أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد المضحكي - الإسلام السياسي والاغتيالات السياسية!














المزيد.....

الإسلام السياسي والاغتيالات السياسية!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6154 - 2019 / 2 / 23 - 10:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي يتخذ من الاغتيالات السياسية منهجًا مرتبطًا بالكراهية والعداء للثقافة النيرة.

ومن أجل ذلك راح القتلة في العراق وبأوامر من طهران بتصفية الروائي علاء المشذوب وغيره من المبدعين، كما حصل للكاتب المسرحي هادي المهدي، والكاتب المفكر التقدمي كامل شياع، وغيرهم من علماء وصحفيين ومهندسين وفنانين!

تقول الكاتبة المغربية المستنيرة ليلى أبو رقعة آخرهم العراقي علاء مشذوب.. وتتواصل «محاكمات الفكر والإبداع» اغتيال المثقفين برصاص المفتين!

لا زال الموت يتربص بأهل الفكر والإبداع طالما الرصاص في أيدي المسلحين الخارجين عن القانون أو المتواطئين مع الحكام الجبابرة.. ولكن يحدث أن تستحيل حادثة الاغتيال إلى صرخة حية تستفز النيام للوقوف في وجه الظلم والظلام بكل أشكاله.. في مدينة لم تعرف استقرارًا ولم تجد الأمان طريقًا مستقرًا، يعربد الرصاص بلا رقيب، ويسيل دم الاغتيالات تحت جنح الظلام وفي وضح النهار.. ولكن الكاتب علاء مشذوب لم يهاجر هذه المدينة وبقي يعيش على ذكرياتها، ويرسم لها بخياله صورة أجمل على أمل أن يغدو الحلم واقعًا ذات يوم. وقد كان آخر ما كتب الروائي علاء ابن كربلاء عن المدينة التي اغتيل في شوارعها وكأنه يودّعها، ما يلي: «صباح الأزقة والشوارع الفرعية لمدينة لم تنعم بالاستقرار أبدًا، في كل مرة أصل إلى رأس شارع (أبو ديه) أقف بحبور عنده واضعًا يدي اليمنى تحت حنكي وأتفكر به فيرتسم بذهني كسفينة راسية، ومرة خليجًا واسعًا، مرة أراه فكرة مجردة، ومرة حقيقة، أية غمامة صيفية بيضاء هذا الذي أقف في حضرته».

أعتقد جازمًا بأن استقرار العراق وتحقيق الأمن والسلام فيه سيبقى غائبًا في ظل هيمنة حكم الإسلام السياسي في العراق!.

وبهذا الرأي راح الكاتب صادق محمد عبدالكريم الدبش في «طريق الشعب» العراقية يتساءل هل يستقر العراق ببقاء الإسلام السياسي تصدّره إدارة الحكم؟..

ومن هنا تحدث وهو على حق قائلاً: «لا يوجد أي اختلاف في نهج وفلسفة قوى الإسلام السياسي بين الأحزاب الطائفية، من القوى الشيعية والسنية على حد سواء».

وعلى هذا الأساس ليس بإمكانهم ان يكونوا جزءًا فاعلاً وإيجابيًا في استقرار العراق وتقدمه وازدهاره، ولا يمكنهم وضع حد للتدهور الحاصل في الكيان السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي.

وبالإضافة إلى هذا وذاك، يذكر الدبش لن يتوقف نهجهم الطائفي واحتكار السلطة، ولن يتوقف العنف والعنصرية والمحاصصة والطائفية والتمييز بين الناس والقتل للرموز الثقافية والاجتماعية والسياسية لمجرد الاختلاف في الرؤية والثقافة، ولن يتم لجم الميليشيات الطائفية وتصفيتها على أيديهم والحد من أنشطتها وأنشطة العصابات الإجرامية والمخدرات وتجار السلاح والبشر.. إنهم جزء من المشكلة القائمة ومنذ زمن، ولن يكونوا يومًا جزءًا من الحل أبدًا، والحياة أثبتت صحة وصواب هذا الاستنتاج عبر سنوات عجاف، مريرة كارثية مظلمة سوداء مكفهرة صادمة.

