أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد كشكار - ماذا علّمتني فلسطين حول العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية؟: عندما أراهم (الفلسطينيين) أراني (سود أمريكا)















المزيد.....

ماذا علّمتني فلسطين حول العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية؟: عندما أراهم (الفلسطينيين) أراني (سود أمريكا)


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6143 - 2019 / 2 / 12 - 10:15
المحور: حقوق الانسان
    


معلومتنان قرأتهما أمس صباحًا في مقهى الشيحي، الأولى صادمة والثانية العكس.
ماذا تحمل الأولى؟
الزعيم والقس مارتن لوثر كينڤ، زعيم السود في أمريكا، شهيد النضال المدني السلمي ضد نظام التمييز العنصري في أمريكا الشمالية، هذا المَثَل الأعلى في نظري، للأسف لقد سانَدَ عفويًّا بَعثَ دولة إسرائيل، الدولة الأشد عنصرية في العالَم، دولة فعلتْ ما لم يفعله النظام السابق في جنوب إفريقيا، طردتْ الفلسطينيين ثم استولتْ على أراضيهم وقُراهم ومُدنهم وأقامتْ عليها دولةً يهوديةً صهيونيةً عنصريةً مغتصِبةً.
الثانية، ماذا تحمل؟
المهاتما موهانداس كرمشاند غاندي، بطل المقاومة السلمية ضد الاستعمار البريطاني الغاشم الغشوم، صاحب المقولة الشهيرة والرائعة:
"لن يجد العدوُّ عندي مقاومةً مسلّحةً يتعلّلُ بها، لكنه سيُفاجَأ بمقاومةٍ روحانيةٍ تُعمِيه"
L’ennemi ne trouvera pas chez moi une résistance physique contre laquelle il peut s’appuyer mais une résistance de l’âme qui l’aveuglera
هذا النبي الأرضي، رسول السلم والسلام، وعلى عكس تلميذه مارتن لوثر كينڤ، أدان علنًا الصهيونية باسم مناهضة الاحتلال.
أبناء كينڤ أيضًا، المناضلون المتمردون (SNNC) نشروا سنة 1967 نداءً يدعون فيه إلى التضامن مع القضية الفلسطينية.

