أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - يوغسلافيا- العراق : الضربة المودبة والضربة المدمرة















المزيد.....

يوغسلافيا- العراق : الضربة المودبة والضربة المدمرة


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 1526 - 2006 / 4 / 20 - 07:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( اقوى النظريات واكثرها استنادا الى العلم يجب ان تستسلم حين تتناقض مع الوقائع ..كارل كاوتسكي )

التغيير الذي شهده وسوف يشهده العالم لم يات من فراغ او رغبة مجموعة اشخاص اوبفضل ابتسامات خروشوف او
غرباتشوف اوبهمجية ابن لادن او عنجهية بوش .وانما بفعل قوانين تناقضه وقواه الداخلية المحركة للصراع الاجتماعي
المحاولات التي قامت بها بعض الانظمة التي اسمت نفسها " بالاشتراكية " والتي جاءت بفكرة " انضاج الظرف " وهي
فكرة راديكالية متطرفة ثبت الواقع فشلها .
المعسكر الذي كان يسمى بالمعسكر الاشتراكي كان تسمية فقط في الواقع كان نظام عسكري شبه دكتاتوري انتج نموذجه
المشابة في العالم الثالث وان اختلفت التسمية نموذج البعث العراقي والسوري وقذافي ليبيا ودول افريقية واسيوية انغولا
لاوس - كمبوديا - بنين وانظمة اندثرت منذ زمن طويل جمهورية القبائل الماركسية في اليمن الجنوبي وجمهورية سياد
بري الصومالية ومنغستو اثيوبيا. وهذا يعني ان المعسكر الاشتراكي لم يكن فى مساره الطبيعي فماركس اصر على اولوية
النضال من اجل الديمقراطية كما اصر ان تنهض الاشتراكية انطلاقا من الحركة الواقعية لان يطبخها مفكرون في مكاتبهم
كما اشار الباحث الاقتصادي " روبن بلانكبرن "

