أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير الكلداني - ليلة مومس / تامة















المزيد.....



ليلة مومس / تامة


منير الكلداني

الحوار المتمدن-العدد: 6134 - 2019 / 2 / 3 - 03:20
المحور: الادب والفن
    


** (( الدهشة تصيبه )) : الباب يفتح ؟
الخوف يسيطر على ملامحها ...
** ربما زوجي !!!
قفز من الاريكة ، واخذ جانبا في زاوية الغرفة
** اين اذهب ؟
ملتفتة يمنة ويسرة ، اشارت اليه الى (( خزانة الملابس )) ، لملم اغراضه مسرعا ، دخل بسرعة الى الخزانة ، قامت بوضع ملابس عليه ...
** (( صوت عال )) حبيبتي اين انت ؟
بادرت بالاسراع بالخروج ، تعلوها بسمة تختفي خلفها كوابيس جاثمة ، قبلته من خده
** اهلا حبيبي ، حمدا لله على سلامتك !!
ابتسم في وجهها الجميل
** (( متسائلا )) : ما هذه الاناقة ، انك تطيرين العقل وتسرقين القلب ، عطرك ياخذ الانفاس
حضنته برقة وامسكت انفه
** انا كل يوم عروس !!
ضمها اليه مستنشقا عبقها
** كم احبك يا عروسي
بلطف ابعدت نفسها عنه
** هل انتهى عملك ؟
متقدما نحو الغرفة (( الحميمية ))
** في منتصف الطريق اتصلوا بي ، اخبروني بتاجيل الموعد ، ادارة فاشلة !!
محاولة ابقاءه معها
** الى اين تريد ؟
مسح وجنتها بيده اليمنى
** ساجلب ملابسي من الخزانة ، تعرفين ان السيارة تجعل الجسد عفنا .. اريد ان استحم واتفرغ لك
القلق يظهر على وجهها
** اخلع ملابسك وادخل الى الحمام
وبحركة سريعة حضنته ومدت يديها لتنزع عنه قميصه ، ترمقه بنظرة ساحرة ، وهي تمد يديها الى سرواله ...
** (( مبتسما )) لو كان السفر يجعلك هكذا لسافرت كل يوم
** (( ضاحكة )) افعل وسوف ترى !!! هيا الى الحمام وانا ساتي لك بملابس النوم حاول ان تنظف نفسك جيدا فعطرك لا يطاق
ابتسم بدوره ، وبخطى مثقلة توجه الى باب الحمام ، تنفست الصعداء ، التفت اليها
** هل اتتك صديقتك اليوم ؟
لم تعرف ما مغزى سؤاله ، داخلها القلق ، اي صديقة يقصد ؟
** لم افهم حبيبي
اشار اليها الى الطاولة ، رات فنجاني قهوة
** (( متداركة )) لا ليست صديقتي ؟ بل جاءت اختي بعد المغرب ، مشاكلها لا تنقضي مع صديقك (( المعتوه ))
** (( متأففا )) لطالما نصحته بالرفق بها ، اختك انسانة مهذبة جدا ، ولكن ايضا هي لها جانب في هذه المشاكل ، لغة التفاهم بينهما تكاد تكون معدومة .
نظرت الى الساعة (( 12:17 )) بعد منتصف الليل
** (( متجاهلة )) لا تهتم يا حبيبي ، استحم وبعدها نكمل حديثنا ...
رجع من باب الحمام ، اخذ سترته من على الاريكة ، تناول منها هاتفه
** (( منزعجا )) علي ان اكلمه الان لافهم ما طبيعة المشكلة الجديدة ...
اخذها الصداع قليلا
** (( محدثة نفسها )) يا ويلي ...
** (( اليه )) الوقت متاخر ، عند الصباح يكون خيرا ...
(( 2 ))
** (( العرق يتصبب من وجهه )) : انهضي بسرعة ، اذهبي الى خزانة الملابس ...
** (( مسرعة بتناول ملابسها )) : من اتاك في هذه الساعة المتاخرة ...
** (( مرتبكا )) لا اعلم ، ولكن اخشى ان تكون زوجتي ...
وقفت بنظرة ازدراء نحوه ، وضعت يديها على خصرها ..