1. موقف سود أمريكا من إسرائيل، المسانِد لها قديمًا، المناهِض لها حديثًا:
- الحِلفُ بين السود واليهود الأمريكان كان محدِّدًا خلال فترة الكفاح من أجل الحقوق المدنية (1954-1968) وأصبح اليوم معرّضًا للخطر. قضية فلسطين دشّنت القطيعة بين المتحالفَين.
- الداعية الإسلامي مالكوم إيكس (1925-استشهد في 1965) زار القدس سنة 1957 وغزة سنة 1964. بعدها أصدر كتابًا بعنوان "المنطق الصهيوني" يُدين فيه "تمويه الاحتلال" الإسرائيلي الذي أظهرَ العنفَ في صورةِ معروفٍ بفضل المساندة الإستراتيجية الأمريكية التي يسمّيها إيكس "دولارِيزم".
- إلى جهنم وبئس المصير أمريكا وإسرائيل، هكذا قالت أهم منظمتان لِسودِ أمريكا اللتان تحررتا من الإرث الإنجيلي لأجدادهم. هؤلاء الشبان المناضلون من أجل تحرير السود ابتعدوا عن التعاطف العفوي مع إسرائيل، الأرض المقدسة، أرض الميعاد، الأرض شهيدة التاريخ.
- الجيلُ الجديدُ من المناضلين السود، جيلٌ مناهضٌ للإمبريالية مسانِدٌ لشعوب العالَم الثالث مسانَدَةً عِرقيةً لَونيةً. هذا الجيلُ يرى نفسَه محتلاًّ في الداخل، والقوميون المتحمّسون منهم يطالبون بأمريكا ذات قوميتين، واحدة للبِيض والأخرى للسود. هذا اللعب مع المرايا أنتج "الخيال السياسي الإفريقي-العربي".
- منظمة "الفهود السود" ربطت علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية وأصبحت ترى أن قضية فلسطين تنخرط في التاريخ الطويل للهيمنة الاستعمارية والحق في الأرض.
- أن تُأكِّدَ مساندتَك لفلسطين، يعني أنك تطالب بحقك في التمرّد على السلطة الأمريكية، هذه السلطة التي، بعد أن صادرت أملاك السود والهنود والمكسيكيين وحرمتهم من المشاركة في الحكم، استنسخت هيمنتها الداخلية وطبقتها في الشرق الأوسط.
- بداية من سنة 1968، برزت في أمريكا حركات يهودية وأخرى عربية مستلهمة من تجربة مارتن لوثر كينڤ زعيم حراك الكفاح السلمي من أجل فرض الحقوق المدنية: أسس اليهود "جامعة الدفاع اليهودي" وفي نفس السنة أصدر المفكر الأمريكي-الفلسطيني إدوارد سعيد كتابه بعنوان صورة العربي (The Arab portrayed)، وكان هذا الكتاب مدخلاً لأعماله المشهورة حول مفهوم الاستشراق. أعمالٌ تدعو منذ ذلك الوقت إلى فهم البناء "العنصري" للآخر.
- سنة 1979، أعفَى الرئيس كارتر سفيرَه الأسودَ لدى الأمم المتحدة أندريو يونڤ من مهامه بسبب مقابلة أجراها هذا الأخير مع قياديين من منظمة التحرير الفلسطينية عامًا قبل إقالته، مما جعل الروائي جيمس بالدوين يكتب بتاريخ 29 سبتمبر 1979: "دولة إسرائيل لم تُبعَث من أجل خلاص اليهود، بُعِثت من أجل خِدمة المصالح الغربية (...) الفلسطينيون دفعوا ثمن السياسة الاستعمارية البريطانية المُفعِّلة لشعار "فرّقْ تَسُدْ" ودفعوا أيضًا ثمن عقدة الذنب المسيحية التي تلازم أوروبا وتُقلقها منذ أكثر من ثلاثين سنة" ، ومما جعل أيضًا جيسّي جاكسون (الحزب الديمقراطي) يتهم اليهود الأمريكان بوقوفهم وراء هذه الإقالة التعسفية، فرموه هم بدورهم بالتهمة الجاهزة والكلاسيكية، اتهموه بمعاداة السامية خاصة بعد مساندته من قِبل لويس فارخان، زعيم منظمة "أمة الإسلام". "نجح" اليهود في تشويه سمعة نضال السود وشيطنة مناهضتهم للصهيونية .
- سنة 1990، بدأت الصداقة بين السود والفلسطينيين تتداعى خاصة بعد إمضاء اتفاقيات أوسلو بين الإسرائيليين ومنظمة التحرير الفلسطينية. في 2015-2016، جرى في عروق الصداقة الدم من جديد، يرجع الفضل في هذا الإنعاش إلى وسائل الاتصال الاجتماعية الحديثة: في 2017، فنانون سود قاموا برحلة إلى الأراضي المحتلة، أقِيمت ملتقيات في الجامعات الأمريكية حيث نُودِيَ بمقاطعة إسرائيل. رغم قلة عدد المناضلين والجامعيين أصحاب هذه المبادرات فإن جيلاً جديدًا استلم مشعل الدفاع عن وحدة النضال بين الفلسطينيين وسود أمريكا ورفعه عاليًا. فنان الراب فِيكْ مِنْسا زار الأراضي المحتلة في 2017 ونقل احتجاجه في منبر تحت عنوان "ماذا علّمتني فلسطين حول العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية؟" حيث تحدّث عن معاناة الفلسطينيين وقال أن مشهد إيقاف شاب فلسطيني من قِبل جندي إسرائيلي هو مشهدٌ يرى فيه نفسَه: في أول وهلة خفّت عليه وطأة المشهد بما أنه ليس هو المتهم، ثم استدرك قائلاً: "هنالك في فلسطين، السود هم فلسطينيو الأراضي المحتلة".
- سنة 2015، بُثَّ على الشبكات الاجتماعية فيديو ثلاث دقائق بالأسود والأبيض يحمل عنوان "عندما أراهم أراني" (When I See Them, I See Us: Quand je les vois, je nous vois) ويضم شهادات ضد العنصرية في أمريكا وإسرائيل لأشخاص معروفين وغير معروفين، فلسطينيين وسود أمريكيين (المناضلة أنجيلا دافيس، الفيلسوف كورنيل ويست، المخرج والممثل داني ڤلوفر، المغنية لورين هيل، الكاتبة أليس والكر). الفيديو فكرة الجامعية المحامية نورة إراكات.

