أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - البيئة المثالية














المزيد.....

يوميات الحرب - البيئة المثالية


مصطفى علي نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 434 - 2003 / 3 / 24 - 03:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اليوم الرابع، 22-3-2003

تذكرت صديقي رياض، وأنا أشاهد الدمار الشامل الذي يحل ببلدي، على شاشات التلفزيون، فيقبض قلبي، ويولد لي لهيب في جسدي.

رياض لم يغادر العراق البتة، لكنه كان يعرف كل شيء عن جغرافية العالم، وفي إحدى مسابقات التلفزيون " قبل زحف الجراد البعثي" فاز على جميع متحديه، كان لا يمل من ترداد:

لنحمد الله، فالعراق مثالي، ولا وجود لبيئة كالعراق في كل الأرض.

كان يحيرني عندما يقول ذلك، ثم يشرح الأمر: ألا ترى أن لا وجود للزلازل في العراق؟ ولا للعواصف، ولا للأعاصير، أ تدري كم تقتل هذه الظواهر الطبيعية من أناس في العالم؟ كم تدمر من محاصيل! كم ! كم! ثم انظر إلى مناخه! ترى فيه الفصول الأربعة، هذه جيراننا، دول الخليج لا يوجد فيها شتاء ولا ربيع، عندهم فصلان فقط، خريف وصيف، أما الآثار فحدث ولا حرج..

فرقنا الزمن بعد الثامن من شباط الأسود، وحرمني من حديثه اللذيذ، ولم ألتقه إلا بعد غزو الكويت، كان قد تغير بعد كل تلك السنين، وجدته مهدماً، مسحوقاً، ميتاً وهو حي! فداعبته لعلي أسمع الجديد عن مزايا بلدي، بعد تلك المدة الطويلة، لكنه قاطعني، قال لي: تمنيت لو بلانا الله بألف زلزال، وعاصفة، وإعصار، فكل ذلك أرحم من حكم البعث!

كلهم شركاء:

لست أدري لماذا لم يفكر أحد بتطبيق قرار 688، لم أفهم لماذا أهملتْه فرق المعارضة المختلفة! أنا أفهم لماذا عتَّم عليه صناع الحرب! فهناك غير ما سبب وجيه لديهم! لكنني لا أفهم لماذا عتَّمت عليه المعارضة! لو اتفق جميع أطراف المعارضة على المطالبة به لربما لم يجد بداً، صانع القرار الأوحد في العالم "بوش" من تغيير موقفه، أما وقد رأى المعارضة تتفق معه في أهدافه، فقد قدم قرار الحرب!

إذاً من المسؤول عن كل هذه التضحيات، كل هذا الدمار؟ أهو صدام ونظامه وحده! أم يشاركه المعتدون! أم هناك شريك ثالث هو المعارضة التي لم تعرف الاتفاق على هدف بسيط يجنب شعبها حرباً مدمرة بلا حدود!

يمين أم يسار!:

تجددت المظاهرات المعادية للحرب اليوم، كانوا يتوقعون أن يتظاهر في "نيويورك" نحو عشرين ألفاً، لكن العدد فاق كل التوقعات، أصبح مئات الآلاف، أما في شيكاغو فكانت متواضعة، لم تكن بحجم مظاهرات أول أمس، لكنها تحمل شيئاً جديداً، كانت على طرفي الشارع، فعلى رصيف الشارع بضع مئات، يرفعون شعارات مؤيدة للحرب، لبوش، وعلى الرصيف الثاني بضعة آلاف تعارض الحرب، شاهدت النوعين وابتسمت، سألتني ناشطة سلم كانت تقف قربي، لماذا تبتسم؟ قلت أنحن في اليسار أم في اليمين؟

قالت لي إن نظرت إلى مشرق الشمس فنحن في اليسار؟ وإذا استدرت إلى الخلف فنحن في اليمين.

ظللت أبتسم، وهززت رأسي لأفهمها إنني لا أعني الجهات، بل الاتجاهات، عندئذ أدركت قصدي، كانت تعرف رأيي بصدام ونظام حكمه، فنظرت في عيني لتدافع عن موقفها:

- أنا أعرف بوش! لا يمكن أن يكون في اليسار! لذا فقد اخترت موقفي عن قناعة!

فقلت لها:

- أنا أيضاً أعرف صدام، وهو لا يمكن أن يكون في اليسار قط، ولذا اخترت موقفي عن قناعة!

قالت: إذاً طريقنا مختلف! اذهب إلى حيث جهتك! قلت: لا. بل أنا متفق معك، ونحن في اتجاه واحد، ليكن شعارنا:

- لا للحرب! لا للديكتاتورية.

 




#مصطفى_علي_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحرب، اليوم الثالث: 21-3-2003. - انشقاق الضباط
- فجر يوم جديد…!
- المرأة العراقية في العراق الجديد
- رحيل الدكتاتور..تحت المجهر!
- عبد الكريم قاسم المغدور مرتين
- الفردوس الضائع
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 200 ...
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 200 ...
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 2000 ...


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - البيئة المثالية