أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - رائد شفيق توفيق - بعد مائة عام














المزيد.....

بعد مائة عام


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6137 - 2019 / 2 / 6 - 22:59
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


هل وصل بك الامر كانسان طيب القلب وعصبي ان تسكت على من يظلمك من اجل من تحبه مع انك لست جبانا او عاجزا لدرجة ان تتساقط دموعك امام الناس ممزوجة بانين رغما عنك ومهما حاولت ان تسيطر على مشاعرك لتوقف دموعك والانين لن تستطيع لانها تنساب لا اراديا .. هذا الامر يحصل معي دائما.
أحيانا ترغبُ بالهروب بعيداً وكأن داخلك لم يعد يتسع لشيء وتحدث نفسك قائلا : أحتاج أن أغيب عن هذا العالم لفترة .. أن أدخل سباتا طويلا فقد تعبت من التظاهر برباطة الجأش وان كل شيء جيد ؛ أريد حالة لا احتاج فيها للشرح والتفصيل .. اريد ان ارتاح.. لتدرك انه بعد 100 عام مثلا 2119 سنكون جميعاً مع أقاربنا وأصدقائنا تحت الأرض وسيسكن بيوتنا أناس غرباء، ويمتلك أملاكنا أشخاص آخرون، لن يتذكروا شيئاً عنا، فمن منا يخطر على باله ابو جده مثلاً ؟ سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس، أسماءنا وأشكالنا سيطويها النسيان ؛ فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا؟ ولماذا نقلق على مستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا؟ كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مئة عام .
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون، ستطوى وتنقضي في طرفة عين، وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال،
كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل الذي يليه قبل أن يحقق ربع أحلامه .. إذاً فلنعرف حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا وزمننا الحقيقي في هذا الكون، فهو أصغر مما نتصور .
هناك بعد مئة عام وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة، وكم كانت أحلامنا المتزايدة سخيفة، وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في مساعدة الاخرين واعمار ما يمكن اعماره ونشر المحبة والسلام بين الناس طالما لا زال في العمر بقية ؛ فلنعتبر مما نحن فيه ولنتغير نحو الافضل ولنتسامح ونتصالح مع انفسنا اولا لتكون اول خطوة نحو التغيير..
من يمنح الحب للجميع بِابتسامة جميلة يكافأ بحب أجمل ؛ فالإنسان بلا حب لا شيء لكنه بالحب كل شيء.
وهناك قصة تدعونا الى التفكر كثيرا في مضمون حياتنا : .. يحكى أن ثلاثة من العميان أدخلوا في غرفة بها فيل.. و طلب منهم أن يكتشفوا ما هو الشيء الموجود في الغرفة ليبدأوا في وصفه ؛ فبدأوا في تحسس الفيل وبعد خروجهم كل منهم بدأ في الوصف :
قال الأول : تحسست أربعة عمدان على الأرض !
قال الثاني : انه يشبه الثعبان تماما !
و قال الثالث : انه يشبه المكنسة !
وبدأوا في الشجار.. و تمسك كل منهم برأيه و راحوا يتجادلون ويتهم كل منهم الآخر أنه كاذب و مدع! والحقيقة ان جميعهم على حق لأن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه و الثالث بذيله..
لكن كل منهم كان يعتمد على صورته الذهنية من خلال تجاربه السابقة الا انه لم يلتفت إلى تجارب الآخرين . والمغزى من هذه القصة ان الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه ؛ فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ!! اذ قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر! وهكذا ساد التطرف ورفع شعار ( إن لم تكن معنا فأنت ضدنا !) لأن المتطرفون لا يستوعبون فكرة أن رأينا ليس صحيحا بالضرورة لمجرد أنه رأينا ! لذا لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس لأن كل منهم يرى ما لا تراه ؛ فرأيهم الذي قد يكون صحيحا لن يضرك أو ان لم يكن مفيدا لك .
وختاماوأعتقد أن الخاسر الأكبر في هذه الحياة هو ذلك الضفدع الذي قمنا بتشريحه في درس مادة الاحياء الطبيعية ؛ فلا هو عاش و لا نحن صرنا علماء.
خربشات دارت في اذهان الكثير منا لكننا في النهاية بشر



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سفك دماء ألعراقيين وسلب اموالهم ؟! ....... الحرب متلازمة ...
- النفاق وتاجر الدين .. افيون وخرافات ومليارات
- كذبة العداء الامريكي الايراني ....... الادارة الامريكية وبدي ...
- همسات على عتبات 2019
- في شعاب الارض واوردتها
- الخروف والديك حصة من؟..... الاحزاب دول دكتاتورية داخل الدولة ...
- وداعا 2018 سؤالنا هو ... ايهما اشرف كفار قريش ام عمائمكم ؟
- اصبحنا شعب بلا هوية يبحث عن الحقيقية بين أرواح شريرة تستعبده ...
- حمار … في حديقة الحيوانات
- الانتفاضة مستمرة ..... ...
- الشعب لن يسكت فهو منتفض وسوف يستمر بالانتفاض ..... لماذا امر ...
- اخي العراقي .. لن ترحل إلى المستقبل إذا بقيت تعتقد أن الماضي ...
- العراق غير صالح للحياة فالمدارس المتخلفة والبطالة والفساد تب ...
- آيات زرعت الخوف والرعب بين الناس......... جانب اخر من قبسات ...
- برغم شحة الامطار العاصمة تتحول الى برك ومستنقعات .... ...
- قبسات من ظلمات حيث السرقات المحمية بالقانون والصفقات والميلي ...
- حتى الحلم في وطني حرام والميت أعلى سعرا من الحي. ....... ...
- قتل الأسماك جريمة كبرى لانهاك الاقتصاد وتفسيرات حكومية مقنعة ...
- هل حكوماتكم منذ الاحتلال الامريكي للعراق قانونية ؟ ...
- رئيسي وزراء للعراق .. العملية السياسية مهزلة واستهزاء بالعرا ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - رائد شفيق توفيق - بعد مائة عام