أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رحيل الشّاعر خليل توما














المزيد.....

رحيل الشّاعر خليل توما


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6144 - 2019 / 2 / 13 - 16:08
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت
رحيل الشّاعر خليل توما
غيّب الموت يوم 12-2-2019 الشّاعر الإنسان الصّديق الوفيّ، خليل توما، ومع أنّ كلّ نفس ذائقة الموت، إلا أنّ فقدان شاعر جميل وفيّ، ملتزم بقضايا شعبه وأمّته ووطنه كخليل توما، ترك ويترك حزنا عميقا في نفوس كلّ من عرفوه.
فخليل توما المولود عام 1945 في مدينة بيت جالا واحد من أبرز من وضعوا المداميك الأولى في الأراضي المحتلّة للقصيدة الفلسطينيّة وللحراك النّقابي بعد هزيمة حزيران 1967.
وخليل توما واحد من أبرز من أحيوا العمل النّقابي في الوطن المحتل، وشغل أمين سرّ نقابة عمال وموظّفي الفنادق التي كان مقرّها في القدس. وهذا يعني بالضّرورة انحيازه للطّبقة العاملة فكرا وعملا. وهذا جرّعليه ويلات الاعتقال وما يتبعه من تعذيب ومعاناة، كما أنّه أحد مؤسّسي اتّحاد الكتّاب الفلسطينيين في الوطن المحتل.
قبل حوالي عام عانى شاعرنا الجميل من نزيف دمويّ في جهازه الهضميّ، وصاحب ذلك آلام ومعاناة، غير أنّ الأطباء لم يستطيعوا تشخيص الحالة المرضيّة، ولاحقا وبعد ثمانية أشهر تبيّن وجود ورم عنده في الإثنا عشر، غير أنّ ذلك لم يؤثّر على عزيمته، وكتب خلال هذه الفترة مجموعة قصائد نشرت في عدد من المواقع الألكترونيّة والصّحف الورقيّة. ذات يوم قبل حوالي ثلاثة أشهر أخبرني عن حالته المرضيّة، وأنّه تقرّر إجراء عمليّة جراحيّة له في 16-1-2019، وأضاف ضاحكا:" عملت في قسم الإستقبال في فندق "الأميركان كولوني" في القدس ثمانية عشر عاما، وعملت في الصّحافة وتحديدا في صحيفة "الفجر الإنجليزيّ"مدّة ثمانيّة عشر عاما أيضا، كما عملت في التّرجمة مدّة ثمانية عشر عاما أيضا، وقال وهو يضحك قهقهة بأنّه يطمح بأن يعيش ثمانية عشر عاما أيضا بعد العمليّة الجراحية، ليموت راضيا مرضيّا وهو في التسعينات من عمره". وأضاف قائلا" بأنّه لم يعد مهتمّا بالحياة وهو يذكر لي أسماء بناته وأبنائه، وما هو التّحصيل العلميّ لكلّ واحد منهم، وممّن تزوّجوا وعدّد أطفال كلّ منهنّ ومنهم." وبعدها تواصل الإتّصال بيني وبينه بشكل شبه يوميّ، كنت أدرك تماما مدى خطورة وضعه الصّحّيّ، ومع ذلك كنت أطمئنه بأنّ هذا المرض ليس خطيرا بسبب التّقدّم العلميّ في مجال الطبّ. قبل أن يدخل المستشفى بيوم واحد بعث لي عددا من قصائده، وطلب منّي أنّ أوزّعها على الصّحف والمواقع الألكترونيّة أثناء وجوده في المستشفى، وهذا ما فعلته، وبقي عندي له قصيدة واحدة سأنشرها خلال يومين.
وها هو يغادرنا رغما عنه وعنّا دون أن أستطيع زيارته في المستشفى بسبب خطورة وضعه، ووجوده في غرفة الإنعاش المكثّف، وتخدير الأطبّاء له بشكل مستمرّ بسبب إصابته بجلطة قلبيّة أثناء العمليّة الجراحيّة.
وإذا كان شاعرنا الرّقيق قد غادر الحياة الدّنيا، فإنّ ذكراه ستبقى خالدة، وكما قال شاعرنا الكبير الرّاحل سميح القاسم، في وداع شاعرنا الكّونيّ محمود درويش:" إذا مات الشّعراء فإنّ الشّعر لا يموت" ويعني بهذا أنّ شعره سيخلّد اسمه، والرّاحل خليل توما سيخلّده شعره، ولا زالت أجيال تتغنّى بقصيدته التي يقول فيها:
"جيل يستيقظ في غرف التحقيق
يفيق يفيق
وعصيّ الشّرطيّ
تصنع من شعبي حزبا والكلّ رفيق."
فنم قرير العين أيّها الصّديق فوالله إنّ العين لتدمع، وإنّ القلب ليخشع، وإنّا لموتك يا خليل توما يا شاعرنا الجميل لمحزونون، فلروحك السلام، ولأرملتك وأبنائك وبناتك ولذويك ولنا العزاء. وكما قال الشّاعر:
كَمْ مِن أَخٍ لِيَ صالِحٍ... بَوَّأْتُهُ بِيَدَيَّ لَحْدا
ما إِنْ جَزِعْتُ ولا هَلِعْ... تُ ولا يَرُدُّ بُكايَ زَنْدا
أَلْبَسْتُهُ أَثْوابَهُ... وخُلِقْتُ، يومَ خُلِقْتُ، جَلْدا
أُغْنِي غَناء الذَّاهِبي... نَ، أُعَدُّ لِلأَعْداءِ عَدّا
ذَهَبَ الذينَ أُحِبُّهُمْ... وبَقِيتُ مَثْلَ السَّيْفِ فَرْدا
13-2-2019



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- صديقي الشاعر
- بدون مؤاخذة- استفحال الجريمة
- بدون مؤاخذة- الدعاية الإنتخابية الإسرائيلية بالدّم العربي
- ديوان -عيون القدس- والمدن الحزينة
- بدون مؤاخذة-جمهورية العشائر ودولة القانون
- أحد عشر كوكبا والمخزون الثّقافي
- رواية -سفر مريم- وأحلام المستقبل
- كسرة خبز وفلسفة الحياة
- بدون مؤاخذة- عام فارط وعام جديد
- بدون مؤاخذة- ليس دفاعا عن المحكمة الدستورية ولا عن فتح
- الدّجاجة المذعورة وسيادة القانون
- عثمان صالحية ينسف الفكر السّلفيّ
- أمريكا وحربها الخاسرة في سوريا
- بدون مؤاخذة- دلالات فشل المشروع الأمريكي في الجمعيّة العامّة
- ابراهيم صبيح يرحل دون استئذان
- قصة دقدوق لا تزعج أبوك في ندوة مقدسي
- قصّة دقدوق والسجع على حساب اللغة
- الأديب محمود شقير وسيرته الأدبيّة
- بدون مؤاخذة- العدوان على غزة ليس عفويا ولا بريئا
- سداسيّة محمود شقير للأطفال والبعد التّربويّ


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رحيل الشّاعر خليل توما