** ولاجل زوجتك تريدني ان ادخل خزانة ... (( متوجهة الى باب الغرفة )) انا سافتح لها الباب
مسكها برقته المعتادة
** (( متوسلا )) لن ادعك طويلا ... ارجوك ... ليس الوقت وقت عناد ، وتصرفك هذا سيفقدنا اولادنا ... ارجوك ...
مستسلمة للامر الواقع ، دخلت الخزانة
** (( مع نفسها )) لا احب هذا الظلام ، ما الذي جاء بي الى هنا ، اذا راتني سوف افتضح ، (( تسمع اصواتا في الخارج )) ، يا ويح دهري انها هي ...
** (( بصوت عال )) الم اقل لك انني لا اريد الذهاب اليهم ، ولكنك صرت (( حنونا ))
** (( محاولا تهدئتها )) واين الاطفال ...
مستديرة اليه
** لقد تركتهم عند امي فالوقت متاخر وخشيت عليهم من الطريق !!
تصنع الغضب ، جلس على الاريكة
** وكيف جئتي لوحدك ؟
تاركة اياه ، ذاهبة الى الحمام
** وهل انا طفلة
** (( في سره )) هذه فرصتي لاخرج هذه (( الكارثة )) من الخزانة
** (( مناديا زوجته )) هل سوف تستحمين ؟
** طبعا (( لا )) اريد ان اغسل وجهي من الغضب المشتعل
** (( بلطف )) حبيبتي ، يجب ان تهداي ، لا شيء يستحق الغضب ...
خرجت من الحمام بسرعة ، متوجهة نحو الغرفة ، ارتبك بشدة
** الى اين حبيبتي ... لم لا تستحمين حتى يكون جسدك (( ناعما ))
نظرت اليه بطرف عينها ..
** انظر الى نفسك قبل ان تكلمني هكذا !!
** (( مغيرا الحديث )) ما رايك في ان تعدي لنا وجبة من الطعام ، من يديك الماهرتين ..
تأففت بصوت عال
** طبعا مزاجك جميل جدا ...
وضع يديه على كتفها ، تلاعب قليلا بوجناتها
** (( يسحبها برفق نحو الاريكة )) اجلسي يا حبيبتي
خطف بصره نحو الساعة (( 12:18 ))
** ماذا حدث الا تريديني ان افهم ...
ادنى راسها الى كتفه ومسح شعرها بيده
** (( هدات قليلا )) قلت لك بان اخي الصغير مجنون ، لا يطيق حتى نفسه ، ما ان راى الاولاد حتى جن جنونه ، لا يريد ضوضاء ، وهو الضوضاء بعينها ...
** (( ممثلا الاستغراب )) ولماذا تركت الاطفال اذن ؟
** لقد ناموا ولكنني لم اتحمله اكثر ، فقررت الرجوع وصباحا ساتي بهم ، ولكن اتعلم ، غاضني جدا تصرف صديقتي
** ما بها
** لقد اتصلت بها لكي تاتي بسيارتها وتقلني الى هنا ولكن يبدو انها مشغولة كعادتها التي لا تنتهي
** (( مرتابا )) كيف عرفتي ؟
** (( غاضبة )) هاتفها مغلق ، علي ان اذهب للفراش لقد تعبت

(( 3 ))
