أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - احداث تافهة عاصرتها 2














المزيد.....

احداث تافهة عاصرتها 2


صلاح حسن رفو
(Salah)


الحوار المتمدن-العدد: 6154 - 2019 / 2 / 23 - 20:24
المحور: كتابات ساخرة
    


2
مدينة الالعاب
لا نعرف ان كان اسمه "سه رخير" ام " سال خير" ، فأصدقاء ابن القاضي (فائق) ينادوه بلفظٍ خاطئ لعدم اجادتهم لـلغة الكوردية،هو لاعبٌ موهوبٌ لفريق " مدينة الالعاب" كما نسميهم، فـهم الاقرب للمدينة المتروكة من الالعاب والتي فيها ساحة صغيرة للعب الكرة بعدما ان اصبحت قاعدة المراجيح الخالية مرمى لكل فريق."سه رخير" او "سال خير" يشكل ثنائياً مميزاً مع " محسن" ذلك الطفل الاسمر الصغير والذي بدورنا لا نكلُ بأيقاعه على الارض او ضربه بالرجل رغم مرونته وسرعته. " شكوري" وهو افضل مهاجمينا يخبرنا بأن نزعج ذلك الشقي الصغير لكون والده شرطيٌ جسور ومرتشيٌ معروف_كما يزعم_.
كنت من القلائل في تلك الظهيرة الصيفية الذين شاهدوا سيارة الشوفرليت وهي تسير بسرعة جنونية خارج اسوار المدينة عن طريق حي النصر بعدما ان رمت بثقلها من الرصاصات على جسد تلك المراة المسترجلة في قضية ثـأرٍ معروفةٍ في المنطقة. وصلتُ بعد الشرطة بدقائقَ معدودة مع ثلة اصدقاء يشبهونني بالفضول.
رايتُ الشرطي ابو محسن يبعد رجلا الجثة عن بعضها البعض وجعلهما كحرف (v) وبدا بالتخطيط وهو ينظر بتهكم وازدراء للضحية_ او هكذا بدا لنا _، تذكرتُ حينها قصة هذا الشرطي مع الشاب خيري والتي حكتها لنا جارتنا الثرثارة عندما اتهمَ خيري بسرقة قناني الغاز، اذ كان يُقيده ويربط عيناه ويضرب بالـ"الكيبل" من قبل ابو محسن وبعد دقائق يفك معصمه ويصرخ : لا تضربوه انه من معارفي...لا تضربوه ...فوالده صديقي! ويساومه بعد ذلك على دفع مبلغ من المال لأعطاءه للضابط_كما يدعي_ لكي يخرجه من هذا العذاب، ولكون خيري لا يملك المال فقد ضاق مرارة الامر الى وقعت عصابة سرقة قناني الغاز بالصدفة في قبضة العدالة النائمة، اذ كانت صحبة ازاد الكوردي ومحمود العربي تثير الريبة والشك، فهما لا يكلان ولا يملان من التجوال والمشي في ارجاء وازقة المدينة.ما يميز الشابان ان ازاد اشقر وقصير ويملك لحية خفيفة عكس معظم الشباب الذين في سنـه مع ابتسامة تظهر مدى سذاجته ، بينما محمود اسمرٌ رفيع ذو انفٍ بارز وفمٍ مفتوح ويملكُ سترة سوداء بأربعة ازرار ويدندن معظم الوقت بصوت خافت احدى اغاني (كاظم الساهر)ويشرحها لأزاد المتعطش لهذه الصداقة.
احدهم لا اتذكر من كان قد اخبر محمود بأنه يشبه كاظم الساهر خصوصاً بسترته السوداء التي يرفض نزعها حتى منتصف الشهر الخامس لكن يفضل ان يقلل من دندنة" عبرت الشط على مودك" لكون صوته سي للغاية وهي نصيحة كانت في محلها.
الشهرة تحمل معها دائما المشاكل غير المتوقعة، وهذا ما رايناه عندما اعُجبت ارملة شابة بالشاب محمود والذي اصبح يواعدها ليلاً بين الحين والاخر، وهذا ما تطلبَ ان يكون لديه القليل من راس المال لصرفه على امراة احبته او احبت كاظم الساهر فيه، فما كان منه الا ان يمتهن سرقة قناني الغاز لعدم توفر مهنة اخرى في المدى المنظور وقناني الغاز متروكة على المدى القريب في الفناء الخلفي لمعظم البيوت.
لم يتعب الشرطي ابو محسن في ضرب ازاد كثيراً ليوقع بصديقه محمود بعدما ان اغمي عليه او ادعى ذلك، اذ كان يهذي ويقول : "ليش محمود لييييش! " وهو اعتراف ضمني بأسم شريكه في السرقات.
سعى ازاد كثيراً لأرجاع حِبال الود والصداقة بينه وبين محمود بعد خروجهما من السجن، الا ان لسان حال الاخير كان يتمتم ويدندن :اللي تلدغ الحية بيده، يخاف من جرت الحبل!.

• اسماء الشخصيات اغلبها مستعارة

صلاح حسن رفو



#صلاح_حسن_رفو (هاشتاغ)       Salah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احداث تافهة عاصرتها 1
- طفولة على تل القصب 10
- طفولة على تل القصب 9
- طفولة على تل القصب 8
- طفولة على تل القصب 7
- طفولة على تل القصب 6
- طفولة على تل القصب 5
- طفولة على تل القصب 4
- طفولة على تل القصب 3
- طفولة على تل القصب 2
- طفولة على تل القصب
- 3 قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 19
- قصص قصيرة من سنجار 3
- قصص قصيرة من سنجار 2
- قصص قصيرة من سنجار
- اوراق من المهجر 18
- خمسة قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 17
- اوراق من المهجر 16


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - احداث تافهة عاصرتها 2