أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - كارل ماركس وآية الكفر بالطاغوت 2/2














المزيد.....

كارل ماركس وآية الكفر بالطاغوت 2/2


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6141 - 2019 / 2 / 10 - 15:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



فكأننا بالآية تريد أن تقول:
«لا إِكراهَ فِي الدّينِ [بل ولا حتى في عمومِ الإيمان، إذ الإكراه على شيء تكريه له، وهذا يتعارض مع مفهوم الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن هنا فإنه] قَد تَّبَيَّنَ [لمن تبين] الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ، [والصواب من الخطأ، والعدل من الظلم، وكل المعاني الجميلة من المعاني القبيحة، وذلك بضرورة العقل والفطرة الإنسانية، أو بضرورة كل من العقل الفلسفي والعقل الأخلاقي، وذلك سواء للدينيين أو لغير الدينيين، للإلهيين أو لغير الإلهيين. فإذا ما مورس الإكراه في الدين، ومورس التعسف فيه، وجرت باسمه مصادرة حرية الناس في العقيدة، وأُسِّس لثقافة الكراهة للآخر المغاير في العقيدة بنسبة أو بأخرى، ومورس بالتالي العنف والإرهاب، وتحول الدين إلى طاغوت،] فَمَن يَّكفُر [عندئذ] بِـ[ـهذا الدين] الطّاغوتِـ[ـي]، وَيُؤمِن بِاللهِ [إيمانا عقليا، أو يلتزم بمبدأَي العقلانية والإنسانية]، فَقَدِ استَمسَكَ [بحقٍ] بِالعُروَةِ الوُثقى، [التي من الممكن جدا أن تكون] لا انفصام لها، [حيث عسى ألّن يجعل الله فرصة لانفصامها،] وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ [بحقيقة الأمور، و] اللهُ وَلِي الَّذينَ آمَنوا [بجوهر الإيمان العقلي به سبحانه، بل هو ولي الذين استقامت إنسانيتهم، حتى لو لم يؤمنوا]، يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ [التي هي بما في ذلك ظلمات الدين بكل ما يزخر من خرافة ولاإنسانية، وإن تألق في كثير من طروحاته العقلية والإنسانية، وينقلهم] إِلَى النّورِ [الذي هو نور العقل والإيمان العقلي]، وَ[أما] الَّذينَ كَفَروا [بالعقل وجوهر الإيمان، وتمسكوا بشكل الدين وقوالبه الجامدة ونصوصه، أو تاجروا بالدين، وأصروا، وعاندوا ضرورات العقل والفطرة الإنسانية، فـ]أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ [ومؤسسة وفكر الطاغوت الديني، أو الطاغوت السياسي، أو الثقافي، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي]، يُخرِجونَهُم مِّنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ؛ [من نور العقل والإنسانية إلى ظلمات الدين الخرافي والعنفي؛] أُولائِكَ أَصحابُ النّارِ، [نار الندم والخزي، وليس بالضرورة نار جهنم،] هُم فيها خالِدونَ [، أي ماكثون مكوثا طويلا نسبيا، حتى يجعل الله نهاية لأمد الخلود، أي المكوث الطويل، بحسب درجة الاستحقاق، وعلى ضوء موازين العدل والرحمة].»
إذن عندما يتحول الدين إلى مصداق من أبرز المصاديق لمفهوم «الطاغوت»، لا بد من الكفر به، والتمسك بالإيمان العقلي، فتكون الشهادتان:
«نَشهَدُ أَلّا إِلاه إِلَّا الله، وَنَشهَدُ أَنَّ العَقلَ رَسولُ الله».
أو لعل بإمكاننا أن نقول إننا نشهدُ ألّا إلاهَ إلّا الله، ونشهدُ ألّا دينَ إلّا الإيمان، وألّا رسولَ إلّا العقل، ولا إمامَ إلّا الضمير الإنساني، ولا كتابَ إلّا تجربةُ الحياةِ الذاتيةِ وعُمومُ التجربةِ البشرية.
وهكذا وجدنا أن قول:
«مَن يَّكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِالله»
كأنه مساوق لمعنى:
«مَن يَّكفُر [بِالدّينِ] وَيُؤمِن بِالله»
ومن هنا حمل القرآنُ بذرةَ نقيضه، فنقض القرآنُ العقلي القرآنَ النصي، ونقض العقلُ دعوى الوحي.
21-22/03/2008



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارل ماركس وآية الكفر بالطاغوت 1/2
- آية الإفساد في الأرض وتطبيقها على الدين
- آية الطاغوت وتطبيقها على الدين
- آيتا الخمر وتطبيقهما على الدين
- أتقع المسؤولية على القرآن أم على قراءة وفهم القرآن 2/2
- أتقع المسؤولية على القرآن أم على قراءة وفهم القرآن 1/2
- تساؤلات حول القرآن
- مدخل للحوارات مع القرآن
- مع القرآن في حوارات متسائلة
- إثبات وجود الله كمقدمة لكل من إثبات الدين ونفيه
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 3/3
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 2/3
- الدينية واللادينية والإلهية واللاإلهية 1/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 3/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 2/3
- دعوى ثبوت النبوة العامة بالنبوة الخاصة 1/3
- أدلة النبوة العامة على النبوة الخاصة
- النبوة بين الإمكان والوجوب والامتناع
- تجسد الله في إنسان والتناسخ والحلول
- ذكورة الله في الأديان


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - كارل ماركس وآية الكفر بالطاغوت 2/2