أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (9)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (9)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6147 - 2019 / 2 / 16 - 23:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


و بهذا اصبح الدين الاسلامي و شريعته كعقد اجتماعي جديد، و به لم شمل جمع العشائر و وحد القبائل و العوائل حول النبي بذاته و به ظهر الدين التوحيدي. ان صغنا صورة المجتمع العربي في عصر ماقبل مجيء الاسلام وفق الفلسفة السياسية الكلاسيكية، دون ان يكون هذه المقارنة صحيحة حقا، لنا ان نقول ان هذا المجتمع قبل مجيء الاسلام كان في مرحلة قبل العقد الاجتماعي و الظروفه الطبيعية له. عصر كان الجميع في حالة حرب ضد الجميع، كل تركيب قبلي كان ملتزما بشدة مع عصبيته و دافع عن نفسه و حافظ على موقعه عن طريق الهجوم و الهجوم المضاد. القوة المتحركة في مثل ذلك المجتمع هي التي كانت تحت امرته، و كانت علاقته مع الاخرين عن طريق تلك القوة، و هنا كانت الغنيمة و الهجوم و السلب و النهب و استعباد رجال القوى المنهزمة في الحرب و سبي نسائهم و حتى تدمير و تحطيم القبائل الضغيرة، كان هو السمة المشهودة لهذا النوع من المجتمعات الى جانب هذه الظواهر، بلاشك كانت هذه المجتمعات اصحاب شكل من العادات و التقاليد الاجتماعية و التعايش والحركة التجارية، و التي كانت حاملة للعديد من الخصائص الايجابية . و هذا الجزء البارز البين الذي لا يسمح لهذه المجتمعات كما قلنا ان ان نشبهه بالظروف الطبيعية للفلسفة السياسية الكلاسيكية عند هوبز.
مع انه بدون شك، بظهور الاسلام تحت ظل زعامة نبي الاسلام، انتقل هذا المجتمع من ظروف التشردم و الفوضى و انعدام السلطة السياسية الموحدة الى ظروف اخرى للوحدة و اصبحت صاحبة المخيلة المشتركة. بمجيء الاسلام افتتح للمجتمع العربي حظ لدخول التاريخ العالمي و يصبح صاحب دولة و القانون العام، و كذلك بسبب الاسلام ايضا اصبح لعصور طويلة ممثلا رئيسيا للحضارة الانسانية. اضافة الى ذلك انه في العصر العباسي اصبحت بغداد و هي عاصمة الخلافة لمدة اكثر من قرنين مركزا للفكر والعلم و الفلسفة في العالم.
ان اردنا ان نحدد النشاط العقلاني و الثقافة الرئيسية للمجتمع العربي قبل مجيء الاسلام نضظر الى ان نشير و نتوجه الى الشعر باعتباره في مخيلة العربي كان له القدرة على السيطرة على اللغة و في ظل وجود عنصر البلاغة في اللغة العربية ، مما جعلهم ان يربطوا هويتهم الثقافية باللغة . و كانت قمة القدرة العالية في اللغة هي الشعر، و كما تشير المصادر اللغوية الى ان كلمة العرب تعني البلاغة و الفصاحة، كما هو على العكس ان كلمة الانسان الغريب و غير العرب( العجم) تعني الشخص غير القادر على التعبير جيدا. و بهذا فان تسمية العرب تعني وجود الموهبة و قدرة الكلام بالشكل الجميل و المستوى العالي، و غير العرب يعني كل هؤلاء الذين لم يصلوا الى ذلك المستوى( حسب فهم العربي البدوي).
ان الخلفية العقلية لتلك التسمية التي تعني بان العرب فقط هم و بسبب بلاغتهم و قدرتهم في لغتهم من يتمكنوا من التعبير عن ذاتهم. اهتمامهم في صنع الكلمة و اللغة جاءت نتيجة عدم وجود اي اهتمام اخر لديهم، لذا فان حدود عقلهم هو حدود لغتهم، كان هذا بشكل مما حدا ب( الجابري) الى ان يعزو الى ان الاستفادة من تلك التعابير الاغريقية لارسطو التي عبر عنها و قال بان الانسان مخلوق عاقل او متكلم، يمكننا ان نقول ان العرب مخلوق بلاغي (5). من هنا فان اكبر النشطاء العقليين العرب هم الذين تمحوروا حول الاطر اللغوية و البلاغية، و بالاخص الشعر. و بالشكل ذاته فان الاهتماهم الكبير بفنون البلاغة و الحكمة و النصائح الاجتماعية، كان جزءا اخرا من دورانهم حول الفنون اللغوية. و بالاستفادة من تعبير( هيردر) اللغوي الالماني في القرن الثامن عشر الذي قال (كل قومية كيفما تكلم فيفكر هكذا و كيف يفكر فيتكلم هكذا). يمكننا ان نقول ان العرب فكرت ببساطة و كذلك تكلمت ببساطة. القدرة و القوة التي صرفها في اللغة كانت لها القالب و شكل التعبير و ليس الجوهر.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (8)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (7)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (6)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (5)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (4)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (3)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (1)
- من عاش مخادعا مات متسكعا
- هل النخبة السائدة انصفت المهمشة؟
- ايهما المتهم الدين ام العلم ؟
- هل الكلام مع الغيب ممكن ؟
- فرصة سانحة لليسار الكوردستاني لا تعوض
- انعدام المعارضة الحقيقية في العراق و كوردستان ايضا
- متى نصل الى نقطة نعمل فيها بقدر ما نتتقد؟
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ ( 5 )
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟(4)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (3)
- لماذا ترجمت كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (2)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية ؟


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (9)