أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم اللامي - النص المسرحي آيبولا















المزيد.....



النص المسرحي آيبولا


كاظم اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6152 - 2019 / 2 / 21 - 23:22
المحور: الادب والفن
    



الاستهلال
بيئة المسرح فنطازية لا رابط بين أدواتها... ممكن للمخرج ان يختار ما يناسبه منها لاستخدامه بصحبة حركة وانفعال الممثل.. وكل قطعة منها لها دلالتها في خضم الحدث مع مراعاة التخلص منها مع انتفاء الحاجة لها..
بداية العمل
ظلام دامس .. موسيقى .. هنيهات .. صوت الكليشة المعروفة داخل الطائرات بصوت المضيفة .. صوت اقلاع طائرة .. وثمة اشارة ضوئية للطائرة شبيهة بإشارة الاسعاف .. اضاءة شبه معتمة ..تصفيق جمهور مع صفير التحية المعروف .. تظهر وجوه مجسمة تتحرك محوريا خلف الستارة وهنا لا اعني السايك انما هو وجوه ملتصقة بالستارة من الخلف بتناسق عددي وتشكيلي على الجانبين..موسيقى خاصة مع دم ثم فتح الستارة. واذا توفرت ستارة اخرى في العمق يكون الفعل معها افضل ويبدأ به مع فتح ستارة المقدمة من البداية ..صوت عواصف وبرق ورعد تختفي الوجوه بالتتابع مع صرخات رجال ونساء يطلبون النجدة.
اظلام
المشهد الاول
رجل خمسيني يحمل عدة وجوه (أقنعة بشرية) يدخل وهو يجاهد عاصفة قوية تدفعه للوراء فيسقط منه وجه أول (اختيار الوجوه يعود للمخرج بما يناسب أفكاره) يتقدم يدور بعض الشيء حول نفسه يتدحرج يسقط وجه آخر حتى يبقى لديه وجه أخير يتحسسه بيديه يثبته يربطه بقوة ويبقى محتفظاً بهذا الوجه الى نهاية العرض أو يبقى بلا وجه.
المسافر: (وهو يجمع الوجوه من على الأرض ومع رفع كل وجه يشعرنا بعجزه وكأنها تراكمات ثقيلة وكل ذلك مع الحوار) للريح قدرة على كشف الحقائق.. وانتزاع الوجوه من مخابئها (يسقط .. تسقط الوجوه من يده.. يقوم بتوبيخ نفسه بضربها عدة صفعات يهز كتفه بيده وكأنه شخص آخر)ما بك تكلم أيها الهلامي..(يضرب جبهته) أي عاجز أنا؟ أي حرف خجول أنا قد تسرب في سطور التاريخ.. أي وجود انا لا يقوى على مواراة سوءة آلامه وأحزانه.. ويحي،، أما في هذه الارض جدار اختبئ خلفه هارباً بأخطائي ..(يشم رائحة ابطيه.. يتقيء .. يهرول في أرجاء المسرح وهو يتحسس ديكوراته بحثا عن شيء ما) أين أجد شماعة أعلق عليها ما أنتزعه من ثيابي القذرة أين؟ .. هنا ؟.. لالالا .. هناك ؟..لالا ..في تلك البقعة .. بل هنا حيث العتمة.. (يرمي الوجوه بالتتابع الى الكواليس على الجانبين مع صوت نباح كلاب تتصارع فيما بينها نفسه أثناء الحوار ثم مع كلمة "العتمة" يرمي نفسه وكأنه يقفز في البحر.. مؤثر سقوط في الماء)..
إظلام
المشهد الثاني
بقعة على منصة خشبية تمتد يدٌ تحمل لاقطة.. ثم يظهر رأس المسافر وهو مبلل الثياب يقطر الماء من وجهه وملابسه ويظهر بكامل جسده وهو مرهق لاهث يُقَطِّع حروف كلماته ومن خلف المنصة يقول..
المسافر :سيداتي آنساتي سادتي ..(صمت) رغم الغياب المتعمد لنون النسوة في هذه القاعة لكنني أرحب بها رغما عن أنفي وأنف من يحاول قطع دابر حضورهن المهيب .. سيداتي آنساتي سادتي .. عفوا آنساتي أقحمت عنوة أو وردت سهوا، ممكن لنا القول مطلقات أرامل ثكالى ربما تكون مسميات تناسب الواقع المعاش بعض الشيء.. لكن رغم ذلك سأذكرهن احتراما لمن مرت منهن بهذا الزمن الموحش .. (يقطع عليه تواصله دخول رجل سكران على عربة يجرها هو أو يدفعها طفل له علاقة بختام المسرحية.. ومن خلفه حبل متصل بدفاتر كثيرة توحي بشكل جوازات او دفاتر خدمة عسكرية تخط في الأرض ومن خلف الكواليس نداء "علي وياك علي".