يقوم باعداد قهوته بيديه كانت علامات الارتياب بادية عليه ، ينظر كانه ينتظر شيئا
** (( انه الخميس علي ان اجد شيئا مقبولا ... والا ضاعت كل خططي
يلعبون الاطفال في الصالة بصوت يصل الى الصراخ ، يفتح الباب
** (( الاطفال )) جاءت ماما ... جاءت ماما
** اهلا ايها الاطفال لقد اشتقت لكم ...
** (( مبتسما )) شروق لم تتاخري في التسوق فما هذا الاشتياق
** (( ضاحكة )) احب اطفالي يا بليد
ضربته بيدها اليسرى على كتفه الايمن
** كدت ان تسقطين القهوة على ملابسي (( ضاحكا )) بل سعيد
تتوجه نحو (( البراد )) واضعة ما تبضعته
** (( ملتفتة اليه )) سوف اذهب الى اهلي اليوم ... ما رايك ؟
** (( في نفسه )) لقد حلتها (( اليها )) لا باس حبيبتي فغدا اجازتنا ، هل ستاخذين السيارة معك
** اكيد ، الا تعلم انني ماهرة ام يراودك الشك في ذلك ؟
** بالتاكيد لا اشك بذلك مطلقا
** (( مقترحة )) هل ستبقى في البيت ؟
** لا اعتقد ذلك سوف ازور اهلي
** (( في نفسها )) احوال سعيد لا تعجبني هذه الفترة .. في السابق كان يتذمر جدا اذا اردت الذهاب الى اهلي ، لكن منذ شهرين اراه مرحبا جدا ... لم ازعج نفسي ما دام القى رايته البيضاء وهي فرصتي بالتاكيد
** (( مصفقا )) اين ؟
لاعبت خدوده
** اليك
** (( في نفسه )) كل مرة تكون في مزاج سيء ، منذ فترة وكلما ارادت ان تذهب الى اهلها تكون في غاية السعادة ، لم اقلق نفسي ؟ ما دامت الامور تسير بطريقة جيدة ...
الساعة 4:35 عصرا
يتسابق الاطفال نحو الخروج
** هيا ماما سنتاخر عن بيت جدتي
** (( سعيد قائلا )) لا تصرخوا يا اولاد ....
** (( تضربه مزاحا )) يا لهذا اللسان ، ساكون هنا يوم السبت ، ما رايك
** لا مانع خذي راحتك
** (( مستفسرة )) كم ستبقى عند اهلك
** ربما في الغد اعود
** (( مودعة اياه )) مع السلامة
تخرج شروق ، يقفز في الهواء فرحا ، يصفق بحركة لا شعورية ، يخرج هاتفه
** (( يكتب )) ما الاخبار يا عهود
** (( تجيبه كتابة )) الاخبار جيدة ، سيذهب هذا النكرة الى عمله ، وسياتي بعد غد ...
** (( فرحا )) اتمنى ان يكون عمله جيدا في ايام العطل
** (( ضاحكة )) دعاء مصلحة يا حبيبي
** طبعا ، انه يوفر علينا الكثير من العناء ، كيف قبلتي بهذا الابله ...
** مثلما قبلت انت بالبلهاء
** اتعيريني باختك ؟
** مثلما تعيرني بصديقك ؟
** هل اتي
** هيا
4
** (( اسلوب حواري رقيق )) يا حبيبتي وسن يجب ان تبري والديك ، لا يوجد شيء مثلهما فهما قد رباك وكبراك وطاعتهما واجبة
لم يرق لها تلك اللهجة فنظرته بطرف العين
** منذ متى اصبحت واعظا يا طالب
ابتسم تحاشيا لاحمرار وجنتيه
** وهل كلامي فيه خطا
** (( يعلو صوتها )) كم مرة اخبرتك ان اخي لا يطاق ... ولكن ماذا افعل لعقلك الذي تشبع بالثمالة والنجاسة ... سوف اكررها عليك علك تفهم ... اخي عنده عقدة من لعب الاطفال
** (( مربتا على كتفها )) لا تغضبي ما بك مزاجك دائما هكذا
** (( مبعدة يده عنها )) مللت من كل قرفك ... سكرك عربدتك ... عدم مبالاتك ... انظر لقد كبر طفلانا ... وانت شارد الذهن
** (( يحك راسه )) تعلمين يا وسن ان الديون اهلكتني ولم يبق شيء واتخلص منها ...
قامت من الاريكة ... متوجهة نحو غرفة الاطفال ، يضرب بيده على الكنبة ، يبدو الغضب يسيطر عليه
** (( في نفسه )) كيف اتخلص من هذا الهم الجاثم على صدري ، لقد واعدت شروق ان اجهز اموري كما هو المعتاد ... الم افعل ستزعل بلا شك ...
تخرج وسن من غرفة الاطفال متجهة نحو المطبخ
** (( في نفسها )) كالعادة يفور حرقة في داخله (( منكسرة )) هو يريد ان يكون هكذا (( نصف رجل )) هذه المسكنة فيه ستدمر كل حياتنا ... (( مكابرة )) ليذهب الى الجحيم فلدي ما يكفي من الهموم ...
