أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - ويكفي الناخب شر تجربة واحدة















المزيد.....

ويكفي الناخب شر تجربة واحدة


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 6132 - 2019 / 2 / 1 - 04:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ويكفي الناخب شر تجربة واحدة

جواد بولس

من المنتظر، خلال الأيام القريبة، أن تنتخب معظم هيئات الأحزاب العربية أسماء مرشحيها الذين سيمثلونها في انتخابات الكنيست المقبلة. ومع انجاز هذه المرحلة سيتحتم على الجميع التوقف عن لعبة "عض الأصابع"، وحسم قضية مستقبل القائمة المشتركة بدون مناورات أو مقامرات أو مزايدات.

وبعيدًا عن تأييد أو معارضة قرار النائب أحمد طيبي، وحركته العربية للتغيير ، بالانفصال عن القائمة المشتركة،فلقد شاهدنا كيف سبّبت خطوته حراكًا سياسيًا استثنائيًا داخل مؤسسات معظم الأحزاب والحركات العربية، وتفاعلًا نشطًا بين النخب والمثقفين، واحتدامًا للجدالات في الشارع العربي عمومًا، حيث بدا وكأنه يصحو من "خبله السياسي" المستشري، ومن إحباطاته التي عزّزها سلوك قيادات القائمة المشتركة، خاصة خلال ما يسمّى بأزمة التناوب أو صراع الكراسي والبقاء.

لقد نُشرت وانتشرت، في أعقاب خطوة الطيبي، عشرات المقابلات المتلفزة والمسموعة والمقالات "والستاتوسات"؛ ومن اللافت أنّ أصحابها لم يتّفقوا، كما هو متوقع وطبيعي، على موقف يُقرّ بكون القائمة المشتركة، بمركّباتها الحالية وبطريقة أدائها السابقة، أفضل الخيارات وأسلمها، وبأنها الضمانة المثلى لمواجهة سياسة اليمين الاسرائيلي المستوحش. لقد رمى الطيبي، لأسبابه الخاصة، حجَره في بركة من سراب، فتكشفت "المنارة" وهمًا ومعضلة، رغم ما ردده الحلفاء، طيلة سنين الوحدة، كأحفاد قوم آمنت قبائله "بأن العصيّ إذا اجتمعن تأبى تكسرا ، واذا افترقن تكسّرت أحادا".

بفذلكة دعائية أعلن معظم القياديين السياسيين، بمن فيهم الطيبي نفسه، على أنّ خيارهم الأول كان وسيبقى الوحدة و العمل المشترك ؛ لكنّ بعضهم أردفوا، بهدي حكمة "الأمير" ومن باب المناورة - كما جاء في تصريح للدكتور منصور عباس، نائب رئيس الحركة الاسلامية الجنوبية ورئيس القائمة العربية الموحدة، وعلى لسان بعض قيادات الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة - أنّ حزبهم سيخوض معركة الانتخابات المقبلة وحيدًا في حالة فشل محاولات اعادة الطيبي وحركته إلى حضن القائمة المشتركة.

ستخبرنا الأيام من كان منهم صادقًا ومن لم يكن إلا مناورًا.

تقوم جميع الأحزاب، في هذه الأيام، بعمليات تقييم وحسابات لمدى قوتها الحقيقية، بمنأى عن هواجس الاعلام وضروراته وعن هرطقات الدعاية وأهميتها؛ فأثر القرار الإسرائيلي برفع نسبة الحسم لم يختبر بشكل واقعي ولم يمتحن تأثيره على حظوظ نجاح الأحزاب العربية وعلى دخولها للكنيست إلا من خلال القائمة المشتركة فقط ؛ ذلك علاوة على أنّ الاعتماد على نتائج استطلاعات الرأي، عندنا نحن العرب، مثله مثل التعويل على تعاويذ "قارئة الفنجان" وهي تطمئن "الأسمر" الجالس أمامها وترجوه، جزافًا، بألا يحزن؛ في حين يبقى الاستدلال بنتائج الانتخابات المحلية مؤشرًا محدودًا، لا يجوز الإطمئنان له والركون إليه بشكل حاسم.

لقد اعترفت القيادات، بعد انسحاب الطيبي، بأن القائمة المشتركة قد ارتكبت أخطاء ووقعت في هفوات؛ ولقد ذكر جميعهم أزمة التناوب، وأشار بعضهم إلى اهمالها تطوير مضامين سياسية مشتركة، لو انجزت، كانت ستساعدهم على تمتين وحدتهم وعلى عدم ابقائها مجرد شراكة تقنية هشة ومعرضة للزلات وللمشاحنات التي ساعدت على ابتعاد الناس وفقدانهم الثقة بالقائمة وإلى عزوفهم عن العمل السياسي، حتى البدائي منه، الضروري لصقل هوية الفرد وانتمائه المجتمعي السليم.

سيبقى النقاش حول ضرورة العمل الوحدوي، رغم اقرارنا بحيويته وبضرورته في هذا الواقع الاسرائيلي الخطير، مجرد عنوان نظري وشعاراً لا رصيد له في هذه المعطيات السياسية الحزبية العربية؛ فأنا لا أعرف لماذا يراهن مؤيّدو اعادة بناء القائمة المشتركة على تعزيز حتمية نجاح الوحدة رغم ما أثبتته التجربة في السنوات الماضية ؟ ولا أعرف كيف بنى هؤلاء الدعاة افتراضهم القاضي بأن الشركاء سيتصرفون، هذه المرة، بشكل مختلف عمّا تصرفوا في الماضي؛ علمًا بأننا لم نقرأ تلخيصًا مهنيًا واحدًا استعرض فيه حزب أو حركة مشاركة في القائمة مراحل تلك التجربة، وضع فيه الخلاصات والأصابع على النواقص وعلى الهفوات مقابل الانجازات أو اقترح من خلاله الحلول والضمانات لتحسين الأداء.

