أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد بلمزيان - المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 5














المزيد.....

المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 5


محمد بلمزيان

الحوار المتمدن-العدد: 6137 - 2019 / 2 / 6 - 16:07
المحور: المجتمع المدني
    


... فلا يمكن أن يتناطح عنزان، عما لهذه المشاريع الجمعوية من أهمية قصوى وتأثير مباشر على حياة الساكنة خاصة القروية منها، عبر الإستفادة من برامج مختلفة كمحو الأمية والتربية غير النظامية الموجهة أساسا للنساءؤ، والمساعدة القانونية من خلال مراكز الإستماع للنساء ضحايا العنف الأسري والمجتمعي ، ودعم الطفولة في وضعية صعبة، كإنجاز بعض المشاريع التعاونية المدرة للدخل التي تنتظم داخلها المبادرات الجماعية لتفقيس الجهود واستثمار الخبرات المكتسبة، علاوة على تنظيم بعض دورات تحسيسية أو تدريبية على إكساب المهارات والتكوين لصقل المعارف التقنية والعملية، المتعلقة بكيفية تسيير الجمعيات إداريا أو ماليا ومنهجيات إنجاز المشاريع وطرق التدبير، وفق مقاربة تشاركية مع الأطراف المعنية، وغيرها من المبادرات التي يمكن رصدها في هذا الإطار، سواء محليا أو وطنيا، وهي مشاريع ممولة إما عبر شراكات محلية أو عبر تمويل دولي، كبعض الهيئات غير الحكومية المنضوية بعضها في إطار هيئات إقليمية تابعة لمؤسسات الأمم المتحدة أو الإتحاد الإوربي، وغالبا ما تكون هذه المشاريع المقترحة والتي تم التركيز عليها نتيجة عجز الدولة عن توفيرها أو تقاعسها والتقصير في تقديم هذه الخدمات الحيوية، والتي كان من المفروض أن تندرج ضمن السياسة العامة للدولة للنهوض بالأوضاع الإجتماعية للساكنة القروية أو الحضرية. لكن السؤال الذي يبقى عالقا ومربط فرس هذه المحاولة هو مدى قدرة ونجاعة هذه المشاريع على ضمان الإستمرارية في أداء تلك الخدمات والمواكبة للمراحل المختلفة، ومدى قدرتها على تخطي المعيقات المحيطة، ضمن المجال السوسيوثقافي والرفع من المستوى المعيشي في المناطق المستهدفة، عبر التفاعل الإيجابي مع باقي المعطيات الإجتماعية والإرث الثقافي التقليدي الكابح ؟ وأن الإجابة عن هذا السؤال هو زبدة الحل لتجاوز ما يعيق المسار الطبيعي للنشاط الجمعوي، وبالتالي يعطي الإنطباع على تجاوز تلك الأوضاع الى ما هو أفضل، وهذا لن يتأتى إلا بتوافر مقومين أساسين أو اعتبارين اثنين، كمعايير النجاح أو السير في الإتجاه الصحيح، أولهما ، هو التحقق في الرفع أو النهوض بأوضاع الساكنة المستهدفة ، وثانيهما هو التشجيع على الإقبال والإنخراط في نماذج مماثلة من هذه المبادرات، بتوظيف بعض النجاحات الباهرة لعينة من تلك المشاريع التي قد تتخذ درسا للتحميس وقطع دابر الشك الذي يمكن يسيطر على الكثير من المترددين في بداية الأمرأو الذين ينطلقون من تصورات أخرى لمفهوم التنمية والمرتكزات الأساسية لقيامها ،حتى لا ينطبق المثل الألماني على بعض التجارب التي نتوهم أنها ناجحة والحال أنها مجرد سراب:( كي لا نقيم تماثيل من الثلج، ثم نشكو يوما أنها تذوب !) . في اعتقادي الشخصي لا يمكن أن تنطلي علينا حماسة البدايات، بمجرد الإنتصار في معركة معينة، فهذه