المسافر: آليت أن لا أتحدث معكم إلا بالمقدس من الكتب.. فجميع الكتب مقدسة لدي.. حتى كتاب البخلاء له من القدسية الشيء الكثير.. فهو واجب القراءة ليلا مع نواح الامهات او تبادل الزوجين اتهاماتهم بالخيانة.. وبالخصوص حينما تمرر صفقة مهمة دسمة فيها ذبح العصافير من القفا (يضحك) انا رجل مهم (يقوم بالتلويح للمتفرجين.. يتكرر نداء) "علي وياك علي" (موسيقى) (يخرج مجموعة من الممثلين مع الفتاة بالتتابع وهم يضعون في يد المسافر حقائب.. وكلما سار خطوة ثقل حمله ويتكررون بمده بأشياء من قبل صندوق صغير كيس نايلون ويفضل أن يكون ذلك بالركض كرياضة التتابع وتراجع الأشخاص للخروج عكس مسار الرجل ولما يعييه الحمل يسقط يفتح الحقيبة فيجدها مليئة بالفضلات ثم الكيس فيجده محملا بنفس الفضلات.. تدخل المجموعة وهي تهتف ولكن بهمس "علي وياك علي"..
المسافر:(باستغراب) على أي كوكب انا.. وأي زمن غريب يشهد آلامنا ؟ .. سؤال تعجز كل قواميس اللعنات في الاجابة عليه..
(بقعة على رجلين يصنعان وكأنهما خروفان هائجان يتقدم احدهما للآخر برأسه وبركضة موحدة يتناطحان فيسقطان ويعودان من جديد لنطحة أخرى)
المسافر: لقد عرفنا بداية الخطيئة لكن النهاية تستفزنا لمطاردتها .(موسيقى)
المشهد الثالث
(تدخل امرأة حامل من شق في منتصف خلفية الخشبة يسجد المتناطحين لها.. المرأة تعاني الطلق وهي تصرخ متوجعة)
نداء من خلف الكواليس "يا علي .. علي .. كولي علي.."
(صرخة بامتداد طويل)
"علي"
(تهتز المرأة بطريقة اكروباتيكية.. تسقط من بطنها خوذتان .. ثلاث .. اربعة حسب رغبة المخرج.. يدخل اطفال بعدد الخوذ يتزحلقون كل واحد عند خوذة.. يرتدونها ويخرجون بمسير عسكري مع قول (طالعلك يا عدوي طالع).. يتجمعون في وسط وسط الخشبة بتشكيلة سفلى للمرأة وسط الرجلين ويسير فوقهما بقية الاطفال مع صرخات الرجلين والمراة.. لازمة المرأة وحتى الاطفال على طول وقت المسرحية (صحون طعامنا خوذ مثقوبة .. وجميل غنائنا نواح وعويل).....
(ينهض احد الرجال ويصنع حركة درامية اكروباتية ويتجمد بعدها)
رجل1: حين فتحنا خارطة الوطن أمامنا.. لا أمان لجهة على اخرى
(ينهض الرجل الاخر ويفعل كزميله)
رجل2: أجساد تآكلت.. وانتم تستفزون جرحها
(تنهض المرأة وتصنع كما صنع الرجلان وثلاثتهم بصورة مشتركة)
المرأة: الحياة موت.. وان علا سهم الولادات
المسافر : (يتحدث بسرعة فائقة مع بعض الاخطاء ويصلح لفظه لكن بنفس السرعة) سيداتي آنساتي سادتي (يفض هذا الارتباك) قصيدتي بعنوان..(صمت) لا شيء (ملاحظة مع كل عبارة سيداتي آنساتي سادتي تتغير تدريجيا نبرة المسافر بتعافي وكأنه نسي ما مر به من أهوال...صمت .. ينظر بمختلف الاتجاهات وكأنه يريد أحدا أن يمده بمعين الشعر) وشكرا
اظلام
المشهد الرابع
(تصفيق من خلف الكواليس مع صفير وأصوات الألعاب النارية وكلمة)الله.. الله.. أعد.. أعد.. أحسنت بوركت (يخرج مجموعة من الممثلين يحملون على ظهورهم صناديق بلاستيكية صغيرة كصناديق الانتخابات فيها أوراق وهم يصفقون للمسافر.. يتضح التعب عليهم لثقل الصناديق)
اول: رائع
الثاني: أبليت بلاءً حسنا
الثالث: كنت تلدغ المعنى بذيل عقرب
الفتاة: لا استبعد أنك عاشق(بغنج.. مع حركات سوقية تشير لطبيعة جسد المرأة)
(المسافر يتطلع اليهم بذهول ينسحب من المنصة)
المسافر: انا فرار من الجبهة جئت أبحث عن قرار عفو عام
أول: أنت غايتنا
المسافر: أنا خاطئ
الثاني: لديك عضلات مفتولة
المسافر : أضعف خلق الله أنا
الثالث: سيفك مصقول حاد
المسافر: سيفي قد ثُلم منذ فجر التاريخ
الفتاة: الحكمة تشع من فيك .. أنت من سيحكم بين الجميع
المسافر: أكاد لا أفقه ما تقولون ..هل حصل تغيير في العالم
أول: نعم
ثاني: تهدمت صروح
ثالث: أقوام أبيدت
فتاة: أرحام استبيحت
أول: ذمم بيعت
المسافر: (بسخرية) وانا من سيبني العالم من جديد؟ ..ها؟.. اليس كذلك؟ (يحاول الهرب منهم فيمسكون به) دعوني ايها المجانين .. منذ ان وطئت قدماي ارضكم وانا لا ارى الا ما هو محير غريب .. بالله عليكم.. دعوني وسنين قهري.. دعوني وسجني.. دعوني واخطائي..
