أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - تاجر موغادور: تتمة الفصل الرابع















المزيد.....

تاجر موغادور: تتمة الفصل الرابع


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 6136 - 2019 / 2 / 5 - 22:24
المحور: الادب والفن
    


5
" هذا جرى أيضاً في الشام، وعلى نطاق واسع، بحيث أن العديد من العائلات المسيحية البارزة، ومثيلتها اليهودية، أضحت تنتمي لأوروبا أكثر من انتمائها لبلدها "، عقّبَ التاجرُ على كلام المضيف. تأمل هذا الأخير في ثمالة القهوة، المترسبة في قدحه، قبل أن يهز رأسه مؤيداً ملاحظة صديقه. بدا أن أمراً آخر، خطر لذهنه للتو، فشغله عن إتمام الحديث. ثم ما لبث أن تمعّنَ في عينيّ الشاب، متسائلاً وكأنما قرأ فيهما فكرة ما: " أنتَ أديت خدمة مهمة للزعيم البربريّ، أليسَ كذلك؟ ". ثم تابع القول، قبل أن يتيح لمخاطبه فرصة الإجابة: " وأعتقد أنك في وسعك، أيضاً، تأدية خدمة جليلة لذلك القبطان الملول "
" أتعني، أن أحاول التوسط لدى التيناوي بغية إطلاق سراح امرأة القبطان؟ "، استفهم التاجرُ دونما أن ينتظر بقية جملة المضيف. ابتسمَ هذا، وقد لاحَ أنه استشف من ملامح الشاب مدى تأثره بحادثة اختطاف المرأة الفرنسية. قال له: " نعم، لو كانت هذه رغبتك بالطبع ". تململ الضيف في مجلسه، وراحَ يقلّب الفكرة في رأسه. ردّ بعدئذٍ في شيء من الحرج: " بالطبع أرغب في تقديم هكذا مساعدة، إذا لم تكن متعارضة مع إرادة أولي الأمر "
" لا، لا أعتقد أن محاولة كهذه ستزعج المخزن. السلطات هنا، بشكل عام، ترحب بمن يزيح عن كاهلها ثقل المسؤولية. بله والمسألة حساسة للغاية، تتعلق هذه المرة باختطاف مواطنة فرنسية "، قالها المضيف ثم نهض على قدميه ليردف في نبرة ودية: " بأي حال، يا صديقي، فإنّ عليّ أن أشكر لك شهامتك. سيكون القبطان سعيداً، ولا شك، لو مضينا إليه على الفور كي نفاتحه بالفكرة ". ثم تنهد عند باب المكتب، قائلاً وكأنما يخاطب نفسه: " آه، يا لحظّنا التعس! مجيئنا إلى موغادور، الظاهر أنه توافقَ مع حلول فصل القلاقل ".
منزل القبطان، المؤلف من ثلاثة أدوار، كان يقع عند سور القصبة، المطل على جهة المرسى. كان مملوكاً فيما سبق لحميه، المهندس الراحل. وكان هذا، قبيل وفاته بقليل، قد عمد لترميم الدور العلويّ بعدما أصابته إحدى قنابل العمارة الفرنسية أثناء هجومها على المدينة. إنه شبيه بسائر منازل القصبة، لناحية العمارة والتصميم الداخلي. اللون الأبيض، كان يطغى أيضاً على واجهة البناء، فيما أفاريز النوافذ والشرفات ازدهت باللون الأزرق الفاتح. كأنما المكان قد صمم خصيصاً للمزاج الفرنسيّ الرائق، المولّع بالموسيقى والمؤانسة. ففي الساحة الصغيرة، المقابلة للدار، كان ثمة مقهى تملكه أرملة إيطالية وتديره مع بناتها الثلاث. زبائن المقهى، كانوا عادةً من سراة أهل الحي وغالبيتهم أجانب. حلقة موسيقية، تؤدي الألحان والأغاني بلغة الشلوح، كانت تمر يومياً على المقهى لتحصل على أعطيات زبائنه.
