أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - الشمال السوري: المنطقة الآمنة واتفاق أضنة














المزيد.....

الشمال السوري: المنطقة الآمنة واتفاق أضنة


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 6130 - 2019 / 1 / 30 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو التفاهم الواضح، بين تركيا والولايات المتحدة، بشأن المنطقة الحدودية الآمنة في الشمال السوري، ما يزال بعيداً عن التحقق في المدى المنظور. الطرفين المعنيين ما يزالان يتبادلان التصريحات التي تُظهر تفاهماً مبدئياً حول ذلك، ولكن دون أن تصل الى درجة الاتفاق السياسي والأمني، الذي يقود الى بدء تنفيذها على الأرض، لتنتقل من مجرد أُمنية، خطة محتملة، وبديلة لملء فراغ قد يحصل، إلى واقع يتعزز عبر إجراءاتٍ عسكرية وأمنية، تُحدث تغيراً جوهرياً في المنطقة، من مؤشراته الأساسية إبعاد التنظيمات الإرهابية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، عن المنطقة الحدودية بعمق 30 كم.
حتى اليوم، ليس ثمة صورة واضحة لاحتمالات المشهد المستقبلي للمنطقة الشمالية السورية، فقد قادت الخلافات داخل الإدارة الامريكية بشأن خطط ترامب، الى إحداث إرباكات متعددة، على أكثر من صعيد، بشأن التوصل الى تصورات يمكن اعتمادها كأساس لبناء استراتيجية تتصل بالجزيرة الفراتية بوجه خاص، والشمال السوري، بصفة عامة، دون أن يكون ذلك متصلاً بملف إدلب، الذي يبقى مفتوحاً على احتمالات مريرة، ويخضع للتفاوض بين موسكو وأنقرة، وبالطبع طهران.
المنطقة الآمنة، وعلى رغم قبول إدارة ترامب بها من حيث المبدأ، بعد سنوات من الاقتراح التركي بشأنها، وبذلها جهوداً ديبلوماسية وأمنية واسعة، لم تؤد الى نتائج عملية. لم تعط الإدارة الأمريكية أي موافقة، تسمح لتركيا من البدء في تنفيذ خطة المنطقة الآمنة. واشنطن غير متحمّسة لما تراه أنقرة ضرورة. مايزال الأمر مرتبط بشكل وثيق بموافقتها على ذلك. وعلى المدى المنظور، لاتبدو أنها في وارد الإقرار بحق تركيا، في مواجهة التحديات الأمنية، التي تتسبب بها ميليشيات العمال الكردستاني في سوريا.
في السابق، كانت المسألة تتصل بإيجاد منطقة محظورة الطيران، بحيث لايتمكن النظام من استهدافها، وبالتالي إيجاد منطقة آمنة للمدنيين، ويمكن إعادة المهجرين من مناطق سورية عديدة، ومن المخيمات إليها. وبعد التطورات التي حدثت خلال السنوات الخمس الماضية، وخاصة سيطرة ميليشيات وحدات حماية الشعب على مناطق واسعة، تغير الهدف إلى منطقة آمنة. جوهره إبعاد خطر الإرهابيين عن الحدود التركية، بعد استيلائها على المنطقة بدعم امريكي، في سياق الحرب على داعش.
لم تشكل حماية المدنيين السوريين، من جرائم ومذابح الطيران السوري، أي أهمية بالنسبة للقوى الدولية الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة، والدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن. فلم توافق على اقتراح تركيا بشأن المنطقة العازلة. وعطلت إدارة أوباما أية جهود في هذا الإطار. كما أن إدارة ترامب، التي أعطت أولوية لمحاربة الإرهاب في المنطقة، ماتزال تمنع قيام هذه المنطقة وتشترط موافقتها، لأي دخول عسكري الى الشمال السوري، مع ضمان حماية قسد، أي عدم قيام أنقرة بأي عملية عسكرية تستهدف قوات سوريا الديمقراطية. وفي السياق ذاته، أيضاً يتم تأجيل عملية منبج بسبب الموقف الأمريكي ذاته.