الصراع الدموي الوحشي الذي انفجر في يوغسلافيا بعد رحيل تيتو لم يكن في الامكان تجاوزه كان مرحلة مؤجلة ترقد
في احضان يوغسلافيا تيتو ما ان استيقظت بعد اندحار المعسكر الاشتراكي حتى عبرت عن صورتها الدموية الوحشية
هذه المرحلة كان لابد من حدوثها لتنهي ابطالها ومن خلال الصراع الدموي. وجاءت الضربة المؤدبةمن قبل دول حلف
الاطلسي هذه الضربة دفعت الجماهير الى التحرك والمسك بزمام الامور وطرح البديل الديمقراطي وارسال " مولوسفج "
الى محكمة العدل الدولية ليقضي نحبه هناك . هذا التغيير لم يات من فراغ وانما جاء بفعل حركة البنى الاجتماعية الذي
وفرته الرافعة الاقتصادية التي حرثت الارض لزرع نبات البناء للاجتماعي الجديد وفي حقول جديدة لينمو الشجر المثمر
والشجر الذي يوفر الظلال .
العراق الذي تعرض الى ضربة مدمرة قادتها الولايات المتحده وبريطانيا وهنا لابد من توجية النقد الى نفسي والى الاخرين
في ما كتبناه من ان الضربة المدمرة ستدفع الجماهير الشعبية للتحرك ودفع الامور بالاتجاه الوطني الليبرالي وهذا ناتج
عن قصور فهم بان الوعي السياسي لدى غالبية الشعب العراقي منهار.فالفترة الممتدة من 1963 الى 2003 وهي فترة
حكم مايسمى بحزب البعث وعمليا لم يكن هناك ثمة حزب حاكم بالمفهوم السياسي وانما مجموعة " عصابة بدوية "
ممثلة ببطلها " صدام " وافراد عشيرته والزبائن الموالين المستفيدين من مزايا الولاء فعضوية الحزب لاتعني شيئا
المهم الموالاة . البعث كحزب سياسي جرى تفريغه منذ منتصف السبعينيات ليتحول الى موسسة عسكرية - امنية -قمعية
قامت بتصفية كل المناوئين لها وحتى المنتمين اليها ( محمد عايش / عدنان الحمداني / عبد الخالق السامرائي ومئات
غيرهم ) وكذلك القوى المعارضة من اليسار والاسلاميين .
ازيحت عصابة صدام في التاسع من نيسان 2003 بفعل الضربة المدمرة والذي حصل هو عكس ماحصل في يوغسلافيا
فالضربة المؤدبة على يوغسلافيا انهت الصراع الاثني والديني لتنتقل يوغسلافيا الى مرحلة جديدة وحسب المثل العراقي
" كلمن مشى بطريقه " اما الضربة المدمرة على العراق فقد اججت الصراع الطائفي والمذهبي واخذ ابعاد وحشية واعمال
تخريبة طالت المتبقي من البنى التحتية التي لم تدمر وهذه المرحلة الوحشية هي الاخرى كانت نائمة في اجفان صدام ما ان
اسيقظت حتى شعلت فتيل حريقها . ساعد في ذلك الواقع الاجتماعي لتكوين العراق الاثني والطائفي المستند على العشيرة
والدين وكذلك الثقل المتبقي من الموسسة العسكرية التي جرى حلها والتي حملت السلاح الذي احتفظت به بعد حلها لتثار لما
تعرضت له من اهانة وخاصة قيادة هذه الموسسة والتي يشكل ابناء الطائفة السنية 90% من تركيبها والمرتبطة بعصابة
صدام. فحلم اندفاع الجماهير بالاتجاه الوطني الليبرالي بعد سقوط عصابة الاستبداد كان حلما طوباوي.
اقامة النظام الوطني الليبرالي يحتاج الى قدر من الوعي وكذلك بنى اقتصادية ذات انتاجية عالية لتكون الرافعة لبنى
متطورة من العلاقات الاجتماعية والتي تتمثل في الحوار والتبادل السلمي للسلطة ومن خلال الانتخابات وكذلك الحرية
الفردية وحرية الفكر والبحث وحرية النشر والصحافة وحرية الاحزاب والنقابات بمعنى اخر المفهوم العقلاني وهذا المفهوم
لايمكن فصله عن الجو الليبرالي الذي يرتيط به ولهذا نرى الغرب التربة الحقيقة لنموه .
الوضع الذي عليه العراق هل في الامكان تجاوزه والانتقال بالعراق الى مرحلة اكثر رقي وتطور ؟ هناك جملة امور متعلقة
بالموضوع وهي ان المجتمع العراقي مجتمع عسكري حمل في طياته الحروب وحروب خاسرة فالموسسة العسكرية احتلت كل
مساحة المجتمع المدني وسيطرة على 80% من الايدي العاملة وهذا شمل العلماء والباحثين الذين عملوا ضمن هذه الموسسة
وفي حقول البحث الكيماوي والبايولوجي والنووي واصبح لدينا ان صح تسميته " العمال المجندين " فموسسات التصنيع
العسكري اصبح حجمها يشكل 90% من مجموع موسسات التصنيع المدني وهذه الموسسات العسكرية وحروبها الخاسرة
