أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - السعودية والخروج من عباءة التطرف















المزيد.....

السعودية والخروج من عباءة التطرف


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6151 - 2019 / 2 / 20 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الحديث عن المملكة العربية السعودية اشبه بالسير على الحبل . فاذا انصفتها قيل لك انك متأثر بالدعاية السعودية . واذا كنت بالضد منها اتهمت بالموالاة لايران , او للاخوان المسلمين ومن ورائهم تركيا وقطر . . ولكن هناك معطيات تدفعني للكتابة عنها . منها التشدد الديني المستند على الفكر الوهابي , ومارافقه من انتشار ظاهرة التطرف المقيت , ومنها مايقابله من محاولة فك الاشتباك مع المؤسسة الدينية الضاربة في العمق الاجتماعي والتاريخي للمملكة . وكذلك الحملة التركية والقطرية في تضخيم الاحداث تجاه السعودية , والتي ربما ورائها جهات سياسية واعلامية الغاية منها خلط الاوراق

وفي الحقيقة اننا لم نكن على وفاق مع المملكة العربية السعودية في اي يوم من
الايام سواء كنا قوميين عرب ام شيوعيين او يساريين . او مؤمنين بحركات التحرر
العالمية المستندة على التقدم الحضاري . وليس ذلك في العراق فقط انما في كثير من الدول العربية على حد علمي . والسبب في ذلك ليس التشدد الديني فقط . وانما ايضا لانها كانت تحتضن الاخوان المسلمين لفترة طويلة نسبيا من الزمن وهي حركة كانت منبوذة في اغلب الدول العربية وربما الاسلامية ايضا . والاخوان كانوا دائما بالضد من كل الحركات التنويرية والحداثة . اليست كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

ولانريد العودة بعيدا الى علاقة المملكة مع مصر جمال عبد الناصر ومناهضتها للقومية والاشتراكية . ولكننا نبدأ من افغانستان حيث تقوت الحركات الاسلامية هناك في مواجهة الحكومة الافغانية الموالية للاتحاد السوفياتي قبل انهياره . على اعتبار ان الافكار الشيوعية ضد الدين . وبالتالي ضد الاسلام . وقد استغلت امريكا هذا الاعتقاد لطرد السوفيات من افغانستان . وقد ساعدها في ذلك المملكة العربية السعودية التي كانت ضد كل الحركات اليسارية . وهكذا نشطت الحركات الاسلامية الراديكالية وخصوصا طالبان اي طلاب المدارس الدينية في افغانستان وكذلك القاعدة بزعامة اسامة بن لادن . . وامتدت الى باكستان وغيرها , وكل ذلك كان نتيجة الاموال والافكار السعودية والاسلحة والمساعدات الامريكية

منيت القوات السوفياتية بهزيمة فادحة خصوصا بعد قيام الامريكان بتزويد المتمردين الافغان باسلحة مضادة للطائرات تحمل على الاكتاف , فانسحب الاتحاد السوفياتي من افغانستان . وسيطرت طالبان على نظام الحكم في افغانستان بعد اعدام الرئيس محمد نجيب الله الموالي للسوفيات . واعترفت المملكة العربية السعودية بها , ثم بعد فترة سحبت اعترافها نتيجة الظروف الدولية آنذاك

هذا مايتعلق بدور المملكة العربية السعودية في افغانستان . اما في الدول العربية ونتيجة لتفكك الاتحاد السوفياتي وانهياره وفشل الحركات الشيوعية . وكذلك سقوط الفكرة القومية العربية ودعاتها . اصبح هناك فراغ عقائدي في المنطقة العربية . وقد استطاع الاخوان المسلمين والحركات الاسلامية الاخرى من ملء هذا الفراغ لعدم وجود فكر اوعقيدة اخرى . . ونشطوا لاستلام الحكم في الدول العربية من خلال استغلالهم للانتفاضات العربية التي سميت بالربيع العربي فاسلموها (وذلك بمساعدة دول كبرى واقليمية ) وسيطروا على الحكم في تونس ومصر وكذلك الثورة السورية التي مازالت المعارك مستعرة فيها لحد الان وتلاقفها النصرة وداعش والاخوان المسلمين

اما في العراق فقد تكفلت الولايات المتحدة في وقت
سابق بتسليم الحكم الى حركات واحزاب اسلامية ايضا

ولما كانت المملكة العربية السعودية تمثل مركز العالم الاسلامي لتواجد مكة المكرمة والمدينة المنورة فيها , فقد حاول الاخوان المسلمين التصدي لنظام الحكم فيها وجرت محاولات للسيطرة على السلطة , كما جرى في بقية الدول العربية . فاصبحت القطيعة بين المملكة والاخوان حاسمة . وانقلب الود والصفاء الى عداء مستحكم . . رغم ان هناك من يعزوها لاسباب اخرى منها الحرب الامريكية الاولى على العراق , وكل حسب وجهته
وبالرغم من ان قطر هي اقرب للحركة الوهابية في الجزيرة العربية . الا انها تبنت موقف الاخوان المسلمين في عدائها وصراعها مع المملكة السعودية. . وتعاظم هذا الصراع في سوريا ايضا من خلال فصائل مؤيدة للسعودية واخرى لقطر
ومن جهة اخرى ايدت السعودية حركة الجيش المصري بعزل محمد مرسي ومن وراءه الاخوان المسلمين , فزادت حدة الخلافات بين الطرفين اكثر من اي وقت مضى وانحازت قطر الى الاخوان بشدة ومعها محطة الجزيرة , فاستعر الخلاف بين الاخوان وقطر من جهة والعربية السعودية ومصر من جهة اخرى
. . وبحركة الجيش هذه تخلصت مصر العزيزة من الاخطبوط الاخواني المتخلف . وكذلك تونس التي رفضت حكم حركة النهضة (اخوان تونس) بطريقة متحضرة