أول: لا مناص
ثاني: تم الأمر
ثالث: وقع الاختيار عليك بأوامر عليا
الفتاة : ألم تسمع بالديمقراطية؟
المسافر : أين هي ؟ أريد ان أراها؟
(يصرخ الجميع " هنا.. في هذه الصناديق" يقومون بنثر ما فيها من أوراق فوق رأسه)
المسافر: وماذا تحوي تلك الصناديق؟
أول: احنا كلوب بالصندوق خلينا
الثاني: حتى التاتي تواتي مالت طفولتنا اخذت لها مكانا بهذه الصناديق
ثالث: دموع دموع دموع (يهز بيديه)تكفي نهرين وبيها ثالث
فتاة: فيها كل شيء ..حتى الرصاصة التي ثقبت خوذة ابي
المسافر: (يجمع الأوراق) .. جميع هذه الاوراق لي وبإسمي؟؟؟ ولكن عددها كبير؟
الاول : نعم.. وانت من سيرتبها
الثاني: قل نعم
المسافر: ولكن...
الفتاة: اما تريد ان تتخلص من آلامك التي رافقتك طيلة دهور
الثالث: فرصتك
المسافر : وان وزعت على خد كل واحد منكم صفعة؟؟ وقلت لالالالا.. ما رأيكم؟
اول: قالها قبلك الكثير
ثاني: وماذا كانت النتيجة؟.
الثالث: سنفضحك
الفتاة : سنلعنك
اول: نسيت ادعائك المعارضة ودخولك السجن؟؟
ثاني: (بخبث) ها ..نسيت؟ .. ابتعدت بطريقة ذكية
المسافر: لا.. لم اكن كما تقولون .. كنت بحرا يمور .. كانت روحي هناك ..
(يضحكون)
اول: (بسخرية)كنت تغني .. ها؟
ثاني: اكيد الأغاني الحماسية؟
ثالث: والأغاني الوطنية؟
الفتاة : ربما كنت تعزف السلام الوطني (جميعهم) وطن مدى على الافق جناحا وارتدى مجد الحضارات وشاحا
المسافر: كنتُ مكبلا.. ورغم ذاك كنت أصلي من أجلهم
(يضحكون)
جميعهم: (يحيطون به)سنفضحك .. الفضائيات.. تنتظر في الخارج.. إنه التاريخ يا ...؟؟؟
اول: سهلة جدا .. رجل بعمامة.. يظهر على أحد الفضائيات ويسرد لنا نزرا يسيرا بأسماء مستعارة لبطولاتك الوهمية
ثالث: لقد اخترناك يا رجل العصر .. احذر قنابلنا الموقوتة
ثاني: قل نعم وانسى قولة ال..لا فألسنتنا سكاكين تذبح الحقيقة
المسافر: مللت هذا الدور ..(صمت يتبادلون فيه نظرات الحنق) ولكن يدي مجردة من تلك المطرقة الغبية التي يستخدمها القاضي.. وربما الجلاد لا أعرف.. لا أعرف
اول: لا عليك.. كل أدوات العرض المسرحي مهيأة
ثاني: فنجاح العرض يستدعي وجودها
ثالث:(وهو يمسك بالمطرقة) وهذا ما طلبت
المسافر: (يتردد في اخذها..لحظة تحول المسافر وهو يطالبهم بمطرقة يستخدمها كحجج للتخلص من المسؤولية يواجههم بأعذار واهية كأن يقول لهم.. هذه المطرقة صيني اريدها ياباني..
أول : لالا هي من منشأ عالمي متميز (وقبل ان يبدأ بتحوله من ضحية الى جلاد نحتاج ضربات موسيقية خاصة مع دخول وخروج لشخصيات اخرى تغير من ديكور العرض او تغيير في الاضاءة)
جميعهم: (يحيطون به) لا تتردد ( يأخذ المطرقة ..يطرق بها على رأس احدهم بمؤثر صوتي..يرفعونه فوقهم بطريقة اكروباتيكية يجتمعون منحنيو الظهر فيقف وهو يضع قدميه على ظهورهم)
المسافر: (بعد تردد) انها رحلتي ذات الرقم 1400 سأقص تفاصيلها عليكم بعد استدعاء من سافر في الرذاذ ..(يصنعون بحركات مع الموسيقى وكأن الارض قد مادت باهلها فيضغط عليهم بأقدامه فيستقرون)اذن لتبدأ قيامة الشرفاء .. واجمعوا لي من هو مشمول بالاجتثاث
اظلام
المشهد الخامس
مؤثر لمجرشة عدة ثواني ..بقعة على امرأة في مقدمة يسار المسرح متشحة بالسواد الجنوبي بهيئة نساء الهور تجلس متربعة فوق مجرشة حجرية وهي تغني بطريقة النعي
المراة: يمه يمه يمه ..خايب ييمه.. ماتنسمع رحاي بس ايدي ادير .. اطحن بقايا الروح موش اطحن شعير .. ولك يمه ردلي وشوفني اشـ ناذر على الجيّه لـ بچيلك بچي بـ وكت المطر ينشاف واركضلك ابطرگ الروح من الفرحه ماتلحگني رجليّه ..يمه حسين وين رحت.. جا مو اني امك.. وين وعدك الي.. ما اخليج لوحدج يمه.. الوادم فردهتني بعد امك ....
