أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - لماذا صديقة للبيئة، وليست صديقة للانسان ؟! نحن فقراء فقط، لأنهم يغتنوا.















المزيد.....

لماذا صديقة للبيئة، وليست صديقة للانسان ؟! نحن فقراء فقط، لأنهم يغتنوا.


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6153 - 2019 / 2 / 22 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لماذا صديقة للبيئة، وليست صديقة للانسان ؟!
نحن فقراء فقط، لأنهم يغتنوا.




"توجد سجون كثيرة،
ولكن المسئولين عن جرائم الاغتيال
بسبب سوء التغذية لا يسجنون فيها،
لانهم يملكون المفاتيح."
"سوء التنمية في امريكا اللاتينية"
رينيه ديموت.




سعيد علام
القاهرة، الخميس 21/2/2019م

تزايدت فى السنوات الاخيرة الدعوات لحماية البيئة، فطالبت بتكنلوجيا صديقة للبيئة، وكذلك زراعة وصناعة وعمارة .. الخ، صديقة للبيئة، لماذا هى "صديقة للبيئة" وليست "صديقة للانسان"؟! .. كالمعتاد، لان البيئة تؤثر على الانتاج والتحكم فيها اصعب ومكلف واعادة انتاجها مكلف أكثر، بعكس الانسان فهو "ارخص" ويسهل التحكم فيه واخضاعه لشروط الانتاج المربح. بخلاف ان تأثير عمليات الانتاج الضارة بالبيئة تؤثر بالسلب على الانتاج نفسه، وتكون عملية احلال وتجديد البيئة مكلفة جداً، كما ان الاضرار بالبيئة يؤثر ايضاً على الانتاج المستقبلى، وبالتالى الاضرار بالبيئة يؤثر بالسلب على الارباح الحالية والمستقبلية، اما التأثير الضار للأنتاج على الانسان فيمكن معالجته بسهولة، بأحلال انسان جديد محل الذى تم استهلاكه، وبتكلفة تكاد لا تذكر.


كل، نعم كل، الاموال التى تضخ فى مراكز الابحاث التكنلوجية، الصناعية والزراعية والخدمية، تضخ فى اتجاه واحد، ومن اجل هدف واحد، الا وهو زيادة ارباح الاستثمارات. والتى لابد لها ان تعمل على تخفيض تكلفة الانتاج، وفى القلب منها توفير تكلفة بند العنصر البشرى "العمالة"، من حيث الاجر وملحقاته، ومن حيث عدد العاملين والخدمات المعاونة، ومن حيث المهارة وعدد ساعات العمل ومواعيده .. الخ، وهو ما يؤدى مع تقدم منتوجات مراكز الابحاث، الى تخفيض عدد العاملين بأضطراد، وبالتالى زيادة اعداد العاطلين عن العمل، الكلى او الجزئى، ومن ثم زيادة معدلات الافقار الى الاسفل، وزيادة معدلات تمركز الثروة الى الاعلى.


بالرغم من ان ثروات الارض كافية وتزيد، الا ان التوزيع المجحف وغير العادل، يتسبب فى ان اعداد من يقتلون بالاقتصاد اضعاف من يقتلون بالرصاص، لذا ان قتلت شخصاً، فأنت تحتاج الى ان يكون وضعك "فريداً" حتى يمكنك الافلات من العقاب، اما ان تقتل مليون انسان او اكثر، فانت لن تحتاج الى اى شئ حتى يمكنك الافلات من العقاب، فلن يجرؤ احد على مجرد التفكير فى عقابك. كما ان التشريعات والقوانين كلها لا تعمل لصالحك فحسب، وانما ايضاً لتحميك، لهذا خلقت المجالس التشريعية، ان نظرة سريعة على السجون، ستكشف لك من الذى يتم سجنه ومن لا يتم سجنه، رغم ضئالة سرقة الاول، وضخامة سرقة الثانى، والذى يمكن ان يتصالح حال ضبطه، وهو امر نادر، فالنظام الرأسمالى مصمم على قاعدة، حتى اغتنى، لابد لكم ان تفقروا.