الاخيرة وبالرغم من أهميتها فهي تشكل جزءا يسير من معارك كثيرة يجب خوضها لإحراز الإنتصار في الحرب في مجال التنمية ، ذلك أن هذه الأخيرة أي ( التنمية) في حلقاتها ومفاصلها تحتاج الى أسس متينة لتحقيقها ، تبدأ من أضعف حلقة في المجتمع وهو الإنسان لتعود الى أوسع حلقة وهو المجتمع المتشكل والمندرج ضمنه هذا الإنسان نفسه . فروافع التنمية إذا لم تتأسس على ركائز متينة وإجابة سليمة عن أوضاع المجتمع ومتطلباته الحقيقية، بداء من التعليم الجيد والشغل والصحة المجانية والسكن اللائق وبوضع تصور واضح لكيفية التدبير الحكيم، ووفق منهجية تراعي التدرج الحلزوني في النمو، للحصول على قيمة مضافة سوسيواقتصادية تضمن كرامة الإنسان كحلقة أولى ضمن المجتمع ككل لايمكن المراهنة عليها للتقدم قيد أنملة لزحزحة الوضعية من مكانها . أفضل درس يمكن أن تقدمه بعض التجارب الجمعوية العاملة في مجال التنمية هو ذلك الإشعاع الثقافي في الأوساط الإجتماعية، في حالة استثمار الفريق الساهر على تدبير الجمعية لمهراته في إدارة الملفات المطروحة بحنكة، والقدرة على تدريب المواطنين المستهدفين على حمل مشعل المبادرة للمطالبة بحقوقهم والدفاع عنها بكيفية ذاتية عبر إطاراتهم الجمعوية التي قد تتباين في انشغالاتها واهتماماتها، الشيء الذي يكسبهم مع مرور الزمن لمناعة ثقافية وحقوقية لا يستهان بها كرصيد معرفي، بفضله يمكن أن يشكلوا لوبي ضاغط لفرض مطالب معينة، من قبيل تحقيق شروط الحياة اليومية، تتعلق بالبنبة التحتية والمرافق الأساسية للساكنة. فضمن أي تجربة جمعوية نشيطة يمكن أن تخضع للدراسة في ظرفية زمنية محددة وما راكته طيلة عملها والتمثلات الإجتماعية في البيئة المحيطة ، وهي تشتغل على ملف يتعلق بالتنمية أو بمجالات أخرى ، لا شك أنها تنتج ثقافة أخرى في المحيط الإجتماعي، عبر آلية جديدة غير معروفة، وتتفاعل سلبا أو إيجابا مع الظروف العامة التي تتحكم في المجتمع،وهي تشكل مرحلة انتقالية في ذهنية الساكنة، قد تصل أحيانا الى درجة خلخلة بعض البداهات والى هدم الطابو الإجتماعي، لكن هذا لن يتأتى إلا عبر إرساء حوافز للتشخيص الحقيقي للواقع الإجتماعي، كمنطلق لابد منه للدفاع عن مطالبه، بإكساب مهارة التفاوض والحوار والقدرة على العوم وسط العباب...



#محمد_بلمزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 4
- روايات كنفاني وسحر الكلمة
- الصراخ ليس هو عين الصواب
- شذرات من ذاكرة التجربة الأولى في الكتابة
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 3
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم (2)
- ما أشبه اليوم بالبارحة (!)
- المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم
- انكسار الحركة التلاميذية بإمزورن واستمرار الذاكرة.*
- الأمازيغية بالمغرب على ضوء دستور 2011


المزيد.....




- أستراليا.. اعتقال سبعة مراهقين يعتنقون -أيديولوجية متطرفة-
- الكرملين يدعو لاعتماد المعلومات الرسمية بشأن اعتقال تيمور إي ...
- ألمانيا تعاود العمل مع -الأونروا- في غزة
- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد بلمزيان - المجتمع المدني بين التباس المفهوم والتوظيف الملغوم 5