أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - ميشال شماس - دمشق العريقة تستغيث.. فمن ينقذها؟














المزيد.....

دمشق العريقة تستغيث.. فمن ينقذها؟


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1526 - 2006 / 4 / 20 - 07:18
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


دمشق أقدم مدينة مأهولة في العالم, دمشق التاريخ, دمشق العرب, وأرام ذات العماد وحضارة الروم وحصن الشام وباب الكعبة وفسطاط المسلمين والعذراء وقاعدة وادي سورية والفيحاء والغناء،وملتقى المسيحيين والإسلام, بها يبدأ وينتهي التكوين.
دمشق التي تخبئ في ثناياها نسيجاً عمرانياً لامثيل له في العالم من أوابد تاريخية ومعالم أثرية كثيرة اشتهرت بها, أزقتها وحاراتها العريقة وأسواقها الشهيرة. وبيوتاتها التي تتميز بروح حميمية، وقصورها الجميلة. دمشق التي مازالت تشهد انتصارات شعبنا على المستعمرين, وتؤرخ لبطولات شعب أبي يعشق الحرية والكرامة.
دمشق هذه مازالت تحفظ لنا تاريخنا الممتد لستة آلاف سنة مضت، ترويه للأجيال المتعاقبة, تحمل بين ثناياها ذاكرة الوطن, دمشق التي خرّجت رجالات سوريه وأبطال الاستقلال. دمشق هذه التي قامت منظمة الأمم المتحدة للعلوم الثقافة "الأونسكو" بإدراجها على لائحة التراث الثقافي العالمي الإنساني كأقدم مدينة في التاريخ مازالت مأهولة بالبشر والآثار العريقة..
دمشق هذه بكل معانيها وصفاتها وإرثها الحضاري الذي لم ينقطع، تتعرض اليوم لابشع عملية تخريب لنسيجها العمراني والاجتماعي والتاريخي، من خلال استمرار الترخيص العشوائي لإقامة المطاعم والملاهي التي جاوز عددها التسعين،والبعيد عن أي تخطيط سليم، مما قد يهدد بطمس معالم الأحياء القديمة ويفقدها خصوصيتها التاريخية والحضارية والثقافية، كما يهدد أيضاً بخطر سقوط بيوتها القديمة من جراء الضغط الهائل الذي أصبحت تشكله تلك المطاعم والملاهي على شبكة الصرف الصحي التي أصبح وضعها سيئاً بفعل ما ترميه تلك المطاعم والملاهي من فضلات الخضار والفواكه واللحوم والزيوت وغيرها، في شبكة الصرف الصحي التي كان وضعها ممتازاً قبل انتشار تلك المطاعم والملاهي في أحياء دمشق القديمة.
وليس هذا فحسب فقد أدى ذلك أيضاً إلى هجرة الكثير من سكان دمشق القديمة نتيجة الضوضاء والإزعاجات الصادرة عن رواد بعض تلك المطاعم والملاهي المستمرة حتى وقت متأخر من الليل، والتي اقتحمت أحياء دمشق وحاراتها، عنوة وبغير رضا وموافقة سكانها الذين اعتبروا ذلك انتهاكاً لعذرية مدينتهم وطمساً لهويتهم الثقافية وتراثهم وذاكرتهم الممتدة عبر التاريخ.
إن حماية دمشق القديمة من أيدي العابثين بتراثها وتاريخها الحضاري العريق واللاهثين وراء تكديث الثروات، أصبحت مهمة وطنية بامتياز، ولايتم ذلك من خلال الاستمرار بإقامة تلك المطاعم والملاهي والفنادق، بل من خلال التعامل برأفة مع بيوتها، وإعادة ترميم وبناء البيوت المعرضة للهدم اعتماداً على نفس المواد الخام الطبيعية التي بنيت منها أساساً،بعيداً عن عمليات الترقيع العشوائية، وتسهيل حياة الناس في أحيائها العريقة عبر الاهتمام بشبكة الصرف الصحي وتوفير كافة الخدمات الضرورية والحديثة.
إن دمشق القديمة بحاراتها وشوارعها وبيوتها وقصورها العريقة لم تعد ملكاً لساكنيها فقط، بل أصبحت ملكاً للشعب السوري بأكمله،ولا يجوز تحت ظرف كان السماح لمن يملك ملايين الدولارات أن يشتري بيوتات دمشق العريقة الحافلة بذاكره الوطن ورجالاته ليحولها إلى مطاعم وملاهي وفنادق.
فمن يوقف هذا العبث بتاريخنا وذاكرتنا الوطنية وهويتنا الثقافية ؟ من خلال استمرارا لإساءة إلى دمشق القديمة، ببيع بيوتاتها العريقة لغير أهلها، وقتل روحها عبر إفراغها من سكانها الأصليين، بقصد تحويلها إلى مطاعم وفنادق وملاهي تحت شعارات واهية لا تخدم الوطن وذاكرته.
التاريخ يعلمنا، أن الشعوب التي تطمس ماضيها وتبيع ذاكرتها، لن يكون لها حاضرٌ أو مستقبل. فمن أجل حاضرنا ومستقبلنا، ندعو السوريين عامة والدمشقيين خاصة إلى الوقوف بقوة وعناد بوجه كل من يحاول سلخنا عن ماضينا وتراثنا الحضاري، ضد كل من يحاول بيع ذاكرة الوطن والأمة.



#ميشال_شماس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للهدم.. نعم للبناء
- عرب ولانخجل
- عذراً سيادة الوزير.. قضاؤنا ليس مستقلاً
- الحوار اللبناني وطني أم طائفي؟
- -الزعيم- يتبرأ من القوميين
- أحبّته .. فطلقها
- حاكمٌ عربي يطلبُ الصفحَ من شعبه
- عيون المدينة
- من أين يأتينا الفرح ؟
- نحو تفعيل قانون الكسب غير المشروع
- خليك عالخط
- بماذا نفخرُ نحنُ العربْ؟
- تصريحات بالاتجاه المعاكس
- خطوة في الاتجاه الصحيح
- هل أصبح طريق الإصلاح والتغيير مفتوحاً بعد خدام ..؟
- من هو الخائن..؟
- حين الحاجة يتذكرون شعوبهم
- ميليس وخيار التحقيق في التحقيق
- حزب البعث والحرص على الدستور في سوريا
- مخاطر القرار 1636على سورية


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - ميشال شماس - دمشق العريقة تستغيث.. فمن ينقذها؟