اظلام
المشهد السادس
اضاءة فيضية ثلاثة رجال يرتدي احدهم بدلة عمل والآخر بدلة أنيقة والآخر زي عربي جنوبي وهم ينفضون التراب عن أجسادهم .. يسيرون متخفين. بشكل قطار
العامل : اوووه.. لقد سئمت حياتي.. كل يوم استدعاء وتحقيق وسين وجيم
الانيق: هل انت شاهد ام متهم
العامل: كلاهما ولا اعرف كيف يكون ذلك
الانيق: انا كذلك
العربي: انا ايضا احمل كلتا الصفتين
العامل: متى تنتهي فصول هذه المسرحية المملة
العامل: التظاهر بالجنون يقي الانسان اعتداءات الاخرين لنكن مجانين
الانيق: انت تتحدث بنغمة اكثر طعنا من الريح في القدم
العربي: الجنون حل ناجع.. فالزمن يترصدنا ..
العامل: ليتنا نملك قوة لكبت حرية الزمن عند حدود الكوفة
(مؤثر لدقات الساعة الجدارية التي تتوسط خلفية الخشبة)..
الانيق: كلام معقول.. فقط.. لو توقفت اميال هذه الساعة.. لما كنا الان في قفص يثخننا بالصفعات
العربي: (يهجم على الساعة فينتزعها من الجدار يحاول تخريبها فيمسكون به) دعوني.. استدعائنا المستمر.. نتيجة طبيعية لدوران هذه الساعة.. اوقفوها.. انها علة العلل
الانيق: وما الضامن ان الزمن لو توقف عند متاهات ليلة العاشر سيكون في جانبنا
العامل: زمننا متخم باللعنات يقرّح قفانا
العربي: في كل حين اشعر اني اعتمر كوفية بلون قنبلة تغازل رأسي باستفزازه للانفجار بسيل من الكلمات النابية السوقية, خره بيكم
العامل: قدسية المكان لا تبيح لك التحدث بسوقية
العربي: مشكلتنا اننا اردنا العافية
الانيق: اي ردنا العافية وبرودة الكاع فرشنا ارواحنا وضمينا الصواب
العامل : اي عافية تلك التي تبحث عنها عندما تقف على التل؟
العربي: اه لو امتلك قفلا اوصد به هذا الدماغ الملعون كي لا اسمع ضجيجه الموجع
(يخرج الانيق جواز سفره من جيبه)
الانيق: هذا هو من سيبعدنا عن اجترار الوجع.. لجوء الى احدى المغارات
(يخرج العامل والعربي جوازاتهم ايضا)
العامل: (يقوم بتمزيق جوازه)في المنافي نحشر انفسنا في اصغر حيز ممكن لتبقى الروح معذبة
العربي: (يصرخ وهو يمزق جوازه)اي عاشر انت؟ .. متى تكف عن ذبحنا بسكينك العمياء
الانيق: في اخر هروب لي.. عندما قدمت اوراقي الشخصية للسيطرات.. عرفت حينها بانني على شفا جرف هار من جذوري الوقحة
العامل: (يوجه كلامه للأنيق) الى اين كنت ذاهبا ساعتها
الانيق: الى اخر متر في هذه الارض يبعدني عن استنزاف روحي وها نا قد استنزفت كل عمري بالهروب وما من جدوى(يمزق جوازه) لا جدوى.. لاجدوى
المسافر: يوم ما سيكون لكم ذلك.. وسيختفي كل هذا الضجيج من رؤوسكم(دخول المسافر بصحبة موسيقى احتفالية ترحيبية.. يجمعون مزق جوازاتهم ويخفونها في جيوبهم كيفما اتفق)
المسافر: بسم التضحيات وقصص البطولات.. وبسم الشعب.. نقيم محكمة العدل امرا بالمعروف ونهيا عن المنكر
العامل : النبش في المومياء حرام
الانيق: لا تؤذوا قلوبهم بصرخة فزع
العربي: اظافر فضولكم تخمش وجه ارواحهم
المسافر : اخرسوا .. ما اتينا بكم لمجادلتنا الحقائق .. انتم هنا ليشاهدكم العالم كيف تدانون .. لقد خذلتم الشمس يوم اشراقها.. عند بوابات المدن المقدسة اخلعوا ارواحكم لنراها بوضوح (صمت) هيا ..هيا.. اخلعوا ارواحكم لنراها بوضوح
(من خلف الكواليس..محكمة..)
المسافر: نادوا على المتهم الاول .. (صوت من خلف الكواليس) الضحّاك بن عبد الله المشرفي
العامل: (يتقدم العامل على استحياء) تعددت حكايات موتنا عند كل انين .. كان الحسين اسطورة توحد الجميع
المسافر : وماذا تريد بقولك هذا؟
العامل: نحن في نفس المركب وفي جوف نفس القبر
الانيق: نعم قضيتنا واحدة التجزئة لا تخدمكم في انتزاع اعترافاتنا
العربي: ضربات سياطكم توزع بالإنصاف بيننا .. خذونا جميعا شلع قلع (يتزاحم الثلاثة فيمن يكون الاول)
المسافر : اخسئوا ولا تكلمون .. بالطابور افهمتم بالطابور
العامل: انا
المسافر: (يقاطعه) تحدث عنك بصدق.. قبل 1400 سنة.. وعنك الان وانت بهذه البدلة الزرقاء.