لما انعطف التاجرُ الدمشقيّ مع مضيفه عند زاوية مسجد القصبة، فانبسط أمامهما مشهدُ الساحة المزيّنة بأشجار الجمّيز ذات الأوراق الصقيلة كالزمرد، فإنه استعادَ لحظات وصوله الأولى للمدينة وذلك على وقع إحدى أغاني الحلقة الموسيقية. توقف " جانكو " لحظات، ليرقب هؤلاء الفنانين البدائيين ( منشدٌ مع ربابة وعازف على كمان وآخر على طبلة )، المكتسين بملابس ريفية خاصّة بالبربر. هنا، أقترحَ مضيفه عليه أن ينتظره في ترّاس المقهى: " وسأعود مع صاحبنا القبطان، فلعل جوّ المكان يُسليه عن همومه "، قالها ثم أتبع ذلك بإشارة من يده لصاحبة المقهى. هُرعت هذه لموقف الصديقين، مرحبة بهما باللغة الفرنسية. وبهذه اللغة، طلبَ الرابي لصديقه نوعاً من الآيس كريم؛ وهوَ من المرطبات الإيطالية، التي يقبل عليها زبائن المقهى. لاحقاً، حينَ تذوقها الضيفُ، فإنها بعثت في نفسه هذه المرة ذكرى من مسقط رأسه: " نحن ندعوها، قَيْمَق، بحسب اللفظ التركيّ "، أوضح لمضيفه. هذا الأخير، كان عندئذٍ قد آبَ إلى المقهى مصطحباً القبطان الإنكليزيّ. فلما تحدث التاجرُ عن " القيمق "، فإذا بالقبطان يتعهد الجوابَ باللغة التركية: " وإنهم يدعونها هناك، في اسطنبول، بالمرطبات الدمشقية. لقد تذوقتها في كثير من المرات، وهيَ ذات طعم رائع مع الفستق الحلبيّ "
" بالأمس، لم أكن أعلم أنك تجيد التركية "، عقّبَ التاجرُ في شيء من الدهشة. تخللت الابتسامة ملامح القبطان، وكانت متجهمة في وقت حضوره للمقهى، ثم أجاب: " نعم لم أنتبه بدَوري للأمر، على الرغم من تقديمهم لك بصفة التاجر العثمانيّ ". وأضافَ ببساطة: " وهذا، بسبب إفراطي المألوف في شرب الخمر! ". تكلّف الصديقان الضحكَ، وكما لو أنهما اتفقا لا شعورياً على مسألة التخفيف من حزن الرجل. ثم ما عتمَ الرابي أن استرجع الجديّة، بدخوله إلى موضوع المرأة المختطفة: " أخبرتك خلال الطريق، باستعداد صديقنا، الآغا الدمشقي، للتوسط لدى التيناوي كي يُطلق سراح امرأتك. منذ الآن أنبهك ( واسمح لي بهذا التعبير غير اللطيف )، بأن الموضوع يجب أن تتكتم عليّه تماماً. صديقنا أدى خدمة لقاطع الطريق ذاك، مما قد يعرضه لخطر الإبعاد عن البلاد لو علمت به سلطات المخزن "
" بالطبع، لن أفتح فمي بكلمة حول الموضوع ولا حتى لامرأتي نفسها. المهم لديّ، أن تُطلق من أسرها بأقصى سرعة. وأنا شاكرٌ سلفاً للآغا، مع أنني صدقاً ما كنتُ أود أن يتورط في الموضوع وهوَ القادم حديثاً للبلد "، قالها بالتركية والتي تبيّن أنّ الرابي يفهمها بشكل جيد. عاد الرابي ليمسك دفة الحديث، فأخبر الرجلين أنه فكّر بخطة مناسبة، يتمنى لو يُكتبَ لها التوفيق: " أعتمد على معونة صياد السمك، المدعو بوعزة، وذلك لكي ينقل صديقنا الآغا إلى معسكر شقيق التيناوي، الكائن في برّ موغادور على مبعدة ساعات قليلة. وأنا أضمن صمتَ الصيّاد، لأنه خدم عمي في حياته. وهوَ، على أي حال، لا يهتم سوى بالحصول على أتعابه "، قالها ثم أضاف ناقلاً عينيه في أنحاء الترّاس المقفر تقريباً من روّاده: " إذا لم يحضر للمقهى بعد نحو ساعة، سأبعث من يستدعيه إلينا ".