المصدر:
Le Monde diplomatique, février 2019, Extrait de l`article «Ce que la Palestine m`a appris du racisme aux Etats-Unis», par Sylvie Laurent, Chercheuse associée à l`Université Harvard et à l`Université Stanford, enseignante à Sciences Po, auteure de Martin Luther King. Une biographie intellectuelle et politique, Seuil, Paris, 2015, pp. 18 & 19

إمضاء مواطن العالَم (لوموند ديبلوماتيك، ترجمة، إعادة ترتيب وتأثيث مواطن العالَم)
أنا اليومَ لا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ كما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الثلاثاء 12 فيفري 2019.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَوْنَسَةُ مطلب -السترات الصفراء- (gilets jaunes) المتمثل في ...
- في الجزائر وتونس، تخلّى اليسار عن تناقضه الرئيسي مع السلطة و ...
- انتصارًا للعِلمِ اختصاصِي وليس انتصارًا للإسلامِ دينِي، ولكل ...
- ميثاق شرف، أود من كل مواطن مُرشِّح للحكومة القادمة 2019، أن ...
- هل الشعبُ هو الذي يَكتبُ دستورَه أو الدستورُ هو الذي يَخلقُ ...
- رئيس اللجنة، شفيق صرصار يَمنحُ شهادةَ الماجستيرْ بملاحظةِ حَ ...
- الأطفال لا يولَدون ملائكة كما يعتقد الكثيون ولا شياطين أيضًا ...
- القانون لا يحمي المغفلين من أمثالي!
- هل اهتدى المثقف العربي إلى حل للأزمة العربية الراهنة؟
- رُبَّ عُذرٍ أقبَحُ من ذنبٍ: عندما تَصنِّفُ الدولةُ الصينية م ...
- إشكالية مطروحة منذ بداية التاريخ: هل نجحت الأخلاق الفلسفية و ...
- -ڤوڤل- 3 والأخير: التجسس المقنّع وصل إلى غرف نوم ...
- -ڤوڤل- 2: من الرأسمالية إلى الشمولية الناعمة ترا ...
- -ڤوڤل-، هذا الغول القادم من كاليفورنيا! ماذا فعل ...
- الفرنسياتْ الشجاعاتْ، صاحباتْ -الستراتْ الصفراءْ- والعاملات ...
- اليومَ، علّمتُ ابني درسَينِ بسيطَينِ؟ مواطن العالَم
- موقفِي الفكريُّ الشخصيُّ جدًّا حول مسألة -الجهاز السري، وتسف ...
- ماذا فعل، بنا وفينا، غولُ القطاعِ الخاصْ المتوحِّشُ جدًّا؟
- أدعو وبِشدّةٍ إلى الترشيدِ في المصاريف، أو بالأحرَى إلى التق ...
- لماذا تثورُ الشعوبُ؟ لماذا الآنَ وليس غدًا؟


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد كشكار - ماذا علّمتني فلسطين حول العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية؟: عندما أراهم (الفلسطينيين) أراني (سود أمريكا)