أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الشعارات الثورية ....!!!! إساءة استخدامها














المزيد.....

الشعارات الثورية ....!!!! إساءة استخدامها


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 6154 - 2019 / 2 / 23 - 00:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدنا في السنوات أو العقود الاخيرة شعارات عديدة يُساء إستخدامها كالتي تُنادي على سبيل المثال " الموت لامريكا " والتي تتردد أحياناً في الشارع العربي والايراني أو الاسلامي أو الشرق أوسطي عموماً .. والبعض للاسف (حتى من بعض المُثقفين) يُرددها أو يُؤيدها دون الانتباه لمساوئ صيغتها اللغوية..... فنحن بالتأكيد نعمل ونناضل لهزيمة المشروع الامبريالي الصهيوني في منطقتنا العربية والشرق أوسطية ... ولكننا لا نريد الموت لامريكا .. هذا شعار وأن صدر عن أي جهة كانت يُعبر عن نوع من الجهل والسذاجة , حتى وإن كان من يرفع هذا الشعار له دوافع وطنية أو ثورية أو إنسانية .. وحتى إن يكن لم يقصد حرفية العبارة ... ولكن التحديد أو الصياغة اللغوية مهمة جداً هنا حتى لا يُساء الفهم ممن يطالهم المضمون اللغوي للشعار .... فأمريكا دولة يعيش فيها مئات الملايين من العرب والايرانيين ومن شعوب العالم الثالث ومن الشعوب الاوروبية كمواطنين .. ويعيش فيها ملايين الشرفاء والعمال والكادحين من كل الاديان والاعراق .. فأمريكا هي الشعب الامريكي المُتعدد المشارب وليست الادارات الامبريالية وسياستها الخارجية . فالمواطنون الذي يعيشون في الولايات المُتحدة ليسو إمبرياليون بل هم ينأهضون في معظمهم بشدة التدخلات والاعتداءات العسكرية والسياسة العدوانية لمختلف الادارات الامريكية في بلدان العالم .. كما يُنددون بأغلبيتهم بشدة (بما فيهم الذين ينتمون الى العرق الابيض أو ينحدرون من جذور أوروبية) بالسياسات العنصرية التي يُدلي أو ينادي بها بعض الرُؤساء في الولايات المُتحدة كجورج بوش الابن أو دونالد ترامب .. والشعب الامريكي ليس فقط شعب مُتعدد الثقافات والاعراق والاديان على نطاق واسع خلافاً لما هو الحال في المجتمعات الاوروبية , ولكنه يتميز أيضاً في غالبيته بالتعايش والانسجام بين مُختلف مكوناته الثقافية والعرقية والدينية رغم وجود أقلية قليلة من المُتطرفين العنصرين .
والمظاهرات المعادية للامبريالية التي شهدناها في الماضي ولم نزل كانت تنتشر في جميع أنحاء العالم , سواء في أوروبا أو آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية واللاتينية وغيرها .. ولكن هذه المظاهرات والاحتجاجات لم تكن في أغلبها ترفع شعار الموت لامريكا ... هذا شعار يُعبر عن سذاجة مُفرطة ويطرحه عادة بعض البسطاء في الشارع العربي أو الايراني أو الاسلامي عموماً ويصدر أحياناً حتى من بعض المُثقفين دون إنتباه .. ولكن رغم الدوافع الوطنية وراء هذا الشعار والنابعة من الاضطهاد الامبريالي والصهيوني لشعوب المنطقة .. إلا أن الاعلام الامبريالي الغربي يستخدمه بطريقة تُسيئ الى شرعية النضال الوطني والتحرري والطبقي ولا سيما في الشرق الاوسط والمشرق العربي, ويصف من يرفعونه أمام الرأي العام الاوروبي أو الامريكي بالارهاب ومعادات الشعب الامريكي وشعوب الغرب بوجه عام .... لذا ينبغي على بعض المُثقفين والوطنيين العرب (دون تعميم) الانتباه الى الجانب اللغوي في بعض الشعارات الثورية كعبارة " الموت لأمريكا ", وعلينا القيام بالتوعية بعدم استخدام الخطأ اللغوي الكامن وراء شعارات كهذه , والتي كما ذكرنا قد يُساء فهمها من العديد ممن يطالهم هذا الشعار بطريقة أو باخرى .... فعبارة الموت لامريكا (إذا كان لابد من استخدام كلمة " الموت ") يُمكن استبدالها" بالموت للامبريالية " ..... أما من حيث إستخدام عبارات أخرى شبيهة " كالموت لاسرائيل " فلها على