خياله يجمح بعيدا عن المكان
&& وسن انت انسانة ناشز يجب ان اجعلك عبرة && ساجعل منك امراة بلا قيمة && ساجعل من هذا الفراش عهري ومجوني &&
** خذ هذا الطعام
** (( في نفسه )) انه السم (( اليها )) سلمت يداك حبيبتي كيف عرفتي انني جائع ؟
** (( مبتسمة )) طول النهار انت جائع (( في نفسها )) وديع بجلد افعى ، لا افهم كيف قضيت حياتي معه ، لا يكتفي بعملي حتى يلاحقني عليه ...
** (( في نفسه )) لقد افلستني بسبب ما تشتريه لنفسها ولاهلها ، حتى اغرقتني ديوني ، لولا تلك الوثيقة التي مضيت عليها لاخيها لطلقتها منذ زمن
الساعة 4:37
يرن هاتف وسن
** (( غاضبة )) امي ماذا تريدين ، لا يعقل كل اسبوع تحدث مشكلة .... ماذا تريدين مني ... حسنا فهمت ساتي ... يا اولاد جهزوا انفسكم بينما اتصل بشروق ...
** (( في نفسه )) رسالة صغيرة من ماكر تعرف كيف تغير الامور ... انقلعي عن وجهي واتصلي بحبيبة القلب ... عصفوران بحجر طالب
** (( وسن )) كيف حالك شروق
** (( شروق تستعد لتشغيل سيارتها )) اهلا شروق انا بخير
** (( وسن )) هل لديك وقت لكي توصليني الى بيت اهلي
** (( شروق فرحة )) طبعا .. طبعا ... انا ايضا ساذهب الى اهلي ... جهزي نفسك حتى اصل اليك
تذهب وسن الى غرفة طفليها
** (( في نفسها )) يا له من محظوظ ، كان السماء تطيعه (( له )) طالب متى تسدد صاحب البقوليات ، لقد اتصل ظهرا ، وقال لي اننا تاخرنا عليه
** وكذلك اتصل بي ... هذا المغفل ... قلت له ليصبر علي بضعة ايام (( في نفسه )) لن ترتاح حتى تجد جيبي فارغا ... لكي اتوسل اليها ... (( مبتسما لنفسه )) هي من اتصلت بهذا المغفل وقالت له اطلب دينك من زوجي ...
تخرج وسن مع طفليها
** (( وسن )) اذا سارت الامور على ما يرام سابقى الى يوم السبت
** ساشتاق لك كثيرا حبيبتي
** (( بتعال )) واضح
((5 ))
** خيرا منذ نصف ساعة وانت لا شان لك بي ... (( يرفع صوته قليلا )) عهود الا تسمعين كلامي
مرت من امامه فحاول ان يمسك يدها فابعدته ... تافف
** هل اذهب واحترم نفسي ام تقولي لي ما بك
** (( التفتت اليه )) دائما تتغابى ، هل يعجبك هذا الوضع الذي نحن فيه ؟
** ماذا تريديني ان افعل ؟
** هذه مشكلتك يا سعيد وليست مشكلتي ... عليك ان تجعلنا نظهر للنور ولا نعيش في ظلمات الخيانة ... هل يعجبك هذا ؟
قام من الاريكة متوجها نحوها ... حاول ان يمسك كتفيها فرفضت وابتعدت عنه ... هز يده
** اذا كنت تفكرين بهذا الشكل فلم قبلتي بي حبيبا ؟
ضربت يدا بيد
** انت من اوقع بي ، انت السبب ، استغليتني ، واستغليت صاحبك ، واستغليت اختي ، حتى اخذت مرادك ، استمتعت بكل ذرة بي ، والان حان وقت الحل ..
تراجع من امامها ناحية الكنبة
** فعلا اليوم مزاجك سيء ، لا بد ان كتابا نزل على راسك ...
** طبعا .. وما يهمك من امري ... انا مجرد رغبة زائلة وبلا ثمن
** (( غاضبا )) عهود لقد تكلمنا كثيرا بهذا الشان ، انت الان في حالة لا تفكرين فيها سوى بنفسك ، متناسية كل شيء ...
** نعم ... تكلمنا ... وانت تجعلني دائما في المنتصف ، الا تذكر كلامك لي وكيف انك ستخلصني من هذا الابله ، وتدع شروق ، ونكون كياننا ...
مسك راسه وجلس على الكنبة
** من فضلك ، احضري لي فنجانا من القهوة ...
الساعة 6:20
يشرب فنجان قهوته تقابله عهود على الكنبة الاخرى
** مشكلتنا يا عهود ، اننا كيف نجتمع اذا طلقت اختك ، هل سيقبل اهلك ان يعطوك لمطلق بنتهم ، وما مصير اطفالي ، هل اتزوج خالتهم ، وعندما يكبرون كيف سيكون مصيري معهم ...