فخلال سنين التزاوج لم تنقشع غيوم البغضاء من سماوات شركاء "الدرب والمصير" ولم تستثمر معظم الهيئات الحزبية جهودًا جدّية في قطع دابر الملاسنات، ولم تُبدِ القيادات نواياها لدفن ضغائن الماضي، بل كان بعضهم يشجّع، إما جهاراً واما بالخفاء، استمرار المناكفة، ويؤجّج استعار المشاحنات لأنها كانت بالنسبة لهم أضمن الوسائل للمحافظة على ولاء الجيوش وعلى تخندقها وراء جنرالاتها في المعسكرات الحزبية ؛ وأمّا الوحدة المعلنة فلم تكن ، في الواقع، أكثر من صبغة لأقنعة أخفت أنيابًا عطشى.

لن يناقش عاقل على أننا، نحن المواطنين العرب، بحاجة إلى بناء جبهة عريضة، تكون قادرة على الصمود في وجه غول الفاشية المنفلت في مواقعنا؛ ولكن لن يكفي هذا الاقرار لتحقيق هذه المهمة إذا لم يرافقه اتفاق بين الشركاء على تحديد معسكرات الأعداء مقابل معسكرات الحلفاء، واجماع على وسائل المواجهة وميادينها.

فنحن لسنا في معرض مناظرة أكاديمية، ويكفينا بتجربة القائمة المشتركة برهانًا على أن شعار الوحدة قد يكون أجمل اليافطات، لكنه قد يصير ، في المقابل، رداءً رثّاً يؤذي ما تحته ولا يحميه.

فهل سنجد ملجأنا الوحيد في استعادة ابن القائمة "الضال"، أم سنلقى في اعادة بنائها خلاصنا الأكيد ؟

أشك في ذلك! فكما في الماضي، سيبقى في المستقبل دوف حنين وأيمن عوده حليفين "للشيطان" لأنهما أبنان لحزب يؤمن بأن زهافا جلئون وأبراهام بورغ وأمثالهما هم حلفاء للعرب في معركتهم ضد الفاشيين؟

وأشك في ذلك! لأنني لا أعرف كيف يمكن أن يتعايش، تحت سقف واحد، من يرى في بشار الأسد حاميًا لعرين عروبته ولكرامته، مع من يرى في أردوغان سلطانه أو في طول عمر الأمير المفدى مآله؟

وأشك في ذلك! لأنني لا أستوعب كيف سترضى حنين زعبي مثلاً التنازل لمن لا يستطيع، رغم انفتاحه الصادق، إلا أن يسوّغ زواج الرجل بأربع، كما تأمره الشريعة وقوانينها ؟

وأشك في ذلك! لأنني لا أفهم كيف ستصان الوحدة بين أحمد الطيبي وبين من يعتبره عميلًا لسلطة رام الله و"لأذناب" أوسلو

وأخيرًا، نحن بحاجة إلى اقامة جبهات نضالية حقيقية؛ هي ربما ثلاث جبهات، لكنني اقترح، ونحن عند أعتاب المعركة، اقامة جبهتين، تشترك في الاولى كل القوى العربية التي لا ترفض التحالف مع جميع القوى اليهودية، غير الصهيونية والصهيونية، والتي تؤمن بضرورة انهاء الاحتلال الاسرائيلي والتصدي للقوى الفاشية، وبضرورة محاربتها على جميع الأصعدة وفي كل الميادين ومن أجل اقامة نظام حكم ديمقراطي حقيقي.

والجبهة الثانية ستكون عربية-عربية تجمع كل من تبقى من قوى سياسية لا تقاطع الانتخابات وترى في الكنيست حلبة للنضال المدني ووسيلة كفاحية مقتصة من مواطنتنا في الدولة.

ويكفي العاقل شر تجربة وحدة ؛ فقد نكتشف أن خوض الانتخابات بقائمتين / جبهتين سيكون أنجح من خوضها بقائمة مشتركة واحدة، وذلك شريطة أن يتمّ توقيع اتفاقية فائض أصوات بين القائمتين، وأن تتعهدا بالمحافظة على أجواء تنافسية ايجابية غير عدائية، وأن تعملا على زيادة أعداد الناخبين ومحاربة نداءات المقاطعة وتأثير حالات الركود السياسي المتنامي.

يتبع..



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين مسيح حيفا وعذراء فاطمة
- هل تطلّق القائمة المشتركة النائب أحمد الطيبي
- هل ينجح الوزير اردان بتوحيد اسرى فلسطين؟
- رسالة الى محمد صلاح
- خواطر جليلية من - الراين-
- قتل النساء وأزمة الهوية
- شرف العربي معلق على خاصرة وردة
- فتشوا عن - المشترك- وليس عن -المشتركة-
- اتركونا نحن العرب في اسرائيل لنحيا
- ياسر عرفات .. ذكرى
- انتخابات المجالس المحلية:ماذا قالت الجماهير العربية في اسرائ ...
- القدس بين سلطان ودير
- -لجنة المتابعة- هدف معارك اسرائيل القادمة
- القدس عارية
- الحكمة والوجع في دموع اكتوبر
- الحرب هي على انجازات أسرى فلسطين
- في -الغفران- تبكي القدس فيصلها
- هل من بروكسيل سيأتي الخلاص؟
- حين كانت فلسطين محتلة!
- في فيينا او في كريات حاييم، الفاشية واحدة لا تلين


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - ويكفي الناخب شر تجربة واحدة