كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 6154 - 2019 / 2 / 23 - 17:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعبتوني وأنا تعبتكم
وأنا أحاول لفت الانتباه لمسؤولية الشعوب عن مصيرها، وليس فقط مسؤولية الحاكم. كل منا مسؤول بقدر حجم تأثيره فيما وفيمن حوله. بلاشك مسؤولية الحاكم وتأثيره عظيمة، مقارنة بتأثير مواطن بسيط. لكن دعنا نشبه الأمر بسفينتين كل منهما موشكة على الغرق.
الأولى يتسرب إليها ماء البحر، من فتحة أو عدد فتحات محدودة كبيرة.
والثانية يتسرب إليها الماء من ملايين الثقوب الدقيقة، بحيث صار جسدها كله كالغربال.
أي السفينتين في نظركم قابلة للإصلاح؟
واضح أن التأثير المدمر هو لملايين الثقوب بحجم ثقب الإبرة، والتي يحتاج سدها لمعجزة. وهذه تماثل حالة شعب بكامله تقريباً، في حالة حضارية فكرية وسلوكية يرثى لها. وهذا ما رأيناه من نتائج ما سميناه "الربيع العربي".
فيما عدة ثقوب كبيرة، تماثل فساد حاكم وصحبه، والتي يسهل نسبياً التعامل معها. كما حدث في الثورات البرتقالية في أوروبا الشرقية، وفي أسبانيا والبرتغال، بعد فرنكو وسالازار.
قل: "الملوك على دين شعوبهم"
ولا تقل: "الشعوب على دين ملوكها"
نعم انتشرت المسيحية بقرار من الإمبراطور الروماني قسطنطين. لكن هل تغيرت سلوكيات وأخلاقيات الناس تغيراً فورياً؟
أم كانت وظلت مرتبطة بالتطور الحضاري التدريجي البطيء للبشر، والمختلف درجاته ونوعيته بين شعب وآخر وفرد وآخر؟
لدينا أيضاً النتائج المحدودة التي تتآكل مع الوقت، لتجربتي كمال أتاتورك في تركيا، والحبيب بورقيبة في تونس. رغم أن كلا التجربتين لم تلق نجاحاً جزئياً، إلا بمساندة من مساحة ما كبرت أو صغرت من القاعدة الجماهيرية.
نتحدث عن التغييرات الحقيقية العميقة في حياة البشر.
أما التغييرات المظهرية والشعارات السائدة، فتوحي بأننا أعظم الأمم أخلاقاً والتزاماً بالفضيلة!!
إما أو
إما تغيير الأفكار والسلوكيات والقيم والثوابت والمقدسات، لتتحقق لنا حياة أفضل كسائر العالم الحر.
أو نظل نتمسك بما نتمسك به ونعجز عن مغادرته، ونتقبل بغير تذمر ما يترتب على هذا من فقر وجهل واستبداد.
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