** (( غاضبة )) لقد كلمتك بكل هذا الكلام قبل ان تلمس شعرة مني ، ولقد قبلت بكل ما ذكرته لك ، الا يكفي شهرين من تجربتي ، ماذا تريد ؟ هل نبقى مختفين طيلة عمرنا ، ان كنت ترضى ان انام في احضان غيرك فانا لن ارضى !!
** (( ضاجرا )) يبدو ان الامور قد وصلت خواتيمها معك !!
** اياك ان تظن انني اتوسلك ، هذا حقي ...
** سوف القي الماء على جسمي ... اتيني بملابس
** (( مبعدة وجهها )) تعرف اين مكانها
** (( يرمقها بغضب )) نعم اعرف
الساعة 11:50 قبيل منتصف الليل
** (( متعبا )) اعتقد ان كل كلامنا نفذ ، لا اعلم لم كل هذا العناد ، كان بامكانك ان تقولي لا تاتي وينتهي هذا الامر ...
** نعم ... فقط استاذ بالكلام ولكن فعل لا يوجد
** حسنا الوقت تاخر جدا ... سوف انام والفجر اغادر
** اذا غادرت بدون ان تجد حلا فاعلم ان هذا اخر المطاف بيني وبينك ، ربما كنت مغفلة جدا عندما بعت زوجي واختي لانسان لا يستحق
** (( متجهما )) تعلمين انني لا استطيع حتى ان ارفع صوتي في هذا الوقت وفي بيتك
** (( بقسوة )) لانك جبان
** لقد افرغتي كل غضبك
يقوم حاملا ملابسه الى الغرفة المجاورة
** الا تاتين ؟
** اغرب عن وجهي
** (( مع نفسه )) هذه هي الحماقة بعينها
(( 6 ))
** طريق متعب ... طالب
** هل تاكدتي من دخول وسن لبيت اهلها
** نعم .. اوصلتها ثم ذهبت الى اهلي ... وتركت اولادي عند امي
** هل احضر لك القهوة شروق
** (( يدها على شعرها )) يجب ان استحم وانت اعمل القهوة ... وبطريقك اعمل لي وجبة خفيفة
** (( ناظرا باستغراب )) حسنا
الساعة 6:23
** (( تاكل )) ان وسن تحتقرك جدا ، لم لا تتخلص منها وتنظر لحياتك .. انها تتحدث عنك اشياءا لا تصدق ، لا اعلم كيف عندك صبر عليها .
** (( يبعد عينيه عنها )) اعلم ولكن لا استطيع ان اعمل شيء ، سوف ازج في السجن ما ان افكر في طلاقها ... ولكن احتاج الى وقت حتى اسدد الذي علي لاخيها واتخلص منها للابد
** واولادك
** لقد ربتهم هي على كراهيتي فلن احتاج لهم ما ان يتم الامر حتى اطلقهم كلهم
** (( مبتسمة )) وبعد ان تطلقها ماذا تفعل
** (( ضاحكا )) نتزوج
** (( متفاجئة )) ومن قال لك اننا سنتزوج ؟
** وماذا نعمل اذن برايك شروق
** نبقى على وضعنا ...
** (( مستغربا )) قصدك تبقين على وضعك انت ؟
** (( بحدة )) وهل تريدني ان ادمر اسرتي
قام واخذ يتجول في الغرفة واضعا يده على فمه
** وانا ادمر اسرتي اليس كذلك ...
** لم اقل لك ان تدمر اسرتك اصلا انت اسرتك مدمرة ولن يزيد طلاقك من وسن شيئا
** يعني انت لا ترغبين بان نكون مع بعض
** (( بهدوء )) ليس بالطريقة التي تفكر بها ، انا لا اعشق سعيد ، ولكنني احبه
** (( بصوت حاد )) وهل انا لعبة يا شروق
** (( غير مبالية )) لم اطرق بابك ، انت الذي طرقت بابي وتوسلتني كثيرا حتى اقتنعت بك ورايت ان احبك لانك مكمل لي ...
** (( الحيرة بادية عليه )) وهل المشاعر عندك توسلا
** (( بدون اكتراث )) قلت لك ما حدث ، وانت كنت كذلك وما دخل المشاعر في هذا ، انت تخلط الامور ببعض ، واعذرك في هذا لان وسن جعلت منك فردا ضعيفا ، وفكرك مشلول
** (( رافعا صوته )) هل جننتي ؟
** (( بهدوء وبرود )) لو كنت رجلا حقا .. لعرفت كيف تصيح على وسن ، لا تظهر رجولتك المكذوبة علي ... انت نكرة ، ولا تستحق اظفري ايها المعتوه .