ترك تاجرنا جليسيه يثرثران بالإنكليزية، وراحَ يستحضرُ في ذهنه صورة ربيبة " بوعزة "، التي لحظنا كيف كانت قد أشعلت في فؤاده ناراً، شبيهة بنار العشق، مذ أن رمقته بتلك النظرة الممتنة، المشفوعة بابتسامة ملغزة. في الحال، اقتحمت خياله صورةُ الأخرى، " رومي "، وكأنها ضرّة ضارية تبغي الاستئثار برجلها. وإذا كانت رجولته، هوَ الإنسان المؤمن المتمسك بالخلق القويم، جعلته ككل مرة يخجل من التفكير بامرأة متزوجة، فإن شعوراً مماثلاً ما لبث أن تلبّسه على أثر مخاطبة داخله بهذه الجملة: " الجارية تلك، أمرها ميسورٌ. فإنها ستكون من ممتلكاتي، اعتباراً من يوم الغد! ".

6
" بوعزة، المعلّم الصياد؟ لن يتأخر عن الحضور للمقهى مع الغلام المسكين، وذلك بغية استجداء أعطيات زبائني "، ردّت الأرملة الإيطالية بنبرة ازدراء حينَ سألها الرابي عن قائد مركب صيد السمك. هكذا أفهم الرابي صديقَهُ التاجرَ، عقب ذهاب الأرملة، أن لربيبة " بوعزة " أخاً معاقاً: " لقد احتفظ به الرجلُ، على ما يبدو، لأنه ذو منفعة ". صفة الرابي كرجل دين، مثلما لاحظ " جانكو "، كانت تمنعه من إدانة الآخرين، بل وتختلق الأعذار حتى للأشرار منهم. وكان التاجرُ يود إبداء عجبه من جشع ذلك الرجل، ولكنّ إشارة أخرى من صديقه أوقفته: " صاحبنا، لم يتأخر كثيراً "، قالها مبتسماً.
كان المعلّم الصياد قادماً من جهة السوق، محنيّ الظهر قليلاً بسبب كتلة لحم آدمية يتنكبها بوساطة منديل من الكتان. سرعان ما ظهرت هيئة تلك الكتلة، والتي كانت عبارة عن رأس كبير يتحرك في شيء من الحيرة، منبثقاً بلا رقبة تقريباً من بدنٍ خالٍ من الأطراف. جلب الرجلُ لربيبه كرسياً من القش، فأقعده عليه في نفس مكان الحلقة الموسيقية، وكان أفرادها قد غادروه مباشرةً بعيد وصول الصديق الإنكليزيّ. أطلق " بوعزة " ضحكة متسامحة، حينَ خرجت الأرملة لتصرخ فيه بالفرنسية، راطنةً بعض الشتائم باللهجة الدراجة. واضحٌ أنه اعتاد مسلكها، مثلما أنها بدَورها كانت يائسة من حمله على مغادرة المكان.
" أنا أدفع ثمن الشاي، ومع ذلك فالمرأة الخرقاء لا تستحي من وصفي بالمتسول "، خاطبَ المعلّمُ الرفاق الثلاثة بالفرنسية. وكان " جانكو " يتطلع بشفقة إلى الغلام المسكين، مفكّراً أنه من المحال تقدير عُمره بدون سؤال ربيبه. كذلك كان، آنَ اقتربت من الغلام إحدى بنات الأرملة وبيدها كأس زجاجي عريض يحتوي على شيء من مرطبات المحل. وإذا أمها تخرج مجدداً من مكمنها، لتهدد الابنة بيدها وهيَ تدمدم باللغة الإيطالية. تعالت ضحكات الرفاق، المترافقة مع نظرات العطف على الابنة الشجاعة وكانت إذاك تطعم الفتى بيدها. فيما " بوعزة " استعاد بدَوره جسارته، فأومأ برأسه إلى ناحية الأرملة، قائلاً لهم: " امرأة عنيدة، وجشعة أيضاً! ".