ووفقاً لاتجاه وطبيعة نمط هذا النظام العالمى وتوابعه، هو نظام لا عقلانى، فكلما تطور كلما ازدادت ازمته حدة، ليزيد من ازمة البطالة بدلاً من ان يحلها، فى الزراعة والصناعة والخدمات، ليتمدد الفقر وتتمركز الثروة عند قلة، ومن حيث تتقدم التكنلوجيا، يتقيأ النظام بشراً ويستمر النظام العالمى والمحلى التابع، يعمل ضد الطبيعة، التى يدعو، وياللسخرية، للصداقة معها والحفاظ عليها، انه نظام يعمل ضد الطبيعة، فيقوم بتعقيم النساء وينشر حبوباً واغشية وعوازل مطاطية، - منتوجات مراكز الابحاث اياها!-، لكنه يحصد فى النهاية اطفالاً، ويواصل اطفال الفقراء وبأصرار على التوالد، مطالبين بحقهم الطبيعى فى الحصول على مكان تحت الشمس فى الارض الواسعة التى يمكنها ان تقدم، حال العدالة، ما يتم حرمان اغلبية الفقراء منه. لم يحسب النظام حساب هذه المشكلة الصغيرة: ان ما يفيض عن الحاجة، فى حقيقة الامر، هم البشر. والبشر يتكاثرون. يمارسون الحب بحماس بعد ان حرموا، - وياللمصادفة، وفقاً لنفس النظام -، من كل متع الحياة الاخرى. انه نظام يحمل تناقضاته بداخله.


لماذا لا يتم توجيه ابحاث مراكز البحوث فى الاتجاه المعاكس، اى فى اتجاه تكنلوجيا كثيفة العمالة، فى اتجاه رفاهية وسعادة كل البشر؟!. لابد ان تكون الاجابة، ان من يمول مراكز الابحاث هم الاثرياء وهم مطمئنون ان الفقراء لن يستطيعوا ان يملوا هذه المراكز، ففى نظام المنافسة الحرة، هناك البعض من هم اكثر حرية من الاخريين، انهم القادرون اقتصادياً. ان الاثرياء ممولى مراكز البحوث، هم انانيون وجشعون بحكم طبيعتهم التى تؤكدها سيرتهم الذاتية خلال مسيرتهم الماضية، والتى اوصلتهم الى ما هم عليه الان، انهم يعلمون أكثر من اى احد آخر، ان هذه الانانية وهذا الجشع وانعدام الضمير الانسانى والاخلاق النبيلة الحقيقية، وليست المزيفة التى تسمى بـ"الدور الاجتماعى لرأس المال"، هى التى اوصلتهم الى ما هم عليه الان، اى بكلمة، انهم حقاً رأسماليون، "انهم حقاً يقتلون الجياد"، دينهم وعقيدتهم الحقيقية هى الربح ومزيد من الربح. وبالمناسبة، هذا ما ينطبق ايضاً، على مراكز الابحاث الاستراتيجية السياسية والاقتصادية والفكرية، التى تمول من نفس الفصيل، وتعمل بنفس النمط.


نعم انهم لا دين لهم ولا ضمير ولا اخلاق سوى الربح، ومزيداً من الربح. "لقد تم ذكر الموز فى القرآن الكريم بين اشجار الجنة، لكن كون غواتيمالا، وهندوراس، وكوستاريكا، وبنما، وكلومبيا، والاكوادور مزارع موز، فقد جعلت شركة "يونايتد فروت" (الامريكية الشمالية، العابرة للحدود)، من نفسها مالكة لاكبر مزارع الموز، وفى عام 1928 حين اندلع اضراب ضخم فى الساحل الاطلنتى، تمت تصفية عمال الموز بالرصاص. وحكى مدير امريكى شمالى انه كان يدفع لجماعات الاجراء خمسين بيسو للرأس، "ونبقيهم طالما تحملوا. وندفن أكثر من نصفهم خلال اقل من ثلاثة أشهر.". وكانت الولايات المتحدة قد اغتصبت فى عام 1845 اراضى مكسيكية، تشكل الان ولايات كلورادو، واريزونا، ونيو مكسيكو، ونيفادا، ويوتاه. اى اكثر من نصف المكسيك، وتعادل الاراضى المغتصبة المساحة الحالية للارجنتين. ومنذ ذلك الحين يقال: "المكسيك المسكينة" بعيدة جداً عن الرب وقريبة جداً من الولايات المتحدة."* ولا عزاء لاى شعوب او اراضى، عربية او غير عربية، مغتصبة.


