أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعمان الفاضيل - أزمة المثقف ام مثقف الأزمة !














المزيد.....

أزمة المثقف ام مثقف الأزمة !


نعمان الفاضيل

الحوار المتمدن-العدد: 6142 - 2019 / 2 / 11 - 17:16
المحور: المجتمع المدني
    


ربما غدا اعتبار كلمة المثقف مجرد صورة استعراضية تتسابق نحو المزيد من الظهور في الساحة ببلادنا، دون أن ندقق في معنى المثقف، أو بالأحرى،في وظيفته التي تتمثل في المعارضة الأبدية، لكل ما من شأنه أن يكرس العجز والقصور داخل العقل الإنساني،بجعله عقلا جامدا لا ينتج معرفة أو فكرا،ولا يستطيع تصحيح أفكاره أو مسائلتها، قصد استعاب ما هو كائن، والمشاركة في فعل ما يجب أن يكون.

وفي غياب شرط كهذا، يغدو الحديث عن الثقافة أمر مردود على كل من يدعي أن تقدم الشعوب يأتي من عاداتها، أو تراثها الذي حارت العقول، في عزل الأيديولوجي على الإبستيمولوجي فيه. إن الثقافة هي التجديد لكل أنماط التفكير الإنساني،هي تصور العالم تصورا واضحا يستند في يقينه على استنتاجات دقيقة، تتخلى في ذلك عن مقدماتها الخرافية التي غلفت العالم وضببت الرؤية السليمة للأشياء.

وعليه، يجوز لنا أن نتساءل:هل المثقف العربي بالذات له ما يكفي من وضوح الرؤية لتغيير العالم بعد فهمه؟ هل قدرته على فهم الأشياء تقوم على استنطاق عمييق لها،أم أن مثقف اليوم هو فقط خبير أيذيولوجي على شاشات التلفاز، همه الوحيد هو تغليط العقول و قلب الحقائق وتبرير الإستبداد؟

لقد اضحينا في الوقت الحالي على مواقف و خرجات لأشباه المثقفين، تميل إلى الاسترزاق أكثر من ميلها للحقيقة، مواقف أقل بكثير من ان تكون لمثقفي القضية. إن المثقف الذي يتنصل من وظيفة تحرير العقل الانساني من كل قيود الاستبداد والاغتصاب ، ليس مثقفا البتة! بل إنه أكثر خطرا على المجتمع، لأنه يقتل في الأفراد روح النقد، ويجعل نشاطهم الذهني غارقا في يوتوبيته الساذجة.

وفي هذا الإطار، تستدعي وظيفة المثقف أن تطابق معناها، مادامت الثقافة تعني مختلف ما أنتجه الفكر الانساني روحيا وماديا. وبالتالي، فأي إنتاج كيفما كان نوعه، لن يستقيم إلا بوعي منهجي منظم وصحيح، وعي يتمتع بخيراته الرمزية بالشكل المطلوب، وهذه الوظيفة لا يمكن أن يضطلع بها سوى المثقف،الذي يستطيع أن يرفع الفكرة حتى ولو أدى ذلك إلى إسقاط أنظمة الحكم التوليتارية، ولنا في ديكارت وغاليلي ،لوك، وروسو، وماركس....خير مثال وقدوة.

إن ما جعلنا نثير الموضوع ليس مرده أن المثقف العربي لا ينتج،بل في إنتاجه للأزمة التي تتداعى على مختلف المجالات مخلفة بذلك انهيارا للقيم، وتراجعا إلى الوراء قرونا عديدة على مستوى تقزيم الهوة بين تراث لم يعد يخاطبنا بالمرة،و بين غزو حضاري يفرض نفسه علينا بقوة، ما يكشف عن أن عطب مثقفينا يكمن في تعلقهم بأيديولجية التراث دون نقد أو مسائلة، بفعل حنينهم القوي لبطولاتهم و ملاحهمم الدرامية المشكوك في صحتها.

إن خطاب المقدس الذي غدا حديث الصالونات الثقافية والملتقيات حاليا يعكس أن المثقف العربي أصبح هو أيضا أداتا لتبرير أيديولوجية معينة ، من المفروض أن يكون هو من ينبه الجمهور إليها بحكم استعماله العام للعقل الذي لا تحده غاية سوى غايته الأخلاقية في قول الحقيقة للجمهور.وفي غياب هذ الشرط كذلك، يغدو أي استعمال خاص للقضايا العامة نوع من الثرثرة المدرسية العقيمة، حيث إن غياب الخوض في القضايا الجوهرية، والظهور بمظهر البهلوان أو الديماغوجي يجعل من صاحبه سفسطائيا يغتال المفاهيم ويخون الحقيقة، ويفوت على الأفراد فرصة التحرر من براثن التعصب والتطرف والهمجية.

وهكذا، يجب أن ندعم بقوة، الفكرة القائلة أن الثقافة هي عين التنوير وشرطه الذي لا محيد عنه، فإن كانت ثقافة أمة ما تنبني على عادات و أعراف و أشكال أخرى لا تمس الجانب الذهني فحسب، بل تعمل على جموده واستكانته في حدود ما هو أيديولوجي،فإن الحديث عن التنوير هنا، تلزمه سيرورة طويلة ومعقدة، لتشكيل عقل بمقدوره تطويع الثقافة التي شكلته ،ويستطيع تشذيبها من كل صراعتها الأيديولوجية التي تنامت بشكل مهول للغاية، لبناء إنسان يتمتع بإنسانيته، ويكون بحق فاعلا رئيسيا في بناء مجتمع عادل و متحضر، تنتفي فيه شرووط العبودية والاستغلال .



#نعمان_الفاضيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديستوبيا الفرد أم ديستوبيا المجتمع !
- نحو نقد بناء لعقلنا التراثي
- الحرية الإنسانية في فكر سارتر


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعمان الفاضيل - أزمة المثقف ام مثقف الأزمة !