في الأثناء، كان الترّاس قد شهد تدفق الزبائن وغالبيتهم من التجار. لأن مقهىً آخر، يقع في رحبة السوق، كان مقصد العوام من صيادين وبائعين ودباغين. كون بعض التجار على معرفة بالرابي، فإنهم صاروا يتقدمون منه لتحيته بقبلاتهم التقليدية. على ذلك، التفت إلى صديقيه قائلاً: " سنذهب إلى منزلي، وإلا فلن يتاح لنا الكلام بحرية ". ثم أردفَ، موجهاً كلامه للمعلّم: " وأنتَ ستأتي معنا كذلك، لأننا بحاجة لك ". أشارَ الأخير لربيبه، وكأنه يعتذر بضرورة وجوده إلى جانبه. ولكن الرابي غيّر عندئذٍ نبرته، قائلاً للرجل في شيء من الشدة: " هات الولد معك، فلن تفتقر من تركك الساحة ساعةً من الزمن! ".
حمل " بوعزة " ربيبه في فتور، وسار وراء الوجهاء الثلاثة وهم في طريقهم إلى خارج الساحة. ثمة في مبتدأ السوق، عند تقاطع الدروب، إذا بالرابي يتخذ جهة الميمنة والمفضية إلى ناحية المِشْوَر. من موقفه، المنتصب بعدُ عند ذلك التقاطع، نادى التاجرُ على صديقه معتقداً أنه غفل عن الطريق الصحيح. توقف هذا الأخير، ليلتفت إلى المنادي، مجيباً وهوَ يبتسم: " منزلي الخاص يقع أيضاً في القصبة، وهوَ لا يبعد كثيراً عن منزلك! ". أحنى التاجر رأسه، علامة على الشكر والعرفان. ثم لحق بصديقه وقد غمره أيضاً شعورُ الحرج، متمنياً أن ينفضه عنه بمجرد أن يدفع للرابي ثمن المنزل. أذان العصر، المنطلق بصوتٍ قبيح من منارة مسجد القصبة، جعله على دهشةٍ من مضي الوقت بسرعة. الرطوبة، كانت إذاك ممسكة بلحم ساعديه المكشوفين، والمسمرين قليلاً بفعل الشمس الأفريقية. ثم ظهرَ له الميدان الصغير، المطوق بالأبنية وكان إحداها يخص المخزن. سبقَ أن تواجد في خارج هذا المبنى الأخير، منتظراً رفيق رحلة السفينة، وكان ذلك في يوم وصولهما إلى المدينة. منزل الرابي، بحسَب إشارته هوَ، كان يقابل المبنى المخزنيّ. كان ذا أدوار ثلاثة، واجهته السمراء، الكئيبة، كانت تعتنقها أغصانُ شجرة كستناء عملاقة، تتطاول إلى الأعلى توقاً لنور الشمس. الواجهة، كان يتصدرها جملون شبيه بأمثاله في العمارة الدمشقية. تذكّر " جانكو " عندئذٍ تأكيد صديقه الرابي، بأن العائلات اليهودية البارزة في هذه البلاد ترجع بأصولها إلى الأندلس.
" أجزمُ أن أخذنا إلى هذا المنزل، إنما هو إجراءٌ احترازيّ من أجل حمايتي ما لو تسرب خبر الخطة إلى سلطات المخزن "، كذلك فكّر التاجرُ فيما كان يرمق حاميه بنظرة إكبار. عند باب المنزل، الملفت للنظر بشكله البهي، تصميماً وزخرفة، كما شأن أمثاله في القصبة، إذا بالرابي يضرب يده على جبينه: " آه، لقد نسيت السواعد في حجرة المكتب، هناك في المنزل الأول "، قالها بالمحكية الدارجة.