وإذا كان -كما يذكر- د. شاكر نوري في مقال «ظاهرة اغتيال الأدباء والمثقفين في العراق» إن قتل الروائي والأستاذ الجامعي الدكتور علاء مشذوب بدمٍ بارد وعلى يد مسلحين مجهولين، وذلك على اثر تغريداته ومقالاته وآرائه، وخاصة في نقد الميلشيات والنظام الإيراني فإن أصابع الاتهام موجهة إلى إيران التي نشرت مؤخرًا فرق اغتيالات لإسكات منتقديها. كما ظهرت من خلال الخطابات المتطرفة للميلشيات المناصرة لها مثل سرايا الخراساني وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وغيرها من الميليشيات التي وصلت إلى 67 مليشيا!.

إن رصاص التعصب والجهل التي اغتيل بها مشذوب هي ذات الرصاص التي اغتالت المفكر حسين مروة عام 1987 وهو على سرير المرض، وقد ناهز الثمانين من العمر، وهو لم يكمل الجزء الثالث من ملحمته «النزعات المادية في الفلسفة الإسلامية» الملحمة الفكرية التاريخية التي قال عنها المفكر الراحل محمود أمين العالم: تمثل تلاقيًا خلاقًا نقديًا واعيًا بين أرقى ما بلغه استيعابنا العربي لمناهج البحث الحديثة، مع زبدة ما بلغه التراث الفكري العربي الإسلامي في العصر الوسيط.

وبذات السلاح اغتيل المفكر التنويري مهدي عامل عام 1987؛ لأن عامل - كما يقول أمين - كان فاضحًا لحقيقة قوى الطائفية والاستغلال الطبقي والتبعية للإمبريالية، كاشفًا الطريق الصحيح لمصارعتها والانتصار عليها.

إن تاريخ الإسلام السياسي حافل بالاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية التي تهدف إلى إسكات الاصوات التنويرية الداعية إلى سلطة العقل المنفتح لا النص، ومن بين ضحايا الإسلام السياسي فرج فوده الذي انتقد العقل الماضوي وتسييس الدين، وعمر بن جلون الذي اغتيل عام 1975 على يد الشبيبة الإسلامية المغربية، لأن ومن وجهة نظرهم الانتماء إلى اليسار تهمة تبرر القتل، وبذات الحجة اغتيل شكري بلعيد ومحمد البراهمي!

وإذا كان كما يقول بعض المحللين إن الانظمة الرأسمالية الاستعمارية دعمت تيارات الإسلام السياسي لخلق حالة عدم الاستقرار داخل المجتمعات المناوئة لمصالحها الاستراتيجية، فإن الأنظمة الرجعية طيلة عقود من القرن الماضي لم تتردد في دعم تلك التيارات لمواجهة قوى الديمقراطية واليسار الرافضة لمشاريع الاستبداد والتخلف.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب وريغان
- صراع الطوائف والطبقات في المشرق العربي وإيران
- التدخل الأمريكي في أمريكا اللاتينية!
- «نقمة النفط».. كيف تؤثر الثروة النفطية على نمو الأمم
- بعض توقعات ستراتفور لعام 2019
- المثقف وهاوية الطائفية!
- الإمارات وعام التسامح
- تقارير عن الفقر!
- خليل سعادة
- احتجاجات الفئات المهمشة!
- الدول النامية وأزمة الاستدانة!
- عن منتدى جمعية المرأة البحرينية
- اعيدوا النظر.. انتخبوا الأكفأ
- عن الكوتا النسائية
- حول انسحاب واشنطن من المعاهدة النووية!
- الفساد والفساد السياسي!
- عن دور المرأة في الحياة السياسية
- من هو البرلماني الذي نريد؟
- التحول الديمقراطي والصراعات الداخلية!
- تساؤلات حول العنصرية


المزيد.....




- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد المضحكي - الإسلام السياسي والاغتيالات السياسية!