** (( في نفسه )) كل كلامها صحيح ... اي رجل انا ... يبدو ان مشاكلي كثيرة ، وقصة هذا الحب لا تبدو ناجحة ... انا مجرد وسيلة لزوجتي وحبيبتي لكي تفعلان ما تريدان ..
الساعة 11:51
** (( ضاجرا )) لا اعرف ماذا افعل لترضين عني ؟
** حتى تتعلم كيف تحادثني ايها الابله
** (( متاففا )) لقد طارت الليلة ... مجادلات عقيمة
** من يفتح النار يا طالب عليه ان يذوق حرها
** (( في نفسه )) كلامك صحيح تماما ... يبدو ان اوهامي هي التي اوصلتني الى بؤسي ... لم اعرف كيف ابني اسرتي ولا ان اطور نفسي ... عشت تحت رحمتهم باختياري ... وسن وصل بها الاستخفاف حدا لا يطاق ... وشروق تنحو منحاها ... هي صديقتها وتعرف كل نقاط ضعفي
** سوف اذهب للنوم واياك ان تقترب من السرير
** (( رمقها بطرف عينه )) حاضر

(( 7 ))
** تبا لك يا عهود !! ما الذي فعلتيه حتى يتصل بي زوجك ... يا لها من طامة ، ماذا سافعل الان وانا مختبئ مثل الفار في هذه الخزانة !!!
** (( يسمع صوت عهود )) ربما هما نائمان لا تشغل نفسك بمشاكلهما ، انت متعب من الطريق وعليك ان ترتاح ، لا افهم لم يفعلون بك هذا ؟
** (( يسمع صوت صديقه )) كما قلت لك ان ادارتنا ينقصها الترتيب ، لا يعقل ان يكونوا هكذا ، ولكن هذه هي حال البلد كل شيء غير منظم
** (( في نفسه )) هذا حظ سعيد ان تكون ادارتك فاشلة الى هذا الحد ، بشرى لهذه الادارة التي تجعلني اجلس هنا ولا اعلم ماذا سيكون ، ماذا سيكون مصيري لو اكتشف صديقي انني اخونه مع زوجته ، واذا علمت شروق انني اخونها مع اختها ، سيكون حدث الموسم
** (( صوت عهود )) لم لا تدخل الى الحمام وتاخذ ماءا سخنا يريح جسدك المتعفن (( ضاحكة )) وبعدها ساريك نجوم الليل ايها الفاتن
** (( صديقه )) (( ضاحكا )) انت اليوم شخص مختلف يا حبيبتي
** (( في نفسه )) طبعا ، يجب ان تكون مختلفة ايها الاحمق ، لكي تغيظ هذا التافه الموجود في الخزانة ، انها ستفعل كل شيء لكي تشعل النار في داخلي
** (( عهود )) طبعا انت كل دنياي ، ولكن لم افهم الا متاخرة انني كنت غبية ، ولم اقدر تعبك وجهدك في سبيل سعادتي
** (( صديقه )) لست غبية ، من حقك ان تطالبي بالتقدم في كل شيء ، وانا ارى في حكمتك النجاح ، انظري الى سعيد مثلا
** (( في نفسه )) نعم ايها الابله لم يبق الا سعيد تضرب به الامثال (( مبتسما بمكر )) هل هو الابله ؟ ام انا ؟ نعم ... انا هو الابله ، والغبي الاكبر لان اضع نفسي هنا ، حيوان يختبئ لانه يعمل الخطا ، ما هو النقص في شروق حتى التجا الى اختها البلهاء ، لماذا ؟ هل لانها ارشق ام لانها اجمل ؟
** (( عهود )) ما به سعيد
** (( صديقه )) سعيد انسان ذكي جدا ، ولكنه لا يعامل اختك كما يجب ، هو صديقي القريب ، يحمل اطيب القلوب في العالم ، ولكنه عصبي نوعا ما وهو ما يجلب الكوارث عليه وعلى من يحيط به
** (( يمسح دموعه )) هل انا هكذا بعينك ؟ (( يضرب جبهته )) وانا اصفك بكل الصفات الذميمة ، يا لي من ملعون احمق ، نعم يا صديقي انت تستحق شخصا افضل مني
** (( عهود )) دعنا من سعيد وشروق هيا قم للحمام
** (( صديقه )) لم لا نذهب للسرير
** (( في نفسه )) اذهب الى الحمام دعني اهرب
** (( عهود )) رائحتك لا تطاق ، هيا لا تتكاسل
** (( صديقه )) هيا تعالي معي الى الحمام
** (( في نفسه )) اذهبي وخلصينا
يخرج سعيد من الخزانة
