أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (7)















المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (7)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6146 - 2019 / 2 / 15 - 22:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفصل الاول
الفلسفة و العرب قبل مجيء الاسلام
اولى المشاكل امام من يريد تفهم النشاطات الفكرية في المجتمع الاسلامي قبل مجيء الاسلام، هي عبارة عن انعدام اي مصدر تاريخي مستقل موثوق يمكن ان يعود الى تلك المرحلة. السبب الرئيسي لذلك انعدام القراءة و الكتابة كتقليد سائد للوعي الاجتماعي لتلك المرحلة. و عليه، في بدايات احدى تلك النتاجات الخاصة بالبحث في ذلك العصر و هي عشرون مجلدا، ادعى الكاتب بان( تاريخ الجاهلية اضعف جزء كتبته الكتاب التاريخيين العرب في التاريخ العربي)(1). و اكثرية ما قيل عن تلك المرحلة عبارة عن القصص و الحكايات التي رددت و انتقلت شفهيا لمدة طويلة و من ثم كُتبت فيما بعد، وعليه فانها مشتبه بها. فان اكبر نتاج و مؤلف معروف يعود لتلك المرحلة هو النصوص الشعرية المعروفة ( بالشعر الجاهلي، و لا تعود الاجزاء الكبيرة و الواسعة منها الى تلك المرحلة و انما تنسب كتابته الى مابعد مجيء الاسلام و خصوصا عصر السلطة العباسية، في القرن الثالث و الرابع الهجري(2). و لهذا السبب فان البحوث في هذا المضمار تفرض علينا ما نعتقد باننا عند محاولة فهم تلك المرحلة يجب علينا ان نعود الى القرءان كاقدم و أصح مصدر، لما يشير في اكثر من مكان الى المباديء و الافكار ذلك المجتمع. القرءان كنص مقدس ، و من خلال سياق رسالته الخاصة يشير الى المباديء و بالاخص الدينية لتلك المرحلة و كذلك الى القليل من العادات الاجتماعية.
حسب نصوص القرءان، فان المباديء و العقيدة السائدة و المنتشرة في ذلك العصر كانت عبارة عن المباديء و الايمان و الاعتقاد بالتعددية الالهية و المسائل الاخرى الخاصة بالميتافيزيقية. الى جانب اظهار و بيان الشكل القبلي البدوي و التخلف الاجتماعي في ذلك العصر، و الذي كان فيه اكبر نشاط اقتصادي، و اكثر تطور عملي لهم كان عبارة عن التجارة في شبه الجزيرة العربية، لتوسع الصحاري و انعدام المنابع الكثيرة للمياه، و اكثرية العرب البدو كانوا رحلا يسكنون المواقع الخضر ان توفر فيها الاعشاب و ماء الشرب لهم و لحيواناتهم، و عند جفاء منابع مياههم كانوا يتنقلون الى مواقع اخرى، و لهذا السبب بالذات في اكثر الاحيان، فان العشائر البدوية يتواجهون مع البعض من اجل المراعي و منابع المياه، بينما المدن كالمكة مثلا، وبسبب انعدام المراعي المناسبة لبهائمهم او زراعتهم، كانوا ينشغلون بحرفة التجارة. كانت المكة في ذلك العصر مركزا تجاريا مهما بين اليمن و الشام و العراق و تلك الدول التي تقع موراء هذه الدول، بالاخص بعد الحرب بين الفرس و الروم، و هذا ما حدا بمسار التجارة ان تنتقل من العراق و الشام الى شبه الجزيرة العربية. لذا كانت المكة اكثر الاسواق العربية تبادلا و بيعا و شراءا للسلع و اُفتتحت فيها العديد من الاسواق الكبيرة. كان سكان هذه المدينة من القريشيين، و لهذا السبب اثروا و اصبحوا اصحاب اكبر الثروات، و كانت النقود المستخدمة في البيع و الشراء هي الدينار البيزنطي، و التي كانت الشام مصدره مع الدرهم الفارسي ايضا، و الذي كان مصدره العراق. و بسبب انعدام الدولة و الملك بين العرب، فلم تكن لديهم نقودا خاصة بهم.