انفقت قطر مبالغ طائلة لنصرة الحركات الاسلامية المتطرفة في سوريا . ثم في ليبيا وكذلك في اماكن اخرى . وسخرت محطة الجزيرة الفضائية كل امكانياتها لهذا الغرض . ولما كانت الاموال القطرية غير قابلة للنضوب في الوقت الحاضر على الاقل , فقد وظفت اجانب ومحطات عالمية لتاييد وجهة نظرها تارة ولنصرة الاخوان تارة اخرى . ثم حاربت السعودية بنفس مقدار محاربتها لمصر بعد انقلابها على الاخوان
ولما برز ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على واجهة الحكم اصبح الصراع على اشده بين الدولتين الخليجيتين وتم التركيز على ولي العهد بالذات . وتحركت جيوش الكترونية ومراكز اعلامية ضد السعودية

لقد ارتكبت المملكة العربية السعودية العديد من الاخطاء . ولعل مقتل الصحفي المرحوم جمال خاشقجي في مقر القنصلية من الاخطاء التي لايمكن ان تغتفر رغم مخالفتنا لتوجهات خاشقجي الايديولوجية . الا ان الامور لايجب ان تسير على هذا النحو

نحن لسنا هنا في معرض تعداد اخطاء المملكة السعودية . فقد باتت معروفة للقاصي والداني ولكننا في استعراضنا لسياسة المملكة نرى ضرورة تشجيعها لتغيير سياستها المتشددة , سواء الداخلية منها او الخاجية لان في ذلك مصلحة للجميع

ان التطرف الديني في المملكة العربية السعودية قد تسبب في كثير من المشاكل بل والمآسي للدول العربية وللعالم الاسلامي على مدى عقود من الزمان . واذا ما حاول ولي العهد السعودي تغيير المملكة واخراجها من عصور القرون الوسطى وتطويرها لتنظم الى نادي الحداثة والمعاصرة , فالواجب يدعونا الى تشجيعه لا مهاجمته . ففي ذلك مصلحة براغماتية لنا وللجميع للتخلص من كل مظاهر التطرف والعدائية . والذهاب الى التحضر والحداثة . خصوصا وان هناك حركة ليبرالية يقودها سعوديون وسعوديات , تنشط بالضد من الحرس القديم , ممايدل على ان تحولا قادما سيجري فيها , وسيكون هذا التحول في صالح المجتمع والمرأة السعودية . . وفي هذا الصدد نتذكر كيف حاول بعض ملوك المملكة تطويرها في السبعينات , واوشكت ان تخرج من قمقم التزمت والتشدد الديني والتطرف الى فضاء التمدن والحضارة . ولكن المدعو جهيمان العتيبي وجماعته قاموا باقتحام البيت الحرام عام 1979 , بدعوى ظهور المهدي المنتظر . وبعد السيطرة على الوضع واعدامه . برز رجال الدين والحرس القديم مرة اخرى ليعيدوا المملكة الى سابق عهدها وقضوا على كل الاصلاحات الجارية في المجتمع السعودي لتعود السعودية الى التشدد والتطرف الاسلامي مرة اخرى سواء في الداخل او في الخارج
ان المملكة ليست بحاجة الى تحسين الخطاب الديني ونبذ التشدد فقط , وانما هي بحاجة الى ثورة حضارية لمحو كل السجل المتطرف والعنيف الذي رافق مسيرتها , والذي عانينا منه كثيرا والخروج الى فضاء الحرية واحترام الرأي الاخر في الداخل والخارج والابتعاد عن اسلوب فرض العقائد على الاخرين , والتماهي مع حضارة العالم المتمدن واعطاء الحقوق المتساوية لكل المواطنين وعلى الاخص النساء والاقليات
اذا لم نساعد المملكة العربية السعودية للخروج من اطار التشدد . واذا لم تكف قطر عن تمويلها للتطرف الاسلامي . واذا لم تترك تركيا وايران التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان المجاورة . فان العالم والعرب لن يرتاحوا وستظل الحروب الدينية والطائفية مستعرة الى ماشاء الله . وقد دخل التطرف في نفوس الناس وشاع الفساد ومصادرة الحريات وعدم احترم الرأي والرأي الاخر في عصر نحن احوج مانكون فيه الى التصالح مع نفوسنا ومع الاخرين لنضع حدا لهذه الحروب العبثية التي لم نجن منها سوى الالام والويلات . وكان الله من وراء القصد
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الامريكي الايراني في العراق
- العلاقة الجدلية بين الفساد والدولة العميقة في العراق
- انهم يغتالون الكلمة الحرة
- العراق ساحة الصراع الامريكي الايراني
- هل الزمن يغير توجهاتنا ؟
- الثورة السورية والديموقراطية العراقية
- كركوك من التغيير الديموغرافي الى علم كوردستان
- حول الانسحاب الامريكي من العراق
- اثار الانسحاب الامريكي من سوريا والموقف العراقي
- مشروع قانون الخدمة الالزامية
- السترات الصفراء . . مطالب شعبية وتدخلات مشبوهة
- عودة النظرة الدونية للمرأة
- لاتنخدعوا بالشعارات . انظروا الى الواقع
- العقوبات الامريكية على ايران . هل سشمل العراق
- من المستفيد من داعش ؟
- استقالة عبد المهدي . . كتابا مؤجلا
- البودي كارد ترامب . . وموقفنا من تصريحاته المثيرة
- عادل عبد المهدي والاخوة الاعداء
- نصيحة لرئيس الوزراء المكلف
- الفوضى السياسية في العراق


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - السعودية والخروج من عباءة التطرف