أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح كنجي - المجتمع الايزيدي.. ماذا بعد رحيل الفقير والمير ؟















المزيد.....

المجتمع الايزيدي.. ماذا بعد رحيل الفقير والمير ؟


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 6140 - 2019 / 2 / 9 - 19:03
المحور: المجتمع المدني
    


المجتمع الايزيدي.. ماذا بعد رحيل الفقير والمير ؟


قبل أيام رحل عن عمر تجاوز 97 واقترب من القرن الفقير حجي شمو.. الذي كان موسوعة ايزيدية ميثولوجية.. وشكل رحيله فقدان لمدرسة في الأدب الشفاهي لن تعوض.. وبالرغم من عدم الانتباه لهذه الخسارة الكبيرة لشخصية محورية في الديانة والمجتمع.. الا من عدد محدود من الكتاب.. فإن الفقير شمو سيبقى رمزاً من رموز المجتمع الايزيدي.. يذكرنا بمعالم الادب الشفاهي من جهة.. وبسلوك رجل الدين المتحضر .. الذي لم يرضخ لأخطبوط السياسة والضغوطات التي كانت تمارس بحق رجال الدين في مختلف العهود.. خاصة في العهد الإجرامي لدكتاتورية حزب البعث ..
الذي شهد جملة اجراءات فاشية بحق الايزيديين.. تمثلت بتهجيرهم من قراهم في سهل نينوى ومناطق تلكيف في الستينات .. ومن ثم تبعها في المرحلة الثانية بعد عام 1975 وما شهده من حالة انهيار للثورة الكردية .. حيث اعقبها حملة تهجير وتدمير لقرى الايزيدية في سنجار وسهل نينوى.. ترافقت مع نقل المئات من العوائل وتهجيرها الى مدن في وسط العراق وجنوبه.. بالاضافة الى نقل المئات من العوائل الايزيدية من مناطق زاخو وسنجار الى مجمعلت باعذرة وسينا وشيخ خدر وشاريا وخانكي ومدينة دهوك ..
واستكمل البعث مشروعه الدموي بعد الثمانينات اثناء الحرب العراقية الايرانية.. حينما قام بتجير عدد كبير من عوائل الايزيدية من مناطق بعشيقة وبحزاني ودوغات وايسيان الى مناطق الانصار نهاية عام 1986 الذين تم تغيبهم في مرحلة الانفال لاحقا ..
اسرد هذه التفاصيل الآن وأنا اتذكر فيما اتذكره الفقير شمو.. الوحيد من بين رجال الدين أنذاك من غامر بحياته في ذلك الزمن لمرتين.. ووصل الينا في مسعى لانقاذ ابنه خديدا المعتقل بالخطأ من قبل بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني.. واستغلى وجوده للسعي حينها لانقاذ اطفال ونساء تم تهجيرهم من قبل اجهزة القمع البعثية .. وكان رغم خطورة هذه الخطوة هادئاً وغير منفعلا قد قرر تقبل اجراءات السلطة الدموية في حالة كشف خطوته ولقاءه بالعوائل والانصار ومبيته عندنا في قرية صوصيا .. خاصة وانه لم يكن خارج نطاق المراقبة الامنية ..
واذكر من بين المئات من الملفات التي حصلنا عليها من دوائر الأمن في عهد الانتفاضة.. بما فيها دائرة أمن الشيخان.. العديد من الملفات الخاصة بالايزيديين.. بينهم من كان يتعاون وانخرط لهذا السبب او ذلك في نطاق برنامج المؤسسات الامنية.. وقبل ان يكون له دوراً في التجسس على المواطنين والثوار ..
ومن بين الملفات التي كان قد هيأها مدير امن الشيخان في حينها ما يتعلق بالفقير شمو .. واعتقد ما زال الملف متواجداً كوثيقة من وثائق دوائر القمع في الملفات التي سلمتها لأرشيف الحزب الشيوعي للاحتفاظ بها .. كان الملف مع الصورة الخاصة بالفقير شمو قد كتبت عليه في واجهة الغلاف العبارة التالية: ..
( فقير شمو مواليد 1922.. رجل دين يزيدي يتعاطف مع الثورة الكردية و الشيوعيين ) ..
أذكر هذا ونحن في غمرة الحزن على فقدانه الذي استكمل برحيل المير تحسين ـ ابو سعيد.. الذي شكل رحيله منعطفاً هو الآخر في تاريخ المجتمع الايزيدي ينبغي التوقف عنده .. وإن كانت وفاة المير قد ترافقت مع اهتمام كبير من لدن اجهزة الدولة والكتاب والمؤسسات الدينية في العراق وكردستان.
دون أن نغفل.. إن البعض من المساعي جاء لاستغلال الحدث من قبل جهات في حكومة اقليم كردستان للمتاجرة السياسية والتزلف للإيزيديين وعائلة المير.. في هذا الظرف الدقيق.. ومهما قيل بحق الامير فانه هو الآخر قد رحل وترك فيما ترك تقيمات متباينة عن عهده ..
هذا العهد الذي بدأ عام 1944 بطفولة تحسين قبل تتويجه أميراً ليصبح عبر هذا الزمن المتواصل لغاية وفاته عام 2019 شاهداً على تقلبات العصر.. التي لم تجلب لذويه واتباعه الا الخيبات والكوارث والمحن .. وكان افدحها الفرمان الأخير الذي لحق بالايزيدية على يد دولة الخلافة الاسلامية الاجرامية ـ داعش .. التي محقت قرى ومدن الايزيدية في سنجار وسهل نينوى.. وسبتْ نسائهم واستعبدت اطفالهم وقتلت رجالهم.. في ظل معادلات سياسية بائسة في العراق وكردستان.. كانت نتائجها شناعات ترافقت مع احتلال المدن وتدميرها.. ولم تكن المؤسسة العسكرية والامنية العراقية والكردستانية بريئة منها.. وساهمت في خلق الاجواء لنمو داعش وتقدمها لتستلم سنجار وبعشيقة وبحزاني دون مقاومة بعد انسحاب القوات العسكرية واجهزة الامن والاحزاب الكردية منها دون مقاومة ..
هذا الانسحاب الذي خلق محنة سنجار وكارثة الايزيدية.. تجسدت في تفاصيل الفرمان الاخير.. الذي عاصره المير تحسين ومن معه من رجال دين واولاد وبنات واحفاد واقرباء لهم.. ما زالوا يغصون من هول الكارثة.. التي تتجسد أمامهم في كل لحظة.. في مخيمات العار والذل التي يتواجد فيها النازحون.. وفي القائمة الطويلة العريضة من المغتصبات والسبايا من الفتياة والنساء الايزيديات.. ناهيك عن طوابير المهاجرين ممن غادروا الى بلدان اللجوء حاملين جراحاتهم التي لن تندمل ..
بين هذا التاريخ المحمل بالدم.. وهذا الواقع المر الذي جبل بالقهر .. قهر الانسان المضطهد الذي لا يستطيع ان يقوام قوى الشر التي اتحدت لتصنع الكارثة.. كان المنعطف الاخير للمير الذي قرر اللحاق بالفقير شمو حاملا معه ليس صوراً ميثولوجية من تلك التي حفظها الفقير شمو في صدره.. بل قائمة طويلة وفصولاً دامية من حكايا الفرمان الاخير مشفوعة بالوثائق والادلة والاسماء المسجلة بضياء من سراجات لالش التي مازالت تضيء الكون ..
رحل ليترك وصية بدفنه في مسكنه في قلب الشيخان .. قال من خلالها.. من خلال موته.. ما لم يكن باستطاعه أن يقوله في حياته .. هذه ارضي وأرض اجدادي سأتمسك بها في مماتي .. ليكن فيها قبري مزاراً لتاريخ قادم آتٍ وشاهد على تواجد تاريخي معرض للزوال ..
قالها المير منبهاً لمخاطر قادمة وفصول آتية..
اياكم والارض إنْ استباحها الضباء ..
وخطط لاغتصابها بالسر الفقهاء ..
اياكم ان تنسوا انكم مستهدفون من السفهاء..
اودعكمْ و ادرك انكم اصبحتم في بلدكم كالغرباء..
والبعض منكم يتامى بلا آباء..
احذروا .. تيقضوا .. اتحدوا لستم ضعفاء..
التطرف مرض يتفشى كالوباء..
ابو هريرة سلم الراية للخبثاء..