واشنطن توافق أنقرة على مخاوفها، ولكنها تعارض أية خطوات عملية في هذا الإطار. ولذلك تبقى الأوضاع في حال من التوتر والترقب الذي يجعل من جميع الأطراف على أهبة الاستعداد للمواجهة في أي لحظة، خاصة ميليشيا قسد التي تعيش مرحلة صعبة للغاية، مع عدم الثقة بالطرف الأمريكي الداعم لها، وهي تبذل كل جهد ممكن لدفع الولايات المتحدة، الى التراجع عن قرار الانسحاب، عبر قيامها بتفجير الوضع الأمني في مناطق تواجدها، والتي شهدت العديد من عمليات التفخيخ والتفجير، الهدف الحقيقي منها، هي إيصال رسالة الى المجتمع الدولي، بأن بقايا داعش ماتزال موجودة، وثمة خلايا نائمة، ووظيفة قسد يجب أن تستمر!
عدم بتّ الولايات المتحدة، بالتفاهمات مع أنقرة بشان الوضع في الشمال، دفع موسكو للدخول، على خط المنطقة الآمنة، وعلى محاولة التسلل الى الشمال السوري، بصورة أو بأخرى. ومن ذلك، عودة الحديث عن اتفاق أضنة الأمني المعروف.
في واقع الأمر، اتفاق أضنة تمّ بسبب الهاجس الأمني ذاته، الذي يدفع تركيا أردوغان اليوم، لإنشاء المنطقة الآمنة. وقد توقف العمل به فعلياً منذ أن أخرجت دمشق عبدالله أوجلان عام 1998، وأغلقت معسكرات العمال الكردستاني في سوريا ولبنان. ولم تعد ثمة حاجة إليه، بعد أذعنت دمشق لمطالب انقرة بالكامل، بما فيها قضية انهاء الخلافات الحدودية. لم يكن الملحق الثالث في الاتفاقية سريّاً. كان كل شئ واضحاً في حينه، بما فيها التزام الأسد الأب بالتخلي عن لواء الاسكندرونة، بالصورة المهينة، التي نتجت عن وساطة حسني مبارك وقتذاك. ولم يستطع بالطبع أحد من السوريين – بشكل علني - مناهضة تلك الاتفاقية التي حققت لتركيا مطالبها السياسية والأمنية بالكامل.
إعادة تفعيل الاتفاقية اليوم، بالتعديل المقترح تركيّاً: أي الدخول بعمق 30 كم، والتعديل المقترح روسيّاً أي بوجود النظام الأسدي في مناطق عازلة بين الكردستاني، والمناطق التي سوف تدخلها أو تديرها تركيا، في خطة المنطقة الآمنة، لا تبدو أنها مقبولة، مع رفض أي وجود للنظام، الذي يحتفظ بعلاقات وطيدة مستمرة، مع ميليشيات صالح مسلم. وفي جميع الأحوال، استعادة اتفاق أضنة لن يحقق مبتغاه. الزمن ومعطيات الواقع تجاوزت الاتفاق الأمني، بأهدافه وظروف التوقيع عليه. لا تستطيع موسكو أن تحدث أي تأثير، فهي لاتملك حق اتخاذ القرار بشأنه، بأي شكل. وباختصار، إن ذلك أصبح مرتبطاً بسياسة الولايات المتحدة وتصوراتها حيال المنطقة. أي تغيير في المعادلات القائمة، يجب أن يحظى بموافقة صريحة ولا لبس فيها، من قبل واشنطن.
الإدارة الأمريكية ليست عجولة للوقوف على تطورات الوضع في الشمال السوري، كل شئ كما يبدو لها تحت السيطرة، خاصة أنها مشغولة بالإشكاليات المقبلة عليها في ظل التعايش بين الديمقراطيين والجمهوريين، في تركيبة الكونغرس الجديدة، ولن يكون بمقدور ترامب – مكرهاً - الإمساك بخيوط صنع القرار لوحده، وفي صلب الإشكاليات الوجود العسكري الأمريكي في الشمال السوري، ودوره في خدمة أهداف وسياسات واشنطن في المنطقة.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطان ترامب
- إرهاب جبهة النصرة واستئصال الجذور
- ترامب وإرث قسد في الجزيرة السورية
- واشنطن والشمال السوري
- الدرس الفرنسي والاستبداد الأسدي
- نشطاء بلا حماية !
- غزة: صراع على الاستحواذ
- سياسات الحلّ في سوريا
- ترامب وعرش الدم
- داعش وقسد واستهداف المدنيين مجددا
- تغييب خاشقجي: اغتيال لحرية الكلمة
- تذويب جبهة النصرة وأخواتها
- إدلب: اتفاق جذوة الجمر !
- إدلب والثور الأبيض
- الصراعات الدولية والثورة السورية
- قراءة في رواية حيث يسكن الجنرال
- الثورة السورية: هزائم وانتصارات
- سوريا: التعذيب حتى الموت
- حرب العالمين ضد حوران
- المعتقلون في السجون الأسدية .. ناجون الى حين !


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - الشمال السوري: المنطقة الآمنة واتفاق أضنة