العامل : كنا منقسمون على انفسنا بين مؤيد للحرب وبين ناقم عليها (صمت) كانت الحرب.. فكنت.. (صمت).
المسافر: تكلم.. ماذا كنت؟
العامل: هارب منها .. فهي الأشد وجعا على قلبي.. اشاهدها من بعيد ولا اعيشها.. وها هي الان امامي من جديد ترقص كنار غبية.
المسافر : اوجز.. وادخر اعذارك .. ولا تخنق الحرف ومعناه .. كيف انقلبت على ظهرك كسحلية..
العامل : كنت محشورا بين جسدين لا استطيع ان انقلب على ظهري
المسافر : بل كنت صرصارا يا هذا.. ولكنك كنت تحتفظ بفرسك في مكان آمن
العامل : مشارطة تقبّلها هو بنفسه
المسافر: تتركه وحيدا يوم ان امضت كل سهام الجهل تواقيعها فوق جسده كعبث فئران بحقل من الحنطة
العامل : الدنيا عزيزة.. ترْكها بسهولة امر عسير .. عيالي زوجتي مالي جواريي املاكي ارصدتي في البنوك .. كيف ممكن لي تخيل تركها.. كيف ..(صمت)لكنني شاركت معه
المسافر : مشاركة الطامح بربح وفير .. لقد جبنت وتخلفت عن الفتح ..
العامل : ما كان لي غير ذلك
المسافر: العوائق وان عظمت تغدو لدى الكبار منطلقات لغاية اكبر ..
العامل : كنت ملوثا بالتيه... (يبكي) سنوات تتلوها سنوات.. نعيش فيها على انتظار مرير وترشيح لقطعة حديد ساخنة هيا انطق بالحكم.. خلصني من آثامي.. جردني من ثيابٍ تحمل آثار الغدر.. طهرني.. عمدني ارجوك.
المسافر : كف عن صراخك واجبني
العامل : وهل في ذلك خلاصي
المسافر: ربما
العامل : قل وعجل في سؤالك
المسافر: ما حكاية الجيش الألكتروني المسخر لك في الفيس بوك
العامل : معجبين
المسافر: ام معجبات
العامل: شباب امنوا بربهم
المسافر: لقد حرفتم كل حقائق الايمان .. لقد صنعوا منك صنما كبيرا.. والان تحدث للناس عن زيف كذبك وحبك للحسين وانت تسرق قوت الناس
العامل: من اخبرك؟.. انهم وشاة
المسافر: الصفقات الكثيرة التي تلونت بقاتم السواد .. جسور .. بنايات.. شوارع..تعيينات.. مولات.. نعم مولات ..
العامل: قاتلت مع الحسين بالأمس وحتى وان تركته لكنني سجلت اسمي مقاتلا واليوم انا خادم لأهلي انا جسر للطيبين
المسافر: (صوت منكر بمؤثر ساخر)اتذكر؟ ذاك الفقير الذي يكد على عياله وحرمته من استحقاق اكيد بسيارة واعطيتها لمن دفع اكثر ولمن يمثل حزبك وعشيرتك
العامل : يا اخي لم تحتال على المعنى .. قلت لك الدنيا جميلة انها تزهر كل يوم لنا.. ونحن نخدم المواطن في النهاية.. ومن اعطيتهم تلك السيارة جميعهم مشاية ومصلين.
المسافر: اخرس .. اية خدمة وانتم من افرغ كل شرايين الفقراء من دمائها
العامل : وهل كان الحسين فقيرا؟ حتى تتهمني بمعاداة الفقراء .. انا لم اقتل الحسين
المسافر: بل انت من قتله .. اتعرف بان الحسين في اليوم والليلة يقتل آلاف المرات وعلى يدي من؟ على يديك انت ورفاقك
العامل : (يصرخ) يا حسين .... لم تركت قلبك على جدار آثامنا فكنت كجحا يحتاج الى مسمار ليعود اليه .. اما آن لدمك ان يكف عن غليانه فقد جفت ارواحنا ولم يجف
(اظلام.. يختفي العامل)
المشهد السابع
المسافر: التاريخ نعل يطأ رؤوسكم كل يوم.. لو انكم حاولتم فقط ان تمشطوا شعر ايامكم المجعد لكنكم كنتم تظنون الخيبة نجاة.. والكبوة حياة..انتم اسماك بليدة ابتلعت الطعم دون تفكير .. يتشكل الصراع من ثلاثة محاور المحوران المتصارعان وهما واضحا المعالم لكن المحور الثالث انتم .. المتفرج.. المشاهد.. فهو اشد تعقيدا وايلاما (صوت استغاثات وبكاء وترجي)اصمتوا ..جرائر اعذاركم مصائد الحقائق..(صمت)من القائل منكم؟(صمت) يا يزيد انقذ الكوفة قبل ان يحتلها الحسين ..