ـــــــــــــــــــــــــ
صباح كنجي
9 شباط 2019



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الموت وما بعد الرحيل..
- الحمامة نادية رسالة للسلام في عالم متوحش..
- عصر النهضة و ما بعد شكسبير .. هاملت
- هلوسة .. احمق الوزراء في المنطقة الخضراء
- شعلان ذلك النصير المقدام
- التحمير و الجحشنة في الأديان ..2
- التحمير و الجحشنة في الأديان ..1
- دير مار متي يفصح عن تاريخ مغيب للإيزيديين سابق للإسلام..
- منظومة الاجرام الاسلامية .. أطباء مع داعش ..4
- برقيات الانتفاضة 5 برقية العطش و الدم ..
- الزرادشتية مختصر معلومات..
- الموسيقى في الديانة الإيزيدية
- ابو جنان ضحية البغل الجبان
- برقيات الانتفاضة.. 4 انتفاضة الحرف وثورة الثقافة في العراق
- برقيات الانتفاضة البرقية الثالثة.. الى منظمي المظاهرات ولجان ...
- برقيات الانتفاضة ..
- درجة 73.. فيلم باز البازي عن القمع الاجتماعي والعنف الديني ف ...
- الحزب الشيوعي العراقي ملامح ازمة بين الاحلام الجميلة والأوها ...
- هل يمكن التنبؤ باتجاه التطور في العراق بعد الانتخابات؟!!..
- التصويت في انتخابات أيار لصالح من يمثل المنكوبين العراقيين ف ...


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صباح كنجي - المجتمع الايزيدي.. ماذا بعد رحيل الفقير والمير ؟