استهلكت كل رصيد العراق المالي رافقه حصار اقتصادي بعد حماقة احتلال الكويت هذا ادى الى تدمير كل البنى الاقتصادية
وتحول العراق الى دولة معطلة اقتصاديا لابل قل دولة بلا اقتصاد ليدخل المواطن ضمن " البطاقة التموينة " للعيش . هذا
التدمير للبنى الاقتصادية والقمع انعكس على تدمير البنى الاجتماعية لتغيب عن الساحة القوى التي كان معول عليها ان تاخذ
زمام المبادرة في دفع الجماهير نحو التحرك للانتقال بالعراق الى مرحلة جديدة الذي حصل العكس فالقطاع الكبير الذي
همش بسبب الحروب والبطالة والتخلف اصبح قطاع رث مهيئا للخضوع لاية ديماغوغية وهذا شكل رصيد جيد " لجيش
الطائفية المزدهر " والذي استطاع السيطرة على الامور ودفع البلاد في صراع دموي لانهاية له. ويعمل على اقامة دولة
مرتكزة على الدين وراح ائمة المساجد والجوامع تروج لهذه البضاعة الفاسدة واصبح الدين الرافعة الوحيدة للعلاقات
الاجتماعية مما عزز دور القوى الدينية الرجعية وهذا يعني ستحددم شدة الصراع الديني لتحقيق المطامح السياسية وسيصبح
الولاء للطائفة والمذهب اكثر اهمية من الولاء للوطن وهذا ما افرزته الانتخابات التي جلبت ناس لايمتلكون اي خبرة في
ادارة الدولة ولايمتلكون اي بعد ستراتيجي لمستقبل العراق وجل عملهم منصب على الحصول على مكاسب اكثر لطائفتهم
او مذهبهم وها نحن في الشهر الرابع بعد الانتخابات ولم يستطع اي طرف بالخروج من الازمة ولازالوا يطالبون بوقت
اطول للتشاور .علام يتشاور هولاء ؟ هولاء المتشاورن تصرف لهم رواتب ضخمة وكذلك لحرسهم الخاص وهذا ياتي
من خزينة بلاد مدمرة اقتصاديا ليتمتعوا بمزيد من التشاور الفارغ .
العراق ينزلق نحو التفكك والتعصب الطائفي اصبح واقعا ولازلنا نبالغ بوطنيتنا وها نحن على اعتاب كارثة الدولة المرتكزة
على الدين وكارثة الممارسات الاجرامية لعصابات الارهاب من بقايا البعث والجماعات التي انضمت اليها بتاثير الصراع
الطائفي نحن امام معسكر سني مسلح ومعسكر شيعي مسلح ومحصلته قتل يومي وخيام للاجئين من الطرفين وهذا يعكس
عمق المشكلة المتمثلة في تفكك هولاء الذين نصبوا انفسهم " خلفاء راشدين " وهم في الواقع ثعالب صغيرة تسمي نفسها
بالمثقفين والدكاترة انها لاتفعل غير ان تفسد الكرمة على حد تعبير الناقد المسرحي المصري حسني عبد الرحيم. يضاف
دور ايران في جعل العراق بوابتها الخلفية وكذلك المحيط العربي الغير راغب بالتغيير والذي يعمل على تاجيج الصراع
الطائفي اعلاميا قناة الجزيرة والمنار وغيرها وماليا يمويل عصابات الارهاب وايوائها وتدريبها .
يفسر فقهاء الدولة المرتكزة على الدين هو بمثابة احياء عهد الخلفاء الراشدين واعادة الاعتبار الى اهل البيت والحفاظ على
الاصالة الاسلامية في محاربة التغير القادم من الغرب " الكافر " وعلى العراقيين العودة الف عام للوراء لغرض اعادة
البعث الاسلامي والذي يروج له ائمة مساجد مقتدى الصدر وجوامع هيئة العلماء المسلمين والحزب الاسلامي وذلك
بفرض الحجاب ومنع المراة من العمل والتعلم وقوائم طويلة من المحرمات وكان تجربة " طلبان " وهي اسوء طغمة
دينية عرفتها البشرية لم تجدي نفعا وسبقتها ايران الاسلامية والتي اصبح الحجاب اكثر اهمية من تحسين وضع الناس
اقتصاديا واليوم الخليفة احمدنجادي يريد ان تحمل " طير الابابيل " رووس نووية وليس حجارة من سجيل في الطرف
الاخر يعمل غريمه مقتدى الصدر في اصلاح البنى التحتية والامنية للتعجيل بخروج " المنتظر " ولا ادري متى يخرج
هذا المنتظر فلقد هدم موقعه ولم يفق !!
الدولة المرتكزة على الدين ستكون عائق امام تطور المجتمع العراقي وستعمل على تفككه وستدفعه الى صراعات دموية
لانهاية لها وكل هذه الاطراف ستكون معاركها خاسرة.



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجانب المظلم من الديمقراطية......


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن الهاشمي - يوغسلافيا- العراق : الضربة المودبة والضربة المدمرة