(الانيق يدفع بالعربي باتجاه المسافر)
الانيق: ها.. تكلم.. الست المعني بذلك يا احنف؟
العربي: لا نريد ان نكون لعبة بيد مهرج ينعشه الضحك يا بن الحر
الانيق: ولكنك اخفيت رسائل الحسين.. كنت تخوف الناس من الحرب
العربي: يا ابن الحر انسيت كراهتك للقاء الحسين
الانيق : انا؟ يكفي اني وهبته فرسي يقاتل بها اما انت فقد خربتَ حياة الكثير من الناس
العربي: حديثك يتقيأ جنونا..(باستعطاف)حاول مساعدتي
الانيق: لا استطيع
العربي: تعقل
الانيق: انت من يجب ان تتعقل.. دم الحسين ما زال يملأ صفحة وجهك
العربي: كلانا نسبح في دمه
الانيق: والان ماذا عساك قائل وانت تملك فضائية تدافع بها عن قتلة شعب الحسين
العربي: كنت اكره الحرب لا اريد ان ينتشر لظاها
الانيق: نظريتك ساعدت بانتصار القاتل
المسافر : مشكلتكم تكمن في انكم تعلمون اين تكمن لكنكم تعجزون ان تجدوا لها حلا
(يتقدم المسافر منهما فيفتشهما)
العربي: عم تبحث فتاريخك للقتل والنسيان
المسافر: افتش عن اعذاركم في الهروب والتنصل من المسؤولية كي أوأدها في المهد قبل ان تصبح عذرا للجميع
المسافر: ( يمسك العربي يقوم بخنقه) بات الجميع يخاف ان يحفر اساس بيته الجديد ماذا لو عثر على مقبرة فيها جسد حسين مفقود
العربي: توقف .. دعني.. انك تخنقي
المسافر: دعني ارضي غروري
العربي: انك تؤلمني
المسافر: ستنسى
العربي: اثار سوطك لا تنسى
المسافر: سياط الاقلام المنافقة اشد وجعا
العربي: رائحتك!
المسافر: كالمسك اليس كذلك؟
العربي: رائحتك !
المسافر: تعطر بها
العربي: رائحتك تجلد روحي.....
المسافر: روحك تستحث سوطي كي يغني اغنية الثواب والعقاب
(لحظة هدوء يتفحصان اين حطت رحالهم.. موسيقى)
العربي: اين نحن؟
المسافر: في الارض اليباب
العربي: مملكة من هذه؟ التي نستنشق هوائها المترع بدخان السكائر المحلية؟
المسافر: مملكة للنسيان
العربي: هل هي على الارض؟
المسافر: نعم.. انظر (يقوم بالقفز والتدحرج عليها متلبسا صورة القرد يقفز مع هذه القطعة وتلك من ادوات الديكور مع ضربات انارة بقع ملونة وكأنها رصاصات تطلق باتجاهه يتحول العربي قردا للرقص معه وممكن ان يدخل الجميع للرقص كالقرود)
العربي: لكنني اراها وكأننا في عالم آخر.. هل تعتقد اننا بعثنا من جديد؟
المسافر:موتنا حياة جديدة تجعلنا نحلم بالعودة لتصفية ((((((ديون))))) بأعناقنا
العربي: الجميع يحلم بالرحيل الا انت تحلم بالعودة0
المسافر: في العودة حياتي .. الانتقام ملاذي .. هناك الف كف تلطم والف كف تكفكف الدموع جميعها يستحثني لان امقتك وان ارسلك خلف الشمس
العربي: (يمسك حبلا مرمي في ارض الخشبة يسحبه) هذا حبل مثبت به طود النجاة .. سأهرب ما حييت .. لن تراني بعد اليوم ايها الآثم وانت تقاضي الناس بما تختزن من خطايا ( في اثناء الحوار يسحب الحبل فتأتيه دراجة طفل يركبها ويخرج)
المشهد التاسع
(المسافر يشترك مع الانيق في صراع اخر)
المسافر: حدثني .. ايها الهلام البشري
الانيق: عن ماذا تريد ان احدثك؟ بعد كل هذا الصهيل المحموم
المسافر: الندم غصة تقرح فضاء الروح اليس كذلك؟ ..اراك نادما.. ها؟.. قل؟ اراك نادما هممم.. كيف كان شعورك وانت تشاهد الحرب كفيلم سينمائي في صالة عرض تكتظ بالمتخلفين .. وانت ترى ظل الحسين على وجوه المساكين وجوه العذارى وجوه الثكالى وجوه الاطفال وهي تكتنف الجبال؟
الانيق: في مدرسة الخوف تعلمنا ان لا نقول الا بالروح بالدم نفديك يا يزيد(داتا شو لاحد الطغاة مع الجماهير)..كان يسكننا هذا الرجل.. نصرخ لنشفى منه .. عصاب من خمسة وثلاثين عاما
المسافر: حدثني قليلا عن لقلقة لسانك وانت تتاجر ببضع جمل في سوق الجهلة وامامك طفل يتيم يقضم اصابعه كحلوى يتسلى بها
الأنيق: انا شاعر.. اناقة الحرف من اناقة الروح
