أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - وظيفتان طريفتان














المزيد.....

وظيفتان طريفتان


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 6137 - 2019 / 2 / 6 - 07:52
المحور: كتابات ساخرة
    


الوظيفة الأولى، يسعى إليها كثيرون، يُطاردونها صباح مساء، يُجندون لأجلها الوسطاء والمعارف، هي وظيفة محدودة المدة، تجمعُ بين الجاهل وحامل الشهادة العليا، يفتخر بها معظمُ الذين يحصلون عليها! هذه الوظيفة، يبدو أنها لا توجد إلا في وطننا، فهي وظيفة خاصة تُلائم حالتنا الفلسطينية، اسمها منحوتٌ من كلمتين، متناقضتين!
أذكرُ بأنني كتبتُ عنها عدة مرات، منتقدا طرافةَ اسمها، وآليات عملها، عندما ظهرتْ في أواخر القرن الماضي، وأوائل الألفية الثالثة، قبل رواج شبكات التواصل الرقمي الجديدة!
يعودُ سببُ ظهور اسم هذه الوظيفة الفريدة إلى آليات تنفيذها، فمرتبات هذه الوظيفة تأتي من الداعمين من الدول الأوروبية، فهم يشجعونها، ويتركون لنا اختيار منسوبيها، مدتها في الغالب الأعم لا تتجاوز الشهور الستة، مَن يحظَ بهذه الوظيفة، لا يستطيع الحصول عليها إلا بعد مرور سنةٍ أو أكثر!
موظفو هذه الوظيفة يراهم الجمهور في كل صباح، يقومون بجمع الرمال من أطراف الإسفلت بمعاولهم التقليدية، ينقلونه في عرباتٍ مجرورة باليد، ثم يكومونه في مكانٍ غير بعيد، عن مكانها الأول، في انتظار هبوب رياح اليوم التالي لتعود الرمالُ من جديد إلى مكانها السابق، يبدو أنهم يعرفون أنها وظيفة عبثية، لا طائل من ورائها سوى المشاركة الفعلية فيها!! أو ربما هم يعرفون أنها مصدر رزق لوجبة جديدة من طالبي هذه الوظيفة!!
يرتدي الفائزون بهذه الوظيفة المؤقتة الفريدة، طاقيات وبلوزات مكتوب عليها شعارات الجهات المحسنة.
ظللتُ أتخيَّلُ المحسنين الكرماء ممن يدفعون الأجور يخرجون لنا ألسنتهم ساخرين، يقولون:: "نحن نستأجركم لتنظفوا شوارعكم، لتتعلموا فن العبث والكسل"!!
سمحنا في تسعينيات القرن الماضي لوفود شبابية أجنبية بالتطوع وتنظيف شاطئ بحرنا في غزة، على الرغم من أن غزة تعاني من أكبر فائض في الأيدي العاملة!!
كذلك ما زالتُ أتذكر يافطةُ حديدية أمام ملعب فلسطين الرياضي مكتوبا عليها شعارٌ آخر: "شكرا للجهة الداعمة، (....) لتعشيب ملعب فلسطين"!! حتى زراعة العشب في ملعبنا الرياضي الرئيس تحتاج إلى الدعم والمساندة!
أما المهنة الثانية، فهي مهنةٌ مُصاحبةٌ للمهنة الأولى، هي أيضا غريبة وفريدة، يبدو أنها أيضا لا توجد إلا في وطننا، وهي كتابة المشاريع المدعومة للجمعيات غير الحكومية، والشركات، وحتى بعض الوزارات نظير نصيب معلوم يُمنح للفني البارع في كتابة التقرير، أي، البربوزل المحكم، قكاتبو البربوزلات يشبهون صانعي أفخاخ الصيد، يصيدون الدعم الخارجي!
أما الوظيفة الأولى التي أرجأتُ كتابة اسمها، فهي وظيفة (عامل بطالة)، سبب الغرابة يعود إلى نحتها اللُغوي الغريب العجيب، كيف يجتمع العمل مع البطالة؟ فهما نقيضان في المعنى، فالبطالة نقيض العمل، تُبطله، فالبطالة عكس العمل، تعني الخسارة، والضياع، والباطل!
ومن أبشع مدلولات عامل البطالة، إساءتُها ليس فقط في مدلولها القاموسي، بل إساءَتُها إلى شعبنا الفلسطيني، الشعب المناضل!
النضال الوطني الصحيح، ليس عسكريا حربيا فقط، ولكنه نضالٌ في كل مجالات الحياة، كما أن المناضلين أعزاءُ، شرفاء، نُبلاء، لا يقبلون المهانة، والذلة، بأن يدفع لهم غيرُهم ثمن تنظيفهم لشوارعهم!
تمنيتُ أن تعود فلسطين إلى أيام عِزِّها، فقد كان أهلها في أربعينيات، وخمسينيات، وستينيات القرن الماضي محسنين، يتبرعون لبعض المشاريع في بعض دول العرب.
كانت حملات التبرع تجري في مدارسنا وشوارعنا، لمنكوبي الزلازل، وللمشاريع الخيرية، كانوا يدفعون النقود كذلك لإنقاذ معالم التراث والحضارة في بلاد العرب!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعارات انتخابية إسرائيلية عنصرية
- الفلافل
- الإرهاب اليهودي
- الأحزاب السياسية الإسرائيلية
- زفاف إلى السجن
- عملية ثقافية سرية
- حرب استيطانية
- من تراثنا الأدبي الجميل
- ادرسوا التاريخ !
- الإحصاءات والتوثيق
- السياسيون والعسكريون
- دولٌ محنَّطةٌ
- أسطورة الفيل
- لا تكن مجهول الهُوية!
- جمعيات، وجمعيات
- منجزات السلطان
- فيس بوك وتويتر
- الأونروا مرة أخرى
- عازفون على الأقلام
- بقلم صحفي إسرائيلي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - وظيفتان طريفتان