" أتقصد، مفتاح الدار؟ "، سأله التاجر. هز صديقه رأسه، ثم عمد إلى طرق الباب بيده الرقيقة العظم: " نعم، يا صاحبي ". وما عتمَ أن أجتاحه حب المعرفة والجدل، فقال لضيفه الشاميّ: " المفتاح، بالمناسبة، هوَ مصطلح في هذه البلاد وليس اسماً لأداة فتح الباب. إذ أن العقار العائد للمخزن، حين يتم منحه لتاجر كبير على سبيل الكراء، فإن العملية هذه تدخل تحت رق ذلك المصطلح. حيث يتوارث الأبناء والأحفاد ‘ المفتاحَ "، ما دام المخزن راضٍ عن أمورهم التجارية ". ثم تنهد في إعياء، ليستطرد قائلاً وكما لو كان يكلم نفسه: " والآن، فإن الأمل معقودٌ على الخادمة بألا تتأخر في الخارج ". فلما مضت هنيهة أخرى دونما أمل، فإن المعلّمَ الصياد تقدم ليطرق الباب بقوة قائلاً: " لعل العجوز مستسلمة للنوم، شأن أندادها في غياب أهل الدار ". وإنما في اللحظة التالية، سُمعت قعقعة مزلاج الباب الداخليّ. لتطل عليهم مخلوقة قاتمة السحنة، ضئيلة القوام، وكانت على ما يلوحُ تبحث بعينيها الكليلتين عن صاحب الملاحظة الأخيرة.
" لا، إنني أكثر نشاطاً مما تتوهم، أيها الفضولي المتطفّل! "، خاطبت المعلمَ آنَ تجاوز هذا موقفها بإزاء الباب. همهم الرجلُ مستاءً: " فضوليّ، ومتطفل أيضاً؟ ". العجوز، الأقرب لسن الخَرَف، تبين أنها أم الخادمة الشابة؛ وكانت هذه غائبة آنئذٍ عن الدار. بعد اجتيازهم الردهة، العتمة نوعاً، أفضى بهم المدخل المقوس لفناء فسيح منار بضوء النهار، تحتل جهته اليمنى صالة مستطيلة الشكل. إفريز واجهة الصالة وأقواسها الثلاثة، كانت مشادة بالجبس الناصع البياض. السقف، وكان مشغولاً من ذات المادة، تضمن شيئاً وافراً من النقوش البديعة، وقد توسطته ثريا ذات ألوان طيفية رائعة. في المقابل، لاحظ التاجرُ أنه لم يكن هنالك حديقة تزين صحن الدار، مثلما هوَ حالُ المنزل الآخر، الذي من المفترض أن تنتقل ملكيته إليه منذ الغد. بسبب ضيق المكان المتوفّر، أستعيضَ عن الحديقة بفسقية مثمّنة الشكل، ملبّسة الحواف بالزليج المحليّ الأزرق، تحفها أربع شجيرات برتقال. نخلتان، من النوع المعروف بالمروحيّ السعف، كانتا تتصدران الفناء وقد توسطهما قوسٌ مصمّت، ثبتت فيه مرآة تبذل للمكان مزيداً من السعة والضوء. أصص الأزهار، وأغلبها خبازى كبيرة الحجم كأنها خمائل، كانت مرصوفة على طول الأرضية المحاذية لجدران الفناء.
" سنتناول شيئاً من الطعام أولاً، ثم ننتقل إلى حجرة المكتب كي نواصل حديثنا "، خاطب الرابي ضيوفه وعلى شفتيه ابتسامة مشرقة.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاجر موغادور: الفصل الرابع/ 4
- تاجر موغادور: الفصل الرابع/ 3
- الصراطُ متساقطاً: الفصل المفقود 5
- الصراطُ متساقطاً: الفصل المفقود 4
- الصراطُ متساقطاً: الفصل المفقود 3
- الصراطُ متساقطاً: الفصل المفقود 2
- الصراطُ متساقطاً: الفصل المفقود 1
- المزحة
- تورغينيف وعصره: القسم الأخير
- الصراطُ متساقطاً: بقية فصل الختام
- الصراطُ متساقطاً: تتمة فصل الختام
- الصراطُ متساقطاً: فصل الختام 14
- عصيرُ الحصرم ( سيرة أُخرى ): 71
- الصراطُ متساقطاً: فصل الختام 13
- الشرفة
- الصراطُ متساقطاً: فصل الختام 12
- الصراطُ متساقطاً: فصل الختام 11
- الصراطُ متساقطاً: فصل الختام 10
- الصراطُ متساقطاً: فصل الختام 9
- الصراطُ متساقطاً: فصل الختام 8


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دلور ميقري - تاجر موغادور: تتمة الفصل الرابع