المسافر: انت تفسر الوقائع وفقا لرغباتك .. كنت ولا زلت طريقا للموت .. اشد وجعا على الامهات ابتسامتك وبدلتك الانيقة تلك وعنوانك الفخم .. لكن رغم توفر جميع الادلة على جريمتك الا انني للان لم اعرف من انت ومن هم
الأنيق: من نحن؟ نحن هاربون من المحرقة الكبرى وهناك من قتلنا وعاقبنا ودفننا احياء مع وسم للآخرة باننا جبناء
المسافر: ما زلتَ جروا في عرين الاثم
(يضع المسافر حبلا في راس الانيق ويحاول اعدامه)
الانيق: (يصرخ) يا حسين .. يا حسين .. اين انت ..دمك قد ارهقنا بالخطايا ومحاكمات تترى.. الاجتثاث نال حتى من الاثاث المهمل .. انقذنا.. وقل لنا انتم الطلقاء .. ارحنا نستحلفك بالله.. بروح امك الزهراء اغفر لنا.. نبضك ما زال يسري في العروق ولكنه يزيد.. يزيد يا حسين
اظلام
المشهد العاشر
(صوت مجرشة مصحوب بدقات ساعة ونبض قلب.. اضاءة خافتة .. المرأة الجنوبية وهي تحمل خوذة مثقوبة ..تبحث عن شيء مفقود وهي تتبع اثر ما.. كأن يكون خيط دم ويفضل لو ان الخوذة تنزف دما.. شيئا فشيئا يتلاشى صوت المجرشة ويحل محله صوت الحشرات الليلية
المرأة: اثم الصمت يسبق الكلمة وسكين هذا الليل الموحش تنغرز مكتومة كفالة في سمكة .. مع كل جرح بقبلة سهم ارى كل يوم لي ولادة وموت ..( تصرخ )يمه حسين وينك
صوت: جاي ابو علي اتكرب يزاير .. هريس ابو علي اتكرب .. ارضي ربك اتكرب يزاير هريس هريس(مع قصيدة مناسبة لاحد القراء)
(تنتبه المرأة لمصدر الصوت تحاول الجري تعثر تتدحرج الخوذة بعيدا في الكواليس تعود للجري (مراوحة) حتى تصل الى الخوذة تلتقطها تتأملها وكان شيئا وضع فيها من الاكل .. تجلس متربعة (صوت مجرشة) وتبدا بالأكل تتوقف..
المرأة: صحون طعامنا خوذ مثقوبة .. وجميل غنائنا نواح وعويل
المسافر: (يدخل المسافر وهو ممسك بالمطرقة) قلت لكم استدعوا المتهم الرابع .. اين ذهبتم به تبا لكم يجب ان لا تشرق الشمس الا وقد انجزنا قضايا اربعة متهمين.. سيقر المشرعون قرار العفو العام صباح غد .. اين المتهم الرابع؟ الي به
المرأة: انا معيدية من اهل الهور.. زوجي مواطن من الدرجة الرابعة.. كل شيء عندي مكشوف، لا مواربة فيه، حتى بيتي الذي أعيش فيه على رقعة مسطحات مائية مكشوف لله وعباده.. انا سومرية من بان وبني.. الماء وطائي والسماء غطائي.. رجليه مفطرة والشمس فحمت وجهي ..(تغير اتجاه حوارها) يمه حسين بعد امك جا هذا وعدك الي مو كتلي اسبوع وارجعلج ..يمه حسين وين رحت جا مو اني امك وين وعدك الي ما اخليج لوحدج يمه.. شو غيبتك طولت.. تدري يمه من يوم الغبت وانه امشي بأثر خيط الدم النازف من خوذتك ما ادري وين يوصلني للكتلوك، للباكوك، للشالوك وهوسو بيك ما ادري لو للحصلو عفية براسك
المسافر: (باستغراب) من انت؟ وما الذي اتى بك عند عتبة التاريخ؟
المرأة: مو كتلك اني معيدية من اهل الهور
المسافر: وما سبب وجودك هنا؟
المرأة: لا اعرف!! رجالك هم من اتى بي فززوني من النوم وجروني من حفرتي.. قالوا لي تعالي معنا انت مشمولة بالاجتثاث
المسافر : اللعنة يبدو انها ساذجة ربما اتت بالطريق الخطأ .. ماذا افعل معها واي اتهام اوجهه لها؟ .. حسنا .. اروي لنا قصتك حتى نتأكد انك مذنبة ام لا؟
المرأة : يتسيد اول الامي (تحتضن الخوذة) منظر اولادي وهم يرتلون نشيد الشهادة في شمال العراق، بحرب ايران، بالكويت، بالشعبانية بموت الصنم وآخرهم حسين راح للموصل وما رجع
المسافر: ولكنك للان لم تقنعي هيئة المحلفين بانك لم تكوني على التل مع المتخلفين .. هل لطمتي الخدود؟
المرأة: ونزعت لحمهن
المسافر: هل ذرفتي الدموع؟
المرأة : وحفرت دجلة والفرات بيهن
المسافر: هل ؟
المرأة: (تقاطعه) انت تجهل نار قلبي الذي لم تفترشه الزهور بل وطأته الدبابات طيلة سنين.
