أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - من أين نبدأ ...؟















المزيد.....

من أين نبدأ ...؟


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6145 - 2019 / 2 / 14 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التطور في التاريخ والانتقال في مراحله ومسيرته تحدث خارج إرادة الإنسان إلا أن الإنسان يجب أن يكون له دور في مسيرة التاريخ وتطوره حينما يمتلك زمام الموقف والفعل فالموقف يجعل الإنسان يمتلك ناصية الرؤيا والاجتهاد والفعل يستنبط منه ديناميكية الحياة ودورها في التطور والتقدم خلال مسيرة التاريخ. ولما كان الإنسان يمتلك هذه المميزات والإمكانيات والدور في مسيرة التاريخ يجب الاهتمام به ورعايته من أجل خير وسعادة مجتمعه والإنسانية جمعاء.
إذن ما هي الأسس التربوية التي تخلق من الإنسان النموذج والقدوة المتألق الذي يمتلك زمام التقدم والتطور لمجتمعه وللإنسانية ويمتلك أيضاً الثقة بالنفس والمصداقية في كلامه وتعامله مع الآخرين من بني البشر ؟
وهذه الأسس هي : 1) البيت الذي ينشأ ويترعرع فيه. 2) المدرسة التي تعلمه وتربيه وتزرع في نفسه الثقة بالنفس والمصداقية في كلامه وتعامله مع الآخرين إضافة إلى تطوره وتقدمه علمياً وتربوياً. 3) سلطة الحكم التي تعكس القاعدة التي تقول : (كيف ما تكونون ينشأ ويكون رعايكم) وهذا يعني أن الدولة يجب أن تمتاز بالمخاطبة والتعامل مع الشعب بالثقة والمصداقية ونزاهة العمل والمساواة بين المواطنين.
1) البيت هو الحاضنة والمكان الذي تنشأ وتترعرع وتعيش فيه العائلة ويتكون من الأب والأم والأبناء والمسؤولية التربوية والمعيشة والإشراف ورعاية العائلة يتحملها الأب وإذا كانت ربة البيت موظفة تشارك الأب في توفير وسائل المعيشة والملابس ومصروفات الدراسة مشتركة بين الأم والأب وإذا كانت الأم ربة بيت فيكون توفير المعيشة والملابس ومصروفات الدراسة والرعاية الصحية من واجب الأب ويكون واجب الأم ينحصر في البيت من ناحية توفير الطعام ونظافة البيت وغسل الملابس وأعمال أخرى أما الأب فينحصر عمله خارج البيت من أجل توفير مستلزمات الحياة لأفراد عائلته كما يشترك الأب والأم في رعاية ومتابعة أطفالهم من ناحية الدراسة والسلوك والتصرفات أما الأبناء فيكون واجبهم ينحصر في الدراسة من أجل تهيئتهم وتربيتهم للمستقبل في خدمة وطنهم وتقدم وتطور شعبهم وأي خلل يصيب الأب أو الأم يكون انعكاسه سلبياً على الأطفال.
2) المدرسة هي العنصر الثاني في الأسس التربوية لأن الأبناء حينما يبلغون المرحلة التي تؤهلهم استيعاب وسائل الدراسة ينتقلون من البيت إلى المدرسة وكل واحد من الأطفال يحمل سلوك وتصرفات وتقاليد عائلته إذا كانت سلباً أو إيجاباً وحينما تستلمهم المدرسة حاضنتهم الجديدة ينصقل هؤلاء الأطفال في بوتقة إنسانية واجتماعية من التهذيب والتربية والتعليم وتكون للنشأة الأولى الذي هو البيت تأثير كبير ومهم في السلوك والتصرفات والعلاقة الإنسانية بينهم لأنه يعتبر الحاضنة الأولى في نشوء وتربية الإنسان وقد قال الشاعر :
الأم مدرسة إذا أعددتهـــــا أعددت شعباً طيب الأعراق
وكما قال علماء النفس : (الطفل ينشأ ويترعرع في أحضان أمه) ويكون البيت أولاً والمدرسة ثانياً والآن المدرسة أصابتها العدوى الذي انتشر وساد في العراق فأصبحت (لا تربية ولا تهذيب).
3) سلطة الحكم أو الدولة التي تتكون من السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية هي التي ينشأ منها ويترعرع السعادة والشقاء والتقدم والتراجع.
والأمن والاستقرار وديمقراطية ودكتاتورية والثقة والشك والحساسية والفوضى والتسيب والضبط والانفلات والرفاه والجوع. هنالك ترمومتر يرمز له طبيعة السلطة وتنعكس على الشعب ويكون له دور كبير في تربية وأخلاق وسلوك أبناء الشعب (كيف ما تكون سلطة الحكم يكون أبناء الشعب) والآن نستعرض هذه الأسس في العراق المستباح وشعبه المذبوح.