عدم منطقية هذا النظام الا عقلانى، يمكن تفهمه فقط، عندما نستعيد مفهوم "النسبية". ان الولايات المتحدة لا تعانى داخل حدودها من مشكلة الانفجار السكانى، ولكنها اكثر الدول اهتماماً بنشر وفرض مسألة تنظيم الاسرة فى كل الكرة الارضية، وهى نفس الحكومة التى ترفض التوقيع على اتفاقية المناخ!، لذا فان هذا الاهتمام لا يعنى الحكومة الامريكية لذاتها وانما لما تمثله الحكومة من كونها الادارة العليا للشركات متعددة الجنسيات، وفى مقدمتها بالطبع الشركات الامريكية، وهو ما يؤكده المساهمة السخية التى تقدم لمشروعات تنظيم الاسرة، "لخارج امريكا"، من مؤسسات وشركات امريكية عملاقة، مثل روكفيللر وفورد وغيرهما.


تنبأ الرئيس الامريكى الشمالى "ايزنهاور" بأنه اذا ما استمر سكان الارض فى التضاعف على نفس الوتيرة، فلن تزداد خطورة الثورة فقط، (اى المطلوب ثورة مضادة، لتستمر اوضاع الاجحاف القائمة، انه استقرار الظلم وعدم العدالة!)، وانما سينتج كذلك تدهور فى مستوى المعيشة لكل البلدان، بما فيها شعبنا. (طبعاً تعبير شعبنا تعبير مضلل، ففى امريكا، كما فى كل بلاد عالم العولمة، تتمركز الثروة فى يد قلة، ويتمركز شقاء العمر وسنين الشباب، فى تسديد الاقساط والفواتير، لاغلبية الشعب)". ولتأكيد نفس التحيذ الطبقى، علينا ان نتذكر عبارة "ليندون جونسن" الشهيرة: "ان خمسة دولارات تستثمر فى الحد من النمو السكانى هى أكثر فاعلية من مائة دولار تستثمر فى النمو الاقتصادى."! (بلا تنمية، اقتلوهم قبل ان يولدوا، فهذا اقل كلفة).


ان الاضطهاد العابر للحدود الذى تمارسه طبقات اجتماعية عليا على طبقات اجتماعية ادنى، داخل وخارج حدودها الجغرافية، والتى تم محوها بفضل العولمة، وان اضطهاد بنسب متفاوتة، هذا الاضطهاد يسمى "نمط الحياة الغربى"، التى تسهر على تطبيقه فى الداخل والخارج القوات الامنية والعسكرية العاملة تحت آمرة الاحتكارات العالمية وتوابعها المحلية، وتؤسس الديكتاتوريات المطيعة لواشنطن، دولة القانون فى السجون، وحظر الاضرابات، وتصفية النقابيين والنقابات المستقلة من اجل حماية حرية الاعمال.






سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam




* "الشرايين المفتوحة لامريكا اللاتينية"، ادواردو جليانو.



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السقوط الثانى، دائماً مسخرة ! هل يشرب المصريون كأس 19 مارس، ...
- نظرية الاصطفاف -مجهول الهوية- !
- اسقاط -خطر- محتمل، لصالح -خطر- قائم ! مقال الاسوانى: -هل ينت ...
- هل يستعيد ال-فيس بوك- يناير، مرة اخرى ؟!
- النيوليبرالية - الأيديولوجية في جذور كل مشاكلنا.
- السؤال المسكوت عنه: من سيحكم مصر بعد نجاح الثورة ؟ّ!
- بانوراما الثورات: عن يناير وغيرها ! -2- خبرة يناير: بين -برا ...
- بانوراما الثورات: عن يناير وغيرها ! -1-
- عباس كامل رئيساً للجمهورية ! -2- النقود لا تتبخر، انها تصعد ...
- عباس كامل رئيساً للجمهورية !
- اعادة اعمار ام عولمة سورية؟!
- باي باى -البشير-، الشركات العملاقة تشحذ اسنانها ! الضمانة ال ...
- المثقف عندما يتقمص دور -الابله- ! نخب مصرية، نموذجاً.
- كالعادة البغيضة: بيان حزب العمال الشيوعى الفرنسى، يستثنى نفس ...
- ايام الثورة: ايام تقدم العالم. من 1917 الى 2011 وما قبلهما و ...
- السعودية تتكفل بأعادة اعمار سوريا !! مجدداً، بن سليمان فى صف ...
- فوق الحاكم: الشعب. الأعلام للدفاع عن المحكومين، وليس الحكام.
- هل تشهد مصر، ثورة بحجم وطن ؟! -المبالغة فى استخدام الألم الم ...
- هؤلاء العملاء الحكوميين، واعترافاتهم المخجلة ! ماكرون: لن تت ...
- مستقبل الفراغ السياسى الحالى فى مصر ؟!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - لماذا صديقة للبيئة، وليست صديقة للانسان ؟! نحن فقراء فقط، لأنهم يغتنوا.