المسافر: اراك تكررين اسم حسين وتدعين انه ابنك وهذه جريمة بحد ذاتها
المرأة: حسين ابني سبع من ظهر ابوه فدوه لاسمك يبو عبدالله .. لكه عايله محجوزة ابيت بالموصل مد ايده الهم شتريدون انه حسين .. فرحوا كلوله نريد اكل ودواء.. راح ركض رجع لمقر الفوج جابلهم دوه واكل طلع وبالباب ذبحته قذيفة حاله حال اخوته الكبله وحال الف حسين وحسين.. وليهسه اسمع صوت دمه يفور وهو يكول يمه يمه .. (تقدم الخوذة له) هل هذا نوط الاستحقاق الذي وعدتموني به.. هل هذا مفتاح الجنة.. لقد غدونا عنوانا للعوز والذلة وانتم تتاجرون باسم حسين ..(صمت .. تقترب من مكي) من انت؟ اراك تجلد التاريخ بسياط حمقاء
المسافر: لالالالالالا ..انت تتجاوزين الخطوط الحمراء .. موقفك من الحسين مريب
المرأة : من انت كي تتكلم باسم الحسين ..محاكمتك كطان أرعن تحول الى تمساح فراح يأكل أبنائه من الأسماك وحتى رفاق حسين من ذوي الخوذ المثقوبة التهمهم ساعة غرور.. لقد جعلتمونا نتكاثر دون ان يتكاثر دخلنا
الرجل: اووووووه اما تجيدين التكلم بصوت اوطأ من هذا
المرأة : اني اتحدث همسا(تشير له باتجاه الصندوق للدخول به)
الرجل: اريد معانقة الموت في مكان اخر غير هذا
المرأة : غبي مغرر بك
الرجل : لكنهم وعدوني بنوط الاستحقاق العالي ومفتاح للجنة
المرأة : غبي مغرر بك
الرجل : (يقوم بالبكاء)
المرأة : لم تبكي
الرجل: انا ابكي .. اذن انا موجود .. انا كائن داجن .. انها صورتي الحقيقية
المرأة : استبدل صورتك بتمثال من كونكريت كي يسقط سريعا وتنتهي الحكاية (تصنع كمن تمخط من انفها وترميه بها فيسقط).
اظلام
المشهد الحادي عشر
(يظهر بقية الممثلين وهم يتشكلون بلوحة.. المرأة تعلو الجميع .. يأتي المسافر منهار القوى حتى يدخل ضمن التشكيلة امام المجموعة)
.. ملاحظة.. بين كل صورة واخرى اثناء العرض يدخل صَبيّان بثياب رثة يشبهون الاطفال المشردين او هما كذلك دون ان يكون لهما رابط بالعمل يدخلون ويخرجون وهما يقولان (نحن اولى برغيف الخبز من المزابل) وممكن ان يكون طفل واحد وفي كل دخول ينظرون بازدراء للمسافر والمتهمين.. وعند الوصول الى تشكيل اللوحة ووقوف المرأة يدخل الطفلان كل من جانب معاكس
المسافر: (يمسك احد الاطفال وهو يستخرج جهاز الموبايل من جيبه) عفيه حباب اخذلنا صورة بهذا الموبايل
الولد: ما اعرف لان ما عندي مثله
المسافر: بس دوس هنا..
الطفل الثاني : واني عمو؟ .. انطيني موبايل ثاني اخذلكم صورة
المخرج الحقيقي: (يدخل المخرج وهو يحمل موبايل) هذا الموبايل .. اخذلنا صورة عمو..
الطفل الثاني: عمو ماكتلي شنو اسمي؟
المخرج: أي صدك شنو اسمك؟
الطفل الثاني : اسمي عمر وهذا علي
المخرج: ما شاء الله
يأخذان الموبايلات وينزلان اسفل المسرح يقومان بالتصوير يتلفتان يمينا يسارا يستحثهم المخرج والمسافر وبقية الممثلين ..يله صوروا.. يمعودين.. ورانا شغل) يتوقف الطفلان بارتباك ياخذان الموبايل وينهزمان خارج القاعة . ..(موسيقى)
المرأة: (على نفس وضعها في اللوحة مع المجموعة )اذن لتبدا قيامة الشرفاء (موسيقى).. ها قد انتهت الف واربع مائة رحلة.. اما رحلتي الواحدة بعد الالف واربع مائة سأنزفها لكم بعد ان تجف دموع الثكالى ويخفت الأنين (تستمر الموسيقى .. مع الاضاءة الخضراء التي تغطي كامل الخشبة).سطوع ثم خفوت للإضاءة حتى التلاشي
ختام..................



#كاظم_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد مسرحي / المشهد الاخير لوداع المهاجرة
- مقالة نقدية للعرض المسرحي/مازال فك الحمار محمولا
- نقد مسرحي/مازال فك الحمار محمولا
- قصة قصيرة / جحيم البسطرمة
- حفلة حرائق تنكرية / قصة قصيرة
- دراسة نقدية للعرض المسرحي اخر نسخة منا
- فارس التمثيل العراقي مكي حداد
- مدفع الافطار/قصة
- سيرة حمد انين الثكالى وبوح المقهورين
- وفتحنا النار عليك
- قصة قصيرة/ ما عدت طفلا يخاف
- النص المسرحي/فزاعة الميناتور
- تجوال نقدي في روضة شعرية
- الخريف يمكث طويلا
- قراءة في ومضات قصصية للقاصة ايمان قاسم اللامي
- قراءة في كتاب (ميثم السعدي وثنائية العرض المسرحي)
- تصورات متواصعة / مقالة نقدية
- عود على بدء وثنائية المونودراما المزدوجة
- قراءة نقدية للعرض المسرحي (الناجي)
- عراة وحفاة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم اللامي - النص المسرحي آيبولا