البيت أصبح مفككاً ومتسيباً لأن الأب أصبح بعيداً عن تربية ورعاية أبناءه لأنه أصبح يركض من أجل توفير لقمة العيش له ولأفراد عائلته وبسبب خريجي الجامعات والكليات يصبحون بعد تخرجهم في مستنقع البطالة وانعكست هذه الظاهرة السلبية على أولياء أمور الطلبة فسحبوا أطفالهم من كراسي الدراسة ورميهم في السوق عتالين أو يبيعون أكياس النايلون في الأسواق ليساعدوا أيضاً آبائهم في توفير لقمة العيش لأفراد عائلتهم ونتيجة للبطالة أصبح الأبناء بعيدين عن رقابة البيت والمدرسة كما أفرزت هذه (البطالة وتسيب الأبناء) إلى انتشار مقاهي النركيلة وتدخين السكائر وظاهرة المخدرات التي انتشرت بشكل واسع والعذر الذي يتشبث به الأبناء البطالة من الشباب وتسيب الأولاد والصبايا بأنهم يدخنون النركيلة والسكائر والمخدرات للهروب من الواقع الذي يعيشون فيه وما يؤسف له حتى أطفال الشهداء اختلطوا مع هؤلاء بعد استشهاد أولياء أمورهم أصبحوا مثلهم يدخنون السكاير والنركيلة وتناول المخدرات.
لابد من وجود سبب أفرز هذه الظاهرة من السلبيات وحينما نبحث ونفتش عن هذا السبب يمكن الوصول إليه من خلال المعلومات المستخلصة من التجربة والواقع الملموس لمسيرة العراق خلال هذه الفترة والفترات الأخرى من سيرته ومراحله وعلاقتها بالسبب والنتيجة التي أثرت وتفاعلت وأفرزت هذه السلبيات في الأسس التربوية للإنسان العراقي ومن الممكن الوصول إليها وتشخيصها بالثقة المفقودة التي خلفت الحساسية والتشكيك وعدم المصداقية في التعامل والعلاقة بين رب الأسرة والأم والأبناء وبين المدرسة وأولياء الطلاب وبين الطلاب والمعلم والمدرس وبين المواطن وسلطة الحكم بسبب الكذب وعدم المصداقية والوعود التي لا تنفذ وتكرارها فسادت الحساسية والظن والشك وكما هو معروف إذا سادت الحساسية وعدم المصداقية بين رب الأسرة وأبناءه والمدرسة والطلاب وبين المواطن وسلطة الحكم تنتفي وتزول الطاعة والاحترام وتنعدم الثقة ويصبح التسيب والانفلات هو السلوك وهو التصرف في العلاقة بينهما وفي هذه الحالة لا يستطيع الحاكم أن يحكم والأب أن يربي أبناءه ولا المدرس والمعلم أن يربي طلابه وإذا عرف السبب بطل العجب.
والمطلوب الآن هو كيف نستطيع أن نبني الثقة والمصداقية بين رب الأسرة وأبناءه وبين المدرسة والطلاب وبين سلطة الحكم والمواطن وهذه الحلول يمكن أن تكون من مسؤولية (سلطة الحكم) عن طريق التوجه إلى العدل في الحكم والنظر إلى جميع المواطنين ورعايتهم واحترامهم وعدم التفريق بينهم بالتساوي والإنصاف ونبذ الطائفية ومحاربة الفساد الإداري واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ومكافحة البطالة والفقر والمرض وبناء المشاريع الإنتاجية والاهتمام ورعاية ودعم الزراعة وخلق صناعة وزراعة يكتفي منها الشعب العراقي ذاتياً وإشاعة الديمقراطية الصحيحة بين الشعب واحترام الرأي الآخر ونشر الوعي الفكري الخلاق ودور الثقافة والرياضة والمسارح ونشرها بين أبناء الشعب العراقي وبناء الإنسان الصحيح المفكر والواعي الذي يستطيع التميز بين الحق والباطل والحقيقة الصادقة والمزيفة وحينما تؤكد على بناء الثقة والمصداقية بين جميع المؤسسات من البيت والمدرسة وسلطة الحكم وبناء الإنسان الصحيح لأن للإنسان دور في مسيرة التاريخ وينعكس ذلك على الوطن السعيد والشعب المرفه الذي يرفل بالسعادة والاستقرار والاطمئنان والراحة النفسية والمستقبل الأفضل للإنسانية جمعاء.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الشهيد الشيوعي
- ما هي الأسس التي نعتمد عليها من أجل الإصلاح في العراق
- هذه الكلمة ألقيت بالحفل التأبيني لمرور أربعين يوماً على رحيل ...
- ارحمونا .. يرحمكم الله
- ما هو المطلوب الآن لوصول العراق إلى شاطئ الأمان والاستقرار و ...
- الإنسان والقيم الروحية
- الاجتهادات والفتاوى ضد المسيحيين .. ما هي أهدافها ؟
- في الذكرى الخامسة والتسعين لرحيل القائد العظيم لينين الخالد
- ما هو المطلوب من أعضاء مجلس النواب
- ظاهرة مؤلمة وخطيرة على أولي الأمر معالجتها
- الصراع المخفي في سوريا بين روسيا وإيران
- ما هي الأسباب والعوامل التي دفعت أمريكا للانسحاب من سوريا
- العقوبات الأمريكية وخطر الأمن الغذائي في العراق
- حركة الجيش العراقي في 14/ تموز/ 1958 تحولت من انقلاب إلى ثور ...
- الظاهرة العراقية ومعالجة سلبياتها
- المسألة العراقية إلى أين ؟ ما هي الحلول ؟
- سامسون مدينة الحب والجمال
- توضيح من فلاح أمين الرهيمي إلى أحبتي الأعزاء
- الأخ العزيز السيد نيسان سمو الهوزي المحترم
- أزمة المياه في العراق وحلولها


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - من أين نبدأ ...؟