في الحقيقة، ان تسمية ذلك العصر بالعصر الجاهلي بحد ذاته هي تسمية دينية و قرءانية، وفق ما كان في ذلك العصر الاعتقاد الديني هو التعدد الالوهية و كانت الوثنية عقيدة اكثرية ذلك المجتمع، كما هو الحال في الانجيل ايضا، سميت مرحلة ماقبل مجيء المسيح و الرسالة التوحيدية المسيحية بالعصر الجاهلي. و عليه فان انعدام المصادر الانسانية الخاصة بهذا العصر، و علاوة على ذلك انعدام او عدم العثور على اية مخطوطات او كتاب عن هذا المجتمع، يعتبر هذا مشكلة جدية و حقيقية امام فهم وجود او عدم وجود اي شكل للعمل الفلسفي في حينه. و لكن هذه و ان كانت مجموعة من المشاكل بحد ذاتها الا انها توضيح للامر، لانه دليل اخر على انعدام او فقدان الكتابة كعمل فكري ابان ذلك العصر في ذلك المجتمع، الموجود كان شفهيا و الجزء الاكبر منه ( ان لم نقل جميعه) كان شعرا، و خاصة مجموعة من الاشعار التي عبرت عن حياة عشائرية بسيطة بعيدة عن اي حوار او مسالة فلسفية.
كان فحوى و مضمون هذه الاشعار عبارة عن المديح للقبائل و القيم العشائرية البدوية و الافتخار بها. و بعكسه كان هناك هجو المناوئين لقبيلة الشاعر و مدح شجاعة فرسان العشيرة و كذلك قصص العشق بين شخصيات القبائل. لذا فان طبيعة هذه الانواع من المؤلفات الشفهية لذلك العصر كان نتاجا وحيدا بسيطا و عاديا من حيث المضمون، مع انه صرفت فيه كافة القدرات البلاغية اللغوية العربية من حيث الصياغة، و كان يعبر عن الوضع العقلي للمجتمع بذاته، و ان قورن مع الحضارات الاخرى التي تاجروا معهم، كان بسيطا و ساذجا للغاية. احد المستشرقين و من منظور هذه الحقيقة التي تدل على ان العرب كانت لها العلاقة التجارية القوية مع المجتمعات الاخرى في المنطقة، وكانوا اصحاب الحضارات الكبيرة، فانه يعتقد لا يمكن ان لاتكون لدى هذا المجتمع اية حضارة كبيرة. بهذا الشكل فان (جوستاف لوبون) هو المدافع الاكبر عن هذا التوجه الذي يدعي بان العرب قبل مجيئ الاسلام كانت صاحبة حضارة كبيرة و مؤثرة، وفق ما تتصف منطقتهم كمركز للتجارة بين الشرق و الغرب، و ان كان وفق المنطق، فان هذه المقايضات و العلاقات التجارية، دليل على وجود المبادلات و المقايضات و العلاقات الثقافية. وهو في نتاجه الخاص بهذه الحوارات( الحضارة العربية)، ينتقد بشدة راي شخصية مثل ارنست رينان الذي يعتقد بانه قبل مجيء الاسلام لم يكن لدى العرب اي دور سياسي و ثقافي و ديني على الخارطة السياسية و الثقافية العالمية. و باعتقاده فان موقفه و رايه غير صحيح و قصير النظر، و دليل رينان في هذا الجانب عبارة عن عدم وجود اي وثيقة حول هذا الموضوع و الذي يمكن ان تعود الى ذلك العصر. و يعتقد لوبون ان عدم معرفتنا و ادراكنا لذلك التاريخ الطويل ليس بدليل على عدم وجود ذلك التاريخ بذاته. (3) . و هذا دليل على التناقض في راي المهتمين و في مقدمتهم المستشرقين على تاريخ العرب قبل مجيء الاسلام، و اراءهم و مواقفهم توضح لنا صعوبة التيقن من سمات تلك المرحلة في ظل انعدام الوثائق و انعدام الكتابة و القراءة و الاراء و المواقف المختلفة و التي وصلت شفهيا لحين مجيء الاسلام، لا بل لحين التدوين و الكتابة منذ طبع القرءان فيما بعد.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (6)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (5)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (4)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (3)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (2)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (1)
- من عاش مخادعا مات متسكعا
- هل النخبة السائدة انصفت المهمشة؟
- ايهما المتهم الدين ام العلم ؟
- هل الكلام مع الغيب ممكن ؟
- فرصة سانحة لليسار الكوردستاني لا تعوض
- انعدام المعارضة الحقيقية في العراق و كوردستان ايضا
- متى نصل الى نقطة نعمل فيها بقدر ما نتتقد؟
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ ( 5 )
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟(4)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (3)
- لماذا ترجمت كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (2)
- لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية ؟
- زيارة لها اهداف تكتيكية فقط دون الحلول المطلوبة
- هل تصلح الديموقراطية للمجتمع الكوردستاني ؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (7)