الساعة 2:12
** ساذهب الى شروق ، لاصلح كل اخطاء الجحيم التي صنعتها

(( 8 ))
** (( مع نفسها )) المغفل يريدني ان اهدم عائلتي ، لكي اتزوجه ، يبدو ان عقله التبس ، وحق له ان يكون كذلك ، ف (( وسن )) اخذته كله ... واخوها المجنون ضربه الضربة القاضية ، وانا المغفلة اقبع هنا في خزانة مظلمة ، بسبب تصرفاتي الصبيانية ... يكاد تفكيري ان يشل بسبب هذه الفوضى
** (( تسمع صوت طالب )) حبيبتي لم العجلة غدا عطلة ، ما رايك ان نعمل جوا يليق بانوثتك ..
** (( تسمع صوت وسن )) الظاهر ان ضميرك الانساني سيبقى ميتا ما حييت !!
** (( مع نفسها )) ويريد ان يتزوج شروق ، كل هذه الافعال تفعلها وسن ؟؟؟ فعلا انها كانت صادقة في كل ما نقلته لي عنه .. حسبت بعض نقلها مبالغا فيه ، ولكن يبدو الامر كمن اعتاد على الذلة والمهانة بسبب تصرفاته بلا شك ..
** (( صوت طالب )) ولماذا ضميري ميت يا وسن ؟ هل لانني مديون واحاول كل جهدي ان اسدد ما في رقبتي للناس !!
** (( صوت وسن )) عليك ان تخلصني من اخي اول الامر ، فلا اتحمل مطالبته اليومية بديونك !!
** (( مع نفسها )) ويريد الزواج وهو محمل بكل الديون ، حياة جديدة تبدا من تحت الصفر ومع اطفالي سيكون الوضع مريحا ، يا لي من حمقاء فعلا ، ولم الوم نفسي ، لقد كانت فترة نقاهة ، وهي تنتهي اليوم ، ستجعلني اعيد التفكير مليا في حياتي الزوجية ...
** (( طالب )) يا حبيبتي وهل الديون كانت لي ؟ انها كانت لنا جميعا ، فلقد وفرت كل شيء لك ، وما تطلبينه يكون عندك في الحال ، فلم تتصرفين هكذا معي ..
** (( وسن )) كانك نسيت يا طالب ان هذا الدين ما هو الا شيء بسيط في مقابل ما دفعته من جهدي وسهري ومعاناتي ، اين كانت مسؤوليتك وانت تتسكع مع العاهرات وبارات الخمور ، عليك ان تشعر بمسؤوليتك ، كنت ولا زلت وفية معك ، ولكنك لا تابه لشيء ، سوى التفكير في نفسك وملذاتك ، ترى انني الوي ذراعك ولكنك في عالم اخر ، متى تصحو قل لي ؟
** (( في نفسها )) يا لها من امراة ، يا ويلي اذا كشفتني ، سوف تفترسني ، وهذا الابله سيقف متفرجا بلا شك !!
** (( طالب )) متى اصحو ؟ وسن ... وانت تجعلين مني نكرة ، نعم كم مرة قلت لك انني اخطات ، ولكن يبدو انك لا تسمعيني ، تسمعين نفسك ، حتى لو كنت عدوا وليس زوجا لما فعلتي معي اكثر مما فعلتيه ، انت تريدين مني ان اصحو .. ولا تعطيني فرصة ، هناك الكثير الذي مضى بدون ان اعي شيئا ، كنت مدمنا على كل شيء سيء ، حاولت ان ارضيك فقطعت الادمان ، حاولت ان امحو كل الماضي السيء ، واوافقك انك لم تقصري من اجل بقاء بيتنا ، متى اتهمتك بالتقصير وانا الاطفك ولا اجرحك باي كلمة ، كل هذا برايك ضعف ؟ وسن تعلمين انني لم اك ضعيفا ، ولكن ربما فهمتي من ملاطفتي لك ذلك ، انا احاول ان اكفر عن اخطائي ولكن يبدو ان كل محاولاتي تبوء بالفشل ...
