرية كتبت مقالا تحت عنوان" حاربوا الجريمة ولا تنشروها" أنتقد فيه المسلسلات البوليسية فى الإذاعة آنذاك، وأدعو لأن تقدم أخرى للنشء عن "سير القدوة من الأبطال والعظماء" بديلا عنها. فتلك المسلسلات وإن كانت تتمتع بقدر من التشويق فى متابعة سعى الجناة لإخفاء معالم جريمتهم، وملاحقة رجال الأمن لهم على طريقة "عسكر وحرامية"، إلا أنى كنت أرى أنها تبث من ناحية أخرى فى الشباب روح الاندفاع وراء الجريمة والانحراف. وما لبث أن رد على بعدها بيومين اثنين فى الصحيفة نفسها الإذاعى المرموق آنذاك على فايق زغلول فى مقال مساحته ضعف مساحة مقالى يدافع فيه عن تلك المسلسلات البوليسية بأنها تبين أن الجريمة لا تفيد، إذ لا يلبث أن يضبط فيها الجانى ليلقى فى نهاية المطاف الجزاء الرادع على ما اقترفت يداه.
واليوم يطالعنا فى صحيفة الموند الفرنسية تحقيق موسع عن لجوء الداخلية الفرنسية لحصر حالات العنصرية التى تصاعدت بشدة فى الفترة الأخيرة فى فرنسا ضد الأقليات هناك، متمثلة فى سبهم وتلطيخ مقابرهم، مما يؤدى لردود فعل من جانب تلك الأقليات برفضها للمجتمع الفرنسى، ولجوئها للعنف المضاد، الذى يتمثل بعضه فى التمترس وراء الدعوات الإرهابية. وهو ما يفسر انضمام بعض مواطنى الدول الغربية لتنظيم داعش. لذلك صار الأمر يستدعى الدولة الفرنسية بإلحاح لاستصدار قانون صارم يجرم مظاهر تلك العنصرية باعتبار أن الإرهاب الفيزيقى يبدأ برفض الآخر وإقصائه نفسيا واجتماعيا.
وكان قد روى لى فى القاهرة الصديق الراحل د. رؤوف عباس، أستاذ التاريخ السابق فى كلية الآداب جامعة عين شمس، أن حفيده قال له يوما: أنا مش حلو يا جدو ؟ وردا على تساؤل الجد : حلو ليه يا حبيبى ؟ جاء جواب الطفل: علشان مبلعبش مع رمسيس اللى ساكن عندنا فى العمارة. وعندما سأله جده: مين قال لك كده يا بابا ؟ قال له الطفل: "الميس فى الحضانة". عندئذ سارع بإخراجه من تلك الحضانة، وإلحاقه بأخرى.
والسؤال هنا: كم تبلغ حالات الأهل الذين يسلكون مسلك هذا العالم الراحل فى بلادنا ؟
وهل يكفى مثل ذلك الحل الفردى ، أم يستلزم الأمر معالجات تبدأ بالتمثيليات التلفزيونية، وتنتهى بسن قوانين تحرم مثل هذا المسلك الذى يخرج لنا إرهابيين فكرا ونزوعا ريفيا انغلاقيا يقصى الآخر لمجرد الاختلاف فى طقوس العقيدة، وإن كان المشترك بين العقيدتين الرئيسيتين فى المجتمع المصرى يجب الممارسات الطقسية لكل منهما بفراسخ، وهو ما سبق أن أشرنا إليه فى مقال سابق من أن الأنغام التى تقام بها تلك الشعائر فى كلتا الديانتين إنما تؤدى بالمقام الموسيقى نفسه ( انظر مقالنا بالمصرى اليوم: وحدتنا الوطنية فى أنغامنا الدينية" بتاريخ 24 نوفمبر 2018 ).
اعتقد أن المعالجة الإعلامية لهذه القضية بالغة الخطورة عن طريق المسلسلات التلفزيونية صار يمثل ضرورة ملحة يجب أن يكلف بها كبار كتاب مسلسلاتنا من أمثال يسرى الجندى، ويؤديها مخرجون وممثلون على درجة عالية من الثقافة والخبرة من أمثال عبد العزيز مخيون. فمن هنا يبدأ علاج الإرهاب فى جذوره الإقصائية قبل أن يتفشى ويصبح ظاهرة إجرامية تهدد المجتمع فيزيقيا.
فمن هنا يجب أن تبدأ مكافحة الإرهاب، ليس فقط على المستوى المحلى، من جذور الوعى لدى النشء. وليس ما هو أفضل فى درء ذلك الخطر الذى يتهدد الوطن من المسلسلات التلفزيونية فهى تفوق بفراسخ أثر التعليم العام خاصة وأنها تشاهد من الكافة، لا سيما أطفالنا حديثى العهد بالحياة.



#مجدى_يوسف (هاشتاغ)       Magdi_Youssef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى التحليل الاجتماعى لأدائنا الموسيقى المعاصر
- فى أسباب حصول نجيب محفوط على جائزة نوبل فى الأدب
- مشكلة -حاكونا مطاطا- (مفيش مشكلة) !
- ما الحداثة ؟ وهل يمكن لعرب اليوم أن يكون لهم حداثتهم المستقل ...
- نحو تحرير الأدب العالمى من النزوع للمركزية الغربية
- فنوننا البصرية إلى أين ؟
- التواجد العربى فى معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام
- هزلية المطلق والنسبى فى فكرنا العربى !
- إعمال العقل: فيم وكيف ؟
- فى الوطنية وعلاقتها بعالمية الدعوة الإسلامية
- عندما تلتقى رؤى الشعر وهموم الشعوب : مجدى يوسف مترجما عن الأ ...
- أزمة الاستشراق العربى واقتراح المخرج
- فى ضرورة الفلسفة لمجتمعاتنا العربية
- قاطرة البحث العلمى: إلى أين تتجه ؟
- خرافة مجتمع المعرفة
- أحمد الخميسي يكتب عن الوحدة الوطنية


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى يوسف - كيف ندرأ خطر الإرهاب من جذروه ؟