الاقل مُبرراتها .. فإسرائيل هي دولة احتلال واغتصاب واضطهاد عنصري وإجرامي الاسوأ في التاريخ الانساني على الاطلاق ... ولكن كما نعلم هنالك فرق بالتأكيد بين الصهيونية واليهود أو الديانة اليهودية ... لذا فالشعارات المُعادية لليهود وهي للاسف مُنتشرة الى حدٍ ما في الشارع الفلسطيني والعربي والاسلامي البسيط .. لكن لا مُبرر لها .. فهنالك قسم لا يُستهان به من اليهود في العالم معاديين لدولة اسرائيل ومناصرين لشعب فلسطين ويُدافعون عن القضية الفلسطينية أكثر بكثير من بعض العرب العملاء أوالجبناء أوالمُتخاذلين أو المُتأسلمين ... كما أنه هنالك الملايين من اليهود المُضللين بالاعلام الصهيوني التحريضي الذي يُوهمهم بأن فلسطين وحتى معظم بلاد الشام (من الفرات الى النيل) هي من حق ما يُسمى " بالشعب اليهودي " في إطار من الخلط المُتعمد بين الديانة اليهودية والفكرة القومية في عبارة الشعب اليهودي .. في إطار أو محاولات مُستميتة من قبل الصهاينة إعطاء بعض الشرعية للكيان الصهيوني كوطن "" قومي "" لليهود ... وهنا يجب أن يُستخدم في منطقتنا العربية دوماً شعار الهزيمة أو الموت للصهيونية والامبريالية , دون إظهار العداء لليهودية كدين ... لان الفكرة الصهيونية هي في مضمونها وُجدت لخدمة الامبريالية الغربية ولتشويه الديانة اليهودية واستخدام اليهود ولا سيما يهود أوروبا كوقود في خدمة الاهداف التوسعية والمبريالية للمنظومة الرأسمالية في الغرب .... فالفكر الصهيوني قد انبثق منذ البداية من رحم الامبريالية البريطانية والفرنسية ثم إرتمى فيما بعد بأحضان الامبريالية الامريكية, في مرحلة شهدت بداية التوسع الامبريالي على نطاق واسع للرأسمالية الصناعية في الغرب في منطقة الخليج والمشرق العربي والشرق الاوسط عموماً , ولا سيما أثناء وما بعد الحرب العالمية الاولى مع إكتشاف النفط بكميات هائلة في الخليج والشرق الاوسط .. كما استهدف المشروع الامبريالي الصهيوني كما نعلم منذ بداياته تجزئة وتدمير وتمزيق المشرق العربي والشرق أوسطي بتعدديته العرقية والثقافية والدينية وإقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين تحت غطاء واستخدام مُزيف ومُشوه للديانة اليهودية .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مادورو .. ومصير اليسار في أمريكا اللاتينية ...!!!!
- فنزويلا وتصاعد ظاهرة اليمين المُتطرف في أوروبا وأمريكا والقا ...
- ملاحظات حول الاحتجاجات الفرنسية بقيادة السترات الصفر ....!!! ...
- الحركة الاشتراكية والعمالية العالمية ...!!! الجزء الرابع
- تعقيدات الوضع العسكري في شمال سوريا
- اندلاع التمرد الشعبي في السودان في ظل الصراع الخليجي والاخوا ...
- الحركة الاشتراكية والعمالية العالمية ...!!! الجزء الثالث
- فرنسا .. ثورة إجتماعية في قلب أوروبا ..!! هل يُمكن فهم أبعاد ...
- اليسار والحركة العمالية والاشتراكية العالمية ...!!! الجزء ال ...
- التمرد الطبقي في فرنسا ينفجر في وجه ماكرون ....!!!!
- اليسار والحركة العمالية والاشتراكية العالمية ...التاريخ والا ...
- معركة إدلب والمماطلة التركية في تنفيذ اتفاق سوتشي ...!!!
- الانتخابات الامريكية ودخان الحرب ضد الامتيازات الطبقية والكر ...
- قضية خاشقجي وحرب الابتزاز خلف الكواليس ...!!!
- جمال خاشقجي ....!!!!
- الاعتداءات الاخيرة ضد روسيا وإيران ...خلفياتها وتفاعلاتها ال ...
- تركيا ومعركة إدلب .... الابعاد الاقليمية والدولية ...!!!
- فلسطين بين حماس والسلطة وبين التهدئة والمصالحة ....!!!!
- تركيا والولايات المُتحدة .. أزمة عابرة أم طلاق استراتيجي ... ...
- إدارة ترامب في مواجهة العالم .. التهديدات والتهديدات المُضاد ...


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الشعارات الثورية ....!!!! إساءة استخدامها