** (( وسن )) طالب هدأ من روعك ... جسدك ينتفض ...
** (( مع نفسها )) هل هذا هو طالب ؟ هل هو انسان لهذا الحد ؟ يا ويحي وويح عملي ؟ انه يعشقها ، بل يموت في كلها ... كم احتقر نفسي لانني وافقته ، وكم انا جاهلة بزوجي اذن ، لانهم ونحن لا نتكلم نعيش التيه ، لا نرى الا السلب ، يا الهي اخشى ان يورطنا طالب ويصاب بانتكاسة صحية ، وتاتي على راسي !!
** (( طالب )) تتصورين انني لا زلت اشرب الخمر وتتصلين باصحاب الديون لياتوا الي لتسديدهم ، وانت على يدك كل شيء ، تريدين اذلالي فقط بان تنفذ اموالي واستعين بك ... ومع ذلك اتحمل ... واخوك يهددني كل يوم بمقاضاتي ولا يهمه من امري ولا امر اولادي شيء ، وتعلمين انه لولا ارادتك توقيعي على ورقة تكسر عنقي لما فعلت ، لست مغفلا لهذا الحد ، لست مغفلا ...
** (( وسن )) الا تسمعني قلت لك اهدا ... اهدا ... لا تزيد ارهاقي فانا مرهقة الان ... وكلامك يزيد المي ، اهدا طالب ، اهدأ ... هيا قم معي الى الحمام ، لنستحم سوية ، سنصلح كل شيء طالب ، هيا يا جمال روحي ..
تخرج شروق من الخزنة مسرعة تنظر الى ساعتها
1:47 بعد منتصف الليل
** حقا من التعاسة ، ان ترجع للاخرين قيمتهم فيما تنزل قيمتك بيديك ، انها درس لي فلقد كان كل شيء مهددا بالسقوط ، علي ان اجد نفسي مع زوجي قبل ان ابحث عنه في الاخرين
الساعة 2:28
** (( سعيد )) اين كنت يا شروق ؟
تشاهده متفاجاة عند باب بيت اهلها
** (( شروق )) شعرت بالاختناق فخرجت لكي اتنفس الهواء النقي
** (( سعيد يمد يده الى وجنتها )) هل انت بخير ؟ هل اخذك الى المستشفى ؟
** (( حضنته وبكت )) بل خذني الى منزلنا ؟
** (( ترقرقت دمعة من عينه على كتفها )) والاطفال ؟
** دعهم ينامون وخذني الى بيتنا ...

تمت



#منير_الكلداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امضاء الناقد # 1 (( سغب اللهفة - ليلى ال حسين ))
- حوارية القمر مع الاديبة السورية رولا صالح
- حوارية الشين مع الاديبة العراقية شهباء شهاب
- حوارية المجد مع الاديبة السورية ليندا سليمان
- حوارية السحر # 2 (( الاديبة السورية ايمان محمد ))
- حوارية السحر # 1 (( الاديبة السورية ايمان محمد ))
- جمهورية ابو جهامة # 7
- التجربة العراقية # 1 (( تمهيد ))
- شيء تحت الظل # 1 (( ق ))
- جمهورية ابو جهامة # 6
- تجربتي مع # 6 (( محكومون لا يستحون ))
- جمهورية ابو جهامة # 5
- تجربتي مع # 5 (( الاستحمار ))
- قبس مفدى
- جمهورية ابو جهامة # 4
- ليلى والحب (( اضاءة : ديوان سنبقى ويبقى الحب )) / الشاعرة ال ...
- المخزون اللغوي واثره على الكاتب
- النص بين الوعي وضده
- علم النحو تحت الضوء
- أكفكف بريق عيني


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير الكلداني - ليلة مومس / تامة